يا يسوع، أرجوك اشفني
منذ عدة سنوات كنت أكرز في أوكلاهما، وضمن الحضور كانت توجد سيدة في السبعين من عمرها لم تخطو خطوة واحدة لمدة أربع سنوات. وكان الأطباء قد قالوا أنها لن تمشى مجددًا. وعند نهاية الاجتماع، استعددنا للصلاة للمرضى، فأحضرها أصدقاؤها وأجلسوها عند المذبح (المنبر).
ركعت أمامها ووضعت يداي عليها وصليت. ثم قلت لها: "الآن انهضي وامشي في اسم الرب يسوع". فعلت كل ما بوسعها لتنهض، لكنها كانت طيلة الوقت تبكي وتصلي: "يا يسوع، أرجوك اشفني.. أرجوك دعني أمشى.. أرجوك، أرجوك". واستمرت على هذا الحال حتى تمكنت أخيرًا من تهدئتها بما يكفي للتحدث إليها: "عزيزتي، هل تعلمين أنك قد شُفيتي؟" نظرت إلى بدهشة: "حقًا.. هل شُفيت؟" قلت لها: "نعم أنت قد شُفيتى.. وسوف أثبت لك هذا من الكتاب المقدس". ففتحت لها 1 بطرس 2: 24 – من كتاب الحياة – وطلبت منها أن تقرأ الآية بصوتٍ عالٍ. فقرأت: "وَهُوَ نَفْسُهُ حَمَلَ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ (عِنْدَمَا مَاتَ مَصْلُوباً) عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ بِالنِّسْبَةِ لِلْخَطَايَا فَنَحْيَا حَيَاةَ الْبِرِّ. وَبِجِرَاحِهِ هُوَ تَمَّ لَكُمُ الشِّفَاءُ".
ثم سألتها: "في أي زمن توجد كلمة تَمَّ, في الماضي أم الحاضر أم المستقبل؟" أجابت: "في الماضي". فقلت لها: "إن كنت قد برأت بجراح يسوع، إذًا فأنت الآن نلت شفائك بالفعل, أليس كذلك ؟" ابتسمت في هدوء ولمعت عيناها بفهم جديد.
ثم قلت لها: "ارفعي يديك وسبحي الرب لأنه قد شفاك بالفعل، وليس لأنه سوف يشفيك مستقبلاً. أنتِ الآن قد برأتِ". فرفعت عينيها وقالت بإيمان الأطفال: "أشكرك يا إلهي يسوع.. أنا سعيدة جدًا لأني شُفيت". وعلى الرغم من أنه لم يكن هناك أي إثبات مادي على شفائها، إلا أنها قالت: "أنا سعيدة جدًا لأني شُفيت".
عندئذ التفت لها وقلت: "الآن.. انهضي وامشي في اسم يسوع". وفي الحال قفزت مثل فتاة في السادسة عشر من عمرها وبدأت تمشي وتقفز وتجري وتسبح الله.
كما ترى، كان علينا أن نساعدها كي تؤمن فى الزمن الصحيح لأن الإيمان يتعلق بالحاضر. وطالما نصارع لننال ونرجو أن نرى الإستجابة في وقت ما، فلن يحدث شيء.. إذ يعد هذا رجاء وحسب. أما الإيمان فيقول: "إن هذا لي. أنا أمتلكه الآن".
وبالطبع فأن الرجاء عندما يُستخدم فى مكانه الصحيح يكون بركة رائعة. إذ لدينا رجاء مبارك فى المجيء الثاني لربنا يسوع المسيح قريبًا وقيامة الأبرار الراقدين واختطاف القديسين الأحياء.. ورجاء فى السماء.. ورجاء فى رؤية أصدقائنا وأحبائنا الذين انتقلوا. شكراً لله لأجل الرجاء.. لكن يظل هذا الرجاء فى المستقبل دائمًا.
يسوع سوف يأتي، سواء آمنا بهذا أم لا. سيأتي لأن الكلمة تقول كذلك. والقيامة ستحدث سواء آمنا أم لا. وسيقوم الأموات فى المسيح ليلاقوه فى الهواء.. سيحدث هذا سواء آمنا أم لا. فإيماننا أو عدم إيماننا لن يؤثر على هذه الأحداث. إن يسوع سيأتي قريبًا لأن الكلمة تقول أنه سيأتي.. وهذا هو الرجاء المبارك الذي ينتظره جميع المؤمنين.
لكنه الإيمان – وليس الرجاء – الذي بإمكانه أن يغير المستحيل إلى مستطاع. إنه الإيمان – وليس الرجاء – الذي يأتي لنا بالشفاء والنصرة.
الرجاء ينتظر جيدًا لكنه ضعيف فى الاستقبال. كثيرًا ما أسمع مؤمنين يقولون: "نحن نرجو ونصلي". أو "كل ما يمكننا عمله الآن هو أن نرجو ونصلي". إن كان هذا ما هو كل ما تفعله، فأنت بكل تأكيد مهزوم. فالأمر يتطلب إيمانًا إيجابيًا – إيمان حاضر – كي يحصل على نتائج إيجابية.
تذكر
" أَمَّا الآنَ، فَهذِهِ الثَّلاَثَةُ بَاقِيَةٌ: الإِيمَانُ، وَالرَّجَاءُ، وَالْمَحَبَّةُ. وَلَكِنَّ أَعْظَمَهَا هِيَ الْمَحَبَّةُ"
(1كورنثوس 13: 13 من كتاب الحياة)