قصـة واقعيـة
"عرفــــاه عند كسر الخبــز" (لو 24 :35 )
*ذهب أحد الخدام الأتقياء إلي الكنيسة ليلا لحضور قداس العيد ..و عند دخوله الكنيسة و جد إنسانا فقيرا متواضع الحال...بسيط المظهر ...
ووجد الخدام يحاولون منعه من الجلوس في المتكآت الأولي لأنها مخصصة لكبار الدولة و كبار الزوار الذين يحضرون لتهنئة الكنيسة في الأعياد......
و لمــــا فشلــــوا فــــي إقــــناعــــــــــه .......
تدخل هذا الخادم التقي و نجح في إقناعه و اصطحبه إلي آخر المتكآت و جلسا وسويا و صليا القداس .
ثم بعد القداس......
استأذن هذا الإنسان الفقير من الخادم التقي و تظاهر بالانصراف إلي حال سبيله .
و لكن الخادم التقي أشفق عليه ورقت له أحشاؤه .....
ففكر أن يأخذ بركة بسببه ,فعرض عليه بإلحاح أن يفطرا العيد سويا و امسك به بشدة .....
و قال في داخله :
"ما الفائدة أن أفطر العيد بمفردي أو مع الأهل و الأصدقاء.؟!؟!؟!
البركة و السعادة و الشبع الحقيقي أن أشبع الجوعان ....و تذكر قول المسيح له المجد....
."جـــعــــــت فــــأطـــعمتمــــو نـــــي " (مت 25 :35 )
و اصطحب الخادم التقي هذا الإنسان الفقير في فرح و سعادة إلي منزله ...
ولكن سرعان ما وجدت هذه السعادة الروحية ما يحاول إطفاؤها.......
إذ اعترض أهل هذا الخادم التقي علي تصرفه بشدة!!!
و اتهموه بعدم الحكمة إذ كان يكفي أن يعطيه صدقة و يتركه يمضي .....
و ليس من الضروري دخول إنسان لا يعرفونه إلي منزلهم...
و بعد إصرار و مباحثات نجح هذا الخادم التقي أن يستضيف ضيفه الفقير في
بدروم المنزل......
و لأن هذا الخادم غير متزوج لذلك فضل أن لا يترك ضيفه الفقير يفطر بمفرده ......
فقام بإعداد مائدة صغيرة تسعهما هما الاثنان معا.
ثم جلسا معا الفقير و الخادم لتناول إفطار العيد سويا .
+ويقول هذا الخادم التقي :
( الذي ترهب بأحد الأديرة عقب هذه الحادثة مباشرة)..... معلقا علي ما حدث علي المائدة...
يقول....
"كنت متوقعا منطقيا من هذا الإنسان الفقير البسيط أحد تصرفين علي المائدة :
*إما أنه يخجل في البداية و ينتظر من يقدم له الطعام كأحد الضيوف.
*أو أنه ينقض علي المائدة ليفترسها دون أي مقدمات كأحد الفقراء البسطاء أمام إغراء المأكولات و أمام جوعه و حرمانه..
ويضيف الخادم التقي .....
"و لكن الذي حدث عكس هذا و ذاك....
و إذ بهذا الإنسان الفقير يمد يديه في منتهي الرضي و الاتزان و يمسك رغيف عيش (خبز) و في هدوء يرفع عينيه الي فوق ....و في وقار يكسر الخبز........
و يا للعـجــــب و الـروعــــــــــة
إذ أنني أفاجأ بوجود ثقبين في يديه ....
و الدهشة أنه بعد كسر الخبز اختفي عني في التو و الحال .....
انه المــســيــــــح....
الذي يريد أن يتكئ علي موائدنا و نحن نرفض في قسوة و غباوة و عجرفة...
إن أردت فلتقبله بهيئته البسيطة و منظره المتواضع.
إخوتي الأحباء في الرب...
إن كنتم تريدون أن يكسر المسيح لكم الخبز فلا تمدوا أيديكم إلي موائدكم ..... و لا يهنأ لكم بال إلا بعد أن يكسر الفقير أولا الخبز علي موائدكم ...........
نعم هو الرب الذي عرفنا بذاته قائلا:
"الحق أقول لكم ما فعلتموه بأحد أخوتي الأصاغر فبي قد فعلتم "
(مت25 :40 )
من كتـــاب (هلم نعرفه)
للقس/ أنسطاسي حليم