نهاية عام «مرسي»: يسألونك عن الانجازات
ى قلب ميدان الثورة، وعلى منصة عادية كتلك التى كانت تشهد هتافات واعتصامات الثوار طوال 18 يوما تاريخية من عمر مصر، وقف هو للمرة الأولى فى مواجهة الملايين، أقسم بالله العظيم أن يحافظ مخلصا على النظام الجمهورى، وأن يحترم الدستور والقانون، وأن يرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن يحافظ على استقرار الوطن، وسلامة أراضيه.
ووسط دموع وأحلام وآمال الواقفين أمامه، والمتابعين له من كل مكان، خاطب الرئيس محمد مرسى الشعب الذى وصفه بالشعب العظيم، والأحباب الكرام. خاطب المسلمين فى مصر، والمسيحيين، قائلا: «ها نحن اليوم نقول للعالم أجمع هؤلاء هم المصريون، هؤلاء هم الثوار، هؤلاء الذين صنعوا هذه الملحمة، هذه الثورة».
انهال التصفيق، وازداد حماس الرجل الذى راح يزيح أجساد رجال الأمن من أمامه، ليخاطب الشعب وجها لوجه، دون فواصل. ثم قال: «جئت امامكم لأنكم مصدر السلطة والشرعية التى لا تعلو عليها شرعية، من يحتمى بغيركم يخسر، ومن يسر مع إرادتكم ينجح».
على المقاهى، وفى البيوت، وحول شاشات التليفزيون فى الشوارع، تجمع الناس، ليشهدوا على تعهدات أول رئيس مدنى منتخب بعد الثورة، سمعوه بآذانهم يقول: «أعاهد الله وأعاهدكم أن أعمل معكم من أجل تأكيد وحدتنا، أؤكد رفضى لأى محاولة لابتزاز قوة الشعب، لن أتهاون فى انتزاع أى صلاحية من صلاحيات رئيس الجمهورية، هذا عقد بينى وبينكم، وهذا هو مفهوم الدولة الحديثة.
كانت الأصوات تعلو، والصيحات تهز الميادين «ثوار أحرار هنكمل المشوار»، واختلط صوت الرئيس بصوت الشعب، وازداد الحماس، فعاد الرجل ليؤكد: «أنتم اصحاب الإرادة، أنتم مصدر هذه السلطة تمنحوها لمن تشاءوا وتمنعوها عمن تشاءوا، من أجل ذلك أتيت اليوم إليكم لا أرتدى قميصا واقيا من الرصاص، أنا مطمئن بفضل الله ثم بكم، فأنا لا أخاف إلا الله ثم أعمل لكم ألف حساب».
فتح الرئيس صدره للناس، وفتحت الناس قلوبها وعقولها للأحلام والأمنيات، «بدولة مدنية وطنية دستورية حديثة، لا نعطل الإنتاج ولا نعطل المرور، ولا نعتدى على الحريات الخاصة أو العامة، لا مجال للصدام ولا مجال للتخوين»، كما نطق هو بلسانهم.
نهضة الاقتصاد، ورفع المعاناة عن ملايين المصريين من أجل حياة كريمة، وعودة مصر رائدة فى إبداعها، وثقافتها، وتعليمها، والصناعة فيها، والإنتاج، والزراعة.
مصر حرة فى إرادتها، فى علاقاتها الخارجية، وسأحذف أى معنى للتبعية لأية قوى مهما كانت.
أؤكد مفهوم الأمن القومى فى العمق الأفريقى والعالم العربى والعالم الإسلامى وباقى دول العالم.
لن نفرط فى حقوقنا ولن نفرط فى حق أى مصرى فى الخارج.
لم تكن تلك مجرد وعود لرئيس جديد فى أول خطاب يوجهه للشعب، لكنه رسم خطة لتنفيذها عبر «ستظل أبوابى مفتوحة غير موصدة، كما أننى أرحب بكم دائما وسأظل على اتصال دائم بكم. وسنتقن العمل معا لنصل إلى بر الأمان. سأغلب فى ذلك مصالح الوطن العليا، عاقدا العزم على إرساء مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية وإزالة كل أشكال الظلم والفساد والتمييز. سأكون دائما أول الداعمين للثورة لتستمر فى كل مكان من زوايا الوطن».
واليوم بعد عام من ذلك الخطاب، تختلف كل أطياف الوطن حول ما حققه الرئيس من انجازات، وما نفذه من وعوده التى بدأها فى اليوم الأول، وقبله عبر برنامج انتخابى كان شعاره «النهضة إرادة شعب».
فى هذا الملف نرصد إنجازات الرئيس، برؤية تبتعد عن التحيز لأى من الجانبين، يتحدث أنصار الرئيس عن إنجازاته التى يملكون الأدلة لإثباتها، ويحقق فريق من الصحفيين فى صحة تلك الأدلة وعلاقتها بالواقع، لنقف جميعا على أرض محايدة تكشف لنا ما أنجزه فعلا أول رئيس مدنى منتخب بعد الثورة.
طال خطاب الرئيس فى ميدان التحرير لما يقرب من 40 دقيقة، هتفت فيها الحناجر بحياة الوطن ومستقبله، وطالبها مرسى بأن تستمر لتعلن دائما أننا أحرار، وأننا ثوار، وأننا سنكمل على ذلك المشوار، ثم اختتم خطابه قائلا: «اعلموا أن الظلم ظلمات يوم القيامة، وأن الله ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وها نحن نرى أخذ الله للظالمين».