هل قال المسيح أنا الأقنوم الثانى فى الثالوث
أعلن الابن أنه الأقنوم الثانى فى الثالوث بقوله:
إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس (متى 28: 19).
وقد أوضح السيد المسيح أنه هو الطريق والحق والحياة (يوحنا 6: 14) وأن الروح القدس هو روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم (فى صورة الابن) ويكون فيكم (بالروح القدس الذى يأتى باسم المسيح) (يوحنا 17: 14).
وهذا ما أثبته بولس الرسول بقوله:
وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح، إن كان روح الله ساكنا فيكم. ولكن إن كان أحد ليس له روح المسيح، فذلك ليس له (رومية 9: 8).
أما بطرس الرسول فأثبت أن روح المسيح هو الروح القدس المتكلم منذ القديم فى الأنبياء الذين تنبأوا بالآلام التي له والأمجاد التي بعدها بقوله:
" الخلاص الذى فتش وبحث عنه أنبياء. الذين تنبأوا عن النعمة التى لأجلكم. باحثين أي وقت أو ما الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم، إذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح، والأمجاد التي بعدها " (بطرس الأولى 1: 10 - 11).
كما أعلن الابن أنه الأقنوم الثانى فى الثالوث بقوله:
" وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق. لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم. كل ما للآب هو لي. لهذا قلت إنه ياخذ مما لي ويخبركم " (يوحنا 16: 13 - 15).
فى هذه الآية نجد أن الروح القدس يأخذ مما للابن ويخبرنا, والابن يأخذ كل ما للآب ويعطيه للروح القدس. لهذا قال أن الروح يأخذ مما له ويخبرنا.
وأيضا أعلن الابن أنه الأقنوم الثانى فى الثالوث بقوله:
" وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي (أى باسم يسوع المسيح) فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم " (يوحنا 14: 26).
لهذا قال الابن أن الروح القدس إذ هو روح الذاتى لهذا فإن الآب سيرسله باسم المسيح ليذكرهم بكل ما قاله الابن لأن الثالوث واحد فى الاسم والجوهر.
وأيضا يقول ابن الله:
ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي (يوحنا 15: 26 - 27).
فى الآية السابقة نجد أن الآب هو الذى سيرسل الروح القدس المعزى باسم الابن. أما فى هذه الآية فإن الابن هو الذى سيرسل المعزى روح الحق المنبثق من الآب الذى يشهد للابن لسبب وحدة الثالوث الجوهرية.
والواقع أن الاستخدام المتكرر لأقنوم " الابن " جنباً إلى جنب مع أقنوم " الآب " وأقنوم " الروح القدس " يثبت حقيقة التثليث وأن المسيح هو الأقنوم الثانى فى الثالوث.
أما تصريح يسوع بتعميد المؤمنين باسم الآب والابن والروح القدس فسببه أن للثالوث جوهر واحد واسم واحد هو " يسوع المسيح"