والله وعملوها الرجالة.. بس يارب تكون دي آخر مرة!!

[Mary Naeem]

والله وعملوها الرجالة.. بس يارب تكون دي آخر مرة!!



غمة وانزاحت.. تلخص هذه العبارة المقتضبة المشاعر التي أحس بها جميع المصريين الوطنيين لدى تلقيهم مفاجأة عودة جنود الشرطة والجيش الذين تم خطفهم منذ نحو أسبوع.
وقد تم العثور عليهم في صحراء العريش على بعدة عشرات الكيلومترات من المكان الذي كانت تعسكر به وحدات الجيش المصري والعمليات الخاصة بوزارة الداخلية التي كانت على أهبة الاستعداد لمداهمة ومسح المنطقة لتحرير الجنود المختطفين والحمد لله على أي حال أنهم لم يطلقوا قذائفهم أو يسرمدوا المنطقة كما كان يخشى الكثيرون لأنهم ببساطة كانوا سيفشلون في العثور على الجنود الذين تم إخفائهم على ما يبدو في مكان لا يعرفه "الدبان الأزرق" الذي كثيرا ما سمعنا عن كراماته وأساطيره دون أن نحظى بمشاهدته ولا مرة.
وبطبيعة الحال فإنه من الإنصاف تقدير كافة الجهود التي شاركت في الحشد البطولي الوطني الرائع لقواتنا المسلحة الباسلة التي ستبقى دوما درع الأمن في البلاد وكذلك عناصر الفرق القتالية بوزارة الداخلية الذين لم يترددوا في الخروج ببسالة طالما توجت رؤوسهم لتحرير زملائهم والزود عن كرامة الوطن.
وكم شعرنا جميعا بالسعادة لعودة الجنود المختطفين لكن هذه الفرحة لا تمنع من طرح عدة تساؤلات في صالح الأمن والوطن بالبلاد، فهل سنكتفي بإطلاق سراح جنودنا ونكفي على الخبر ماجور ويادار ما دخلك شر كما يطلب منا برنامج "راديو مصر" الظريف الذي لم يكف عن تشغيل الأنشودة الخالدة "والله وعملوها الرجالة".
سؤال آخر لا بد من البحث عن إجابة له وهو فاتورة خسائر هذه الجريمة النكراء، ليس فقط تكاليف العمليات العسكرية وحالة الاستنفار الأمني التي تقدر كما نعرف جميعا بعشرات إن لم يكن مئات الملايين، وإنما الإساءة البالغة للأوضاع الأمنية بسيناء وبث الذعر في نفوس السائحين الذين سيفكرون عشرات المرات قبل زيارتها.. والأخطر من كل هذا أخطار تحول أرض الفيروز إلى إمارة لإيواء الإرهابيين الذين قد يعاودون فعل جريمتهم هذه قريبا جدا ثم يخرجون ألسنتهم ليغيظونا على طريقة الكاميرا السخيفة.
أما السؤال الأخير وهو الأجدر بالإجابة عليه ممن بيده سدة الحكم، ما كل هذا الغموض الذي مازال يلف جريمة استهدائف 16 جندي شهيد لحظة إفطارهم في رمضان الماضي بمجزرة رفح، فرغم مرور ما يقرب من عام عليها لم يخرج علينا أي مسئول ليشفي صدورنا ويكشف لنا الجناة أو حتى يعمل لنا مفاجأة جميلة بإلقاء القبض عليه.. ولا خلاص انكتب علينا "ننضرب على قفانا" من اللهو الخفي دون أن نعرف من الذي ضربنا ونبوس إيدينا "شعر ودقن" على رأي محمد سعد انها جات على قدر هذا فقط.
فهل استوعبنا الدرس جيدا واستعددنا لمواجهة مثله أم أننا سننتظر لحين وقوع جريمة أخرى تهز المجتمع ثم نسارع لتشغيل أغنية والله وعملوها الرجالة.




الدستور