رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محمد الباز يكتب : اعترافات ياسر على عن مرسى والشاطر وطنطاوى ليس صحيحا أن مؤسسة الرئاسة غاضبة على ياسر على، ولهذا أبعدته من منصبه كمتحدث رسمى، فالرئاسة لم تتعامل بجدية مع ما نشرناه عن قصة زواجه لثلاثة أيام فقط من عبير عبد المجيد مندوبة اليوم السابع فى مؤسسة الرئاسة، رأى الرئيس أن الأمر عادى وطبيعى، ولو لم تكشف الصحافة عنه لما تعرض ياسر لأى أذى، لكن الواقع يقول إن ياسر على خسر كثيرا. من وجه أنه كان فى المطبخ الرئاسى يعرف وعن قرب ما يدور فى رأس رئيس الدولة، الآن هو بعيد نوعا ما.. ثم إن مرسى كان رئيسه المباشر، الآن هشام قنديل هو رئيسه، وهذا وجه آخر.. أما الوجه الثالث فياسر على كان ملء السمع والبصر، صوره وأخباره وتصريحاته مكررة يوميا على الصحف والمحطات التليفزيونية، الآن سيكون الرجل منزويا وبشدة فى ركن قصى لن يعرف أحد عنه شيئا إلا فيما ندر. الدليل على أن ياسر على لم يخرج مغضوبا عليه، بل تم إخراجه عنوة من منصبه، أنه كان وراء لاقتراح أن يكون المتحدث الرسمى الجديد من وزارة الخارجية، وقد تم فك ياسر باثنين من المتحدثين وليس واحدا، وأغلب الظن أن ياسر أراد أن يحرق المراكب خلفه، فإذا كان رجال الجماعة اجتمعوا على أن يخرجوه من منصبه، فلن يتركه لأحدهم، وكان الأقرب إلى المنصب هو أحمد عبد العاطى مدير مكتب مرسى، أو صلاح عبد المقصود وزير الإعلام.. لكنه حرق الأرض ومضى. اللافت للانتباه فعلا ما تم ترويجه، ولا أعرف هل كان لياسر على علاقة به أم لا، لقد تم إشعال النار بخبر عن مذكرات ياسر على خلال السبعة شهور التى قضاها فى الرئاسة، وأنه سيدون فى هذه المذكرات وقائع إخراج المشير طنطاوى وسامى عنان من السلطة، كما أنه سيضع بين سطورها كثيرا من الأسرار التى لا يعرفها سواه بحكم عمله ومنصبه. ياسر وعلى الفور نفى تماما أن تكون لديه نية من أى نوع فى كتابة مذكرات، وأنا أصدقه تماما.. فياسر رغم زلته إلا أنه إخوانى ملتزم – صحيح أنه دخل مرحلة التيه بأزمته الشخصية – إلا أنه من الصعب أن يتخلى أو يتخلص من التزامه الإخوانى.. ولذلك فلا يمكن أن يقدم على هذه الخطوة التى لن يسمح بها الرئيس ولن يسامحه فيها مكتب الإرشاد. مربط الفرس ليس هنا على وجه التحديد، ولكن هل سرب ياسر على خبر كتابة مذكراته الوهمية، حتى يجبر الجماعة على التمسك به ولو فى منصب أقل قيمة وأهمية من منصبه السابق؟ قد يكون هذا ما جرى، خاصة أننا نتحدث عن خلافات سياسية فى الغالب لا مكان فيها للأخلاق. عن نفسى أعرف أن ياسر على لديه الكثير الذى يمكن أن يقوله، ويمكن أن يحسم به كثيرا من الأمور الظنية فى حياتنا العامة. قبل أكثر من ثلاثة شهور التقيت بياسر على فى فندق الفورسيزونز.. كان لقاء للتعارف ضمن رغبته فى التعرف والتقرب من عدد من الكتاب الذين لهم رأى ورؤية مختلفة فيما يفعله الإخوان وما يقدم عليه الرئيس، تحدث ياسر يومها كثيرا، وألقى بأسرار كثيرة، ربما لم يحن الوقت بعد للإفصاح عنها جميعا.. لكن خروج المتحدث الرسمى السابق من منصبه قد يكون مناسبا للإشارة إلى بعض ما قاله. سألنى عن رأيى فى أدء الرئيس مرسى، فقلت له: أنا أرشح لك رواية الروائى العربى الكبير بنسالم حميش « مجنون الملك»، وقبل أن يندهش، قلت له: لو قرأ الرئيس مرسى الرواية بعناية شديدة فإنه سيتراجع عن كثير من قراراته، وعليه أن يقرأ تحديدا ما الذى فعله الحاكم بأمر الله فى المصريين، ثم ما الذى فعله المصريون بعد ذلك بالحاكم بأمر الله، ولم يكن ياسر على فى حاجة ليعرف أن المصريين فى النهاية قتلوا الحاكم بأمر الله. أغلب الظن أن ياسر على لم يقدم رواية « مجنون الملك» لمحمد مرسى من الأساس، فلو كان الرجل قرأها لارتجع.. وإن كنت أشك أن الطغاة يمكن أن يتراجعوا عن شىء يقترفونه بأيديهم. كان من أهم ما قاله ياسر على أن خيرت الشاطر سياسى محنك، لكنه ليس إلا تاجرا شاطرا، كلامه جاء ردا على ما قلته له من أنه لا يوجد أحد فى الإخوان المسلمين رجل صناعة، كلهم بتوع بقالة، فاستوقفنى قليلا قائلا: المهندس خيرت الشاطر عنده مصنع لتجميع السيارات، لكنه استدرك قائلا: هو صحيح مصنع صغير لأن المهندس خيرت مش بتاع صناعة الراجل تاجر فى النهاية. الكلام عن محمد مرسى كان هو الأهم، حكى لى ياسر على قصة عدم مشاركة محمد مرسى فى جنازة أبناء القوات المسلحة الذين قتلوا وقت الإفطار فى سيناء، كانت المعلومات وقتها متضاربة، الحرس الجمهورى يؤكد أن الرئيس يمكن أن يشارك، والمخابرات الحربية تؤكد أن الطريق إلى الجنازة آمن، كما أن المشير طنطاوى وسامى عنان ألحا على الرئيس بالحضور. وقتها كان الرئيس ومعه ياسر على وأسعد الشيخة نائب رئيس الديوان فى سيارة عائدة من زيارة المصابين فى الأحداث بمستشفى القوات المسلحة بالمعادى، طلب ياسر على منه أن يمنحه فرصة ليعرف هل الجنازة مناسبة ومؤمنة أم لا، وكان أن خرج ياسر والشيخة من السيارة، ليقابلهما عبد المنعم أبو الفتوح مطرودا من الجنازة، كما عرف أن هشام قنديل تم الاعتداء عليه. كان القرار الذى أبلغه ياسر على لمرسى هو أن يعود إلى قصر الاتحادية ولا يشارك فى الجنازة لأن المشاركة بها خطر، استجاب مرسى لنصيحة ياسر، لكن كما قال على: فى طريقه إلى قصر الاتحادية ظل مرسى صامتا لا يتحدث على الإطلاق، وقد تكون المسافة التى لا تستغرق سوى دقائق قد مرت عليه ساعات طويلة جدا، فوقتها شعر مرسى بأنه ليس رئيسا، فما معنى أن يتم عدم تأمينه وجوده فى جنازة لأبناء القوات المسلحة. ظل محمد مرسى يشعر بالإهانة التى تصل إلى درجة الإذلال حتى تمكن من الإطاحة بالمشير طنطاوى وسامى عنان فى 12 أغسطس، وقتها أحس أنه يمكن أن يأخذ قرارًا وينفذه، وقد عاش مرسى ما يقرب من شهرين فى نشوة السلطة الكاملة، حتى أرغمته القوى المدنية على أن يتراجع فى قرار نقل النائب العام عبد المجيد محمود إلى الفاتيكان.. وقتها شعر بأنه لم يعد رئيسا مرة أخرى. يجزم ياسر على بأن حالة التخبط التى بدا عليها محمد مرسى بعد تراجعه عن قرار النائب العام، لازمته طويلا ولم يستطع أن يخرج منها، ووقتها قال ياسر: وسيكون من الصعب أن يخرج، وهو ما جرى بالفعل. حاول ياسر على أن يخفف من حدة الطريقة التى خرج بها المشير طنطاوى وسامى عنان، نفى أن تكون هناك أى مؤامرة فى الأمر، أو يكون مرسى دبر لهم مكيدة أو مصيدة، فقد أراد أن يسترد كرامته التى أهدرت عندما عجز عن المشاركة فى جنازة شهداء القوات المسلحة، وكان يعتقد أن طنطاوى وعنان يريدان توريطه فى جنازة تتم إهانته فيها على الهواء مباشرة، وهو ما يرجح أنه كان ينتقم لنفسه وليس أكثر من ذلك. يبقى هناك اعتراف أعتقد أن ياسر على كان شجاعا فيه إلى أبعد مدى.. قال: نحن فعليا نخاف من الفشل.. بل يمثل لنا الفشل شبحا يطاردنا فى كل مكان وفى كل منصب، فالإخوان كما يرى قبل الثورة لم يتقلدوا مناصب عليا.. بعضهم وصل بالكاد إلى منصب مدير أو رئيس قسم، وهذه كل خبرتهم، ثم أنهم فى ورطة أن يعلنوا أمام الشعب أنهم لا يقدرون على المسئولية، بعد أن أوهموا الناس بأنهم يستطيعون كل شىء. يومها كان ياسر يتحدث بصراحة مطلقة، عن همومه، عن نصيحته للجماعة بألا تقدم مرشحا للرئاسة بعد الثورة حتى لا ينهار تماما وتنهار معه الجماعة، لكن أحدا لم يسمع له.. وبدلا من أن ينسحب من وجه العاصفة ألقى نفسه فيها بكل قوته، فهو ليس إخوانيا ملتزما فقط، ولكنه رأى أيضا أن القوة مع الجماعة والسلطة معها ولا مانع من أن يأخذ نصيبه من النعيم. سألنى عن مستقبل حكم الجماعة، فقلت له بصراحة أعتقد أنها كانت مطلقة أيضا: إننى أرى مصارعكم يا دكتور.. طال الأمد أو قصر، بحكم التاريخ والجغرافيا والقرآن «وتلك الأيام نداولها بين الناس».. وللأسف أنكم تحددون أسوأ نهاية لكم.. ولن يكون بعيدا أن تعودوا إلى السجون ويسحل كباركم ويقتلوا فى الشوارع.. فالجماعة التى تتعالى على الشعب لن يرحمها هذا الشعب عندما يتمكن منها.. لم أزد على ما قلته شيئًا.. ولم يتحدث ياسر كثيرا بعدها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|