قصة واقعية
كعادتي كل مساء، وبعد انتهائي من تلاوة صلاة سبحة الوردية المقدسة، وضعتُ السبحة في يدي وآويتُ إلى فراشي وأنا أتطلّعُ إلى صورة العذراء الموضوعة بجـانبي، واستسلمتُ للنوم. فشاهدتُ في منامي امرأة جميلة مرتدية ثياب زرقاء وفي وسطها زنّار أبيض وبيدها سبحة الوردية، دخلتْ من شباك إحدى الغرف وسارتْ باتجاه الغرفة التي كنتُ راقدة فيها، وقالتْ لي بالحرف الواحد: "داومي على صلاة السبحة الوردية، ولا تخافي… غداً صباحاً سأكون معكِ هنا… فلا تخافي"، وأدارتْ ظهرها واختفتْ من خلال الشباك الذي دخلتْ منه.
وعند الساعة السادسة من فجر يوم الاثنين، السابع من نيسان 200، استيقظتُ على دوّي الانفجارات، وكانت أصوات القنابل والرشاشات دامية، وكأن المعركة تدور رحاها في بيتنا، فارتعبتُ كثيراً ولم أعلم ما الذي يحصل في الخارج، وتذكّرتُ ما رأيتُ في حلمي، فأخذتُ السبحة وبدأتُ بتلاوة صلاة السبحة الوردية بأسرارها الأربعة: الفرح ـ النور ـ الحزن ـ المجد، وعند الانتهاء من تلاوة السبحة توقّفت الأصوات بصورة مفاجئة، وعمّ السكون المنطقة، فتذكّرتُ قول العذراء مريم: "لا تخافي، غداً صباحاً سأكون معك"…
فعلاً، لقد كانت أمّي العذراء معي تحميني، وتُبعد عني كلّ شرٍّ وأذيّة.