رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحد جميع القديسين
(متى 32:10-33، 37-38، 27:19-30) مجاهدي الإيمان وصيتان مهمتان يقدمهما المقطع الإنجيلي اليوم، يشكلان حجر الزاوية للمسيحية. الأولى هي الاعتراف الجريء بالإيمان بشجاعة وصراحة وبدون خوف أو مصلحة شخصية، الموقف الشجاع للتعبير عن الإيمان الصحيح في حياتنا الحالية يؤهلنا أن نكون أشخاص يحملون قضية روحية خلاصية، نتيجة هذا الإيمان سنحملها معنا لما بعد الموت وذلك في ملكوت السموات، والوصية الثانية أن نحب المسيح فوق كل شي وكل شخص في العالم، وحتى فوق حياتنا الشخصية. عندما يطلب المسيح منا إشهار إيماننا بإلوهيته أو بأي عنصر إيماني خاص بيسوع المسيح وكنيسته، لا يطلبه شيئاً لنفسه بل يطلب أن يُظهر الإنسان نفسه واحداً بالله، هذا الإتحاد مع الكلمة المتجسد ليس صفة شخصية أو أمر نخفيه بل هو ختم يجب أن يختم به كل شكل من أشكال حياتنا كي يأخذ شكلاً روحياً، المسيحي لا يعيش حياة دينية فقط بل يجاهد أن ينير نور الإيمان في حياة أخيه الإنسان فيصبح مبشّراً بهذا النور. اليوم تكرم الكنيسة رهط القديسين الذين يزينونها بنور قداستهم، هم أتموا وصايا الله بمحبتهم الكبرى نحو المسيح المخلص، رفعوا اسمه فوق كل الأمم وخدموا إنجيل الحقيقة، هم استمدوا القوة من المسيح وبه استطاعوا نشر الإيمان المسيحي في كل المسكونة اعترفوا بالإيمان أمام كل العالم وباتوا صخرة إنجيلية للكنيسة. صرخ بطرس الرسول، بدون خوف، في وجه قيافا وحنّان رئيس الكهنة معترفاً بيسوع المسيح: "هذَا هُوَ: الْحَجَرُ الَّذِي احْتَقَرْتُمُوهُ أَيُّهَا الْبَنَّاؤُونَ، الَّذِي صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. ولَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ" (أع 11:4-12) يعني اعتراف الإيمان الترفع عن الماديات والأرضيات وجعل المسيح سيد الحياة، وهذا ما تعنيه الآية التالية: "من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقُّني" على الإنسان أن يكرّم أباه وأمه والأهل أن يحبوا أولادهم، ولا يمكن للزواج أن يقوم إن لم يُحب الرجل امرأته والمرأة رجلها، ولكن هل كل أنواع الحب صحيحة؟ طبعاً لا لأن البعض منها يخالف وصايا الله، فعلى الولد أن يكرّم ويحترم أباه وأمه ما داموا يصونون وصايا الله، ولكن إن خالف الأهل وصايا الله ودفعوا أبنائهم لذلك، على الأولاد أن لا ينصاعوا لهم، ولهذا يضع المسيح محبة الله فوق كل شيء، المحبة التي تلغي المسيح من حياتنا هي ليست محبة بل رفضاً لله، فكل أمور حياتنا يجب أن تقاس بمدى حبنا لله. اليوم وبسبب الانفصام بين كلام المؤمن وأفعاله يأتي وصف المسيح بأنه: "أنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ" (يو6:14) ليقول أن الإيمان بيسوع المسيح كمخلص يقتضي أفعالاً لبلورة هذا الإيمان ويجب أن يترافق الإيمان مع الحياة اليومية حتى ننال الحياة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عيد جميع القديسين |
بدأ عيد جميع القديسين، تاريخياً، بعيد لجميع القديسين الشهداء |
في عيد جميع القديسين |
جميع القديسين والقديسات |
أحد جميع القديسين |