( أخطاء الشريعة ) هل القتل حرام أم حلال ؟
الســـؤال
قال الرب لموسى في الوصايا العشر : لا تقتل . لا تزني . لا تسرق . . خروج 20 عدد 13
إلا أننا نجد في سفر العدد 31 عدد 1 - 17 أن الرب يناقض الوصية بعدم القتل :
وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى . . 17فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ، وَاقْتُلُوا أَيْضاً كُلَّ امْرَأَةٍ ضَاجَعَتْ رَجُلاً، 18وَلَكِنِ اسْتَحْيَوْا لَكُمْ كُلَّ عَذْرَاءَ لَمْ تُضَاجِعْ رَجُلاً.
وجاء في سفر يشوع 6 عدد 16 :
قَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: اهْتِفُوا، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ وَهَبَكُمُ الْمَدِينَةَ. 17وَاجْعَلُوا الْمَدِينَةَ وَكُلَّ مَا فِيهَا مُحَرَّماً لِلرَّبِّ، . . . . أَمَّا كُلُّ غَنَائِمِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ وَآنِيَةِ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ، فَتُخَصَّصُ لِلرَّبِّ وَتُحْفَظُ فِى خِزَانَتِهِ. 20فَهَتَفَ الشَّعْبُ، وَنَفَخَ الْكَهَنَةُ فِي الأَبْوَاقِ. وَكَانَ هُتَافُ الشَّعْبِ لَدَى سَمَاعِهِمْ صَوْتَ نَفْخِ الأَبْوَاقِ عَظِيماً، فَانْهَارَ السُّورُ فِي مَوْضِعِهِ. فَانْدَفَعَ الشَّعْبُ نَحْوَ الْمَدِينَةِ كُلٌّ إِلَى وِجْهَتِهِ، وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا. وَدَمَّرُوا الْمَدِينَةَ وَقَضَوْا بِحَدِّ السَّيْفِ عَلَى كُلِّ مَنْ فِيهَا مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ وَأَطْفَالٍ وَشُيُوخٍ حَتَّى الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْحَمِيرِ.
وفي سفر هوشع 13 عدد 16 يقول الرب : (( تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها . بالسيف يسقطون . تحطم أطفالهم ، والحوامل تشق ))
وفي سفر إشعيا 13 عدد 16 يقول الرب : (( وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم ))
الإجـــابة
هناك فرق واضح بين الأحكام الفردية التي تنظم القوانين في الحياة العامة ... وفي المجتمعات تحرم الدول القتل بين الأفراد سواء بحق أو بغير حق، وجعلت المشرع هو الذي له الحق في إأصدار القوانين ... وهنا في دولة إسرائيل المشرع هو الله الذي قال لأبناء المجتمع لا تقتل، ولكن نفس المشرع يمكن أن يصدر الأوامر بالقتل لمن أخطأ أو تمرد على قوانين التشريع ... والله أعطى كمشرع قوانين تتعلق ببعض الأخطاء التي تعاقب بالقتل ... وهذا عادي للحفاظ على العدالة ... الإنسان في حالته الطبيعية لا يجب أن يقتل لأنه أمر إلهي ...
وكذلك في القوانين المصرية (على سبيل المثال) يوجد أمر بعدم القتل، ولكننا نجد الدولة المصرية لديها وظيفة شهيرة وهي وظيفة "عشماوي" وهذه الوظيفة عبارة عن تنفيذ الأحكام الخاصة بالقتل شنقاً.
ونحن نجد أن الحكومة المصرية لا تعاقب عشماوي الذي ينفذ قوانين الإعدام في الناس، وكذلك لم نشعر أن هناك تناقضاً بين قانون الدولة وبين ما يفعله عشماوي الذي عمله هو تنفيذ أحكام القصاص على الناس ...
والله لم يكن يناقض نفسه مطلقا عندما قال لأبناء المجتمع "لا تقتل" ...ولكنه استخدم سيف إسرائيل كحكم دينونة على شعب آخر ... هنا إسرائيل لا يقتل ولكنه ينفذ حكم إعدام على شعب بأمر الله. لا يوجد تناقض في الآيات ... عندما وعد الله إبراهيم بأرض الموعد قال هذه العبارة "اعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ. فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ. ثُمَّ الأُمَّةُ الَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا أَنَا أَدِينُهَا، وَبَعْدَ ذلِكَ يَخْرُجُونَ بِأَمْلاَكٍ جَزِيلَةٍ. وَأَمَّا أَنْتَ فَتَمْضِي إِلَى آبَائِكَ بِسَلاَمٍ وَتُدْفَنُ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ. وَفِي الْجِيلِ الرَّابعِ يَرْجِعُونَ إِلَى ههُنَا، لأَنَّ ذَنْبَ الأَمُورِيِّينَ لَيْسَ إِلَى الآنَ كَامِلاً" (تكوين 15: 13-16).
إذاً فلقد كان كل شئ محسوباً، وأيضاً محسوماً، أنه في أيام إبراهيم قد صدر القرار بالانتظار 400 سنة، وبعد أن تمت هذه المدة وجدنا أن هذه الشعوب مستمرة في عصيانها، وحان وقت القصاص، فأصدر الله حكمه بأن ينفذ (عشماوي) الذي هو شعب إسرائيل ما قد حكم به عليها قديماً ... وقد كان. لقد كان هذا الأمر بسبب الخطية والعصيان الذي عصت به هذه الشعوب شريعة الله. نفس الأمر حدث مع شعب إسرائيل في مبدأ البركات واللعنات المدون في سفر التثنية 28. حيث بسبب معصية شعب إسرائيل وعدم طاعتهم، دفعهم الله للسبي والقتل والنهب.
فأين التناقض؟!!