أرض الموعد لم تكن ملكاً أبدياً لبنى إسرائيل
+(تكوين 17: 8) وَأُعْطِي لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ كُلَّ أَرْضِ كَنْعَانَ مِلْكاً أَبَدِيّاً. وَأَكُونُ إِلَهَهُمْ».
+(تكوين 13: 14-17) 14وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ بَعْدَ اعْتِزَالِ لُوطٍ عَنْهُ: «ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ شِمَالاً وَجَنُوباً وَشَرْقاً وَغَرْباً 15لأَنَّ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ تَرَى لَكَ أُعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ. 16وَأَجْعَلُ نَسْلَكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ حَتَّى إِذَا اسْتَطَاعَ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّ تُرَابَ الأَرْضِ فَنَسْلُكَ أَيْضاً يُعَدُّ. 17قُمِ امْشِ فِي الأَرْضِ طُولَهَا وَعَرْضَهَا لأَنِّي لَكَ أُعْطِيهَا».
+(خروج 32: 13) اُذْكُرْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ عَبِيدَكَ الَّذِينَ حَلَفْتَ لَهُمْ بِنَفْسِكَ وَقُلْتَ لَهُمْ: أُكَثِّرُ نَسْلَكُمْ كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَأُعْطِي نَسْلَكُمْ كُلَّ هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي تَكَلَّمْتُ عَنْهَا فَيَمْلِكُونَهَا إِلَى الأَبَدِ».
+(أعمال الرسل 7: 2-5) 2ظَهَرَ إِلَهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ قَبْلَمَا سَكَنَ فِي حَارَانَ 3وَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَهَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ4فَخَرَجَ حِينَئِذٍ مِنْ أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَسَكَنَ فِي حَارَانَ. وَمِنْ هُنَاكَ نَقَلَهُ بَعْدَ مَا مَاتَ أَبُوهُ إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمُ الآنَ سَاكِنُونَ فِيهَا.5وَلَمْ يُعْطِهِ فِيهَا مِيرَاثاً وَلاَ وَطْأَةَ قَدَمٍ وَلَكِنْ وَعَدَ أَنْ يُعْطِيَهَا مُلْكاً لَهُ وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَعْدُ وَلَدٌ.
فى (تكوين 17: 8)، (تكوين 13: 14-17)، (خروج 32: 13) وعد الله إبراهيم بأرض كنعان ملكاً أبدياً له ولنسله، بينما فى (أعمال الرسل 7: 2-5) لم يأخذ إبراهيم الأرض ولا نسله معه ملكا أبدياً. وبالتالى يعتبر قول الله لإبراهيم خطأ، لأن جميع أرض كنعان لم تُعط لإبراهيم، ولا لنسله من بعدة، بل وقد زالت مملكة إسرائيل. وهكذا يوجد تناقض مع ما جاء فى سفر أعمال الرسل، ويتناقض مع (تكوين 23: 1-20) فقد بقي إبراهيم غريباً وإشترى حقلاً وجعله مقبرة له ولعائلته.
الرد:
(1) العجيب فى هذا التناقض أن المعترض ذهب عقلة ليقول هناك تناقض بأن الله وعد إبراهيم بمملكة أبدية فى موضع، ونفى هذا الوعد فى موضع آخر، ولم يلتفت إلى كلمة "أبدياً" فهل هناك ممالك أبدية لا تفنى ولا تزول، وهل كان فى ذهن إبراهيم آنذاك أنه سيعيش إلى الأبد بدون موت، وفقاً لهذا الوعد الإلهى، وهل كان فى ذهن إسحق ويعقوب وموسى وكل بنى إسرائيل نفس الفكر؟.
بالطبع كلا، فكلمة إلى الأبد هنا لا تشير إطلاقاً إلى الأشياء الأرضية ولذلك كان المراد بقول الله لإبراهيم: أعطيك هذه الأرض إلى الأبد، إشارة إلى أورشليم السمائية، وكانت أرض كنعان رمز لها، وكانت علامة للعهد بين الله والإنسان.
ووعندما بارك إسحق يعقوب قال له:
+(تكوين 28: 4) وَيُعْطِيكَ بَرَكَةَ ابْرَاهِيمَ لَكَ وَلِنَسْلِكَ مَعَكَ لِتَرِثَ ارْضَ غُرْبَتِكَ الَّتِي اعْطَاهَا اللهُ لابْرَاهِيمَ».
وقد جاء عن يعقوب أنه سكن فى أرض غربة أبيه إسحق:
+(تكوين 37: 1) وسكن يعقوب في ارض غربة ابيه في ارض كنعان.
وعندما ذهب يعقوب إلى مصر وقابل فرعون، وسألة فرعون عن سنة قال أيام سنى غربتى...:
+(تكوين 47: 8-9) 8فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيَعْقُوبَ: «كَمْ هِيَ ايَّامُ سِنِي حَيَاتِكَ؟». 9فَقَالَ يَعْقُوبُ لِفِرْعَوْنَ: «ايَّامُ سِنِي غُرْبَتِي مِئَةٌ وَثَلاثُونَ سَنَةً. قَلِيلَةً وَرَدِيَّةً كَانَتْ ايَّامُ سِنِي حَيَاتِي وَلَمْ تَبْلُغْ الَى ايَّامِ سِنِي حَيَاةِ ابَائِي فِي ايَّامِ غُرْبَتِهِمْ».
وقال داود النبى أيضا:
+(مزامير 119: 54) تَرْنِيمَاتٍ صَارَتْ لِي فَرَائِضُكَ فِي بَيْتِ غُرْبَتِي.
وقد قال الله لموسى عندما ظهر له أول مرة:
+(خروج 3: 8) فَنَزَلْتُ لِانْقِذَهُمْ مِنْ ايْدِي الْمِصْرِيِّينَ وَاصْعِدَهُمْ مِنْ تِلْكَ الارْضِ الَى ارْضٍ جَيِّدَةٍ وَوَاسِعَةٍ الَى ارْضٍ تَفِيضُ لَبَنا وَعَسَلا الَى مَكَانِ الْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالامُورِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ.
وهى هنا إشارة إلى أورشليم السمائية التى تحدث عنها يوحنا اللاهوتى فى سفر الرؤيا:
+ رؤيا (21: 1-2) ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضاً جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ. 2وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا.
تلك المدينة الجديدة التى كان إبراهيم وإسحق ويعقوب يتطلعوا دائماً إليها وكانوا فاهمين مقاصد الله آنذاك من كلمة ملكاً أبدياً لهم، فقد ماتوا جميعا دون أن يروا المواعيد، ولكنهم نظروها من بعيد وصدقوها وعاشوا فيها ورقدوا على رجاء القيامة حتى ينالوا الخلاص ويسكنوا فى أورشليم السمائية ملكاً أبدياً لهم:
+(عبرانيين 11: 8-13) 8بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيداً أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثاً، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي.9بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ، سَاكِناً فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ الْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِهَذَا الْمَوْعِدِ عَيْنِهِ. 10لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ. ... 13فِي الإِيمَانِ مَاتَ هَؤُلاَءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ.
(2) جاءت هذه النبوة عندما كان إبراهيم بلا ذرية، وهذا شرط مهم في صحتها، فوعد الله إبراهيم أن يكون له ولذريته إلهاً، لاحظ قوله (وَأُعْطِي لَكَ ... وَأَكُونُ إِلَهَهُمْ». بإعتبار أن إعطائها لنسله إعطائها لإبراهيم أيضاً، وأكد الله ذلك بقوله "وَأَكُونُ إِلَهَهُمْ" بضمير الغائب كناية عن نسلة وليس إلهكم أى أن هذا الملك ممتد إلى أجيال أخرى قادمة، ويكثر الله نسله ويباركهم بالبركات الأرضية، فيعطيهم أرض كنعان ملكاً لهم إلى الأبد.
وقد تم وعد الله فعلا فنمت ذرية ونسل إبراهيم، راجع:
+(خروج 1: 7-12) 7وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَأَثْمَرُوا وَتَوَالَدُوا وَنَمُوا وَكَثُرُوا كَثِيراً جِدّاً وَامْتَلأَتِ الأَرْضُ مِنْهُمْ. 8ثُمَّ قَامَ مَلِكٌ جَدِيدٌ عَلَى مِصْرَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ. 9فَقَالَ لِشَعْبِهِ: «هُوَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ شَعْبٌ أَكْثَرُ وَأَعْظَمُ مِنَّا. 10هَلُمَّ نَحْتَالُ لَهُمْ لِئَلاَّ يَنْمُوا فَيَكُونَ إِذَا حَدَثَتْ حَرْبٌ أَنَّهُمْ يَنْضَمُّونَ إِلَى أَعْدَائِنَا وَيُحَارِبُونَنَا وَيَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْضِ». 11فَجَعَلُوا عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ تَسْخِيرٍ لِكَيْ يُذِلُّوهُمْ بِأَثْقَالِهِمْ فَبَنُوا لِفِرْعَوْنَ مَدِينَتَيْ مَخَازِنَ: فِيثُومَ وَرَعَمْسِيسَ. 12وَلَكِنْ بِحَسْبِمَا أَذَلُّوهُمْ هَكَذَا نَمُوا وَامْتَدُّوا. فَاخْتَشُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
+(عدد 23: 8-10) 8كَيْفَ أَلعَنُ مَنْ لمْ يَلعَنْهُ اللهُ وَكَيْفَ أَشْتِمُ مَنْ لمْ يَشْتِمْهُ الرَّبُّ؟ 9إِنِّي مِنْ رَأْسِ الصُّخُورِ أَرَاهُ. وَمِنَ الآكَامِ أُبْصِرُهُ. هُوَذَا شَعْبٌ يَسْكُنُ وَحْدَهُ. وَبَيْنَ الشُّعُوبِ لا يُحْسَبُ. 10مَنْ أَحْصَى تُرَابَ يَعْقُوبَ وَرُبْعَ إِسْرَائِيل بِعَدَدٍ؟
+(تثنية 1: 8-11) 8اُنْظُرْ قَدْ جَعَلتُ أَمَامَكُمُ الأَرْضَ. ادْخُلُوا وَتَمَلكُوا الأَرْضَ التِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآِبَائِكُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أَنْ يُعْطِيَهَا لهُمْ وَلِنَسْلِهِمْ مِنْ بَعْدِهِمْ. 9وَكَلمْتُكُمْ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ قَائِلاً: لا أَقْدِرُ وَحْدِي أَنْ أَحْمِلكُمْ. 10اَلرَّبُّ إِلهُكُمْ قَدْ كَثَّرَكُمْ. وَهُوَذَا أَنْتُمُ اليَوْمَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ فِي الكَثْرَةِ. 11الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكُمْ يَزِيدُ عَليْكُمْ مِثْلكُمْ أَلفَ مَرَّةٍ وَيُبَارِكُكُمْ كَمَا كَلمَكُمْ.
وأعطاهم أرض كنعان وأذل أعداءهم وفضّلهم على العالمين, ولكن لما انحرفوا عن شريعته ولم يتخذوه إلهاً لهم، أذلهم وأزال ملكهم لأن الرب اشترط دوام بركاته عليهم بأمانتهم لعهده, إن الله أمين مع البشر، غير أن الناس هم المتمردون, فلو أبقاهم وهم في حالة العصيان والشر والطغيان لكان ذلك منافياً لقداسته، والقرآن شاهد بأن المولى فضلهم على العالمين وفي محل آخر قال: ضربت عليهم الذلة والمسكنة, وقد تمَّت هذه النبوات بنوع غريب (أنظر سفر العدد 22، تثنية 2، ويشوع 3) فتمتع بنو إسرائيل بهذه الأرض نحو ألف سنة, ولما قضى الله على سبطي يهوذا وبنيامين بالسبي، أعلن أن ذلك يكون لمدة سبعين سنة, وتم ذلك فعلًا, ولما رفضوا المسيا وصلبوه، حكم عليهم بسبي أعظم إبتدأ على يد تيطس الروماني, شلمنأصر سبى العشرة أسباط، وتيطس سبى سبطي يهوذا وبنيامين
(3) لم يعط الله الأرض لإبراهيم شخصياً، بل أعطاها له باعتباره مؤسس الأمة الإسرائيلية ونائبها، فأُعطيت له الأرض بصفته مؤتَمناً عليها, فهو المخاطب والمراد ذرّيته، فكان ما تمتلكه ذريته بمنزلة امتلاكه هو, ووجوه المخاطبات في القرآن كثيرة، منها خطاب العين والمراد به الغير, كقوله:
يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين (الأحزاب 33: 1) ... فقالوا إن الخطاب له والمراد أمته.
(4) إشترط الله على إسرائيل أن دوام بركاته لهم مشروط بدوام خضوعهم له، ولكن طردهم منها، ليس لان الله أخلف وعده لهم، بل لأنهم هم الذين أغضبوا الله، فأخذ منهم ما أعطاهم:
+(صموئيل الثانى 7: 10-16) 10وَعَيَّنْتُ مَكَاناً لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ وَغَرَسْتُهُ، فَسَكَنَ فِي مَكَانِهِ، وَلاَ يَضْطَرِبُ بَعْدُ وَلاَ يَعُودُ بَنُو الإِثْمِ يُذَلِّلُونَهُ كَمَا فِي الأَوَّلِ. 11وَمُنْذُ يَوْمَ أَقَمْتُ فِيهِ قُضَاةً عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. وَقَدْ أَرَحْتُكَ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكَ. وَالرَّبُّ يُخْبِرُكَ أَنَّ الرَّبَّ يَصْنَعُ لَكَ بَيْتاً. 12مَتَى كَمِلَتْ أَيَّامُكَ وَاضْطَجَعْتَ مَعَ آبَائِكَ أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ. 13هُوَ يَبْنِي بَيْتاً لاِسْمِي، وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مَمْلَكَتِهِ إِلَى الأَبَدِ. 14أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً. إِنْ تَعَوَّجَ أُؤَدِّبْهُ بِقَضِيبِ النَّاسِ وَبِضَرَبَاتِ بَنِي آدَمَ. 15وَلَكِنَّ رَحْمَتِي لاَ تُنْزَعُ مِنْهُ كَمَا نَزَعْتُهَا مِنْ شَاوُلَ الَّذِي أَزَلْتُهُ مِنْ أَمَامِكَ. 16وَيَأْمَنُ بَيْتُكَ وَمَمْلَكَتُكَ إِلَى الأَبَدِ أَمَامَكَ. كُرْسِيُّكَ يَكُونُ ثَابِتاً إِلَى الأَبَدِ».
(5) ما جاء فى (أعمال الرسل 7: 2-5) فواضح من كلام القديس اسطفانوس بالروح القدس أن الامتلاك للوراثة يتعلَّق بالأساس على "وعد" والوعد ينصبّ على "إبن"، والابن يُعطى أيضاً حسب "الوعد". والوعد منصب بالدرجة الأولى على النسل:
فإذا كان الوعد أن الأرض ستكون لنسل إبراهيم وهذا ما تكلم عنه القديس أسطفانوس. كان وعد الله إبراهيم بميراث ووعد نسله بنفس هذه الميراث وكل منهما يعتمد على الآخر. والوعد رأيناه يتوقف على أن يجوز الاختبار وقد جازه إبراهيم مرتين، مرَّة للميراث "بالإيمان بالله" ومرَّة لثبات النسل بتقديم "النسل محرقة لله". وكان الوعد مرتبط بشروط، وعدم الالتزام بميراث النسل جزافاً بل بوعد يتم بشروط، وللحصول على تتميم الوعد يتحتم دخول الاختبار ثم النجاح في الاختبار. أمَّا هو -أي إبراهيم- فملكها بالفعل حسب الوعد "بالإيمان". وأمَّا إعطاء المِلْك للنسل، فواضح أن الله أدخل إبراهيم في اختبار معرِّضاً نسله للهلاك -إذا لم ينجح النسل في الاختبار- وذلك حينما أمره أن يقدم إسحق مُحرقةً له، فقدَّمه. ونال نسل إبراهيم الميراث، بإيمان إبراهيم، وطاعة الولد!! أمَّا القصد البعيد من هذا، فإن النسل سيبقى دائماً تحت الاختبار ليبقى وريثاً أو صالحاً للميراث:
+(لاويين 25: 23) «وَالأَرْضُ لاَ تُبَاعُ بَتَّةً لأَنَّ لِيَ الأَرْضَ وَأَنْتُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عِنْدِي.
+(أشعياء 1: 19-20) 19إِنْ شِئْتُمْ وَسَمِعْتُمْ تَأْكُلُونَ خَيْرَ الأَرْضِ. 20وَإِنْ أَبَيْتُمْ وَتَمَرَّدْتُمْ تُؤْكَلُونَ بِالسَّيْفِ».