رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تطيب النفس وأنت تستذكر قصص الأباء والأجداد, وتتخيل تلك الأوقات التي قضيتها وأنت تستمع لهم باجتهاد, كانت مجرَّد قصصٍ يحكيها محترفٌ أسماعنا له تًشَدّْ ,أو بالأحرى لصغر سننا , لم نكن نعي العبرَ منها , لكن نتعامل معها بجد وعلى العكس وبعد مرور الوقت ورحيل الآباء ومواجهتنا لعاديات الزمن ومتناقضات العالم, وجدنا أنفسنا في معترك الحياة, وصدى السنين يشنِّفُ آذاننا بحِكَم وعِبَرٍِ وُضِعتْ نصب َ أعيننا منذ ُ الصِغر, وكأني بأهالينا كانوا يزوِّدون أنفسنا بما يمكننا أن نعالج به ضيقاتنا وحل مشكلاتنا, وجلَّ اهتمامهم منصبَّاً على غرس الإيمان في نفوسنا , كي نتعلَّم كيف نبني على الصخر, بيوتنا, وكأنّي بهم يدركون أنَّ التاريخ يعيد نفسه, ويذكّرنا, بما أصابهم من ضيق واضطهاد إنما سيجري علينا وقد ينال من أحفادنا, كيف لا وقد قال رب ُّ المجد يسوع , (سيكون لكم في العالم ضيق ولكن ثقوا أنّا قد غلبت العالم) يو(16: 33 ) ضيقاتٌ كثيرة وأسبابها كُثُر, وفاقدُ الشيء لا يُعطيه, فمن أين آتي بالرحمة لأناسٍ , لا يرحمون,! وكيف أجد المحبَّة عند من المحبَّة لا يملكون ! وللصدق معنى لا يفقهون! ووو...ووو...ووو والكل بحيرة وقلق وحزن يقول (لم يبق رحمة بين البشر...كأننا في غابة وحوش ... العالم مخيف ...والله يستر) باحثين عن سبب لكل ما يحدث في عالمنا من مآسٍ وأوجاع , وهموم وأحزان , وكأنّي بهم يتساءلون ويجاوبون من حيث يدرون ولا يدرون. إنَّهم يتخبّطون إنقطعت الرحمة وزالت عن قلوب البشر, وعالمنا مشحون ببراهين من أصناف الشر عالم إرهاب ,قتل,, اغتصاب., ذبح, تهجير قسري , نهب , سلب, حروبٌ , مجاعات, أوبئة زلازل, براكين ,فيضانات حروب بلا هوادة , بلا انقطاع, الكل في نزاع وخداع واعتداء وهواجس بوادر حرب ثالثة ويا ويلنا منها إنَّها حرب الفناء (طوبى للرحماء فإنَّهم يُرحمون) مت5 :7 إرحموا تُرحموا عنوان قصة حكاها لنا من سبقنا لدار الأمجاد قال محدَّثنا: ملكٌ عادلٌ رحيم يرعى شعبه ويعمل من أجل إسعاده ورفاهيَّته, في ظل حكمه كان عصر الأزدهار, وبعد سنوات إجتاحت البلد سنين عجاف. حلَّ التعب والخوف والدمار, وعمَّ الظلم والفاقة, وساد الجفاف أرجاء الديار فقلَّت الموارد الغذائية, وأصبح الناس في حيرة من أمرهم ,الكل يتساءل محتار عن سبب ما يحدُث من تغيير الحال ترى (نفس الملك , نفس الدولة و نفس الشعب) ما شيء تبدّل! إذن ما الذي حصل؟ لابدّ إنَّ هناك أمرٌ جلل . إجتمع الفهماء والمحللون , لوضع حدّ لأتعاب الشعب, وللوقوع على السر الذي جعل الملك هذا, لأن يغيِّر سياسته , ويتحوّل إلى ملك ظالم يخشى الجميع بطشه؟! كان من عادة ذلك الملك أن يسمع كلَّ يومٍ لمظلمةٍ واحدة فقط,, فإن كان صاحبها غير محقٍّ يُعدَم للفور, وما من أحد يجسر بالدخول عليه لأيِّ سبب كان, وبعد عناء وتفكير ووساطاتٍ, توصَّلوا لإيفاد رجل طاعن بالسنّ, أبدى رضاه بالتضحية من أجل الشعب ليدخل على الملك ويسأله عن سبب ظلمه, لكن؟ من ذا الذي يجسر على عملٍ كهذا ؟ّ فعلاً إنها الشجاعة بعينها المبطنّة بمحبةٍ عميقةٍ حتى الموت , فإنَّ صاحبها يدرك تماما انَّ الأعدام ينتظره, لكنّه يحب أبناء جلدته وعليه أن يضحّي من اجل أبنائه وجاء اليوم الموعود ,دخل الشيخ على الملك بيده كفنه وبرباطة جأشٍ قال: أيها الملك الحكيم, جئت إلى العالم عرياناً وسأخرجُ عرياناً, ولا يهمني كيف سأخرج لكنّي أسألك الرحمة لهذا الشعب قبل خروجي من عالمك, الذي أطلبه منك إزالة حيرتي. ما الذي غيَّرك من ملك حليم إلى ملك ظالم؟ تعجَّب الملك من حكمة هذا الشيخ وشجاعته, ,واستضافه للمبيت معه في غرفته, حتى صباح اليوم الثاني أطاع الشيخ أمر الملك , والشعب يظن ُّ إن الشيخ قد أُعدِم, بطش به ملكه, وفي اليوم التالي جاءهم الشيخ وبيده كفنه, باكياً منادياً الشعب قائلاً: توبوا إلى الله عن خطاياكم وارحموا بعضكم بعضاً ,آنذاك الله سيرحمكم , فإنَّ ملكنا غير ظالم,إنّما أنتم قد ظلمتم أنفسكم, أحبّوا بعضكم بعضاً سيطيب عيشكم, إجتمع الشعب حوله ليعلموا ما في الأمر فأفادهم قائلاً إستضافني الملك لقضاء تلك اليلة بغرفة نومه , وعند المساء لبس ملكنا مسحاً وأخذ يصلي لله سائلاً عن أمر رعيّته, والشباك مقفل في غرفته, وإذا بطائر غريب متعدد الألوان واقف ينقر زجاج نافذته, ففتح له الملك مرتجفاً من خوفه, ,تكلَّم الطائر قائلاُ :ظلموا أظلم وعلى ثلاث مرات ثم غادر, عندها أعلمني جلالته بأن نفس الطائر كان يرتاده قبل سنين قائلاً: إرحموا إرحم فمتى ما تاب هذا الشعب ورجع الى سابق عهده وتعامل بالرحمة سيرحمه الله, ولستُ أنا الظالم إنما هم ظالمون أنفسهم وأعمالهم تتقدمهم ,أخرج الآن آمناً وعظ الشعب بالتوبة ليهنأ عيشهم وما أنا إلآ رسولُ على الأرض أُنفِّذ أوامر سيِّدي عزيزي القاريء قد تجد مما تقدَّم مجرَّد قصَّة, وقد يصفني البعض بالداعية ,لأن ليس في القصة ما يطّيب خاطره ويضحكه ,لكن الحياة مملوءة بالقصص المعبّرة وأبعاد هذه القصة , ذات معان سامية , ومهما انتقدني البعض لأمر في دواخلهم ,لن أتوانى عن الوقوف فوق المنبر لأعلن قول الحق, إيمانا مني بقول الرسول بولس أكرز بالكلمة في وقت مناسب وغير مناسب. ,يقول الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية أصحاح13 : (لتخضع كل نغس للسلاطين الفائقة لأنّه ليس سلطان الآ من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله) لذا فكل سلطة هي مُعدّة بتدبيرأو بسماح من الله لأمرٍ وحكمةٍ منه. فلنتَّعظ ولننتبه ونتخذ العبر من الكتاب المقدس نفحص سلوكياتنا ونوايانا أمام تعاليمه ووصاياه, ولنعلم بأننا مكشوفون أمام عظمته ,وما دمنا على قيد الحياة باب التوبة مفتوح للبشرية كلُّها, وإلآ فهل يُحدثُ في القبر برحمتك أو بحقِّك في الهلاك؟ (مز88 :11 ) فبعد أن تدخل باب القبر ستدخل باب الحساب (لذلك كما يقول الروح القدس اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم كما في الإسخاط يوم التجربة في القفر) عب 3:7- 8 سامحوني سامحكم الرب آمين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إرحمنا من مشاعرنا |
يارب إرحمنا .. إرحمنا من دماغنا وأفكارنا |
أيها الروح القدس الله إرحمنا أيها الثالوث القدوس الإله الواحد إرحمنا |
إرحمنا يارب |
عظة إرحمنا يا الله ثم إرحمنا - القمص مينا شفيق |