رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
٣ - هل تموت النفس؟ في الكتاب المقدس عدة آيات تشير إلى موت الأنفس، منها: «اَلنَّفْسُ ٱلَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ» (حزقيال ١٨: ٤). «أُجْرَةَ ٱلْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» (رومية ٦: ٢٣). الله «ٱلْعَزِيزُ ٱلْوَحِيدُ، مَلِكُ ٱلْمُلُوكِ وَرَبُّ ٱلأَرْبَابِ، ٱلَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ ٱلْمَوْتِ» (١ تيموثاوس ٦: ١٥ و١٦). فبالاستناد على هذه الآيات يتساءل البعض إن كانت النفس البشرية غير قابلة للموت؟ ثم يقولون بما أن الجسد يتفسّخ ويعود تراب الأرض فإن النفس تتلاشى بالموت، ولهذا لا يمكن أن تكون خالدة. وبعدئذ يضعون الأصبع على الآيات أعلاه ويقولون إن العقيدة بخلود النفس أبعد من أن تكون كتابية، وإنما جاءت من مصادر وثنية وخصوصاً يونانية (عن أفلاطون وأرسطو) فالوثنيون عامة، واليونانيون خاصة، كانوا يعتقدون بحياة النفس بعد الموت، ولكن بدون قيامة بالمعنى الكتابي. أجل إن الله «وحده له عدم الموت» لأنه وحده ينبوع الحياة، وهو الحياة نفسها (يوحنا ١: ٤، ١٤: ٦). ولكن بولس لا يقول إن الله وحده له صفة الخلود: بل قال إن له عدم الموت، أي له عدم الموت كهبة يمنحها بسلطان لخلائقه. فإن الناس مدعوون لحياة بلا نهاية، أولاً لأنهم خُلقوا على صورة الله. ولكن كما رأينا آنفاً، أنه بسبب ارتكابهم الخطية، صاروا جميعاً عرضة للموت. وهنا يجب أن نعرف بالضبط ماهية هذا الموت، وأن نستطلع الكتاب المقدس معنى الحياة بالضبط لأن الكتاب العزيز يحتوي إعلانات الله وإعلانات الله تقول: الحياة هي الوجود مع الله (يوحنا ١: ٤، ١٧: ٣). الموت هو الوجود بدون الله (أفسس ٢: ١١ و١٢). فالحياة إذن تستمد قيمتها وسعادتها من الله، الذي هو ينبوعها. أما الموت فهو الحرمان من الحب والفرح والسلام، وكل نعمة تصدر من الله وحده. وحين سيقف بنا البحث أمام مكان الأموات وجهنم، سنرى أن المؤمن ينال الحياة الأبدية وهو على الأرض. فالله المحبة يمكث في قلبه، وتبعاً لذلك يتذوّق نعمة السماء. بعكس غير المؤمن، الذي يُحسَب منذ الآن ميتاً (أفسس ٢: ١ و٢). وقد عُرف بالاختبار أن غير المؤمن وهو بعد على الأرض، يتعرّف على بعض حالات جهنّم بانتظار الموت الذي ينقله إلى حال العذاب الأبدي، الذي يتأتّى من الانفصال الأبدي عن الله. وأخيراً نلاحظ أن عدم الموت في لغة الكتاب المقدس، وارد فقط بالنسبة للجسد المقام من الأموات في يوم الرب العظيم، فهو لا يشير إطلاقاً إلى النفس (اقرأ كورنثوس الأولى ١٥: ٥٣) فالجسد الذي يفسد ويتفسّخ يحتاج إلى التحوّل من فساد إلى عدم فساد، ومن موت إلى عدم موت. أما في ما يختص بالنفس فإن كانت قد عرفت الموت الروحي، فهي لن تتوقف عن الوجود لا في هذا العالم ولا في العالم الآتي. ولأجل جلاء هذه النقطة أقترح تقديم البيان التالي. عند ولادته يحصل الإنسان لنفسه وجوداً لا نهايه له. وعند الولادة من الله يحصل لروحه حياة أبدية. وعند مجيء المسيح الثاني يحصل لجسده عدم الموت. إن ما قيل هنا يكفي لكي نفهم أن كل إنسان، يُعِدُّ أبديته في هذه الدنيا. فإن كان خاطئاً، يستطيع أن يتوب ويؤمن. وبكلمة أخرى، أنه بالإيمان بعد التوبة يولد جديداً، ويحصل على الحياة الأبدية، التي يوصله امتدادها إلى السماء. أما الخاطئ، الذي يرفض التوبة، فليس أمامه سوى الهلاك. فهو مائت ولو كان حياً. وهذا الموت سيؤدي به إلى جهنّم. إذن يجدر بكل واحد أن يعرف مصيره، إن كان قد انتقل من الموت إلى الحياة. هذا ما خبره يوحنا الرسول وكتبه لنا فقد قال: «نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ ٱنْتَقَلْنَا مِنَ ٱلْمَوْتِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ» (١ يوحنا ٣: ١٤). شكراً لك...وغداً سيكون الحديث عن مصير الأموات والبقايا تتبعها لأن للحديث بقية... وكلام كثير أشكرك أحبك كثيراً يسوع المسيح ينبوع الحياة يحبكم جميعاً بيدو... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|