منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 05 - 2013, 07:10 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,127

اللص وإيمانه
اللص وإيمانه

كان إيمان اللص من أروع ما ارتقت إليه النفس المؤمنة في كل التاريخ، ولعله من الواجب التعمق في دراسة هذا الإيمان الذي لمع في قلب الظلام. كما تلمع الدرة الفريدة في أعماق الليل، لقد كان أول كل شيء هو الإيمان الحقيقي بالله، إذ يقول لزميله الآخر : «أولا أنت تخاف الله» وربما لم يكن اللص قبل ذلك ملحدًا، وعلى وجه الخصوص إذا كان من الحزب الثوري الذي كان يريد أن يطرد الغزاة، وهو ممتليء بروح التعصب للوطن وللشريعة، ولكن من الجائز إن إيمانه كان كإيمان الكثيرين الذين لا يزيد الله في حياتهم عن اسم يرددونه أو يقسمون به في الحق والباطل دون أن يكون له أدنى أثر في حياتهم أو تصرفاتهم، فهم لصوص. ومعذلك يؤمنون بالله، ولا بأس من النطق باسمه حتى وهم ينهبون أو يسرقون! في الحقيقة ، إن الإحساس بشخص الله شيء يختلف تماماً عن مجرد الإيمان بوجوده، كل الناس يؤمنون أن الجمال الطبيعي موجود ولكن بعض الناس فقط هم الذين يحسون به بقوة ويفرحون له من قلوبهم، بينما الآخرون لا يتحركون له بالمرة، وما أكثر اناس الذين لا ينكرون وجود الله، ومع ذلك يفقدون الشعور العميق المقنع بأنهم يتعاملون معه، ويتصلون به، ... تقدم رجل من متجر ولم يجد صاحب المتجر ولكنه وجد الموظف المختص بالبيع وعندئذ قال له : جوني أود الميزان قليلا فإن سيدك غير موجود الآن! ونظر جوني إلى الرجل معاتبًا وهو يقول : «إن سيدي موجود دائمًا، كان سيد جوني هو الله الحاضر في كل مكان!! ... وقد آمن به اللص وأحس بالخوف والرهبة أمامه وهو على الصليب.
ثم إلى جانب ذلك كان له الإيمان العميق بالخطية، لقد عاش سنوات طويلة في حياة الفساد والشر والأثم والإجرام وهو يكاد يفكر أن هناك شيئًا اسمه خطية، أو أن هناك عقابًا يلحق بالخطاة والأثمة والفجار، ولكنه الآن يدرك هذه الحقيقة، وعلى وجه الخصوص وهو يقارن بين بر المسيح وشره الظاهر : «أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا وأما هذا فلم يفعل شيئًا ليس في محله» لقد أخذ الرجل حقيقة بالوجه البريء المجروح إلى جواره بالسمو المرتفع تجاه شرور الآخرين الذين كانوا أشبه بالذئاب العاوية، وعاد هو ليرى خطاياه البشعة التي سودت صفحات حياته، وكان رائعًا وعظيمًا في الاعتراف بالذنب دون أوفي لف أو دوران وهو يقبل عقوبة الله العادلة له.
ثم كان أيضًا الإيمان الحقيقي برحمة الله، لقد بدأ هو وزميله في تعيير المسيح، واشترك مع الجماهير الآثمة في لهوها المزري وسخريتها بالمصلوب. فإذا به يسمع الصلاة : «يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون» (لو 23 : 34) ولعله هنا انكسر قلبه وذاب، عندما رأى الرقة تواجه القسوة، والحب يواجه البغض، والسلام يواجه فيض الحقد والشر والحماقة والضغينة!! وهنا تحول الرجل من النقيض إلى النقيض، وآمن برحمة الله وإحسانه ووجوده وغفرانه، وأدرك أنه مهما كان شره عظيمًا نحو السيد فإن غفران المسيح أعلى وأعظم، ومن ثم لم يتردد في الاتجاة إليه بالتجاوز عما فرط منه منذ دقائق خلت!
على أن هذا الإيمان بلغ السمت والذروة وهو يؤمن بملك المسيح الأبدي، وهو معلق على الصليب، ولست أريد أن أقارنه بكل إيمان آخر كما فعل الكسندر هوايت، وهو يعتقد أنه تفوق على الجميع بما فيهم إبراهيم أبي المؤمنين، والتلاميذ جميعًا، وسائر صحاب المسيح وأتباعه في ذلك اليوم الرهيب، لقد كان اللص الآخر على استعداد أن يؤمن بالمسيح إذا أنزله عن الصليب وخلص نفسه وإياها، كما أن التلاميذ جميعًا تبعثر إيمانهم، ولم يستطيعوا أن يسترجعوه إلا بالصعوبة البالغة بعد القيامة، ألم يقل تلميذا عمواس : «كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل» (لو 24 : 21) وألم يربط توما يقينه بوضع يديه في أثر المسامير قبل أن يصيح «ربي وإلهي» لكن هذا اللص آمن بالمسيح ربًا وملكًا وهو فوق الصليب وفي قلب الإهانة والعار!! لقدآمن أنه سيقوم يومًا ما، وآمن أن المسيح المصلوب إلى جواره رب وملك وسوف يسود ملكه الأبدي! وهو لا يريد أن يرجع كاللص الآخر إلى الحياة القديمة بالنزول من فوق الصليب، ولكنه يأمل في رحمة تعطيه مكانًا في ملك المسيا الأبدي، عندما يحكم ويسود، وتنتهي المباذل والمفاسد من الأرض! لقد آمن الرجل بالمسيح والأبدية، وأعطاه الله أن ينطق بهذا الإيمان بلغة لم يرتفع إليها بشرى في قلب الإهانة والعار، كما فاه بها اللص التائب وهو معلق على صليبه إلى جوار المسيح المتألم المهان، على نحو هيهات أن يتكرر مرة أخرى في تاريخ الأجيال والعصور!
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
منوح وإيمانه
زجرِ اللص اليمين بعُنف واحتقار زميله اللص اليسار
ولاء يوناثان وإيمانه
هل الذى جدف على الرب وقت صلبه اللص الشمال فقط أم جدف معه أيضاً اللص اليمين ؟
خادم الملك وإيمانه


الساعة الآن 02:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024