اصرف وقتًا مع الله
لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ ( جا 3: 1 )
ينبغي أن يضع كل مؤمن على قلبه أن يُخصِّص وقتًا يوميًا يصرفه مع الله. عندنا وقت لكل شيء، فهلا وجدنا وقتًا للشركة مع الله خالق الكل؟ هلا وجدنا وقتًا لنتأمل في مشيئة الله الصالحة ومقاصده الطيبة من جهتنا؟ إن الله الطيِّب؛ رب المحبة ورب القداسة يستحق بكل تأكيد أن يأخذ أفخر أوقاتنا، بل يستحق أن نكرِّس له كل أوقات حياتنا. ينبغي أن نعيش في شركة معه. لكن يلزم أن نُخصِّص ونُكرِّس وقتًا في كل يوم فيه نختلي بالرب منفردين.
نحتاج إلى هذه الفرصة اليومية للشركة السرية مع الرب ـ فرصة فيها ننفض أنفسنا من مشاغل الحياة لنفحص قلوبنا في نور حضرته ـ فرصة لندرس كلمته بخشوع وفي تقوى. فرصة فيها نلتمس وجهه الكريم ونسأله لكي يعلن ذاته لنا. نحتاج وقتًا كافيًا فيه نتحقَّق أنه له المجد يرانا ويسمعنا حينما نبسط طلباتنا لدى الله في عبارات تخرج من أعماق قلوبنا. إننا نحتاج إلى وقت فيه يتعامل الله مع أعوازنا الخصوصية، وفيه يشرق بنوره في قلوبنا، وفيه يملؤنا روحه القدوس.
ما رأيك أيها الأخ القارئ، هل يمكنك أن تُكرِّس ولو نصف ساعة كل يوم لأجل هذا الغرض؟ إن لم تكن لك إرادة لتنظيم وقتك على هذا النحو فلا تستغرب إذا ضعفت حياتك الروحية وصارت بلا فاعلية. إن ساعة الشركة مع الرب ينبغي أن تكون لها الأولوية على ما عداها، وإذا أنت رتبت حياتك على هذا الأساس، فسوف تصبح فرصة الشركة اليومية مع الله غالية جدًا على قلبك، ولسوف تشعر بعد وقت قصير ببركة الرب على باقي أوقاتك.
إن كل شيء على هذه الأرض يحتاج إلى «الوقت». تأمل الساعات الطويلة التي يقضيها تلميذ صغير كل يوم في المدرسة في تحصيل المعارف لكي يتفهَّم أمور هذه الحياة، فكم نحن نحتاج بالحري إلى وقت أطول لنتعلَّم من الله أمور الحياة الأبدية؟
أيها المؤمن قدِّم للرب إله القداسة وإله كل نعمة ما تستطيع أن تعطيه من وقت، إلى أن تمتلئ بنوره وحياته ومحبته. وهكذا تثبت في الرب يسوع المسيح وفي محبته عن طريق الكلمة، وعن طريق الصلاة.
إنما كل مُرادي وجهكَ الوضَّاحْ
فاشفِ جُرحي بالحشا يا مُنية الأرواحْ