منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 06 - 2013, 08:04 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

الوصية المنسية

الوصية المنسية
بصوت منخفض تقطعه انفاس قصيرة و بنغمة عذبة تشبه الملائكة فى تسبيحها راحت ترتل " لا تدينو كى لا تدانو .. بالمحبة و الحب عيشو .. اسمعو المسيح ينادى .. و انصتو لصوته الهادى .. فى العظة .. فوق الجبل .. بيقول أولادى لا تدينو .. لاتدينوووووووووووو " .. ثم نظرت إلى امها ببراءة و حيرة " يعنى ايه لا تدينو كى لا تدانو دى ؟؟ " قد تعثر على عقلها الصغير ذو الخمسة أعوام فهم تلك الجملة من الترنيمة التى حفظتها من أحد الأشرطة التسجيلية لكورال معروف .. و بسعة صدر و توقع مسبق للسؤال اجابتها والدتها " يعنى متقوليش فلان وحش عشان بيعمل كذا " .. نهضت مستنكرة اشد الاستنكار " ازاى يعنى ماهو لو بيعمل حاجة غلط يبقى وحش " فابتسمت والدتها بهدوء و قالت لها الجملة المعتادة " مالناش دعوة بحد .. احنا منعملش الغلط و بس و مالناش دعوة بحد " لم تستكت الطفلة بالطبع و راحت تسأل و تسأل سيلاً من الاسئلة حتى فاض كيل والدتها فقالت بصرامة " الحكم على الناس حلوين ولا وحشين دى شغلة ربنا .. انتى عايزة تشتغلى شغلة ربنا ؟؟ مينفعش " و هنا صمتت الفتاة مطيعة أو مستسلمة لتقسيم الادوار .. و تعلمت انه ليس من شأنها ان تحاكم أحدًا و إن كانت تراه مخطئًا ..

تمر الايام سريعًا و تضيف إلى عمرها خمسة اعوام آخرى .. و إذ بيوم تذهب إلى مدارس الاحد لتسمع القصة الاسبوعية من خادمتها الخدومة .. و تكون القصة عن الادانة .. فيٌحكى ان راهب عجوز مشهود له بالحكمة و التقوى .. تجمع الرهبان حوله عند وفاته ليأخذو كلمة موعظة .. فوجدوه مبتسمًا بشوشًا لا يلق بالٍ لخطاياه السابقة .. فقال لهم " انا ربنا واعدنى بانه مش هيدينى زى ما انا مدينتش حد فى حياتى " .. كانت تلك الجملة بمثابة ضربة صاعقة لها ؟ .. كيف لا يُدان ؟ هل لم يخطأ ابدًا ؟ .. كلا ربما اخطأ لكنه مسنود على وعد الله الذى لا يخلف وعده ابدًا .. " لا تدينو كى لا تدانو " لم تكن وصية فقط .. بل وعد ايضًا ..

مرت خمسة أعوام أخر .. حين رأت شخص يكثر من قول الآيات فى كل موقف يتصرف بطريقة غريبة ! فهو يتودد لفتاة تعرفها يتحدث إليها كثيرًا و يتعذر باتفه الاسباب للتواجد معها .. حاولت ان تتناسى تلك المواقف و لكن فضول المراهقة و كبريائها جعلها تفكر فى قلبها " يعنى هو ابن ربنا باللسان و بينصحنا احنا؟؟ و بيكلم هو بنات ! " لم تمر سوى أشهر حتى أعلن الشاب خطبته لتلك الفتاة .. فقد كان فعلا يحادثها و يتقرب إليها طمعًا فى بناء كنيسة صغيرة معها يسمى بعش الزوجية .. قد سائت به الظن ..

كثيرون – و انا اولهم – ننسى تلك الوصية و هذا الوعد .. نغرق وسط بحور كلمات و آيات ولا نلتفت إليها .. نصدر الاحكام و نتكلم بحناجر عالية و السنة فصيحة عما يجب أن يفعل و ما يجب أن يترك .. و ننسى اننا تركناها عن دون قصد .. يجب ان نعمل هذه ولا نترك تلك .. لسنا آلهة لنعمل عمل الله و ندين غيرنا .. فربما كان بنا أضعاف ماندين غيرنا عنه و يتمهل الله علينا .. أفلا نتمهل نحن الخطاة على أخواتنا الخطاة ؟؟



أقتباس كتابي الوصية المنسية
من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بروح التقوى وتنفيذ الوصية دعا طوبيت ابنه كي ينفذ الوصية
الأنسجة المتخصصة
الوصية المنسية
النسخة الإفرامية | النسخة الأخميمية
الأوشية


الساعة الآن 06:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024