12 - 04 - 2013, 06:00 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
أحد الشعانين “أوصنا مبارك الآتي باسم الرب” منذ بداية الصوم الأربعيني ونحن نجاهد للوصول إلى نقاوة الذهن والقلب بالصوم والصلاة وبمشاركتنا بسر الشكر الإلهي، ولكن غايتنا ليست هذه فقط، بل يجب أن تقودنا هذه الفترة للاشتراك بموت الصليب والقيامة.
القيامة العامة
قيامة لعازر هي صورة مسبقة لقيامة المسيح، وكرّست الكنيسة منذ البداية يوم السبت تذكاراً لكل الموتى، لكن هذا اليوم، سبت لعازر، يُحتفل به كيوم قيامة، كي تجهّزنا، قيامة لعازر، لفهم قيامة المسيح من بين الأموات وغلبته للعدو أي الجحيم. يمثل لعازر بشخصه كل إنسان، وتعتبر بيت عنيا، حيث بيت لعازر، مكان سُكنى كل إنسان أي المسكونة أجمع. لنتبع المسيح نحو أورشليم حتى وصوله لقبر لعازر ولنسمع منه الكلام القوي المؤثر: “لعازر هلّم خارجاً”، عندها نفهم الآن أن لعازر قام بقوة الله وبسبب محبته للبشر، لأنه بالمحبة يمكننا غلبة الموت، الله محبة والمحبة هي الحياة “المسيح هو الحق وفرح الكل والنور والحياة وقيامة العالم” (قنداق سبت لعازر).
مباركٌ الآتي
تُصوّر لنا أيقونة الشعانين السيد المسيح راكباً على “جحش ابن أتان” يمشي على سعف النخل والزيتون والأزهار كي يدخل إلى الآلام الطوعية، وبدخوله هذا نصل إلى أسبوع الآلام، فالأيام القادمة هي مقدّسة لأن لها هدفاً محدداً وهو أن تعلّمنا الهدف الأخروي للفصح، كلُّنا نعتبر الأسبوع العظيم جزء من الحياة في الفردوس، والفصح عبوراً إلى ملكوت الله الأبدي الذي بدأ بدخول السيد إلى الآلام طوعاً، فالأيام التي سنعيشها في الأسبوع العظيم ليست كي نتذكرها كذكرى بل لنعيشها فهي تحدث حقيقة.
“اليوم…”
ما المقصود بمعنى “اليوم”؟ بالتأكيد يمكن تطبيقها على أمور حدثت بالماضي ونعيشها كأنها وقعت اليوم، وتلعب الكنيسة دور قوة لهذه الذاكرة والتي تحول الأحداث الماضية إلى حقائق أبدية دهرية، فيتوقف الزمن عن شكله كحاضر ومستقبل ونحياه كحاضر مستمر لا يتوقف “إن هذا اليوم الحاضر قد يشرق للعالم الآلام الموقرة كأنوار مخلصة” (الكاثسما الأولى سحر الاثنين العظيم). هذا التدبير الإلهي نحياه بالكامل في القداس الإلهي: “ونحن بما أننا ذاكرون هذه الوصية الخلاصيّة وكل ما جرى من أجلنا… والمجيء الثاني المجيد” (قداس القديس يوحنا الذهبي الفم).
في هذا اليوم مساءً سندخل في الزمن الليتورجي للأسبوع العظيم. “ها هو ذا الختن..” كل البشرية بأشكالها مدعوة للدخول، الخاطئة والشريرة والتي بلا رجاء.
نؤمن وننتظر القيامة، موت المسيح جعل الموت لا حول له، وننتظره بفرح ورجاء. عندما نتعمّد على اسم الثالوث فنحن نتعمّد بموت المسيح ومن تلك اللحظة نشترك بحياته عند خروجه من القبر، وبالمشاركة في جسد المسيح ودمه، غذاء الأبدية، نشترك بالحياة الأبدية.
دخل المسيح إلى قلوبنا كي يلدنا من جديد ويُقيمنا من الموت، محبته هي السبب الوحيد لخلق الإنسان من العدم وعلى صورته. ومحبته هذه تمر عبر صلبه وموته لتتحول إلى القيامة، فلنتوجه نحوه باقين بقرب صليبه ولنحمل صليبنا لنعيّد لقيامته وقيامتنا أيضاً.
|