رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عدم القلق بالغد | يكفي اليوم شرّه
الذين يطلبون أولًا ملكوت الله وبره، أي يفضلونهما عن كل الأشياء الأخرى، يطلبون كل شيء بقصد الحصول على ملكوت الله، هؤلاء ينبغي عليهم ألا يقلقوا خوفًا من عدم اكتفائهم بضروريات الحياة، فقد قال قبلًا "لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها" (مت32:6). فعند قوله "اطلبوا أولًا ملكوت الله وبرَّهُ" لم يكمل "ثم اطلبوا هذه الأشياء" بل أكد "هذه كلها تزداد لكم". أي إن طلبتم الأشياء الأولى فبالتأكيد تنالون هذه أيضًا. وذلك لأنه يخشى من أن ننشغل عن ملكوت الله عندما نطلب هذه، أو ربما يصير هدفنا مزدوجًا فنطلب ملكوت الله لذاته وهذه أيضًا لذاتها وليس لأجل ملكوت الله. "لأنكم لا تقدرون أن تخدموا سيدين". وبما أن جميع الذين يتجندون ينالون طعامهم ومرتباتهم، وإن كان ليس جميعهم يعملون لأجل الخير العام، بل هناك من يتجند بقصد أن يحصل على المرتب. هكذا ليس الكل يخدم الله من أجل سعادة الكنيسة بل هناك من يخدم لينال الأشياء الزمنية. وقد قيل قبلًا "لا تقدروا أن تخدموا سيدين". من ثم ينبغي أن نصنع الخير للجميع بقلب بسيط بقصد نوال ملكوت الله فقط، دون التفكير في نوال الجزاء الزمني وحده أو مع ملكوت الله. فكل الأشياء الزمنية قد وضعها الرب تحت كلمة "الغد" قائلًا "لا تهتموا للغد". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لأن الغد لا يقال إلا في الزمن حيث يوجد مستقبل. لذلك ليتنا عند صنع أي عمل صالح لا نفكر فيما هو زمني بل فيما هو أبدي. فلا تهتمُّوا للغد. لأن الغد يهتمُّ بما لنفسهِ أي عندما تحتاجون ستنالون الطعام والشراب والملبس من أبيكم العالم بحاجتكم إليها. يكفي اليومَ شرُّهُ يكفينا أن ننال ما هو ضروري لليوم. وأظن أن هذه الضروريات دعيت شرًا، لأنها عقوبة، حكم بها علينا لضعف إرادتنا وقابليتنا للموت الذي نلناه بصنعنا للخطية. فلا نزيد على هذه العقوبة ثقلًا، بعدم اكتفائنا من أن نعاني منه، بل نرغب في إشباع احتياجنا هذا عن طريق خدمة الرب. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بلاش نعيش في القلق ونعيش ولادنا في القلق |
أَلا تعرف أن تقول: "يكفي اليوم شرّه" |
يكفي اليوم شره (مت 6: 34) |
يكفي اليوم شره |
يكفي اليوم شرّه |