فيديو الجنود المختطفين يعيد الإحساس بـ«عار النكسة»

[Mary Naeem]

فيديو الجنود المختطفين يعيد الإحساس بـ«عار النكسة»

ما إن تم تداول الفيديو الذى يظهر الجنود المختطفين فى سيناء، حتى تم عقد مقارنة بين مشهد الجنود وهم مكبلو الأيدى ومعصوبو الأعين، ومشهد الأسرى المصريين فى نكسة 1967 وهم فى نفس الوضع، وقد عزز تلك المقارنة أن كلا المشهدين يعمق مشاعر الخزى والعار فى نفوس المصريين، بالإضافة إلى الإشارة لوجود عنصر مشترك فى كلتا الأزمتين، تمثل فى وجود علاقات متوترة بين رئيس الجمهورية وقائد الجيش، فكما يذهب بعض المحللين السياسيين إلى أن هناك خلافاً بين الرئيس مرسى والفريق عبدالفتاح السيسى، يرى البعض أن أحد أسباب نكسة 1967 وجود صراع صامت بين عبدالناصر والمشير عامر.
اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجى، يرى التشابه بين المشهدين كبيراً، وهو القبض على مواطنين ووضعهم تحت الحراسة المشددة، وهم مكبلو الأيدى ومعصوبو الأعين، لكن المختلف والمؤسف فى رأيه أن الخاطفين فى 67 كانوا من الأعداء، بينما هم الآن من أبناء الوطن الواحد، كما أن الجنود الذين تم اختطافهم فى سيناء، تعرضوا لذلك دون تورطهم فى شىء، أو إطلاقهم ولو رصاصة واحدة فى صدور أحد من الخاطفين.
الأمر الذى يختلف معه صلاح عيسى، الكاتب والمحلل السياسى، مؤكداً أنه لا يوجد ما يدعونا للمقارنة، حيث إن أسرى الحروب يخضعون لمعاملة نظامية، وفقاً لاتفاقية جنيف الدولية، بينما عملية خطف الجنود فى سيناء، تمت بأيدى عناصر غير نظامية، لا يمكن أن ننتظر منهم أن يعاملوا الجنود معاملة حسنة.
أضاف عيسى أن التاريخ لا يكرر نفسه، موضحاً أننا لم نعرف أن هناك خلافاً بين الرئيس عبدالناصر والمشير عامر، إلا بعد مرور أشهر على النكسة، كما أننا اليوم لا نستطع أن نجزم بوجود خلاف بين الرئيس مرسى والفريق السيسى، فما يدور على الساحة مجرد استنتاجات واجتهادات.
«أين المسئولية الاجتماعية للإعلام»؟ سؤال طرحه الدكتور على عجوة، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، مؤكداً أن يكون الإعلام متزناً إزاء هذه الأزمات، ويتناول القضية بشكل مجرد وموضوعى، لأن الانفعال الزائد والإثارة والعصبية وتداول الصور والفيديوهات المثيرة، من شأنه أن يزيد من المشهد الضبابى، كما لا بد أن يتم التعامل مع مثل هذه القضايا من منطلق الحفاظ على حقوق الدولة والمواطنين، وليس عن طريق صور ذهنية ومعنوية.