بيلشاصر والأوانى المقدسة
يقولون إن بيلشاصر كان متعبداً لبيل إله الكدانيين ، وقد أراد أن يثبت لعظمائه شيئاً يختلف عما وصل إليه نبوخذ نصر ، فإذا كان نبوخذ نصر قد انتهى إلى سيادة اللّه على كافة الآلهة ، عندما قال لدانيال الذى فسر له الحلم الذى عجز حكماء بابل عن معرفته وتفسيره : " حقاً إن إلهكم إله الآلهة ورب الملوك وكاشف الأسرار " " دا 2 : 47 "... كما قال للثلاثة فتية بعد خروجهم من الأتون : " إذ ليس إله آخر يستطيع أن ينجى هكذا " " دا 3 : 29 " .. فإن بيلشاصر يمكن أن يثبت شيئاً يختلف عما ذكره الملك العظيم ، إذاً فليرفع بيل على حساب اللّه ، ولا مانع من التسبيح لآلهة الفضة والذهب ، والنحاس ، والحديد ، والخشب ، والحجر - التى لا تبصر ولا تسمع ولا تعرف - متجاهلا ، اللّه الذى بيده نسمته وله كل طرقه !! .. كما قال له دانيال " دا 5 : 23 " وغنى بليشاصر وعظماؤه لبيل على أمل أن يساعدهم فى اليوم الأسود ضد الجيوش المهاجمة التى تحاصر المدينة ، وما هو البرهان ، فى عرفه ، تزلفاً وتملقاً لبيل ، وتحدياً لإله إسرائيل ، وذلك بإحضار الآنية المقدسة ، واستخدامها لشرب الخمر والسكر والعربدة !! .. أو أنه - فى عبارة أخرى التمرد والنجاسة معاً ، .. وما فعله بيلشاصر قديما ما يزال يفعله الإنسان فى كل جيل وعصر عندما يتمرد على اللّه ، وينجس الأوانى المقدسة التى أعطاه اللّه إياها لتستخدم لجلاله ومجده : " ولا تقدموا أعضاءكم آلات إثم للخطية بل قدموا ذواتكم كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلات بر للّه ... ألستم تعلمون أن الذى تقدمون ذواتكم له عبيداً للطاعة ، أنتم عبيد للذى تطيعونه إما للخطية للموت أو للطاعة للبر " . " رو 6 : 13 و 16 " " أما تعلمون أنكم هيكل اللّه وروح اللّه يسكن فيكم ، إن كان أحد يفسد هيكل اللّه فيفسده اللّه لأن هيكل اللّه مقدس الذي أنتم هو " "1 كو 3: 16 و 17 " .. " ألستم تعلمون أن أجسادكم هى أعضاء المسيح ، أفآخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية ، حاشا ، أم لستم تعلمون أن من التصق بزانية هو جسد واحد لأنه يقول يكون الاثنان جسداً واحداً ، وأما من التصق بالرب فهو روح واحد لأنه يقول يكون الاثنان جسداً واحداً ، وأما من التصق بالرب فهو روح واحد . اهربوا من الزنا ، كل خطية يفعلها الإنسان هى خارجة عن الجسد لكن الذي يزنى يخطئ إلى جسده ، أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذى فيكم الذى لكم من اللّه وأنكم لستم لأنفسكم " " 1 كو 6 : 16 - 19 " .
أيها الشاب الذى تذهب إلى الفجور والدنس ، إنك بيلشاصر ، على مائدة النجاسة تقدم الأوانى المقدسة التى صنعها اللّه لمجده وجلاله