البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
( 12 : 5 ـ 16 ) يوم الجمعة
يا بني لا تَحتقِرْ تأديبَ الربِّ، ولا تَخُرْ إذا وَبَّخَكَ. فإنَّ الذى يُحبُّه الربُّ يؤدِّبهُ، ويجلدُ كُلَّ ابنٍ يَقبَلُهُ. فاصبروا على التَّأديبِ فإن اللَّهُ إنما يخاطبكم كالبنينَ، فأيُّ ابنٍ لا يؤدِّبهُ أبوهُ؟ وإنْ كُنتُم بمعزل عن التأديب الذي اشترك فيه الجميع، فأنتُم إذن نُغولٌ لا بنونَ. فإنْ كان آباء أجسادنا يُؤدبوننا، ونحن نهابُهُم. فهلا نكُون بالحري خاضعين لأبي الأرواحِ، فنَحيا؟ فإنَّهُم إنما أَدَّبونا لأيَّام حياتنا القليلة وعلى هواهم، أمَّا هو فلِمَنفعَتنا بالأكثر، حتى ننالَ مِن قداستهِ. لأنَّ كلَّ تأديبٍ فى الحاضِر لا يُرى أنَّهُ للفرحِ بَل للحَزَنِ، وأمَّا أخيراً فَيُعطي الَّذينَ يتدرَّبونَ بهِ ثمرَ برٍّ للسَّلام. لذلكَ قوِّمُوا الأيَاديَ المُستَرخِيَةَ والرُّكب المُنحلة، واصنعُوا لأرجُلِكُم مَسَالِكَ مُستقيمَةً لكى لا يميلَ الأعرَجُ بَل بالحَريِّ يُشفَى.
اتبعُوا السَّلام مع الجميع، والقداسة التى بدُونها لا يعاين أحدٌ الربَّ، مُلاحظين لئلاَّ يكون أحدٌ معوزاً مِن نعمةِ اللَّهِ. ولئلاَّ ينبُت أصلُ مرارة فيكون مضراً، ويتدنس بهِ الكثيرُون. حتى لا يكُون بينكُم زانٍ أو مُبتذل كعيسو، الذي باع بكُوريَّتهُ بأكلةٍ واحدةٍ.
( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )