امرأة عظيمة
نأتي معاً الآن إلى قصة صغيرة يسردها لنا الكتاب المقدس. ورغم كونها قصة قصيرة وبسيطة جداً إلا إنها قادرة أن تبني إيمانك وترفع توقعاتك بأنك أنت أيضاً يمكنك أن تحيا قوياً وعالياً كالنسور.
تقرأ في إنجيل لوقا، عندما أتوا بالرب يسوع وهو طفل إلى الهيكل ليقدموه للرب، عن سمعان الشيخ الذي كان ينتظر أن يرى مسيح الرب ثم يذكر لنا الوحي عن امرأة عظيمة قائلاً " وكانت نبية حنة بنت فنوئيل من سبط أشير. وهي متقدمة في أيام كثيرة. قد عاشت مع زوج سبع سنين بعد بكوريتها. وهي أرملة نحو أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلاً ونهاراً. فهي في تلك الساعة وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداءً في أورشليم" لو2: 36-38
لقد امتلأت حياة هذه المرأة بظروف صعبة كثيرة وجازت فيما لم يجوزه كثيرين غيرها، ولكن يمكنك أن ترى بوضوح كيف استطاعت بالرب أن تهزم كل أحداث الحياة. لقد كانت امرأة (وكم كانت مكانة المرأة في تلك الأيام قليلة جداً) وكانت أيضاً وحيدة وقد تعرضت في بداية حياتها إلى مأساة ضخمة عندما توفى زوجها بعد سبع سنين فقط من زواجهما.. واليوم قد أصبحت امرأة مسنة تعدت الثمانين من عمرها.. ولكن يا للمجد! تراها محمولة بالروح ترفع أجنحة كالنسور وتُحلق عالياً غير مستسلمة لأي من هذه الصعاب! قد صارت شيخة في العمر وتقدمت بها الأيام ولكن حيويتها الروحية وشبابها الداخلي لم يُفقد أبداً!.
تُرى هل تواجهت مع أزمات وكوارث الحياة بطريقة شخصية؟ مؤكد أن بيننا مَنْ تعرض لوفاة شخص قريب منه جداً سواء زوج أو زوجة.. أب أو أم.. أو أولاد.. هل تعرضت للإيذاء يوم ترك الأب البيت متخلياً عن الأسرة لسبب ما؟ أم تعرضت لخيانة زوجية أو إهمال؟ وهل وسط كل هذا تتهم الله إنه السبب؟ وما هي نتيجة هذه الأحداث في حياتك اليوم؟
أنظر معي إلى هذه المرأة العظيمة؛ فبرغم كل أحداث حياتها الأليمة لا تراها منحنية تشتكي من أثقال الحياة الدنيا بل عابدة بفرح.. نبيه ممتلئة بالروح بل وتكلم الآخرين عن مجيء الرب.
فهل يمكن أن يحدث هذا من جديد؟ وهل يمكن أن تختبر أنت شخصياً هذا الشفاء لك أنت أيضاً؟ هل بالفعل يمكننا جميعاً أن نتمتع بالرب بهذا المستوى ولا تظل هذه القصة مجرد خيال أو أسطورة بالنسبة لنا؟ هل تستطيع أن تصدق أن لدى الرب شفاء حقيقي لك أنت من أحداث حياتك مهما كانت مؤلمة، ومن كل ما تركته في حياتك من مشاعر وآلام؟ نعم نعم بكل تأكيد.. فإلهنا عظيم.