رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
والذي ارسلني هو معي ولم يتركني الآب وحدي لاني في كل حين افعل ما يرضيه يو 8: 29 وهناك آيات كثيرة في الإنجيل تدل على فساد الإنسان، منها: ما جاء في رسالة رومية (3: 10- 18) «لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ. حَنْجَرَتُهُمْ قَبْرٌ مَفْتُوحٌ. بِأَلْسِنَتِهِمْ قَدْ مَكَرُوا. سِمُّ الأَصْلاَلِ (القاتل) تَحْتَ شِفَاهِهِمْ، وَفَمُهُمْ مَمْلُوءٌ لَعْنَةً وَمَرَارَةً. أَرْجُلُهُمْ سَرِيعَةٌ إِلَى سَفْكِ الدَّمِ. فِي طُرُقِهِمِ اغْتِصَابٌ وَسَحْقٌ. وَطَرِيقُ السَّلاَمِ لَمْ يَعْرِفُوهُ. لَيْسَ خَوْفُ اللهِ قُدَّامَ عُيُونِهِمْ». وأوضح السيد المسيح في موعظته الشهيرة على الجبل كيف تكون تصرفات الإنسان نحو أخيه الإنسان حتى يعم السلام المنشود. وكان تفسيره لما جاء في اللوح الثاني، وبه ست وصايا هو ما يلي: «فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ، لأَنَّ هَذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ» (متى 7: 12). وتفسيرها أنه كما أنك تحب أن جميع الناس يعاملونك بالإحسان واللطف والمحبة، وأن يواسوك وأنت حزين أو سجين وأن يعالجوك وأنت مريض، وأن يساعدوك وقت المحن والمصاعب، وأن يكسوك وأنت عريان، وأن يطعموك وأنت جوعان.. فيجب أن تكون أنت البادئ أولاً في فعل تلك الأشياء جميعها مع كل الناس، فتحب قريبك الإنسان (أي إنسان: القريب والغريب والعدو) كما تحب نفسك. وهذا بالطبع عكس المبدأ الذي يقول «عامل الناس كما يعاملونك» فنعادي من يعادينا ونحب الذين يحبوننا فقط. أو بمعنى آخر: تحب نفسك وقريبك من أسرتك فقط، ولا تتخذ لك أصدقاء من الذين يختلفون معك. فإن هذا يدل على الأنانية وحب الذات والكبرياء. وقد فسر المسيح المحبة المقصودة في الشريعة بهذه المبادئ السامية فقال: «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ، فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّه خائباً». «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ» (متى 5: 38-44). ولكن هذا لا يمنع المسيحي المؤمن من أن يدافع عن نفسه وعن الحق والعدالة والسلام العالمي بكل الوسائل السلمية والحربية الحديثة. ولكن بقدر الإمكان يكون مسالماً كل الناس إلى أبعد مدى. وقد قصد المسيح بهذا القول أن يكون الناس محبين للناس جميعاً، وأقوياء في السيطرة على أنفسهم وعدم الانتقام من الذين يعتدون عليهم، لأن الانتقام هو مبدأ الضعف الذي نراه سائداً بين الحيوانات والطيور والحشرات والأسماك. ولقد جاء في الإنجيل ما نصح به الله الإنسان المؤمن: «لاَ تُجَازُوا أَحَداً عَنْ شَرٍّ بِشَرٍّ.. لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَاناً لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ» (رومية 12). وهاتان الوصيتان تعنيان أنه عندما يحب الإنسان الله وأخاه الإنسان فهو يعمل بكل الوسائل أن لا يؤذي حبيبه بفكره أو أقواله أو أفعاله. وكثيراً ما نرى هذه المحبة في العائلة الواحدة في حب الزوج والزوجة والأبناء بعضهم لبعض، كما نراها في مخلوقات الله الأخرى من حيوانات وطيور وأسماك وحشرات. ونلاحظ من الوصايا الست التي وردت في اللوح الثاني أن كل القوانين والشرائع الأرضية مشتقة منها، وهي تتلخص في أن يحترم الإنسان حقوق الآخرين وأن لا يعتدي عليها. كما نلاحظ أن كل المواثيق الدولية كميثاق الأمم المتحدة، وميثاق حقوق الإنسان، وميثاق منظمة الصليب الأحمر، ومنظمة العفو الدولية وغيرها من المنظمات التي تسعى إلى احترام حقوق الإنسان ومحبة الإنسان لأخيه الإنسان ومساعدته وعدم التعدي على حقوقه، هي أيضاً مشتقة من هذه الوصايا الست، أي مبدأ المحبة الذي ذكره المسيح، فتحب أخاك الإنسان (بدون فرق) كما تحب نفسك. وهو مبدأ العولمة الذي ينادي به العالم اليوم، بمعنى أن كل الناس إخوة، ويجب أن يتعاملوا في كل شيء في هذه الحياة كإخوة متحابين، فإن خالقهم واحد، وهو المعتني بهم جميعاً (أباهم السماوي). وهو أيضاً المبدأ الذي سيحكم به المسيح العالم الروحي الجديد في النهاية. وقد كُتبت هذه الوصايا على ألواح حجرية (وليست على قلوب لحمية) كانت محفوظة ق.م في التابوت الذهبي في قدس الأقداس، وهو أقدس مكان في هيكل سليمان في مدينة القدس لمئات السنين. وقدس الأقداس كان أقدس مكان في الأرض كلها ق.م إذ كان يدل على وجود الله بين شعبه. إلى أن انهدم الهيكل الثاني بما فيه ولم يبقَ فيه حجر على حجر سنة 70م على يد القائد الروماني تيطس (وسيظل كذلك حتى اليوم الأخير). وقد تم هذا كما تنبأ المسيح لليهود في الإنجيل بخراب الهيكل عندما رفضوه كما ذكرنا من قبل. وهكذا انقطعت الذبائح الحيوانية التي كانت تُقدم صباحاً ومساءً لمئات السنين كل يوم في الهيكل، وحتى يومنا هذا. ولا يزال اليهود يحاولون أن يبنوا الهيكل مرة أخرى ليمارسوا عبادتهم بتقديم الذبائح الكفارية من جديد، فالله كان قد حرم عليهم بشدة تقديم الذبائح الكفارية في أي مكان آخر غير المذبح النحاسي الكبير الموجود في هيكل سليمان في مدينة القدس. ولكن هذا لن يتم كما تنبأ المسيح، لأن الله العادل لن يقبل أو يسمح بتقديم ذبائح حيوانية كفارية مرة أخرى لغفران الخطايا حسب الشريعة الطقسية اليهودية القديمة، بعد ذبيحة المسيح السماوية الكاملة (أي الذبح العظيم الحقيقي) على الصليب بالنيابة عن كل من يؤمن به. وحسب علمي أن هناك نهضة روحية كبيرة بين الشعب اليهودي ليؤمنوا بالمسيح، وكثيرٌ منهم رجعوا إليه وآمنوا به. وبعودتهم للمسيح ستأتي أيضاً شعوب أخرى للمسيح. فالله يحب الجميع، وهو يريد أن يخلُص الجميع، كما جاء في الإنجيل «لأَنَّ هَذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ، الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ» (1تيموثاوس 2: 3، 4). أما اليهود الذين عادوا إلى فلسطين بعد الشتات ولم يطيعوا وصايا الله في محبتهم للآخرين، وعاشوا في الأرض فساداً واغتصبوا الأرض واستحلوا دماء الفلسطينيين الأبرياء والمغلوب على أمرهم، فبالطبع لن يفلتوا من عقاب الله سبعة أضعاف في جهنم النار الأبدية! كما وعد الله أي شخص يقتل أخاه الإنسان بعد جريمة القتل الأولى التي قتل فيها قايين أخاه الأصغر هابيل (سفر التكوين 4: 15). يسوع المسيح يحبكم جميعاً هو ينتظركم بيدو... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | إن كان قلب الإنسان هو أثمن ما لديه |
البابا الأنبا أثناسيوس | صار الإنسان في فساد |
خلق الله الإنسان، وأراد أن يبقى في عدم فساد |
تنزع منى فساد الإنسان العتيق |
حينما سقط الإنسان من مجده الأول |