رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يكونان جسداً واحداً
قرأت هذه القصة في كتاب الحياة الزوجية الصحيحة بقلم كاتي رايس تقول العروس : كنت البس ثوب و أسير في ممر الكنيسة المزينة بأجمل الزهور حتى وصلت إلى العريس الذي لما امسك يدي غمرني شعور كبير بالفرحة والبهجة وبدأ الحفل وأنا اشعر بالسعادة الحقيقية . ثم ابتدأ المتكلمين في الحديث عن المحبة والعلاقة الزوجية الصحيحة وأنا منصتة تماما َ إلى أن جاء وقت تلبيس الدبل وترديد عهود الزواج،وفجأء أدركت خطورة الخطوة التي أنا مقبلة عليها وما سوف الزم نفسي به وعندها تملك قلبي رعب عظيم ابتدأ يتزايد داخلي حتى وصل إلى قمته وأنا اسمع القول "تكونين له زوجه أمينة مدى الحياة إلى أن يفصل الموت بينك وبينه " وفي الحال انتابني شعور بالرفض لهذه العبارة . حيث وجدت تساؤلات تهاجم ذهني وتقول ماذا سيحدث لو اكتشفت أمورا لا أستطيع تحملها فى شريك حياتي هذا؟ ماذا سيحدث لو حدث خلافات لا يمكن حلها معاَ؟ ولكن كان علي أنا أجيب بكلمه "نعـــــــــــم " فقلتها ولكن في الحال فقدت وعيي وسقطت على الأرض وسط صراخ الموجودين . حملني شريك حياتي إلى الخارج وأسعفوني حتى رجعت إلى صوابي وعللوا ما حدث إنني مرهقة جداَ بسبب تجهيزات العرس والضغط النفسي الذي مررت فيه. بعد أن تم الاختيار الصحيح وتأكدنا من مشيئة الله في هذا الارتباط ثم تمت الخطوبة ثم حفلة الزفاف وتمتعنا بليلة العمر التي ينتظرها كل شاب وفتاة ، يأتي هنا السؤال الهام وهو كيف يتحقق في هذا البيت الجديد هذا التصميم الرائع الذي قصده منذ البدء ونتمتع بحياة سعيدة مستمرة مدى الحياة وليس فقط فيما يسمى " شهر العسل "؟؟؟ دعونا نرجع إلى كلمه الله ( في سفر المزامير المزمور 119 وعدد 105 ) التي هي بحق " سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي " إن الإجابة على هذا السؤال نجده في العبارة التي ذكرت في أول حفل زفاف عقده الله لآدم وحواء في الجنة حيث نقرأ ( في سفر التكوين ) "لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداَ واحداَ " وقد تكرر ذكر هذه العبارة بعد ذلك في العهد الجديد ثلاثة مرات وعندما ذكرها الرب يسوع أضاف عليها القول ( في الإنجيل كما دونه القديس متى الإصحاح 19 وعدد 6) "ليسا بعد اثنين بل جسد واحد فالذي جمعة الله لا يفرقه إنسان " وفي هذه العبارة نرى ثلاثة خطوات رئيسية لازمه لتحقيق هذا البناء الرائع: أولا : الترك ثانيا : الالتصاق ثالثا : الاتحاد الكامل أولا : الترك أن الترك هو الخطوة الأولى في تأسيس هذا البناء وهذا يعني ( الانفصال) العملي عن الروابط الأسرية القديمة وأية ارتباطات قديمه يمكن أن تضعهما تحت التزامات تمنعهما من الوحدة الكاملة في الحياة الجديدة التي ستصبح لها الأولويه في حياة كل من الطرفين. وهذا "الترك " يبدأ بعمل علني واضح وهو ما يطلق علية "حفل الزفاف" في وجود الأهل والأصدقاء والجهات الرسمية الاجتماعية و يتبع ذلك الانتقال إلى مكان مستقل للمعيشة اليومية المستقلة وغير المعتمدة على الأهل كالسابق حيث لا امكانية للتحكم أو التدخل من أحد في حياتهم الشخصية الزوجية معاَ وهنا يصبح رأي الوالدين والأصدقاء رأي استشارياَ للنصيحة فقط ولكن القرار و التصرف يرجع لرأي الزوجين معاَ . وقد شبه أحدهم خطورة الترك أو الانفصال بعملية قطع الحبل السري عند ولادة الجنين من بطن أمه . وهذه العملية ضرورية حتى ينطلق الطفل في حياته لكي يصل إلى مرحلة النضوج الكامل وهذا الترك ليس فقط للرجل بل للمرأة أيضا لذلك نقرأ القول في ( سفر المزامير المزمور 45: 10) " أسمعي يا بنت وانظري وأميلي آذنك و أنسي شعبك وبيت أبيك" ثانيا : الالتصاق بعد أن يتم الترك أو الانفصال تأتي الخطوة الثانية وهي الالتصاق . { وهذه الكلمة تعني في الأصل } مادة لاصقة الغراء ( أو المستعمل في التصاق الأخشاب) ومن المعروف انه عندما تلتصق قطعتين من الخشب بالغراء الصحيح يُصبح من المستحيل فصلهما عن بعضهما وعند محاولة فصلها سوف يتمزق الاثنان في نفس الوقت . ولكن لكي يتم هذا الالتصاق بصورة صحيحه وتصبح القطعتين قطعة واحدة يتحتم عمل الآتي صقل وتنعيم كلاَ من السطحين أن وجود بروزات أو نتوءات في أحد السطحين أو كلاهما مهما صغر حجمها ستعيق عمليه الالتصاق الكاملة وهذا ما يجب ملاحظته في بداية الحياة الزوجية فبعد قليل سوف تظهر اختلافات بين الزوجين نتيجة حياتهما الماضية تشبه البروزات التي يمكن أن تعطل أو تمنع الالتصاق الكامل . فما هو العمل؟ يجب على كل منهما أن يفتش على ما فيه من تصرفات تظهر للطرف الثاني على إنها بروزات تعطل التصاقهما ويعمل بكل إخلاص على إزالتها من حياته . وبالطبع هذا قد يكون مؤلما صعبا لكنه ضروري ولا مفر منه إذا أردنا الوصول إلى الالتصاق الحقيقي الكامل القوى ومن الجهة الأخرى ليتحذر كل من الطرفين على التركيز على البروزات الموجودة في الطرف الآخر ومحاولة الضغط علية لكي يزيلها ولا تنسى قول الرب يسوع في ( الإنجيل كما دونه القديس متى الإصحاح 7 والأعداد 3- 5) "لماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك . وأما الخشبة التي في عينيك فلا تفطن لها ... اخرج أولا الخشبة من عينيك" رفع وطرح أي جسم غريب بين السطحين إن وجود أي جسم غريب بين السطحين حتى ولو كان صغيراَ جدا سوف يمنع الالتصاق الصحيح القوى ، وهكذا في الحياة الزوجية تدخل أي شخص بين الزوجين أو إخفاء شئ على الآخر يصبح هذا مانعا للالتصاق الصحيح الاقتراب الكامل لبعضهما لا يمكن وجود التصاق صحيح كامل ما لم يقترب السطحين لبعضهما تماما ويتلامسا تلامساَ كامل بينهما ليس جسدياَ فقط بل نفسياَ وروحياَ وإلا فلن يتحقق الالتصاق الكامل بطريقة صحيحه تؤدي إلى الوحدة الكاملة. مادة لاصقه صحيحة كثيراَ ما تستعمل مواد لاصقة غير جيدة ، لذلك سريعاَ ما يحدث الانفصال بين القطع الخشبية عندما تتعرض لأي صدمه خارجية . وهكذا في استخدام طرق عالميه جسديه لجذب الطرف الآخر اليه ولكن سرعان ما تنهار وتفقد . لذا علينا أن نستعمل المادة التي يتكلم عنها الكتاب المقدس بكل وضوح وهي المحبة الحقيقية كما تقرأ في ( رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسى الإصحاح 3عدد 14) " وعلى جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال " المحبة التي مصدرها الله والتي سكبها في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا (رسالة بولس الرسول إلى أهل روميه الإصحاح 5عد د 5) ثالثا الوحدة الكاملة عندما يحدث الترك والانفصال الفعلي ثم يتم الالتصاق الكامل بين الزوجين سيتجهان معا إلى الوحدة الكاملة الحقيقية جسداً ونفساَ وروحا ويصبحان ليسا فقط مجرد عضوين في كيان اجتماعي هو ( العائلة) بل أيضا يصبحان كياناَ عضوياَ حياَ يتمتعان معا بوحدة الفكر والمشاعر والأهداف ويتحقق فيهما عملياَ ما اكده الرب يسوع في قولة في الإنجيل (كما دونه القديس متى الإصحاح 19 وعدد6) "إذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان" هذه هي الخطوات الثلاثة الأساسية التي وضعها الله لا إنسان لتحقيق هذا البناء الزوجي الرائع الذي صممه الله لسعادة الإنسان . وهذا يقودنا إلى ملاحظات ختامية هامة: أولا أحادية الزواج : هذا يعني زوج واحد لزوجة واحدة لزوج واحد ورفض أي فكرة لتعدد الزوجات أو الأزواج وهي التي ابتدعها الإنسان بعيداَ عن الله وكان أول من فعل ذلك هو لامك الذي من نسل قايين قاتل أخاه هابيل إذا يقول عنه الكتاب في ( سفر التكوين الإصحاح 4 و العدد 19) " واتخذ لامك لنفسه امرأتين" وتعدد الزوجات فكر مخالف تماما للتصميم الإلهي للزواج حيث قال الله بكل وضوح " يكونان جسداَ واحد " وليس فقط عائلة واحدة فهل رأينا كائنا حياَ صحيحا مكونا من رأس واحدة واكثر من جسد واحد؟ أو العكس؟ إلا يعد هذا كيانا مشوهاَ وغير سليم؟ أليس هذا ما نراه فعلياَ في حالات تعدد الزوجات على مر التاريخ؟ ولهذا يؤكد الكتاب المقدس فكرة أحادية الزواج بأكثر من طريقة فيكتب ( بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس الإصحاح 7 وعدد2) "ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل واحدة رجلها" ثم يؤكد عدم قبول شخص في الخدمة كشيخ أو أسقف في الكنيسة إلا إذا كان بعل ( زوج) امرأة واحدة ( رسالة بولس الرسول إلى أهل تيطس الإصحاح الأول 1 وعدد 6 ) ثانيا ديمومة الزواج أرى أن رباط الزوجية هو رباط يدوم مدى الحياة وعلى هذا لا نقبل فكر الطلاق مطلقاَ فحيث أن الاثنين أصبحا جسداَ واحداَ أي كياناَ عضوياَ حياَ واحداَ يشبه الجسد ، لذلك لا يمكن فصل الجسد عن الرأس إلا وانهار الكيان تماما ودُمر جميع أعضاءه. فالزواج ليس عقداَ مشروطاَ يمكن إنهاءه لأي سبب أو في أي وقت لكنه عهداَ دائما أمام الله وهو الشاهد عليه مدى الحياة وهذا ما نقرأه في ختام العهد القديم ( في سفر ملاخى الإصحاح 2 وعدد 14) " الرب هو الشاهد بينك وبين امرأة شبابك ..... هي قريبتك وامرأة عهدك" ولهذا السبب يؤكد الله رفضه لفكرة الطلاق مهما كانت الخلافات بين الزوجين إلا في حاله حدوث الزنا . وحتى في هذه الحالة سُمح بالطلاق على سبيل الأذن وليس على سبيل الأمر . لذلك نقرأ القول في ( سفر ملاخى الإصحاح 2 و الاعداد15، 16) " أحذروا لروحكم ولا يغدر أحد بامرأة شبابه لانه يكره الطلاق قال الرب ثم يؤكد هذا الرب يسوع قائلا في ( الإنجيل المقدس كما دونه القديس متى الإصحاح 19 والأعداد 8 ،9) "موسى من اجل قساوه قلوبكم إذن لكم أن تطلقوا نساءكم ولكن من البدء لم يكن هكذا وأقول لكم أن من طلق امرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزني " ثم يؤكد بولس الرسول أن الطلاق غير مسموح به مهما كانت المشاكل والخلافات بين الزوجين فيكتب ( بولس الرسول في رسالته الأولى إلى كورنثوس الإصحاح 7 والإعداد 10، 11) " وأما المتزوجون فأوصيهم لا أنا بل الرب أن لا تفارق المرأة رجلها وان فارقته فلتلبث غير متزوجة أو لتصالح رجلها ولا يترك الرجل امرأته " ثالثا علانية وإشهار الزواج: حيث أن الخطوة الأولى في الحياة الزوجية الصحيحة تبدأ بالقو " ليترك الرجل أباه وأمه " فلا مجال هنا للزواج السري الغير معلن حتى ولو كان يرضي الطرفين فلا مجال في كلمه الله لما يسميه البعض الزواج العرفي أو المعيشة الزوجية العقلية بدون التزام زوجي شرعي معلن أمام الله والناس ألا نتذكر بعض حالات الزواج التي ذكرت في الكتاب المقدس مثل زواج أسحق ورفقة، يعقوب وراحيل ، وبوعز وراعوث في النهاية نعود بالشكر الى إلهنا العظيم مصمم هذا البناء الرائع للحياة الزوجية والذي قصد فيه أن يتحقق ما قاله سليمان الحكيم قديما في ( سفر الجامعة الإصحاح 9 وعدد9) " التذ عيشاَ مع المرأة التي أحببتها كل أيام حياة باطلك التي أعطاك إياها تحت الشمس " ولنصلي من قلوبنا أن يعيننا الله على اتباع إرشاداته والخطوات التي وضعها أمامنا وعندئذ نتمتع بقوله المذكور في ( سفر الأمثال الإصحاح 8 وعدد 34 ، 35 ) " طوبى للإنسان الذي يسمع لي ساهراَ كل يوم عند مصارعي حافظا قوائم أبوابي لانه من يجدني يجد الحياة وينال رضى الرب ومن يخطئ عني يضر نفسه" </B></I> |
21 - 05 - 2012, 07:39 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
ميرسى كتير ربنا يباركك
|
||||
21 - 05 - 2012, 10:27 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
توبك جميل قووي ومميز ياسندس
تسلم ايدك |
||||
22 - 05 - 2012, 12:35 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
ميرسى سندس
لموضوعك الجميل |
||||
22 - 05 - 2012, 07:01 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
نشط جداً | الفرح المسيحى
|
|
||||
22 - 05 - 2012, 07:03 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
مشاركة مميزة جدا من خادمة مميزة ربنا يبارك حياتك |
||||
22 - 05 - 2012, 07:03 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
نشط جداً | الفرح المسيحى
|
|
||||
22 - 05 - 2012, 07:08 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
نشط جداً | الفرح المسيحى
|
|
||||
22 - 05 - 2012, 07:13 AM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
نشط جداً | الفرح المسيحى
|
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اجعلنا يارب جسدا واحدا |
ويكون الاثنان جسدا واحدا ( تك 24:2 ) |
ويكون الاثنان جسدا واحدا |
ويكون الاثنان جسدا واحدا |
ويكون الاثنان جسدا واحدا |