رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
أليست ساعات النهار اثنتي عشرة ( يو 11: 9 ) حينما نطق المسيح بهذا القول، كان في عبر الأردن، ولقد قال على مسمع من التلاميذ إنه سيرجع عائداً إلى اليهودية، فارتعب التلاميذ من هذا القول، لأن اليهود كانوا قد حاولوا رجمه ليس قبل ذلك بكثير، فكيف يتكلم الآن عن العودة إلى اليهودية؟ وفي الرد على حيرة التلاميذ وخوفهم كانت هذه الإجابة: «أليست ساعات النهار اثنتي عشرة؟». وللوهلة الأولى قد لا يبدو أي ارتباط بين إجابة المسيح وسؤال التلاميذ، ولكن ما كان يريد الرب أن يشير إليه هو أن ساعات عمل الإنسان هي 12 ساعة، وبعدها يأتي الليل أو ميعاد الراحة. فحينما يكرس الإنسان نفسه للرب، يكون لله في كل يوم من حياة ذلك الإنسان خطة موضوعة من قِبَله بعناية مطلقة، ولا يستطيع أحد أن يعوق هذه الخطة، أو يعجلها. والمسيح بعودته ثانية إلى أورشليم، حتى لو حاول اليهود أن يقتلوه، فلن يستطيعوا، لأن ساعته لم تكن قد أتت بعد، وخطة العمل الموضوعة له من قِبَل الله لم تنته بعد. إن كل ابن من أولاد الله لن يرقد قبل أن يتمم الله خطته من خلاله. إن هذا يجعلنا نعيش في سلام وثقه، فإذا كنا نعيش حسب مخطط الله، ونراعي المبادئ العامة في الصحة والأمان، فلن تستطيع أية قوة، مهما كانت، أن تنزع حياتنا حتى ولو دقيقة واحدة قبل التوقيت المُحدد من قِبَل الله. إن كثيرين من القديسين يهتمون بتفاصيل كثيرة حول الطعام الذي يتناولونه، والشراب الذي يشربونه، بل الهواء الذي يستنشقونه. ولكن هذا الاضطراب لا داعي له «أليست ساعات النهار اثني عشرة؟». ألم يسيّج الله حول أيوب ( 1بط 5: 7 ) حتى أن الشيطان لم يستطيع أن يخترق هذا السياج إلا بسماح، فإذا آمنا بهذا المبدأ فلن نسمع مثل هذه الأقوال: "لو أن عربة الإسعاف قد وصلت مبكراً قليلا ؟"، أو "لو أن الطبيب اكتشف هذا الداء الخبيث شهر مبكراً" لو أن زوجي لم يركب هذا الأوتوبيس، أو تلك الطائرة؟ نحن نثق أن حياتنا مخطط لها بحكمة متناهية وفي غاية الدقة، كما أنها بين يدي إله كُلي القدرة والقوة، وله خطة مُحكمة وتوقيت دقيق لتنفيذها، وأن قطاره لا يتأخر أبداً عن ميعاده «إنه هو يعتني بكم» (1بط5: 7). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|