منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 06 - 2013, 08:08 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

أمصيا الكاهن بمرسوم ملكى
أمصيا الكاهن بمرسوم ملكى

تطرح قصة أمصيا - كما أشرنا آنفا - قصة الشرعية فى الخدمة ، من حيث الخادم والخدمة ذاتها ، ومع أننا لا نعلم بالضبط متى عين أمصيا كاهناً فى بيت إيل ، إلا أنه من المرجح أن خدمته فى بيت إيل فى أيام يربعام الثانى حفيد ياهو بن نمشى كانت فى حوالى عام 722 ق . م عندما سقطت السامرة ، وأخذ أمصيا مع المسبيين إلى السبى ليحرث هناك !! .. على أى حال لقد كان أمصيا آخر السلسلة العجيبة من الكهنة الذين بدأ يربعام الأول عام 932 ق.م فى تعيينهم ، ليكونوا كهنة مرتفعات ، وقد استمر هذا النظام حتى سقوط السامرة ، أى أن هذا النظام استمر قرابة مائتين وعشرة أعوام ، هى عمر المملكة الشمالية ، فهل تكتسب الشرعية فى الخدمة الدينية ، بمجرد مرور السنين أو القرون على ذلك ؟ . وهل يحسب الكاهن كاهناً ، لمجرد أنه ينتمى إلى تقليد قديم ربما نسى الناس أصله وفصله ؟؟ ، .. من الواضح من قصة أمصيا أنه كان ختاماً لمجموعة من الكهنة استمرت أكثر من قرنين من الزمان ، ولا يمكنه أن يكتسب الشرعية لمرور هذا الزمن الطويل حتى ولو تلاحقت عليه آلاف السنين ، إذ أن اللّه لم يعترف قط بهؤلاء الكهنة ، ولم يقبلهم أو يرض عنهم ، لأن الشرعية دعوة إلهية ، لا تكتسب بالتقادم على وجه الإطلاق !! .. إن من أكبر الخطايا التى سقطت فيها الكنيسة فى أوقات الظلام والفساد ، هو هذا الإدعاء ، بأن الخادم هو خادم شرعتى لمجرد أنه تسلم الخدمة ، ممن هو أقدم ، وأن هذا السلطان متوارث بصرف النظر عن المسلم أو المتسلم ، وسيتاح لنا عندما ندرس قصة عاموس فى شخصيتته الخاصة به ، أن نتحدث عن هذا باسهاب ، لندرك أن عاموس الذى لم يكن يستند إلى شرعية الوراثة المزعومة ، كان هو الخادم الصحيح ، وأن أمصيا ( ولو أن وراءه أكثر من مائتى عام من الشرعية المعترف بها من الدولة ) لم يكن إلا كاهناً كاذباً هو والذين قبله من أولهم إلى أخرهم !!
كما أن الشرعية المزعومة يثبت فسادها من وجه آخر ، من الأسلوب الذى كانت تلجأ إليه وتستخدمه فى الوصول إلى كرسى الكهنوت ، فهى تستخدم كل الوسائل أو الوسائط البشرية ، ولا تعف عن استخدام الأساليب الدنيوية لما للكرسى من امتيازات أرضية ومادية كبيرة ، ومن هنا نشأ ما يعرف بالسيمونية " على مذهب سيمون الساحر : " ولما رأى سيمون أنه بوضع أيدى الرسل يعطى الروح القدس قدم لهما دراهم قائلاً: "أعطيانى أنا أيضاً هذا السلطان حتى أى من وضعت عليه يدى يقبل الروح القدس ، فقال له بطرس لتكن فضتك معك للهلاك لأنك ظننت أن تقتنى موهبة اللّه بدارهم . ليس لك نصيب ولا قرعة فى هذا الأمر لأن قلبك ليس مستقيماً أمام اللّه ، فتب عن شرك وأطلب إلى اللّه عسى أن يغفر لك فكر قلبك " " أع 8 : 18 - 22 " وما أكثر ما لعبت الدراهم دورها الرهيب فى هذا الشأن ، وقد تحول بيت اللّه إلى مغارة لصوص ويزداد الأمر سوءاً عندما تختلط السياسة بالدين ، فلا تكتفى السياسة بادخال المال إلى الساحة من أوسع الأبواب ، بل تدخل الأوضاع الأخرى التى هى أشد رهبة ونكراً ، ويحرص الساسة على أن يجعلوا على كرسى موسى الصدوقيين ، وليس الفريسيين ، وكان الصدوقيون ممن لا يؤمنون بالقيامة واليوم الأخير ، وهم لذلك أصلح الناس عند الرومان للقيادة الدينية ، وكان منهم حنان وقيافا والعدد الكبير من أعضاء السنهدريم ، وهم الواجهة التى تفسد الدين باسم الدين ، وليس هناك من هو أقدر على تضليل الجماهير مثل رجل الدين الذى يخدم السياسة باسم الدين ، وهو العدو الأول للحق الإلهى ، ولو ظهر مندثراً فى ثياب كهنوتية ، ويجلس على الكرسى الذى قال عنه السيد المسيح : " على كرسى موسى جلس الكتبة والفريسيون : فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه . ولكن حسب أعمالهم لا تعلموا لأنهم يقولون ولا يفعلون " . " مت 23 : 2 و 3 " .
وكانت الشرعية المزعومة كاذبة من حيث الخدمة نفسها ، لقد تعاقب على المملكة الشمالية تسعة عشر ملكاً كانوا كلهم أشراراً ، وقد بدأ يربعام بن نباط هذا الشر بتحويل المجرى الدينى للخدمة ، إلى الوثنية البشعة ، لقد خشى أن تحن الأسباط إلى الوحدة مع يهوذا عندما يصعدون كل عام لتقديم الذبائح فى أورشليم فعمل عجلى ذهب ، أحدهما فى بيت إيل ، والآخر فى دان ، ليبعد بالإسرائيليين عن أورشليم وذكراها ، وكان يقصد بالعجلين أن يتصور اللّه فيهما ، لأن العجول فى البلاد الزراعية ترمز إلى الخير والبركة ، وكان الذهب يلمع فى عينيه كلما دخل إلى البيت أو خرج منه ، ومن المؤلم حقاً أن ذلك المكان الذى رأى فيه يعقوب سلم السماء ، تحول إلى هذه الصورة البشعة من الوثنية ومهما قيل عن الشريعة ، فإنها برهانها الأعظم هو فى حياة الخادم وأسلوب خدمته !! .. لقد ابتلعت عصا موسى عصى العرافين ، وكانت برهاناً على الفرق البين بين الحق والكذب ، وقال بولس للكورنثيين : " إذ أنتم تطلبون برهان المسيح المتكلم فى الذى ليس ضعيفاً لكم بل قوى فيكم " " 2 كو 13 : 3 " .
كانت الخدمة عند أمصيا نوعاً من أكل العيش " وقد أفصح عن ذلك عندما تحدث إلى عاموس قائلاً : " وكل هناك خبزاً ، وهناك تنبأ " . " عا 7 : 12 " وما أكثر الذين يحيون ليأكلوا خبزاً ، ويشربوا خمراً ، ويأخذوا مركزاً ، فالخدمة عندهم لا تزيد عن المغنم الذى إليه يسعون ويتجهون.
إن امتحان الشرعية يظهر فى وضعه الصحيح من اليد النظيفة : " من يصعد إلى جبل الرب ، ومن يقوم فى موضع قدسه ؟ الطاهر اليدين والنقى القلب الذى لم يحمل نفسه إلى الباطل ولا حلف كذباً " " مز 24 : 3 و 4 " وعندما تساءل قوم من الكورنثيين عن شرعية الرسول بولس ، ومركزه من الخدمة أجاب : " أهم خدام المسيح أقوال مختل العقل . فأنا أفضل . فى الأتعاب أكثر فى الضربات . أوفر فى السجون أكثر فى الميتات مراراً كثيرة . من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلده إلا واحدة . ثلاث مرات ضربت بالعصى . مرة رجمت . ثلاث مرات انكسرت بى السفينة . ليلاً ونهاراً قضيت فى العمق . بأسفار مراراً كثيرة . بأخطار سيول . بأخطار لصوص . بأخطار من جنس . بأخطار من الأمم . بأخطار فى المدينة . بأخطار فى البرية . بأخطار فى البحر . بأخطار من أخوة كذبة . فى تعب وكد . فى أسهار مراراً كثيرة . فى جوع وعطش . فى أصوام مراراً كثيرة . فى برد وعرى . عدا ما هو دون ذلك . التراكم على كل يوم ، الاهتمام بجميع الكنائس " " 2 كو 11 : 23 - 28 " وهل هناك برهان على صحة الخدمة أو حقيقتها أقوى من هذا البرهان ؟ !! .
كان الشئ الأخير فى الشرعية عند أمصيا متصلا بالمكان أو دائرة النفوذ ، وهو لذلك لا يقبل أن يقتحم عليه عاموس مكانه ، .. لقد أخذ هو بيت إيل بمقتضى المرسوم الملكى ليكون مركز نفوذه وسلطانه ، وهو على استعداد أن يصارع أى إنسان آخر يدنو من كرميه أو يعمل بين رعيته ، .. ومن المؤسف أنه ما تزال إلى اليوم هذه الصورة على وضعها البشع ، فى كثير من الأماكن ، وبين المذاهب المسيحية المختلفة .. فعندما يكرز خادم من خدام اللّه بالكلمة يسأل : من أى مذهب هو ، وما سلطانه وحقه فى الكلام بين أبناء المذاهب الأخرى ؟؟ ، وتصبح الأذن صماء بالنسبة لرسالته ، لأنه يتكلم وهو ابن مذهب معين إلى آخرين ينتمون إلى مذهب مخالف لمذهبه !! .. ومن المؤسف أيضاً أن أبناء المذهب الواحد يتصارعون على الأعضاء ، وكيف يتحدث راع من كنيسة أخرى إليهم أو يزورهم أو ينادى لهم برسالة الإنجيل أو يبشرهم بكلمة الخلاص ؟ ، وبدلا من أن يشكر على هدايتهم ومعونتهم ، يقال له ما قاله أمصيا لعاموس : " أن اذهــــب ... إلى أرض يهوذا ... وهناك تنبأ !! ..
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كلمات ترنيمة ملكي يا ملكي بتنسيق مختلف
ترنيمة ملكي يا ملكي - Arabic Nazarene Church
سؤال: من هو ملكي صادق؟ وما معنى قولنا في المزمور: "أنت هو الكاهن إلى الأبد على طقس ملكى صادق" (مز
أمصيا الكاهن والعقاب الرهيب
أمصيا الكاهن والادعاء الكاذب


الساعة الآن 06:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024