منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 01 - 2013, 07:31 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

هل الله يتحرك؟

هل الله يتحرك؟
من صفات الله المطلقة انه غير محدود بمكان.

الله غير محدود بمكان، فهو الحاضر الدائم في كل مكان، ولا يخلو منه مكان مالئ السموات والأرض. "هوذا للرب إلهك السموات وسماء السموات والأرض وكل ما فيها" (تث14:10)، وجوده يفوق العقل والادراك البشري.

لو رسمنا خطاً مستقيماً من الأرض وخرجنا به إلي الفضاء الكوني لنعرف نهايته، فإننا حتماً لا نصل إلي نهايته، وهذا ما نسميه "لا نهائية الكون"، ويؤمن العقل البشري بهذه الظاهرة، بالرغم من عدم إدراكه لها، لأنه محدود بمكان فلا يستطيع أن يدرك ما لا نهائي المكان لأنه أضعف منه، إذاً فلا يمكن أن يخلق ما لا نهائية المكان إلا من هو لا نهائي المكان.

ويقول الله عن عدم محدوديته بمكان: "العلي إله من قريب يقول الرب لست إلها من بعيد. إذا اختباً إنسان في أماكن مستترة أفما أراه أنا، يقول الرب؟ أما أملأ أنا السموات والارض، يقول الرب؟" (إر23:23-24).

فالله روح لا يحد بشكل معين، وليس له حيز معين، ويملأ كل مكان، يقول معلمنا القديس بولس الرسول: "الذي يملأ الكل في الكل" (اف23:1)، فالله يوجد في كل مكان في آن واحد، أن الله في العالم يشبه الروح البشرية في الجسد، الروح تسكن في كل جزء من أجزاء الجسد، وهي التي تعطي حياة للجسد، ولكنها غير ملموسة ولا نستطيع أن نراها.

ليس معني هذا أن روحه تصير أرواحاً عديدة، ولا لأن روحه متيع أو متمدد في كل مكان كالهواء الممتد علي وجه كل الأرض، لأن روح الله ليس مركباً أو مؤلفاً من أجزاء يمكن امتدادها بل روح واحد، فجوهر اللاهوت لا ينقسم، حاضر في كل مكان وفي كل زمان منذ الأزل وإلي الأبد. بل المعني أن كل اللاهوت في جوهره الواحد غير قابل للانقسام، حاضر في كل مكان منذ الأزل وإلي الأبد، فإذا قيل إن ذلك فوق العقل البشري، قلنا: نعم، وسببه أن العقل البشري المحدود عاجز عن إدراك الله غير المحدود، أما عدم محدودية الله في فضائله فيدل علي أن فضائله كاملة لا يعتريها النقص ابداً.

عدم محدودية الله ترجع إلي المكان المطلق، وبما أن الله روح، فالمكان بالنسبة له مطلق غير محدود وذلك بالنسبة لطبيعته الإلهية وبالنظر أيضاً إلي خليقته الموجودة في كل مكان، فلابد أن يكون موجوداً معها في كل مكان وفي كل زمان في آن واحد، فيقول معلمنا داود النبي: "أين أذهب من روحك ومن وجهك أين أهرب؟ إن صعدت إلي السموات فأنت هناك وغن فرشت في الهاوية فها أنت. إن أخذت جناحي الصبح وسكنت في أقاصي البحر. فهناك أيضاً تهديني يدك وتمسكني يمينك" (مز7:139-10)، كذلك يقول معلمنا سليمان الحكيم: "هل يسكن الله حقاً في الأرض؟ هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك"(1مل27:8)، ويؤكد ذلك بولس الرسول في قوله "لكي يطلبوا الله لعلهم يتلمسونه فيجدوه مع أنه عن كل واحد منا ليس بعيداً" (أع27:17).

الله موجود في كل مكان بذاته لأنه عله طبيعية فاعلة لوجود كل مكان، وبما أنه كذلك يفعل حيثما يوجد معلوله، وبما أن كل مكان هو معلول الله، فالله فيه، وبما أن الله روح بسيط لا أجزاء له، فكله في كل مكان.

الله موجود في كل مكان، فهل الله يتحرك من مكان لآخر؟ الله مالئ الكون فهو موجود في كل مكان، فالمكان الذي يظن أنه سيذهب إليه هو موجود فيه أصلاً، فكيف يتحرك إليه، فالله لا يصعد ولا ينزل، لأنه موجود في المكان الذي يظن أنه سيصعد إليه أو ينزل "إن صعدت إلي السموات فأنت هناك وإن فرشت في الهاوية فها انت" (مز8:139).

يقول القديس أُغسطينوس: "كيف أدعو إلهي – إلهي وربي- إنني عندما سأدعوه أن يأتي إلي داخلي، لكن أي فراغ يوجد حتي يستطيع أن يدخل الله الذي خلق السماء والأرض أن يدخل في؟ آه أيها الرب إلهي هل يوجد هنالك حقاً موضوع في يمكن أن يسعك؟ وهل السماء والأرض اللتان خلقتهما وإياي نستطيع أن نحويك؟! وإذا كان لا يمكن أن يوجد بدونك شيء مما اوجدته فهل يوجد هنالك شيء يمكن أن يسعك؟ وأنا الذي أوجدتني لماذا أطلب أن تأتي إلي داخلي، أنا الذي لم أكن موجوداً بدونك؟ لماذا؟ لأني غير موجود الأن في الجحيم، ومع ذلك إذا هبطت إلي الجحيم فأنت هناك! آه يا إلهي لا اقدر ان أموت، بل لا اقدر أن أكون مطلقاً، ما لم تكن أنت في، أو أكون أنا فيك، لأن لك وبك وفيك كل الاشياء، أين أدعوك يا رب؟ ين ادعوك ما دمت أنا فيك، ومن أين تقدر أن تدخل في، لأنني من أين اقدر أن أتجاوز السماء والأرض حيث يدخل إلهي، الذي قال "أما املأ السموات والأرض يقول الرب؟"، هل تسعك إذا السماء والأرض ما دمت أنت تملأهما؟ أو هل أنت تملأهما وتفيض عنهما لأنهما لا يسعانك؟ وإذا كانت السماء والرض مملوءتان بك فأين تفيض إذاً بالباقي منك؟ أم أنك لست بحاجة إلي شيء يسعك، يا من تحوي كل الأشياء وتملأ ما أنت تملؤه باحتوائك إياه؟ إن الأواني التي انت تملأها لا تدعمك لأنها قد تكسر وأنت لا تفيض منها! وأنت عندما تفيض علينا فإنك لا تدركنا ولكنك ترفعنا! أنت لا تبددنا ولكنك تجمعنا".

وبالتالي الله لا يتحرك.



رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 15 - الله أن يتحرك متقدمًا شعبه
عندما يتحرك الله عكس توقعاتك
يتحرك الله بطرق غامضة
عندما يتحرك الله عكس توقعاتك
مستطاع عند الله (نجم يتحرك )


الساعة الآن 01:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024