منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 06 - 2013, 11:44 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,953

عزرا من هو !!؟
عزرا من هو !!؟
عندما سقطت بابل العظيمة أمام جحافل الفرس عام 538 ق.م . واعتلى كورش الفارسى عرش الإمبراطورية العظيمة ، كان من أول أعماله أن سمح للمسبيين من اليهود الذين سباهم نبوخذ ناصر أن يرجعوا إلى بلادهم كما سبقت الإشارة فى دراسة شخصية زربابل ، وقد تمكنوا بعد متاعب كثيرة من بناء الهيكل وتدشينه ، وإقامة العبادة فيه حوالى عام 516 ق.م. ، وأعقب ذلك فترة تبدلت فيها الأحوال ، واختلط الراجعون من السبى بالوثنيين وتزاوجوا معهم ، وضعفت عزيمتهم وروحهم المعنوية والدينية ، وباتوا فى أمس حاجة إلى مصلح وهاد وواعظ ، وقد تحقق لهم ذلك فى شخص عزرا الكاهن الكاتب ، الذى أعطاه ارتحشستا الملك عام 458 ق.م. الأمر بالذهاب إلى أورشليم ، هو ومن يريد أن يذهب معه من الباقين من السبى فى بابل ، وأعطاهم الملك أموالا وقرابين وذبائح تقدم لبيت اللّه . وقد وصل عزرا ومعه حوالى 1700 رجل إلى أورشليم بعد خمسة شهور ، وهناك قام بإصلاحه العظيم ، وانقضى على ذهابه ثلاثة عشر عاماً ، لاندرى هل عاد بعدها إلى بابل أم بقى فى أورشليم ؟ ، وكل الذى نعلم أنه ظهر بعد هذه الفترة إلى جانب نحميا الوالى ، وظهر ليكون معلم الأمة وواعظها ، والأمير الأول من أمراء المنابر فى التاريخ .
ولعله من المناسب أن نذكر أن هذا الرجل كان من سبط لاوى ، وقد دون فى سفره نسبه حتى هرون الرأس . وكان حلقياً الكاهن ، جده القريب ، هو الذى اكتشف سفر الشريعة : فى بيت الرب ، ولعل أحداً قص على عزرا الذى ولد فى السبى ، ماذا فعل يوشيا يوم قرىء السفر أمامه ، وكيف مزق ثيابه ، واتضع أمام الرب ، وقام باصلاحه العظيم ، ... وعلى أية حال ، فإن عزرا اكتشف هو بنفسه هذا السفر عندما قيل عنه : « هيأ قلبه لطلب شريعة الرب والعمل بها » " عز 7 : 10 " ... ومن المحقق أن عزرا عاش فى بابل وأرشليم ، متعظاً بكلمة اللّه ، عميق التأمل فيها ، يحفظها ويعمل بها قبل أن يطلب من الآخرين العمل بها !! ..
وإذا كان من الواضح أن الرجل فوق منبره الخشبى ، هو أول الوعاظ وأبوهم بالمعنى المفهوم حديثاِ ، فقد حمل دون شك فى أعماقه خصائص الواعظ الناجح ، وهذا الواعظ - كما يتعلم الطلاب فى كليات اللاهوت فى علم الوعظ - لا يمكن فصله عن العظة ... لأن العظة عند فيلبس بروكس : « أن يقوم إنسان بتوصيل الحق إلى إنسان آخر » ... والوعظ بهذا المعنى يشتمل على أمرين : الحق والشخصية ، والفرق بين عظة وعظة ، أو واعظ وواعظ - هو الفرق فى توافر هذين العنصرين أو غيابهما ، أو نقص أحدهما أو اهتزازه أمام السامعين ، ... ويقول الدكتور جارفى مؤيداً هذا الاتجاه : « إن الوعظ ليس مجرد توصيل معلومات أو معارف ، ذلك لأن الوعظ يستغرق شخصية الواعظ كلها ، ومن ثم فهو يخاطب شخصية المستمع كلها باعتباره موضوعاً أدبياً أو دينياً ، وطالما أن الحق الذى ينادى به ويدعو إليه الوعظ هو أمر يتعلق باللّه والحرية والخلود ، كذلك فإن غايته وغرضه هو حفز الإيمان والدعوة إلى النهوض بالواجب وإبقاء جذوة الأمل والرجاء متقدة لا تخبو » ... ومن المستحيل الوصول إلى ذلك دون التطلع إلى وجه الواعظ ، ومحاولة النظر والتأكد ، من أنه يعنى ما يقول ، أن أقواله تنبع من وجدانه العميق ... ويتفق المختصون بعلم الوعظ على أن من أهم سمات الواعظ أموراً أربعة توفرت بالتمام فى عزرا الواعظ ، والكاتب الماهر فى شريعة السماء !! .. ولعل أولها : التقوى !! ..
كان عزرا عميق الشركة مع اللّه ، وتستطيع أن تبين ذلك ، من أنه عاش فى بابل ينهل من الكلمة الإلهية ، ويحرص على دراستها وتطبيقها فى حياته . والواعظ الناجح هو المستفيد الأول من العظة ، ... وقد كانت تقواه بارزة فى أكثر من إتجاه ، فهو من أعمق الناس إحساساً بالخطية ، ويكفى أن تراه وقد اكتشف فى أورشليم اختلاط الشعب وتزاوجهم مع غيرهم من الشعوب ، وقد هاله هذا وأفزعه إلى أبعد الحدود : « فلما سمعت بهذا الأمر مزقت ثيابى وردائى ونتفت شعر رأسى وذقنى وجلست متحيراً ، فاجتمع إلى كل من ارتعد من كلام إله إسرائيل من أجل خيانة المسبيين ، وأنا جلست متحيراً إلى تقدمة المساء . وعند تقدمة المساء قمت من تذللى وفى ثيابى وردائى الممزقة جثوت على ركبتى وبسطت يدى إلى الرب إلهى . وقلت : اللهم إنى أخجل وأخزى من أن أرفع يا إلهى وجهى نحوك ، لأن ذنوبنا قد كثرت فوق رؤوسنا ، وآثامنا تعاظمت إلى السماء . منذ أيام آبائنا نحن فى إثم عظيم إلى هذا اليوم ، ولأجل ذنوبنا قد دفعنا نحن وملوكنا وكهنتنا ليد ملوك الأرض للسيف والسبى والنهب وخزى الوجوه كهذا اليوم . والآن كلحيظة كانت رأفة من لدن الرب ليبقى لنا نجاه ويعطينا وتدا فى مكان قدسه لينير إلهنا أعيننا ويعطينا حياة قليلة فى عبوديتنا » " عز 9 : 3 - 8 " وإذا كان اليهود اللذين حوله لا يرون هذه الرؤية أو يحسون هذا الإحساس ، فإن مرجع الأمر هو أنه أعمق حساً وأكثر إدراكاً للذنب والخطية ، ... ومع أنه هو شخصياً كان بعيداً عن هذا الإثم ، إلا أنه كان عميق التقوى ، يحس أن خطايا شعبه هى خطاياه ، وآثامهم هى آثامه ، ... وبعدهم عن اللّه ، كأنما يشارك فيه على النحو المفزع القاسى البعيد !! ... وكان الرجل ، إلى جانب هذا ، تقياً فى يقينه بإلهه واعتماده عليه ، ... كانت كلمته المفضلة أو التى هى شعار حياته ، يد اللّه الصالحة علينا ، " عز 7 : 9 ، 8 : 18 " وقد تكررت مرات فى اختباراته الشخصية وعندما سمح له الملك بالذهاب إلى أورشليم على رأس القافلة التى أشرنا إليها ، وزوده بالتبرعات السخية ، رأى فى ذلك يد اللّه معه ، وقد حمل معه تقدمات تقدر بعملتنا الحالية بحوالى مليون ونصف مليون جنيه ، ومثل هذه الثروة تغرى اللصوص ، وقطاع الطرق ، فى رحلة تستغرق خمسة أشهر ، وقد أبى عزرا أن يستعين بقوة حارسة أو يطلب من الملك جيشاً وفرساناً لنجدتهم ، لأنه كان قد سبق فأخبر الملك : « إن يد إلهنا على كل طالبيه للخير . وصولته وغضبه على كل من يتركه » " عز 8 : 22 " فصاموا وصلوا وساروا فى طريقهم مشمولين بالحراسة والرعاية الإلهية حتى وصلوا إلى أورشليم !! ... إن التقوى فى الواعظ هى إحدىِ خصائص النفس الروحية ، وهى الحماس الأخلاقى البعيد الجذور الذي ينعكس على الاختبار الدائم فى علاقة الواعظ باللّه ، وهى علاقة شركة وصداقة ورفقة طيبه يصبح الإنسان بمقتضاها خليلاً للّه ، وهى - فى لغة أخرى - تكريس مهيب للّه ، .. وهى ليست جامدة ساكنه ، بل هى نشطة متحركة تمضى قدماً ، متألقة مزدهية بالحق ومجد وفضائل النعمة المسيحية وبركاتها ... وهى ليست شيئاً ينتمى إلى عالم آخر ، بمعنى العزوف المتكبر والأنطواء المترفع عن حاجيات الناس ومصالحهم ، بل هى تختلط بهم وتعاشرهم وتعاملهم ، تندمج فى الحياة مزودة بل مسلحة بالفضائل المسيحية ، وهى ليست ضعيفة خائرة ، بل هى بطلة قوية ، وبطولتها متركزة فى إنتصار الروح الرائع على الجسد ، وهى الحقيقة الروحية التى لا تتقبل أى تهادن أو تهاون مع الزيف أو الكذب أو الخداع أو التظاهر أو النفاق ، وهى فى الواقعية الروحية تعترف بوجود أعداء الحياة فى جوانبها الخلقية والروحية ، ومن ثم تتحداهم ، وليس من المبالغة فى شئ أن نذكر أن هذه السمة من سمات الروح هى المطلب الأول فى حياة الواعظ ، والضمان لتأثيره وأثره إذ أنها تلهب الواعظ نفسه بالغيرة المتقدة بالحماس النارى ، وهى التى تبقى الشعلة حية متوهجة وسط كل اللامبالاة الجليدية ، التى ما أكثر ما يجد الواعظ نفسها وهو بجابهها .. إن هذه التقوى هى التى تظفر للواعظ بتقدير موعوظيه وعطفهم ونواياهم الطيبة ، بل إن أكثر الناس شراً بينهم ، سوف لا يتمالكون أنفسهم من أن يشعروا أن ذلك الحماس الصادق من جانبه ، أمر خليق باحترامهم ، وجدير بكل أنحناء وتقدير .. ولقد وعد اللّه مثل هذا الواعظ الصادق والأمين بأن يبارك جهوده وأتعابه !! ..
ولا حاجة إلى القول إن التقوى بهذا المعنى كانت عميقة الجذور فى حياة عزرا ، ولذا كان تأثيره عميقاً وبعيداً كما سنرى فى حياة الشعب والناس !! .. وإلى جانب التقوى كانت المواهب الطبيعية التى زوده بها - للّه ، وهى الصفة الثانية فى حياة الواعظ ، ... والمواهب اللازمة لكل واعظ تبدأ أولا بقدرته على التفكير السليم الواضح، ثم تمتد بعد ذلك إلى العاطفة المتدفقة والفيض الزاحر من المشاعر والأحاسيس التى تتملكه ، وهو إلى جانب هذا يحتاج إلى الخيال القوى المجنح الذى يرتفع ويعلو إلى العرش الإلهى ، ويتجاوز الحدود المادية والمنظورة بين الناس ، وبالإضافة إلى هذا كله لابد أن يتزود بالقدرة على التعبير ، وامتلاك ناصية المنطق الفعال ، ... وأنت لا يمكن أن تقرأ عن عزرا دون أن تحس أنه يمتلكها جميعاً ..
الصفة الثالثة فى الواعظ هى المعرفة ، والمقصود بالمعرفة هو القدرة على الإحاطة بالكثير من المعلومات والحقائق ، ... وواضح أن عزرا كان على حظ كبير من الحنكة والدراية والإلمام ، فقد كان كما يقول « ألكسندر هوايت » من ذلك النوع الذى تملك (جون كلفن) عندما حكم جنيف ، « وجون نوكس » عندما سيطر على أدنبره ، ... وكان من المستحيل أن يجعله أرتحشستا على رأس العائدين ويزوده بالسلطان الكامل ، ما لم يكن واثقاً فى مقدرة الرجل ودرايته وحنكته !! ...
والأمر الأخير الذى يؤكد أستاذة علم الوعظ ضرورة وجوده فى الواعظ هو المهارة،... وكان عزرا الكاتب الماهر ، واحداً من أقدر الناس وأقواهم على المنبر ، له تلك الأصالة التى ترتفع به فوق التقليد والمحاكاة وما أشبه ، التى تعجز عن إطلاق الحق الإلهى دون تردد أو إبهام أو زيف !!
فإذا كانت هذه هى المقاييس الوعظية الفنية ، فإن عزرا الكاهن الماهر فى شريعة اللّه ، كان من أقدر الوعاظ وأظهرهم ، ويحق القول إنه أبوهم التاريخى القديم فى المنبر الذى أقامه ، وبحسب مالدينا من معلومات لم يسبقه كاتب آخر أو واعظ مفسر لكلمة اللّه من فوق المنبر الذى درج هويتفيليد أن يدعوه عرشه العظيم !! ...
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عزرا بن سرايا: عزرا اسم عبري معناه معونة
عزرا 7: 10 لان عزرا هيا قلبه لطلب شريعة الرب و العمل بها
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري - عزرا 3 - تفسير سفر عزرا
سفر عزرا والأسفار التاريخية في فترة ما بعد السبي عزرا - 2 - تفسير سفر عزرا
سفر عزرا والأسفار التاريخية في فترة ما بعد السبي عزرا - 1 - تفسير سفر عزرا


الساعة الآن 02:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024