منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 06 - 2013, 08:00 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,580

سنبلط : الرد على أسلحته وصراعه
سنبلط :  الرد على أسلحته وصراعه
من الطريف أن أحدهم ، وهو يتحدث عن أسلحة سنبلط ، شبهه ببعض البنادق التى أرسلت إلى الانجليز فى حرب البربر فى جنوب إفريقيا ، وقد أراد الانجليز أن يجربوا فاعلية هذه الأسلحة ومدى بلوغها الهدف ، ... كانوا على رابية ، وأبصروا على رابية أخرى ، بالمنظار المكبر ، قطيعاً من الماعز عدده عشرة ، فجعلوها هدفهم ، وأطلقوا عليها عشرين طلقة ، ثم ذهبوا إلى المكان ليروا أن العشرة تحولت إلى إحدى عشر من الماعز ، لأن واحدة فى ذلك الوقت ولدت أخرى !! ... لم يفشل سنبلط فحسب ، بكل أسلحته ، بل أعطانا صورة للنجاح الذى تتمخض عنه خدمة اللّه فى وسط الشدائد والمتاعب والمقاومات ، وهذا ما يحدث دائماً فى كل جيل وعصر ، عندما يصنع اللّه من الشر خيراً ، ومن الآكل أكلا ومن الجافى حلاوة ، ... ومن حقنا ونحن فى قلب المؤامرات الشريرة التى لا تنتهى طالما بقى أشرار ومؤمنون على الأرض ، ... أن نسأل كيف نقاوم الشر وننتصر عليه ؟ .. ومن اللازم أن نعلم بادئ ذى بدء ، أننا : « وإن كنا نسلك فى الجسد لسنا حسب الجسد نحارب . إذ أسلحة محاربتنا ليست جسدية بل قادرة باللّه على هدم حصون . هادمين ظنوناً وكل علو يرتفع ضد معرفة اللّه ومستأثرين كل فكر إلى طاعة المسيح » " 2 كو 10 : 3 - 5 " .. لقد كان السلاح الأول فى مواجهة سنبلط هو سلاح الإيمان ، .. إذ أن حركة نحميا من أولها إلى آخرها كانت تتميز بالإيمان ، .. وهذا الإيمان بدأ من أول الأمر فى عزلة النقاوة التى رفضت الاختلاط أو التعاون أو التهاون مع الوثنيين ، فهو لا يرضى شركتهم ، ولا يقبل مصاهرتهم ، وهو لا يقود جماعة اختلط فيها الحابل بالنابل ، والمؤمن بغير المؤمن ، ... إنه جاء ليبنى سوراً للمدينة ، وسوراً أعظم ، عازلا من الوجهة الروحية ، كل اختلاط بالفساد والشر والوثنية والتعامل مع الشر ، ... على أن هذا الإيمان كان من الوجهة الأخرى ، الإيمان فى قوة اللّه التى تعمل معه ، .. لقد أدرك أن له الصديق القوى القادر على كل شئ ... وسلاح الإيمان هو أمضى الأسلحة فى مقاومة الصعاب الهائلة التى تعترض طريقنا فى الحياة ، ... وهو الذى مكن أبطال الإصلاح فى كل العصور والأجيال من أن يهتفوا هتاف الرسول : « فماذا نقول لهذا . إن كان اللّه معنا فمن علينا » ... " رو 8 : 31 " وكان السلاح الظاهر أيضاً مع نحميا : سلاح الصلاة ... كان الرجل يؤمن بأن الصلاة تستطيع أن تواجه جيوش الأرض كلها ، وليس سنبلط وحده ، .. وقد كان اختباره عظيماً فى فاعليتها ، منذ اللحظة التى وقف فيها أمام الملك ، عندما رأى وجهه المكمد ، ... وإذا خاف رفع عينيه فى الصلاة إلى اللّه ، وقال : « فصليت إلى إله السماء » " نح 2 : 4 " وأنت لا تستطيع أن تقرأ السفر دون أن تدرك أن نحميا كان يواجه دائماً مشكلاته بالصلاة ، ... وما أجمل أن ندخل معه فى مواجهة الظروف والمشاكل فى اختبار الصلاة ، قال بللى صاندى فى حديثه عن الصلاة : « صلى إبراهيم من أجل ابن فأعطاه اللّه نسلا كالرمل الذى على شاطئ البحر .. صلى من أجل سدوم فسمع اللّه صلاته وأخرج لوطاً منها ، .. صلى يعقوب من أجل اللقاء الطيب مع عيسو !! .. وصلى موسى من أجل الغفران لشعبه ، وصلى جدعون للانتصار على المديانيين ، وصلى إيليا وأجابه اللّه بنار ، وصلى يشوع فكشف عاخان ، وصلت حنه فولدت صموئيل ، وصلى حزقيا فقتل مائة وخمسة وثمانون ألفاً من الأشوريين ، وصلى دانيال فسد اللّه أفواه الأسود ، وصلى الرسل فجاء يوم الخمسين !! ... وكان من المستحيل على نحميا أن ينجح من غير الصلاة !
على أن نحميا أجاب على سنبلط ، وعلى سخريته ، ونقده، وتهديده ، وتشويشه بشئ واضح ظاهر ، هو العمل المستمر ، دون توقف أو تردد أو إهمال أو تكاسل ، ... وما من شك بأن ظروفه كانت قاسية ، والعمل الذى يواجهه كان جسيما ، لكنه أجاب على كل شئ إجابة أحد خدام اللّه الذى جاءته ذات يوماً سيدة تشكو مر الشكوى من مدرسى مدرسة الأحد الذين يعلمون أولادها الأربعة ، وقالت للراعى : أعتقد أنه يلزم أن تغيروا هؤلاء المدرسين جميعاً !! .. وأنصت إليها الراعى ثم قال : « إنى أتفق معك ، وأنت تعلمين أنه خلال العامين السابقين ، وأنا أحاول معك ومع زوجك للمساهمة فى خدمة مدرسة الأحد ، .. وأنت إلى هذه الساعة ما تزالين ترفضين !! .. بل لا تزالين ترفضين تحمل أية مسئولية فى عمل الكنيسة ، فهل يحق لك بعد هذا أن تنتقدى الذين يبذلون جهدهم حتى ولو لم يكن كافياً ؟ » .. على أية حال ، كان نحميا عظيماً ورائعاً ، إنه واجه النقد بالعمل ، ولم يتوقف قط ليدخل فى نقاش أو مجادلة مع هذا أو ذاك من الناس !! .. وليس هناك ما هو أعظم من أن نرد على الناس ، وعلى سخريتهم ، ونقدهم ، واحتقارهم ، بغير العمل ، حتى نصل معهم إلى الحقيقة التى فيها يتحولون من الاحتقار للعاملين ، إلى الاحتقار لأنفسهم !! ..
وما من شك فى أن اليقظة والسهر من أهم ما ينبغى أن نواجه به عداوة . الآخرين وخصومتهم ، ونحن لا نستطيع أن نبنى سوراً لخدمة اللّه ومجده ، بغير العين المفتوحة، والقلب الملتهب ، واليد المجتهدة ، واليقظة الكاملة كما فعل نحميا قديماً فى مواجهة سنبلط وطوبيا وجشم ، وكما علمنا السيد فى معنى أعظم وأكمل عندما قال : « إسهـــــروا وصلــــــوا لئلا تدخلوا فى تجربة» " مت 26 : 41 " .. !! .
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يعقوب راح لربنا بعنده وعصبيته وصراعه
القديس باسيليوس الكبير وصراعه مع السلطة
قصة البابا خائيل الثالث وصراعه مع أسقف سخا
قصة البابا بطرس الثاني وصراعه مع أتباع «آريوس»
يعقوب أبو الآباء: رحلة العودة إلى بيت أبيه، وصراعه مع خاله لابان


الساعة الآن 07:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024