رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مصدر سياسى: الجيش استعد لـسيناريو ما بعد 30 يونيو قبل إعلان بيانه كشف مصدر سياسى كبير لـ«الشروق» تفاصيل جديدة عن بيان الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة الذى أمهل فيه القوى السياسية أسبوعا لتحقيق المصالحة. قال المصدر إن البيان الذى ألقاه السيسى فى الواحدة ظهر أمس خلال الندوة التثقيفية الخامسة للشئون المعنوية فى مسرح الجلاء تمت إذاعته فى الخامسة مساء، والسبب فى ذلك أنه خضع للمراجعة والتدقيق حرفا حرفا، حتى تصل الرسالة واضحة إلى من يهمه الأمر. أضاف المصدر أن السيسى عندما ذهب لمقابلة الرئيس محمد مرسى فى قصر الاتحادية مساء أمس كان البيان قد تم إذاعته خلافا لما قيل عكس ذلك. أضاف المصدر أنه ليس متصورا أن يكون هناك تنسيق بالمرة بين الرئاسة والجيش بشأن البيان قبل صدوره، لكن ذلك لا ينفى أن الرئاسة كانت تشعر بأن هناك أمرا ما يتم الإعداد له. وأكد المصدر ــ المطلع على تطورات الموقف أولا بأول ــ أن الدافع الأكبر لبيان الجيش هو اللغة التهديدية والتحريضية العنيفة التى ترددت على منصة مظاهرة الإسلاميين فى رابعة العدوية. وربط المصدر الذى يقف على مساحة واحدة من القوى السياسية المتصارعة بين توقيت صدور البيان والحكم الذى أدان الإخوان فى قضية وادى النطرون، وبالتالى تبرئة الشرطة من قضية تهريب المساجين، إضافة إلى حسم قطاعات كبيرة من الشرطة لموقفها من 30 يونيو وأنها لن تكون يد النظام الباطشة فى التصدى للمظاهرات السلمية. وروى المصدر أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة اجتمع أكثر من مرة من دون الرئيس محمد مرسى الذى طلب منهم الحضور، وحضر بالفعل، وفى هذا الاجتماع سمع الرئيس لغة واحدة شديدة الحدة من التسعة عشر شخصا الموجودين، الذين قالوا له: «نحن نكاد نفقد السيطرة على مشاعر الناس بسبب تردى الأوضاع وكأننا نجلس على نار». وبعدها بأيام قليلة تحدث السيسى فى الفرقة التاسعة المدرعة بدهشور قائلا «الجيش نار لا تلعبوا معها أو بها»، وبالتالى فالرسالة كانت لمن يهمه الامر وقتها. وأوضح المصدر أن بيان الجيش تمت صياغته بذكاء لتصل الرسالة للجميع، خصوصا فى الخارج حيث أوضح أنه لا يريد السلطة بالمرة، ويطلب من القوى السياسية أن تحل مشاكلها حتى لا تضطره الظروف لكى يتدخل للحفاظ على أمن الوطن وأنه يبحث عن المصالحة حتى آخر لحظة. وعن الموقف الأمريكى قال المصدر إنه يعتقد أن الأمريكيين غيروا موقفهم إلى حد كبير من الإخوان والرئيس مرسى، حاكيا أن كيرى طلب من الرئيس فى آخر زيارة له قبل شهور الاستجابة لمطلب تغيير الحكومة، وصمت الرئيس عن الإجابة، الأمر الذى اعتبره كيرى موافقة، وغادر، ثم فوجئ أن القاهرة غيرت موقفها تماما بعد تلقيها مساعدات وقروض قطرية وليبية. هذا الموقف جعل كيرى يتوقف عن المجىء مرة أخرى، بل هناك تقديرات بأن واشنطن طلبت من الدوحة أن تتمهل فى تقديم الثلاثة مليارات دولار مباشرة للبنك المركزى المصرى بل وضعتها فى بنك قطر باسم البنك المركزى، ثم فجأة تشددت فى صفقة الغاز وطلبت رفع السعر بدرجة تفوق سعره العالمى. وقال المصدر أيضا إن الولايات المتحدة طلبت من صندوق النقد أن يتحرك بسرعة فى اتجاه توقيع القرض مع المصريين، لكن بعد التلكؤ من النظام فإن الرسالة التى تلقاها الفنيون فى الصندوق هى «اعملوا طبقا لما ترونه، ودققوا فى البرنامج الذى سيقدمه المصريون»، وبالتالى فقد تعثر القرض بصورة ملحوظة. كما كشف المصدر أن الأمريكيين بدأوا يهملون المصريين فى الملف الفلسطينى ويعطونه للأردن، لأنهم أخذوا من محمد مرسى ما كانوا يريدونه لإسرائيل وهو أن توقف حماس صواريخها حتى يتم إعادة انتخاب بنيامين نتنياهو، والخلاصة التى وصل إليها الإسرائيليون وأخبروا بها الأمريكيين أن النظام المصرى هو الراعى الرسمى لحماس المصنفة كتنظيم إرهابى وأنه بعد تسلمه السلطة توقفت كل العمليات ضد خط أنابيب الغاز فى سيناء. وبالتالى لا يمكن الوثوق به. ولا يستبعد المصدر أن تكون واشنطن قد بدأت طريقا طويلا ضد الإسلام السياسى، معتبرا أن أياديها ليست بريئة مما حدث فى ميدان تقسيم فى اسطنبول أو التعقيدات الموجودة فى المشهد التونسى. ويرى المصدر أن السفيرة الأمريكية فى القاهرة لا تدافع عن الإخوان، بل عن نفسها لأنها اعتقدت أنهم الحزب الأكثر تنظيما القادر على تسلم السلطة، وبالتالى فإن معارضا مصريا قال لجون كيرى، إن ما تقوله لكم السفيرة عن مصر غير صحيح، وجزء كبير من الشارع ضدهم. فى هذا اليوم حاصر المتظاهرون الفندق الذى نزل فيه كيرى وتم إخراجه من الباب الخلفى، ومن يومها لم يعد إلى القاهرة. نفس الأمر ينطبق على الأوروبيين حيث طلبت كاثرين اشتون من مرسى تغيير الحكومة ووعدها خيرا، وكانت قد التقت قادة المعارضة وأجمعوا كلهم على ترشيح كمال الجنزورى لقيادة حكومة إنقاذ، لكن مرسى تصرف معها بنفس «الطريقة الأمريكية». وقال المصدر السياسى إن أمام الرئيس محمد مرسى طريقين الأول أن يتصرف بحكمة ويمد يده إلى المعارضة وبقية المجتمع لإخراج مصر من المأزق الرهيب الذى تمر به، وإذا حدث ذلك فسوف تعبر مصر 30 يونيو وما بعده بسلام، والطريق الثانى أن تنتصر وجهة نظر المتطرفين فى الجماعة ويرفضون أى حلول، وينزل المصريون إلى الشوارع بكثافة ويتعقد الموقف اكثر. وأبدى المصدر خشيته من حدوث شلل فى مرافق البلاد خصوصا الطرق والسكك الحديدية والمصالح الحكومية، الأمر الذى قد يعطل وصول السلع الغذائية التى يأتى 70٪ منها من الخارج. فى هذه اللحظة يعتقد المصدر أن الجيش سوف يتدخل لوجود قناعة لديه بأنه لو تأخر أكثر من ذلك فقد لا يجد بلدا بالمرة، ولذلك عامل الوقت صار مهما. وأكد المصدر أن الجيش لم يصدر البيان الاخير إلا بعد أن صار لديه تصور كامل لسيناريو اليوم التالى لحدوث أى اضطرابات عنيفة، مشيرا إلى أن التهديدات والتخويفات بالعنف فى هذا اليوم بلا قيمة، لأنه لا يمكن ممارسة العنف فى ظل وجود حشود كبيرة. وتوقع المصدر نزول أعداد كثيرة يوم الأحد المقبل فى ظل ما يتردد عن تجهيز عشرة آلاف خيمة ودورات مياه متنقلة ومواد غذائية. وعن سيناريو اليوم التالى قال المصدر إن مجلسا سوف يتشكل من ثلاثة أشخاص مدنيان وعسكرى، والمدنيان أحدهما سيكون رئيس مجلس القضاء الأعلى وليس المحكمة الدستورية، مع فترة انتقالية تتراوح ما بين عام ونصف العام وعامين، يتم فى الشهور الستة الأولى إعداد دستور، وبعد العام الأول إجراء انتخابات نيابية، والهدف الرئيسى من طول الفترة الانتقالية أن يكون هناك عمل مضنٍ لإعادة الأمن والاقتصاد والتصالح مع العالم الخارجى، بحيث إنه عندما يتم انتخاب الرئيس الجديد يجد بلدا يحكمه. وكشف المصدر عن وجود تفكير فى مجلس وزراء مصغر من سبعة عشر وزيرا مع رئيس وزراء بصلاحيات كاملة بجانب عشرة من نواب رئيس الوزراء تتراوح أعمارهم ما بين الثلاثين والأربعين، لكى يتم تدريبهم على القيادة. وتمنى المصدر أن يتحرك الرئيس محمد مرسى بسرعة شديدة قبل أن يلتهم الحريق ما تبقى من الوطن، لكنه بدا متشائما من حدوث مصالحة حقيقية سواء لتعنت بعض قادة مكتب الإرشاد أو سوء أداء غالبية قادة المعارضة، وبالتالى فإن الشباب الذين يقودون التحرك على الأرض بلا قيادة حقيقية. وختم المصدر بقوله «إن الصورة قاتمة، لكن مايزال هناك أمل». |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|