|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" ... تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الأمم أومن به في العالم رفع في المجد " 2 تيم 4: 2 المشكلة النصية يبدو أن الآية أعلاه تتحدث عن أمور رئيسية ومحطات هامة من حياة المخلص؛ إلا أنه ومع وضوح بعض الكلمات من جهة معرفة المقصود منها إلا أن بعض العبارات وعلى وجه التحديد: " تبرر في الروح،" "تراءى لملائكة " تبقى محاطة بشيء من الغموض الأمر الذي يحتاج إلى مزيد من التبصر والتعمق في دراسة المقطع الكتابي لمعرفة المعنى الذي قصده بولس الرسول. من المعروف أن هذه العبارات الأخيرة قد وجدت لها تفسيرات عديدة تراوحت فيما بينها، فما المقصود بالروح؟ وما هو التبرير؟ ومتى تبرر المخلص بالروح؟ وما أو من الذي تراءى لملائكة؟ ومن هم الملائكة؟ هذه الأسئلة سنحاول الإجابة عنها بشيء من الاقتضاب غير المخل. أقوال الآخرين عن المشكلة النصية هناك من يرى أن المسيح تبرر بالروح من حيث: أنه ثبت شخصه وعمله بالمعجزات التي عملها وبالمعجزات التي عملها الرسل والمؤمنون باسمه. وهناك من يرى أنها قيامة المخلص التي قصدها بولس من كلماته " تبرر في الروح " حيث أنه قام من الأموات بقوة الروح القدس الأمر الذي أثبت بصورة جازمة كونه ابن الله كما ادعى في حياته على الأرض. والبعض يرى ان للروح القدس دور كبير في خدمة المسيح منذ البداية وبشكل مستمر فلا بد إذاً أن يكون الروح القدس هو المقصود بالروح. يقول البعض بأن الروح القدس برهن في كل الأحداث المتعلقة بالمسيح من جهة الميلاد والمعمودية والقيامة وغير ذلك أن المسيح هو بالحقيقة ابن الله الحي الظاهر في الجسد، فالروح القدس كان يبرر أي يصادق ويقنع ويبرهن على حقيقة المسيح من جهة كونه ابن الله المتجسد لخلاص العالم. أما من جهة أنه تراءى لملائكة: فالبعض يقول أنهم ليسوا كائنات روحية لا تُرى أي الملائكة، بل هم رسل بشريين أي رسل المسيح الاثني عشر وكل الذين حملوا رسالة الخلاص والقيامة للعالم وهم الذين شاهدوه قبل وبعد القيامة. والبعض الآخر يرى انهم الملائكة الروحيين الذين ظهروا للمسيح في أكثر من مناسبة وخاصة وسط الآلام والضيقات والتجارب ليخدموه ويقوه. وهناك من يرى أن الملائكة أشرارها وأخيارها شاهدوا المسيح وخاصة بعد قيامته وانتصاره على الموت. وهناك من يرى أنهم الملائكة الذين كانوا عند القبر معاينين للقيامة ومخبرين النسوة بأن ينقلن للتلاميذ خبر قيامة المسيح من بين الأموات. التحليل الكتابي للنص والاستناج من الواضح أن بولس الرسول يتكلم عن الله الظاهر في الجسد منذ ولادته ( تجسده ) إلى الوقت الذي فيه ارتفع عن أعين التلاميذ إلى السماء ( رفع في المجد ). ومن هذا نستنتج منطقياً أن الكلام الذي بين " الله ظهر في الجسد " و" رفع في المجد " قد تحقق كله من خلال حياة المسيح على الأرض. بالرجوع إلى معنى الكلمة " تبرر " نرى بأنها تشير إلى التزكية والمصادقة على الشيء وإظهار كون شخص أو شيء ما خالياً من العيوب والنقائص التي تلصق به جزافاً وبهتاناً، وبريئاً من أي اتهامات ضده، وهذا الأمر هو الذي جرى مع المسيح تماماً في حياته فكان الكثيرون من الأشرار من الفريسيين والكتبة واليهود وغيرهم من من استخدمهم الشيطان ينطقون بالوشاية والافتراءات والاتهامات المختلقة ضد المسيح من جهة، مثلاً، كونه يدعي أنه هو ابن الله وأنه هو الله، وكونه كاسر السبت، وأنه أكول وسكير، وأنه ناقض هيكل الله، وأنه غافر الخطية وهو إنسان عادي، وإلى غير ذلك من الاتهامات والافتراءات؛ وفوق ذلك الاتهام والهجوم العنيف الذي تلقاه المسيح من اليهود خصوصاً عند الصليب عندما طالبوه بأن يبرر كونه المسيح وذلك بأن يخلص نفسه من موت الصليب وأن يخلص اللصين معه، فكان هذا أقوى وأخر اتهام وجه للمسيح قبل موته أخيراً على الصليب. وبهذا نفهم أن التبرير كان بالقيامة التي بينت ليس لليهود وحسب بل كذلك للشيطان وأعوانه أنه انتصر على الموت وعلى الخطية وعلى إبليس نفسه بالقيامة ظافراً منتصراً وبالتالي بين أنه كان باراً وصادقاً في كل ما قال وادعى وأنه هو المسيح الموعود به والذي تنبأ عنه العهد القديم من خلال النبوات وعلى رأسها موت المسيح وقيامته. من هذا نفهم وبحسب الكتاب المقدس أنه تبرر، خصوصاً وبشكل محدد، بقيامته المجيدة والتي كانت بقوة الروح القدس ( رومية 1: 4 ). أما من جهة أنه تراءى لملائكة، فاعتقد أن الإشارة هي إلى الملائكة الذين كانوا عند القبر معاينين قيامة الفادي ومثبتين حقيقة قيامته كشهود يبررون ويصادقون على المسيح وأقواله، معطين البشارة للنسوة لينقلوها للتلاميذ لتنتقل هذه البشارة تباعاً للعالم كله من خلال الرسل وكل المؤمنين بقوة الروح القدس الذي أقام يسوع المسيح من بين الأموات. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|