لعلنا نشترك كما فعل الأخوان يعقوب ويوحنا بأن نطلب الجلوس عن يمينه ويساره؟ هما لم يعرفا ماذا طلبا، لأنهما لا يدركان ماذا يتطلب الجلوس بجانب المسيح، وكيف أن أي مكان في ملكوت السموات لا يمنح هبة بل يكتسب اكتساب وذلك بالتعب والتصميم وبذل الدم، لعلنا نشترك كيهوذا الذي أسلمه بعد أن جلس معه على المائدة الأخيرة وتناول من يده؟ يعني يمكن للذين يتناولون أن يقعوا بالخطيئة ويسلّموا السيد، أو لعلنا نشترك كبطرس الرسول الذي أنكره بقَسَم رغم أنه اعترف أنه ابن الله؟، كي نشترك بالرحلة يجب أن لا ننكر المسيح وأن لا نسلمه وأن نعرف أن ملكوت السموات يغتصب اغتصاب.
دعونا نتبع المسيح بمسيرة آلامه الخلاصية بصمت وتواضع، مشتركين بمسيرة الكنيسة التي صار لها قرون تقود شعب الله نحو القيامة، الكنيسة هي جسد المسيح ومبارك الذي لا يفقد رجائه وإيمانه به “طوبى لمن لا يعثر فيّ” (مت6:11).