رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله يعمل في حياتك يأتي الحارث الى الارض المستوية الخضراء وقد تناثرت بعض الزهور البرية عليها ، ويعتلي محراثه ويديره ويقتحم الارض ويغوص نصل محراثه في قلبها يشقها . وتختفي الاعشاب الخضراء وتتمزق الزهور وتُقتلع وتبتلعها اسنان المحراث ، ويظهر قلب الارض الاسود يغطي كل مظاهر الحياة في الارض ، تبدو مشوهة ، الحراث لا يعبث ، المحراث لا يُهلك ، نصله لا يقتل واسنانه لا تفتك ، هو يمهد الارض ، يقلّبها ويحرك تربتها لتزداد خصوبة وتصلح للزراعة . ثم يأتي الزارع الى الارض السوداء الممزقة الاوصال ، المقلوبة الباطن ويلقي ببذاره الى الافواه المتسعة المفتوحة ، وتبتلع الارض البذور بداخلها . ثم يأتي الساقي الى الأرض العطشى فيرويها ويصب مائه الغزير في جوفها . وتُلقي الشمس ضوئها وحرارتها وحياتها الى الأرض ويرف الريح بنسماته عليها ، ويحل السكون ويعم الهدوء على سطح الارض وتتحرك الحياة في اعماقها وتنبض ، وتتكون أجنّة القمح وتتطور وتشرأب باوراقها وتخترق السطح وتعلو الى الفضاء وتتنفس . تغطي الخضرة الكثيفة الأرض ، تنمو للاوراق سيقان وللسيقان سنابل . تتمايل عيدان القمح تحت ثِقل السنابل الممتلئة التي لوّنها النضج بلونه الذهبي . وتصدح الطيور وتغني وهي تطير فوق السنابل ، تتغذى وهي تعزف الحان الخير . وهكذا تستمر الحياة . تملأ الحياة الأرض وتغذي الانسان والحيوان . يقول الله على لسان اشعياء النبي : ": " اُصْغُوا وَاسْمَعُوا صَوْتِي. انْصُتُوا وَاسْمَعُوا قَوْلِي : هَلْ يَحْرُثُ الْحَارِثُ كُلَّ يَوْمٍ لِيَزْرَعَ ، وَيَشُقُّ أَرْضَهُ وَيُمَهِّدُهَا؟ أَلَيْسَ أَنَّهُ إِذَا سَوَّى وَجْهَهَا يَبْذُرُ الشُّونِيزَ وَيُذَرِّي الْكَمُّونَ، وَيَضَعُ الْحِنْطَةَ فِي أَتْلاَمٍ، وَالشَّعِيرَ فِي مَكَانٍ مُعَيَّنٍ، وَالْقَطَانِيَّ فِي حُدُودِهَا ؟ " ( اشعياء 28 : 23 – 25 ) اذا شق المحراث ارضك لاتكتئب وتحزن وتتصور ان الله يمزّق سلامك . اذا اختفت الاعشاب الصغيرة الخضراء ، اذا تمزقت الزهور تحت اسنان المحراث ، الحرّاث لا يعبث ، الحرّاث لا يطعن ويقتل ويهلك ويمحو ويزيل ويفتك .... الله يعمل في حياتك ليزيد خصبك ويوسّع تخومك ويكثّر ثمارك . لا تنظر الى ما حدث الآن ، انظر الى المستقبل بعين الايمان . إن بدا نصل المحراث حادا ً في اشعة الشمس فلا ترتعب ولا تيأس . بعد نصل المحراث تأتي البذور ، ترقد في الشقوق ثم المياه تُروي وتُشبع . وتُرسل الشمس اشعتها الدافئة الى حياتك وتربت نسمات الريح على صدرك ، وتمتلئ حياتك بالحصاد الوفير الذهبي لاشباع الجياع حولك . اقبل الحارث اليوم فالحصاد سيغطي ارضك وحياتك في الغد |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الله مستعد أن يعمل في حياتك بحسب إيمانك وتمسكك به |
فهل تريد أن يعمل الله في حياتك؟ |
الله يعمل في حياتك |
اطلب من الله ان يعمل فى حياتك |
عش حياتك بـكل ثقة بأن الله يعلم ما لا تعلمه أنت.. |