رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بناياهو بن يهوياداع ابن ذي بأسٍ كثير الأفعال من قبصئيل ... (2صم23: 20) في شخصية بناياهو بن يهوياداع صورة رمزية جميلة للرب يسوع المسيح الذي هو الله الظاهر في الجسد، والذي فيه اجتمع اللاهوت والناسوت بكيفية عجيبة. (1) « بناياهو« .. اسم عبري معناه « مَنْ بناه يهوه » أو « مَنْ يهيئه يهوه ». وهذا الاسم يتكلم إلينا عن تجسد ابن الله « والكلمة صار جسدا ». إنه ـ له المجد ـ قَبِل من الله أبيه جسدأً هيأه له، وعند دخوله إلى العالم بهذا الجسد أعلن أن الله أتمَّ نبوة المزمور « أُذُنيَّ فَتْحت » (أو « حفرت لي أذنين » أو هيأت لي جسداً بحسب الترجمة السبعينية) (عب10: 5؛ مز40: 6). فلأن دم ثيران وتيوس لا يمكن أن يرفع خطايا. دخل الابن مشهد عالم الخراب هذا، دخل بمحض إرادته، وفي طاعة مُطلقة، مُستتراً في الناسوت الذي تهيأ له، مُخلياً نفسه من هالة المجد وساتراً صورة الله تحت صورة العبد، لكي يستطيع أن يفعل مشيئة الله ويتمم ما اتفق عليه في غرفة المشورات الإلهية في الأزل، لمجد الله وخلاص الخطاة. (2) وهو ابن « يهوياداع ». والاسم معناه « مَنْ يعرفه يهوه » أو « الله يعرف ». وهذا الاسم يتكلم إلينا عن شخص المسيح الفائق الذي لا يعرفه إلا الآب « فليس أحد يعرف مَنْ هو الابن إلا الآب » (لو10: 22؛ مت11: 27). فبالإجماع كانت حقيقة شخصه عجيبة ومجيدة إلى هذا المقدار حتى أنها لا تُدرك من البشر. ونحن نعرف الابن كالمخلِّص ولكن شخصه مَنْ يَعْرفُ، فإنه سما وفاق. وفي موته أيضاً هناك شيء لا يعرفه إلا الله. فالمحرقة كانت تُقدَّم بتمامها لله. (3) وهو من « قبصئيل ». وهي مدينة على تخم يهوذا الجنوبي (يش15: 21) وقد أُعيد بناؤها مرة ثانية بعد العودة من السبي وسُميت « يقبصئيل » (نح11: 25). ومعنى الاسم « مجموع من الله ». والاسم في العبرية يشير إلى الشيء الذي أُريق وسُفكَ، ولكن الله أعاد جمعه « مجموع من الله ». وفي معنى الاسم نرى صورة رمزية لموت ثم قيامة ربنا يسوع المسيح الذي سأل حياة القيامة من الله أبيه وأُستجيبَ له من أجل تقواه (مز21: 4؛ مز16: 11؛ عب5: 7). .................................................. .................................................. .................. بناياهو هو الذي ضرب أسدي موآب وهو الذي نزل وضرب أسداً في وسط جب يوم الثلج وهو ضرب رجلاً مصرياً ذا منظر.. (2صم23: 20،21) بن يهوياداع ابن ذي بأسٍ كثير الأفعال من قبصئيل ... (2صم23: 20) (4) بناياهو رمز للرب يسوع في نُصرته على الشيطان. فهو الذي قتل أسداً في وسط الجُب يوم الثلج، وهو في هذا يعطينا صورة لنُصرة المسيح على الشيطان في الجلجثة. ولقد قهر بناياهو أيضاً اثنين من أقوى رجال موآب؛ أسدي موآب، أي رجلين كالأسود. والموآبيون يعطوننا صورة للجسد غير المحكوم عليه (تك19: 37). ولقد أظهر بناياهو أيضاً قوته بقتل المصري الذي كان ذا منظر؛ ومصر تُمثل العالم بما فيه من جاذبية. ألا يذكّرنا هذا بأن إنساننا العتيق قد صُلب أيضاً معه ليُبطل جسد الخطية كي لا نعود نُستعبد أيضاً للخطية (غلا6: 15). وهكذا يمكننا اليوم، بعمل المسيح، الانتصار على كل الأعداء: الجسد (موآب)، والشيطان (أسد الجب) والعالم (المصري). (5) كان بناياهو رئيس الجيش الثالث في أيام داود، وكان في فرقته أربعة وعشرون ألفاً، وكان من فرقته عميزاباد ابنه (1أخ27: 5،6). والاسم « عميزاباد » معناه « شعبي قد أُعطي » أو « شعبي عطية ». فالاسم يتكلم إلينا عن شعب الله، المؤمنين الحقيقيين أولاد الله، الذين هم عطية الآب للابن كالإنسان الممجد (يو17). (6) بناياهو رمز للرب يسوع المسيح في نقمته ودينونته وبطشه بأعدائه عند ظهوره ومُلكه. فقد رفّعه سليمان وجعله رئيساً على الجيش في بداية مُلكه (1مل2: 35)، وهو ـ أي بناياهو ـ الذي قام بتنفيذ حكم الموت في أدونيا بن حجيث (1مل2: 25)، وفي يوآب بن صروية (1مل2: 29-34)، وفي شمعي بن جيرا (1مل2: 46). وهذا يذكِّرنا بالرب يسوع المسيح الذي سيؤسس مُلكه على البر والسلام، وعندما يؤسس ملكوته بالمجد سيبدأ بالقضاء على جميع أعدائه (مز45: 12-5). وسيكون هناك يوم للمُجازاة (مت25: 31-46)، وفيه سيتحدث إلى البعض بالحياة الأبدية، وإلى البعض الآخر بالعذاب الأبدي. .................................................. .................................................. ............... وبناياهو بن يهوياداع ... ضرب أسدي موآب وهو الذي نزل وضرب أسداً في وسط جُب يوم الثلج. وهو ضرب رجلاً مصرياً ذا منظر ... (2صم23: 20-22) هذه الإنجازات البطولية الثلاثة لبناياهو بن يهوياداع، تُرينا صورة لحرب المؤمن الروحية ضد: (1) الجسد (2) الشيطان (3) العالم 1 ـ الجسد: لقد قهر بناياهو اثنين من أقوى رجال موآب (أسدي موآب) ـ والموآبيون يُعطوننا صورة للجسد غير المحكوم عليه. علينا أن نتذكر أصل الموآبيين المذكور في تكوين19، وعجلون ملك موآب الذي كان رجلاً سميناً جداً (قض3). ونجد في الحالتين صورة واضحة للجسد غير المحكوم عليه! ولم يُظهر بناياهو أية شفقة على الموآبيين، ونحن بالتالي ينبغي أن لا نُشفق على الجسد (الطبيعة الساقطة التي فينا) بل نحكم عليها بشدة. « فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض الزنا، النجاسة الهوى، الشهوة الردية، الطمع الذي هو عبادة الأوثان » (كو3: 5). 2 ـ الشيطان: ضرب بناياهو للأسد في الجُب يُعطينا صورة لِما يجب أن نقاوم به الشيطان « إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً مَنْ يبتلعه هو. فقاوموه راسخين في الإيمان » (1بط5: 8،9). فهل لنا شجاعة بناياهو؟ « قاوموا إبليس فيهرب منكم » (يع4: 7). 3 ـ العالم: لقد أظهر بناياهو قوته بقتل المصري الذي كان ذا منظر. ومصر تمثل العالم بما فيه من جاذبية، ولكن محبة العالم هي عداوة لله. نظام وفكر هذا العالم مُخالف لفكر الله الذي أعلنه في الكتاب المقدس، ويجب ألاّ نسمح للأفكار العالمية أن تتسرب إلى عقولنا أو توجه تصرفاتنا « لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب » (1يو2: 15). ولاحظ أن بناياهو قتل المصري برمحه! لم يتردد أن يستبدل عصاه بما هو أحدث وأكثر فاعلية. لقد هزم العدو في نفس دائرة تفوّقه وقدرته، وبنفس الطريقة نستطيع أن نستخدم العلم الحديث والتكنولوجيا المُتاحة لنا اليوم لمجد الله. ومعنى اسم بناياهو ـ الذي بناه يهوه ـ ولكي نصمد ونغلب يجب أن تكون لنا البنية الروحية القوية. وفي رسالة يهوذا (رسالة الأيام الأخيرة) نجد التحريض « وأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس مُصلين في الروح القدس » (يه20). .................................................. .................................................. ........................... « هذه أسماء الأبطال الذين لداود .. بناياهو بن يهوياداع .. هو الذي ضرب أسدى موآب... فجعله داود من أصحاب سره » (2صم8:23، 20-23) هذا البطل نجده يتميز بسبعة أمور تشير جميعها إلى ربنا المعبود: في شخصه وفى عمله، ذاك الذي هو موضوع الكتاب المقدس كله. 1 - بناياهو .. ابن: مما يذهب بأفكارنا مباشرة إلى « الابن » الوحيد الحبيب؛ الذي هو في حضن الآب (يو18:1) . 2 - ذي بأس: أي الشجاع، الذي فيه القوة والعز، صورة للذي ذهب في مشوار طاعته لمشيئة أبيه حتى موت الصليب بخطوات ثابتة، لا يخشى أحداً، بل نسمعه يقول عن تلاميذه في البستان « إن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون » (يو8:18) . 3 - كثير الأفعال: أو « المآثر الحلوة »، وليس كثير الأقوال نظير الكثيرين اليوم. قيل عن موسى إنه « كان مقتدراً في الأقوال والأعمال » (أع22:7) ، أما بخصوص المسيح فنقرأ « جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلـِّم به » (أع1:1) . لقد سبقت أفعاله أقواله، فعاش كما قال (يو25:8) . 4 - من قبصئيل: خرج هذا البطل من قبصئيل والتي تعنى « حزمة » أو كومة الله »، كرمز لبطل الدهور كلها والذي خرج من عند الآب وقد أتى إلى العالم (يو28:16) . 5 - ضرب أسدى موآب: صورة لنُصرة المسيح على العدو مرتين: في البرية، وفى البستان قبل أن يواجهه أخيراً في الصليب. 6 - نزل وضرب أسداً في وسط جب يوم الثلج: ومَنْ الذي « نزل » ليضرب العدو الأشرس (الشيطان) سوى ربنا يسوع، الذي احتمل ليلة شديدة البرودة هي ليلة آلامه، ختمها ببرودة الموت، بعد أن قاسى برودة الترك من أحبائه، بل وأقسى من ذلك الترك من إلهه في ساعات الظلمة الرهيبة. إن نُصرة بناياهو هنا تشير بوضوح إلى نُصرة المسيح على العدو المرعب، في الموقع المرهب، وفى الزمن الأصعب. 7 - وضرب رجلاً مصرياً ذا منظر: وكما حدث بخروج الشعب إذ خلص من فرعون [الشيطان]، ومن مصر [العالم] ذي المنظر، هكذا المسيح بعمله أنقذنا من هذا العالم الحاضر الشرير، إذ صُلب لنا وصلبنا له (غل4:1، 14:6). واليوم، بعمل المسيح، أمكننا الانتصار على كل الأعداء: الجسد (موآب)، والشيطان (أسد الجب)، والعالم (المصري). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بناياهو بن يهوياداع وأعداء المؤمن |
بناياهو بن يهوياداع |
شخصيات كتابية نتعلم منها( بناياهو بن يهوياداع ) |
بناياهو بن يهوياداع |
*** بناياهو بن يهوياداع *** |