|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
اخلع حذاءك من رجليك لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة ( خر 3: 5 ) الصليب حَدَث فريد، تخطَّى العقل وتجاوز الفكر؛ أمامه خشعت الإنسانية وتملكها العَجَب. خضع له الزمان وإليه انصاع التاريخ، فقفز الزمان صعوداً، ووثب التاريخ قُدماً بديل انحدار الوراثية، وغدا مسارهما صحيحاً، بولادة الإنسان الجديد ذا الطبيعة الإلهية، هروباً من فساد الطبيعة، وابتعاداً عن عالم الشر. الصليب - بشرياً - أفظع جريمة ارتُكبت ضد أقدس إنسان؛ بطلها، والمحرِّض، والمنفذ هو الإنسان والشيطان. الصليب حادثة هزت الكون وما زالت، أثارت الأجيال وما برحت، جمعت الله والإنسان في أصعب مكان: الله يمتشق سيفه ويضرب، والإنسان يُجهِّز خشبة ويصلب، والمسيح، موضوع الضرب والصلب، يخترقه السيف وتمزقه المسامير؛ فيتفجر الخلاص من قلب المصلوب كاملاً، ويرضى الله، ويغتسل الإنسان ويتمتع. الصليب يجسِّد حب الله، وينطق بمكنون قلبه، ويكشف فكره الأزلي؛ ويعلن هدف تجسد الرب يسوع المسيح، أن يكون ذبيحة فداء عن الإنسان. أسس الصليب علاقة جديدة بين الله والإنسان، لم تستند إلى مجهود الإنسان وأعماله وتقواه، إنما على مبدأ مجانية النعمة، الواهبة المتفاضلة، التي تطفئ غضب الله، وتستجيب لمطالب عدله، وتحوله ثوب بر يكتسيه الإنسان الذي فشل في كتابة حرف واحد في ملحمة خلاصه. لكن الرب حبَّر قصة الخلاص بتلك الساعات المريرة القاسية مصلوباً، متألماً ثم مائتاً، بحيث صرخ في نهاية الصليب "قد أُكمل". فقد دفع المسيح كل شيء فنال الإنسان كل شيء. في الصليب قُسم العالمين قسمين، وشُقَّت طريقان: سماوية مجيدة، وجهنمية هالكة. ووجِدت جماعتان: واحدة آمنت فتمتعت بالخلاص، وأخرى رفضت فاستحقت الهلاك. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|