منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 01 - 2013, 10:19 AM
 
the lion of christianity Male
سراج مضئ | الفرح المسيحى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  the lion of christianity غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1024
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : U.S.A
المشاركـــــــات : 753


الحرب السمائية بين الملائكة والشياطين

سقوط لوسيفر

لوسيفر (باللاتينية: Lucifer) كلمة لاتينية تعني "حامل الضوء" (من lux، lucis, بمعنى "ضوء"، و ferre, بمعنى "يحمل، يجلب") مصطلح فلكي روماني يشير إلى "نجم النهار"، كوكب الزهرة المضيء. كلمة لوسيفر ترجمة مباشرة للأصل الإغريقي الذي يعني "حامل الفجر"، والعبري هيليل الذي يعني "المضيء" ويحمل نفس المعنى الميثولوجي لسارق النار من أجل البشر، بروميثيوس.



وفي العقيدة المسيحية فان لوسيفر كان كبير الملائكة ولكنه أخذته الغرور والكبرياء فطرد من الجنة, ليتحول ويكون هو الشيطان.



‘‘الملائكة والشيطان’’. هل تعرف من أين جاءت الملائكة؟ أو من أين جاء الشيطان إبليس والشياطين؟ لم يكن ممكناً أن نعرف عن مثل هذه الأشياء، لو لم يكن الله قد أخبرنا عنها بنفسه. ولكن الله أخبرنا عنها في كلمته. لذلك، دعونا نفحص الكتاب المقدَّس؛ كي ما نعرف حقيقة الملائكة والشيطان.

ونُذكِّركم أننا في برنامج ‘‘طريق البر’’، سنقوم بإجراء دراسة تاريخية مسلسلة لكتب الأنبياء من البداية إلى النهاية. ولذلك، درسنا في الحلقة السابقة عن الله نفسه، لأن الله هو الذي كان موجوداً وحده في البداية. وفي درسنا القادم إن شاء الله سوف نخبركم بقصة الخليقة: كيف خلق الله العالم وكل ما فيه. إلا أن الله قبل أن يخلق الإنسان، والعالم الذي نعيش فيه، كان هناك شيءٌ آخر خلقه أولاً، ألا وهو.. الملائكة.



إن كلمة الله تخبرنا بالكثير عن الملائكة. وسوف نحاول اليوم أن نلخِّص أهم الحقائق التي تخص هذه الكائنات المخلوقة. تخبرنا كلمة الله، أنه منذ زمن طويل جداً، الله الذي هو روح خلق أرواحاً أخرى كثيرة، تسمَّى الملائكة. ويقول الكتاب أن ‘‘الملائكة جميعهم هم أرواح..’’ (عب14: 1)، وأن الله صنع ‘‘ملائكته رياحاً وخدامه لهيب نار’’ (عب 7: 1).

وهكذا، يعلِّمنا الكتاب أن الملائكة أرواحٌ في طبيعتهم مثل الله. وأن صورتهم تشبه الريح والنار. فنحن لا نستطيع أن نرى الريح.. ولا أن نلمس النار. وهذا هو الحال عينه مع ملائكة الله. فالله لم يخلق لهم أجساداً وأرواحاً مثلنا. ولكن الملائكة هم أرواحٌ فقط. ولهذا لا نستطيع أن نراهم.



ولكن، ما هو عدد الملائكة التي خلقها الله؟ وما الذي يقوله الكتاب عن ذلك؟ يقول الكتاب أن الله خلق أرواحاً كثيرة جداً.. أكثر من أن تُعد. ففي السماء، حيث محضر الله، يُوجد ‘‘ملائكة كثيرون، عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف’’ (رؤ 11: 5). إن الله إلهنا عظيم! الله، الذي ليس له حدود، خلق لنفسه الآلاف والآلاف من الملائكة الجميلة الصالحة الحكيمة. ويخبرنا الكتاب أن ملائكة الله لها قوة عظيمة. فهم أقوى منا، ولكنهم مع ذلك لهم حدودهم، شأنهم في ذلك شأن أي مخلوقاتٍ أخرى. إنهم ليسوا كليّي القدرة والقوة مثل الله. فهم لا يستطيعون أن يكونوا في كل مكان في آن واحد مثل الله، ولا أن يعرفوا كل شيء مثله. فهم مجرد مخلوقات. ولكن هناك واحداً فقط غير محدود، ألا وهو.. الله.



هناك شيءٌ آخر ينبغي أن نفهمه عن الملائكة، وهو أنهم عندما خلقهم الله، كانوا مخلوقاتٍ مقدَّسة. كل الملائكة، كانوا مخلوقاتٍ مقدَّسة. ففي البداية، لم يكن هناك ملائكةٌ أشرار. في البداية، لم يكن هناك إبليس بعد، ولم يكن هناك أرواح شريرة. الله لم يخلق أي ملائكة أشرار. لابد لنا أن نعي هذه الحقيقة، ونضعها في أذهاننا: أن الله يستطيع أن يفعل كل شيء إلا شيءٍ واحد، وهو أن يصنع الشر.



دعونا لا ننسى هذا:

.. الله لا يستطيع أن يخلق الشر؛ لأن الله صالح.

.. الله لا يستطيع أن يرتكب أخطاء؛ لأنه كامل.

.. الله لا تصدر منه الخطية؛ لأنه طاهر وقدوس.



فكل ما يفكِّر فيه الله، وكل ما يصنعه، هو صالح وكامل. ولهذا يقول الكتاب: ‘‘الله غير مجرَّب بالشرور، وهو لا يجرِّب أحداً’’ (يع 13: 1).

إذن، من أين جاء الشر؟ سنعرف الإجابة على هذا السؤال حالاً. إلا أن أولاً، هناك شيء آخر ينبغي علينا أن نعرفه عن الملائكة، وهو: لماذا خلق الله الملائكة؟



يعلمنا الكتاب أن الله خلقهم؛ ليكونوا معه ويحبوه ويسبحوه ويخدموه إلى الأبد وسط كل فرح السماء. فهُم ملكٌ لله، كلهم؛ لأنه خلقهم. فكلهم يسكنون في بيت الله في الأعالي، في السماء، أبعد بكثير من القمر والشمس والنجوم. هل تعرف أنه هناك مكاناً خاصاً يسكن فيه الله؟ حقاً، لقد تعلمنا في درسنا السابق أن الله موجود في كل مكان. إلا أن الكتاب المقدس يعلمنا عن مكانٍ عجيبٍ موجودٍ في الكون، مكانٍ مقدسٍ مليء بالنور والجمال، حيث يسكن الله، ويظهر كل مجدُه. هذا هو المكان الذي يدعونه أنبياء الله ‘‘محضر الله’’ أو ‘‘السماء’’ أو ‘‘الفردوس’’. هذا هو المكان الذي يسكن فيه الله مع ملائكته القديسين.



هناك شيءٌ آخر نحتاج أن نعرفه عن الملائكة وهو: أن الملائكة يختلفون عن بعضهم البعض.

.. فبعض الملائكة أجمل وأحكم من البعض الآخر.

.. بعض الملائكة.. يحيط بعرش الله في السماء.

.. والبعض الآخر.. يساعد الناس ويحميهم.

.. والبعض الثالث.. مثل جبرائيل وميخائيل.. يقفون في محضر الله، ويُرسَلون

للقيام بمهام خاصة على الأرض.

.. وبعض الملائكة يرأس البعض الآخر.



هل سمعت عمرك عن اسم ‘‘لوسيفر’’؟ تخبرنا كلمة الله عن وقتٍ كان فيه ‘‘لوسيفر’’ هذا رئيساً لكل الملائكة. ولو عرفت قصة ‘‘لوسيفر’’، لفهمت من أين جاء الشيطان.



يخبرنا الكتاب أنه عندما خلق الله الملائكة في البداية، كان ‘لوسيفر’ أجملهم وأقواهم وأحكمهم على الإطلاق. وكلمة ‘لوسيفر’ تعني ‘المُشرِق’ أو ‘المضيء’ أو ‘اللامع’. فقد كان لوسيفر يفوق كل الملائكة في المعرفة والحكمة والقوة والسلطة. إذ أعطاه الله جمالاً وذكاءً بلا حدود.

وكان من المتوقَّع أن يعبد لوسيفر الله ويحبه ويطيعه إلى الأبد، لأن الله خلقه وباركه بركةُ عظيمة. إلا أننا نقرأ في كتب الأنبياء أن لوسيفر في وقتٍ ما احتقر الله، وامتلأ قلبه بالكبرياء. وقال لوسيفر في قلبه:

‘‘أصعد إلى السموات، أرفع كرسيَّ فوق كواكب الله، وأجلس متوجاً.. أصعد فوق مرتفعات السحاب، أصير مثل العليّ’’ (إش 13: 14، 14).

يا له من شيء عجيب! لوسيفر، الذي لم يكن له أكثر مما أعطاه الله، أراد أن يسلب مجد الله العليّ! ولم يتمرد لوسيفر وحده ضد الله، بل أغرى ثلث الملائكة الذين كانوا في السماء، فاختاروا أن يولُّوا ظهورهم لله، وأن يتبعوا لوسيفر في خطيته. (رؤ 4: 12).



إلا أن الله هو الله، وقد عرف كل ما كان لوسيفر وملائكته ينوون عمله. فكما تعلمنا مسبقاً في درسنا السابق، أن لا أحد يستطيع أن يفعل شيئاً في السر أمام الله؛ لأن الله يعرف كل شيء حتى قبل أن يحدث! لقد رأى الله الخطية التي كانت في قلب لوسيفر وقلوب الملائكة الذين تبعوه.



ولكن، ماذا حدث بعد ذلك يا ترى؟ وما الذي فعله الله؟ هل سمح الله للوسيفر الذي تمرد ضده أن يأخذ مكانه؟ هل يمكن لله أن يتغاضى عن الخطية؟ هل يستطيع الله أن يتعايش مع خطية الكبرياء والتمرد؟ بالطبع مستحيل! فكتب الأنبياء تعلِّمنا أن الله إلهنا قدوس، وعيناه لا تستطيعان أن تنظرا الشر. الله لا يقدر أن يتحمل الخطية. وهو لن يعطي مجده لآخر. فالله متفرِّد، ولا يقدر أحد أن ياخذ مكانه! وهكذا، يقول الكتاب أن الله طرد لوسيفر وملائكته الأشرار من محضره المقدس. وهكذا، أصبح لوسيفر ومن تبعوه من الملائكة غير قادرين على السكنى في السماء في بيت الله؛ وذلك لأنهم أخطأوا برغبتهم في أن يحلوا محل الله. ولذلك، طرد الله لوسيفر وملائكته الأشرار. فالله القدوس لابد وأن يدين ويعاقب كل من يتمرد ضده.



وبعد ما أخطأ لوسيفر، تغيَّر اسمه. ولم يعد اسمه لوسيفر المتألق، المشرق، المضيء، بل أصبح اسمه ‘‘الشيطان’’. والشيطان، كلمة تعني ‘الخصم’ أو ‘العدو’. لقد أصبح لوسيفر عدو الله. والشيطان وملائكته كما تعرفون مازالوا يرفضون الله، ويرفضون كل ما هو صالح. فهم يرفضون كلمة الله وينكرونها. فالشيطان يحارب الله، ويحاول أن يفسد كل خططه ويعطلها. إلا أن الله هو القاضي العظيم، ولا أحد يستطيع أن يتفوق عليه! ‘‘فالبيضة ينبغي ألا تصارع الصخرة’’ كما يقول المثل. ويقول الكتاب المقدس أنه بعد أن طرد الله الشيطان وملائكته، خلق الله لهم ‘‘نار جهنم’’ التي لا تنطفئ إلى الأبد. وسيأتي اليوم الذي يطرح فيه الشيطان وملائكته وكل من يتبعهم، في النار. وهكذا، كما يقول الكتاب: ‘‘سيُعذَّبون نهاراً وليلاً إلى أبد الآبدين’’ (رؤ 10: 20).



إلا أن الكتاب المقدس يعلِّمنا أن الشيطان ليس بعد في نار جهنم. إذ تقول كلمة الله أن الشيطان في العالم، وهو يحارب الله. فهو المدمٍّر والمخرِّب. إذ يريد أن يدمِّر كل عمل الله، ويريد أن يهلك البشر الذين خلقهم الله، وأن يذهبوا إلى جهنم. تقول كلمة الله أن معظم الناس هم تحت سيطرة الشيطان، ولكنهم لا يدركون ذلك. وذلك لأن الشيطان خدَّاع. إذ تقول كلمة الله:

‘‘الشيطان نفسه يغيِّر شكله إلى شبه ملاك نور.’’ (2كو14: 11)

فهو يحاول أن يخدع الناس حتى لا يعطوا انتباهاً إلى كلمة الله. لذلك كتب واحد من أنبياء الله يقول:

‘‘ اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو’’ (1بط 8: 5). فاصحوا أنتم إذاً واسهروا! إبليس يريد أن يهلككم ويدمركم للأبد!



ولكن مجداً لله الذي أعطانا كلمته؛ كي ما نقدر أن نهرب من قوة الشيطان. يقول الكتاب: ‘‘ وتعرفون الحق والحق يحرركم’’ (يو32: 8). فهل تعرفون الحق الذي يستطيع أن يحرركم من مكايد إبليس الرهيبة؟ دعونا لا ننسى هذه الحقائق:

إن الشيطان أحكم منا.. لكن الله أحكم من الشيطان.

إن الشيطان أقوى منا.. ولكن الله أقوى من الشيطان.



من أين جاء الشيطان؟

يعلمنا الكتاب المقدس أن الشيطان كان – في وقت ما – ملاكاً جميلاً يُدعى لوسيفر (زهرة بنت الصبح).

كان لوسيفر أحكم وأجمل وأقوى ملاك في الملائكة الذين خلقهم الله. وواضح أن لوسيفر كان أعلى من كل الملائكة.



ويبدو أنه قد مضت فترة زمنية بعد أن خلق الله لوسيفر، كان لوسيفر فيها يحب الله ويطيعه طاعة كاملة. ولكن جاء وقت تمرد لوسيفر فيه، وأخطأ ضد الله.



(قرر لوسيفر أن يكون إلهاً)

رأى لوسيفر أنه لا يوجد أحد أجمل منه، ولا أحكم منه، ولا أقوى منه، ولا أعظم منه. لذلك قرر أنه يجب أن يكون إلها. فتمرد لوسيفر على خالقه وقال في قلبه: " سأصعد إلى أعالي السماء، وأرفع فوق كواكب الله عرشي " (اشعياء 13: 14).



تغيُّر قلب لوسيفر

حدث تغير كبير في قلب لوسيفر عندما أخطأ، فقبل ذلك الوقت كان لوسيفر يحب الله ويطيعه، أما الآن فقد أصبح يحب نفسه، ويريد لنفسه طريقاً خاصاً.



عندما تمرد لوسيفر على الله، تغير اسمه إلى " الشيطان ". كان الشيطان أول ملاك يتمرد على الله، ولكن ملائكة آخرين كثيرين تبعوا " الشيطان " في تمرده. هؤلاء الملائكة أطلق عليها اسم " ملائكة ساقطة " أو " أبالسة ". أما الملائكة الذين ظلوا في طاعة الله بالحق فيطلق عليهم " ملائكة قديسون ".



طُرد الشيطان وملائكته الساقطون من السماء، إلا أنهم كونوا مملكة شريرة لمحاربة الله ومملكته. ومنذ ذلك الوقت صار هناك مملكتان في الكون، مملكة الله ومملكة الشيطان.



أغوى الشيطان حواء

لأن الشيطان يكره الله، أراد أن يجعل آدم وحواء يعصيان الله، وأراد أن يجعلهما يتمردان على الله مثلما فعل هو.



ولكن كيف جعل الشيطان آدم وحواء يعصيان الله، خالقهما المحب؟ فعل ذلك بأن أغواهما.



أن تغوي شخصاً، هذا يعني أن تضلله وتخدعه بالكذب عليه. الشيطان يجعل الناس يخطئون بإغوائهم. يكذب عليهم ويخدعهم حتى يعصوا الله، ويفعلوا الأشياء الخاطئة. هذا ما فعله الشيطان في جنة عدن.



جاء الشيطان إلى حواء في شكل حية وقال لها: " أحقاً قال الله: لا تأكلا من جميع شجر الجنة؟ ".



قالت حواء: " أخبرنا الله ألا نأكل من ثمر شجرة معرفة الخير والشر، وقال لنا إذا أكلنا منه فسوف نموت ".



حينئذ كذب الشيطان على حواء ليخدعها وقال: " لا، لن تموتا. ولكن الله يعرف أنكما يوم تأكلان من ثمر تلك الشجرة، تنفتح أعينكما وتصيران مثل الله".



كان على حواء ألا تصدق كذب الشيطان، ولكنها صدقته. أخذت حواء من ثمر الشجرة وأكلت، وأعطت من الثمرة لزوجها آدم فأكل أيضاً. كان يجب على آدم ألا يفعل هذا، فقد كان يعرف أن الله أخبره ألا يأكل من هذه الثمار. ولكن آدم اختار أن يعصى الله.



والآن أخطأ آدم وحواء في قلبيهما وصارا خاطئين. وعندما جاء الله ليتمشى في الجنة عند المساء ويتحدث معهما، اختبأ آدم وحواء منه، وخافا لأنهما قد عرفا أنهما قد فعلا شيئاً خاطئاً.



الخطية شئ مرعب! ولأن آدم وحواء قد أخطآ، اضطرا لمغادرة جنة عدن الجميلة، ولم يعودا يستطيعان العيش مع الله. ولكن الله لم يزل يحبهما، ولذا وعدهما بأنه سيرسل إليهما مخلصاً في يوم ما. سنعلم من هو هذا المخلص الذي وعد الله به.



الشيطان أكبر مخادع:

كان يوم خروج آدم وحواء من الجنة، يوم حزن شديد. كان آدم وحواء حزينين، وكان الله أيضاً حزيناً. شخص واحد فقط كان سعيداً، وهذا الشخص هو الشيطان. كان الشيطان سعيداً لأنه جعل آدم وحواء يعصيان الله. لقد عصيا الله لأن الشيطان أغوى حواء.



ومنذ ذلك الوقت، والشيطان يخدع الناس دائماً بأكاذيبه. ويغويهم بخدعه ويجعلهم يصدقون أن الكتاب المقدس ليس كلام الله حقاً، ويجعلهم يظنون أنهم لن يعاقبوا على خطاياهم.



والشيطان يخدع الناس كذلك ويجعلهم يعتقدون أنهم يمكنهم أن ينالوا الخلاص بطريق آخر غير الإيمان بيسوع مخلصاً شخصياً لهم. ولكن يسوع أوضح أنه ليس هناك طريق آخر للخلاص. قال يسوع: " أنا هو الطريق والحق والحياة، لا يجئ أحد إلى الآب إلا بي"(يوحنا 6: 14)



يخدع الشيطان الأطفال والشباب الناشئ، بتشجيعهم على التمرد على ذويهم ومعلميهم. لقد تمرد الشيطان على الله، ويود أن يرى الصغار يتمردون على أهلهم ومعلميهم، ويعصونهم. ويغوي الشيطان الشباب الصغار بتعاطي المخدرات، واحتساء الخمر. إن أي شئ تتناوله مما يضر جسمك، يعد خطية. ولكن الشيطان يخدع الشباب الصغار بالاعتقاد الخاطئ بأن هذه الأشياء تساعدهم على الاستمتاع بحياتهم.



إن الشيطان يريد أن يخدعك لكي يتمكن من أن يهلكك. والكتاب المقدس يحذرنا بأن الشيطان " يجول كالأسد الزائر باحثاً عن فريسة له " (1 بطرس 8: 5).



فكيف ننجو من خداع الشيطان؟ يمكننا أن ننجو من خداع الشيطان بمعرفة ماذا يقول الله في الكتاب المقدس. قال يسوع: " تعرفون الحق، والحق يحرركم" (يوحنا 32: 8).



الشيطان عدو مهزوم:

في الدرسين القادمين سوف نعرف كيف هزم الرب يسوع الشيطان. لقد دُفع ليسوع كل قوة وسلطان في السماء وعلى الأرض. فإذا كنا قد قبلنا يسوع مخلِّصاً شخصياً، فليس لنا أن نخاف من الشيطان. يقول الكتاب المقدس: " لأن الله (الرب يسوع) الذي فيكم أقوى من إبليس الذي في العالم " (1 يوحنا 4: 4).



وقد تتساءل " ماذا سيحدث للشيطان؟ " الكتاب المقدس يقول إنه في يوم من الأيام سيطرح الشيطان وكل أتباعه في " بحيرة النار "، هذا المكان المرعب لم يعد من أجلنا. وإنما قد أُعِد للشيطان وملائكته.



سوف يُطرح الشيطان وكل الذين يتبعونه في بحيرة النار، حيث يتم عقابهم الأبدي. يقول الكتاب المقدس: " وألقي إبليس (الشيطان) الذي ضللهم في بحيرة النار.. ليتعذبوا كلهم نهاراً وليلاً إلى أبد الدهور" (رؤيا 10: 20).



من هو ابليس؟

الجواب: تتعدد المعتقدات عن من هو ابليس من اشياء سطحية الي معتقدات غير محددة: فالبعض يعتقد أنه رجل ذو قرون يجلس علي كتفي الأنسان ويحرضه علي عمل الشر. والبعض يستخدم التعبير الدارج بأنه الشر المتجسد. ولكن الكتاب المقدس يعطينا صورة واضحة عن ابليس، وتأثيره علي حياتنا. وببساطة، يعرف الكتاب ابليس بأنه كائن ملائكي ساقط من مركزه في السماء كنتيجة لخطيئته والأن هو معارض لله، ويحاول أن يمارس كل قوته ليفسد غرض الله للبشرية.



وقد خلق ابليس كملاك طاهر. أشعياء 12: 14 يعطي ابليس اسماً قبل السقوط وهو لوسيفر. وحزقيال 12: 28-14 يصف أن ابليس قد خلق كملاك، ومن الواضح أنه كان أعلي الملائكة المخلوقة. وقد أغتر ابليس في مكانته وجماله، وقرر أنه يريد يجلس علي عرش أعلي من عرش الله (أشعياء 13: 14-14 وحزقيال 15: 28 وتيموثاوس الأولي 6: 3). فغرور وكبرياء ابليس أدي الي سقوطه. لاحظ العبارات الموجودة في أشعياء 12: 14-15. وبسبب خطيئته فقد القي الله ابليس خارج السماء.



أصبح ابليس رئيس هذا العالم الذي ينشط بعيداً عن الله، وهو رئيس سلطان الهواء (يوحنا 31: 12 وكورنثوس الثانية 4: 4 وأفسس 2: 2). وهو المشتكي (رؤيا يوحنا 10: 12)، والمجرب (متي 3: 4 وتسالونيكي الأولي 5: 3) و المخادع (تكوين 3 و كورنثوس الثانية 4: 4 و رؤيا 3: 20). وأسمه يعني المخالف أو "المعترض". وأسم آخر مستخدم لأبليس هو "الشيطان" وهو يعني المفتري أو المشوه للسمعة.



وبالرغم من أنه طرد من الجنه، فأنه مازال يسعي الي رفع سلطانه أعلي من الله. ويقوم بتزوير كل ما يفعله الله، كي يحصل علي عبادة العالم ويبني جبهة معارضة لملكوت السموات. وهو وراء كل بدعة ودين واعتقاد خاطيء. وسيفعل كل مافي مقدرته ليخالف الله والذين يتبعونه. ولكن نهايته محتومة – أبدية في بحيرة النار (رؤية 10: 20)

انتهى "الخلق" بموافقة كاملة من الله. وقال الله بأن الخلق حسن جدا، في غاية الترتيب والنظام، وبلا ألم ولا مرض ولا صراع من اجل بقاء الاصلح، ولا خلاف، وفوق ذلك، بلا موت. وقامت بين الله والانسان علاقة فريدة من الزمالة والصداقة. وكانت عدن هي المكان الامثل للعيش. كان كل شيء في غاية الجودة.



ولكن الالم والمرض منتشر اليوم في كل مكان، ولا يبقى في الارض الا الاصلح. ونتمنى احيانا ان تكون الخلافات الكلامية هي مشكلتنا الوحيدة. ولكن الحروب تنتشر في انحاء عديدة من العالم بصورة مستمرة، وتبدو الحياة مليئة بالمشاغبين، ويسيطر الكبير على الصغير. ويعيش المجتمع في قلق من سوء استخدام القوة في العائلة والمؤسسات الرسمية، ويتعرض كل شيء للعطل والتلف. وترتبط الحياة بصراع ابدي في كل زاوية من المملكة الحيوانية والبشرية. لم يعد العالم مكانا آمنا للحياة. فماذا حدث؟



لوسيفر

تعود بداية القصة الى جنة عدن. يقول الكتاب المقدس عن لوسيفر..

كنت في عدن، جنة الله، وكان كل حجر كريم يزينك حزقيال 28: 13

كان لوسيفر، كما تذكر، اقوى الارواح التي خلقها الله. يعني اسمه نجمة الصباح. وكان ينتمي الى ملائكة "الكاروبيم"، واختاره الله لكي يقوم بمسؤوليات خاصة اخذته الى حضرة الله.

كنت كروبا.. اقمتك في جبل الله المقدس حزقيال 28: 14

كان لوسيفر كاملا، ويوصف بأنه ذو جمال وحكمه مذهلين.

كنت بريئا من كل عيب في طرقك من اليوم الذي خلقت فيه. حزقيال 28: 15

كنت نموذج الكمال، ممتلئ حكمة وكاملا في الجمال. حزقيال 28: 12

ورغم ان لوسيفر كان من اقوى الملائكة، الا انه لا توجد دلالة واضحة تشير الى أنه قد حكم الكائنات الروحية الاخرى.



الكبرياء

ان الزمن الذي جرى فيه الحدث التالي في التاريخ، هو امر مفتوح للجدل. يمكن ان يكون قد حدث بعد الخلق. وربما كان هناك خلاف في الرأي حول الزمن. ولكن الحدث كان واضحا جدا. يقول الكتاب المقدس ان لوسيفر شعر بالكبرياء, وزاد جماله، وزادت قوته. فاجتمع الكبرياء مع الطموح. وقال لوسيفر خمس مرات: "انا سوف".. وكان هذا يكفي لكي نقول بأن لوسيفر اراد ان يقوم بثورة في السماء.



يا نجمة الصباح، ابن الفجر.. لقد قلت في قلبك،

سوف اصعد الى السماء،

سوف انصب عرشي، فوق النجوم لملائكة الله

سوف اجلس على العرش على جبل الاجتماع

في اعلى اعالي الجبل المقدس

سوف اصعد فوق قمم الغيوم

سوف اجعل نفسي مثل "المتسامي في العلو"

اشعيا 14: 12-14



ان "المتسامي في العلو" هو احد اسماء الله.



لم يرغب لوسيفر في الاستيلاء على السماء فقط، بل قرر ان يكون مثل "المتسامي في العلو" ايضا. كان لوسيفر مصمما ان يقوم بانقلاب لكي يحل مكان الله، ويصبح زعيم جميع الملائكة، ويصبح الكون له ليحكمه. كان قلبه يتفجر بالطموح والكبرياء.



كانت الثغرة الوحيدة في خطة لوسيفر، ان الله كان يعرف كامل تفاصيلها. يعرف الله كل شيء، ولم تخف عليه افكار لوسيفر. ويقول الكتاب المقدس ان الله يكره الكبرياء، وهي تقع في رأس قائمة الاشياء التي يكرهها.



يكره الرب هذه الاشياء الستة، نعم وسبعة مكروهة من قبله: الامثال 6: 16،17



تعمد لوسيفر مخالفة الله. ويجب ان نتذكر أن الله لم يخلق الملائكة مثل الانسان الآلي، وانما خلقها بارادة. وكان اختيارهم لخدمتة تعبيرا عن خضوعهم الارضي لله صاحب السيادة. ولم يعد لوسيفر قانعا ان يكون ملاكا، وانما كان يفكر باشياء اخرى اكبر وافضل. اصيب بالكبرياء واختار العصيان، واحتقر تصميمه ومصممه. يقول القاموس ان كلمة يكره تعني: النظر بازدراء، او النظرة الدونية، ان لا يحب بشدة وان يكره بشدة. وقد اعتبر الله موقف لوسيفر خطيئة.



الحاسم

لان الله كامل، لم يقبل بخطيئة لوسفير وكأنها امر لا يهمه. ان الكمال بطبيعته يتطلب غياب عدم الكمال. وسوف نرى تكرار هذه الحقيقة كلما تقدمنا في دراسة كتابات الانبياء.

ان الله الذي هو بار لا نصيب له في الخطأ.

ان قداسة الله لا تترك مجالا للخطيئة

ان الله بلا خطيئة ولا يستطيع القبول بالخطيئة في حضرته

ان هذه حقيقة مؤكدة كأي قانون فيزيائي يحكم الكون

كانت استجابة الله لخطيئة لوسيفر سريعة. طرده من منصبه في السماء.



لقد اخطأت. لذلك طردتك بالعار من جبل الله، وطردتك ايها الكاروبيم الحارس.. لقد اصبح قلبك متكبرا بسبب جمالك، وافسدت حكمتك بسبب عظمتك. ولذلك القيت بك الى الارض.. حزقيال 28: 16، 17



لم يذهب لوسيفر دون معركة. كان لا يزال مخلوقا قويا جدا، وتبعه عدد كبير من الملائكة. ويعطينا الكتاب المقدس بعض التفاصيل الدقيقة عما حدث. ولكي نستطيع فهم القصة، حاولت ربط السياق معا. وعندما نقرأ النصوص الآتية، سنرى أن اي غموض حول من يتكلم في هذه القصة، سيزول في الاجزاء اللاحقة من النص:



ثم ظهرت آية في السماء، تنين عظيم احمر.. وجر ذيله ثلث كواكب السماء والقاها الى الارض.



كانت حربا في السماء.. حارب ميخائيل وملائكته التنين، وحارب التنين وملائكته. ولكنه لم يكن قويا بدرجة كافية، فخسروا مكانهم في السماء.



والقى بالتنين العظيم الى الاسفل - الحية القديمة المسماة ابليس او الشيطان الذي يقود كل العالم الى الضلال. القي به الى الارض وملائكته معه (1). سفر الرؤيا 12: 3-9



الشرير، الشيطان، الابالسة

يوضح النص بأن ثلث الملائكة تبعوا لوسيفر في ثورته. واصبح لوسيفر يعرف بالشرير او الشيطان. وكما تظهر اسماء الله الصفات التي يتميز بها، تظهر كذلك اسماء لوسيفر شخصيته. ان الشيطان يعني الخصم او العدو. والشرير يعني المتهم زورا او السيء السمعة. واصبحت الملائكة التي اعلنت الثورة وتبعت الشيطان، تسمى أبالسة او ارواح شريرة.



بحيرة النار

كان طرح الله للشيطان وأبالسته من السماء، اول مرحلة فقط في محاكمة هذه الارواح المتمردة. ويقول الكتاب المقدس بأن الله يحتفظ بمكان خاص للعقاب النهائي..



نار ابدية معدة لابليس وملائكته.. متى 25: 41



يشار الى هذا الموقع عادة ببحيرة النار. وغالبا ما تصور الرسوم الكاريكاتورية الشيطان وأبالسته وهم يقفون في النار الى خصورهم، يتسترون على الشر ويخططون له. وتخبرنا كلمة الله أن الشيطان لم يعد هناك بعد. لقد طرح من السماء، ولكن ليس في بحيرة النار. وسوف يسجن لاحقا للأبد بعد احداث كثيرة تتعلق به وبأبالسته، في مكان العقاب هذا. ويشير الكتاب المقدس الى هذا الوقت الآتي ويقول..



ان الشيطان الذي خدعهم القي به في بحيرة النار..

وكان يتم تعذيبهم نهارا وليلا للأبد وللأبد. سفر الرؤيا 20: 10



الحرب

طرد الله الشيطان واتباعه الابالسة من حضرته، ومع ذلك فقد احتفظ هؤلاء بقوتهم وذكائهم الكبير، واصبحوا اعداء الله المتسامي في العظمة. الحرب شاملة، والشيطان يعمل ضد كل شيء جيد، ضد كل ما يخططه الله ويدعمه. سيحارب الشيطان حربا قذرة.



لا نستطيع الا التخمين بتفاصيل الاحداث التي حدثت بعد ثورة الشيطان. تستطيع ان تتصوره وقد اكلته الغيرة والكراهية، يلقي بعينيه المتحركتين حول الكون، ويبحث عن نقطة ضعف في دروع الله.



لم تكن هناك نقطة ضعف واحدة على الاطلاق!

كان لا بد ان توجد طريقة ما لتسوية حسابات الشيطان مع الله، فاستقرت عيناه على الارض.. فرأى الانسان، وابتسم ابتسامة شريرة هادئة.



2- هل قال الله؟

خلق الله الانسان، ولم يتركه في الارض وحيدا، بل يقول الكتاب المقدس، أن الله كان يزور آدم وحواء في الجنة. ويستطيع المرء من خلال الطريقة العابرة التي يتم فيها ذكر ذلك، ان يفترض بأن هذه الزيارة كانت تحدث بصورة منتظمة. فقد كان آدم وحواء على علاقة حميمة مع خالقهما – الذي يملكهما ويعتني بهما.



المخادع

انسل الشيطان الى الجنة. ولم يصل اليها واصوات الابواق تعلن عنه وعن طبيعته، فقد كان ماكرا جدا، وتجنب ان يفعل ذلك. يخبرنا الكتاب المقدس بأن الشيطان مخادع كبير، ولا يستطيع قول الحقيقة التي لا مراء فيها.



كان الشيطان.. مجرما منذ البداية، ولا يتمسك بالحقيقة، لانه لا توجد حقيقة به. وعندما يكذب فانه يتحدث بلغته الاصلية، لانه كاذب وأب للكذب. يوحنا 8: 44



ان "كلمة" كذب في النص اليوناني الاصلي هي "سيدوس"- اي كذبة مقصودة وواعية. ونحن نستعمل الكلمة، ومعناها المحاكاة.



كنت اقرأ قبل عدة سنوات مقالا عن الشيطان في احدى المجلات الاخبارية الشعبية، وتم تصويره فيها بجسم احمر له قرون على رأسه، وذنب مدبب، ويحمل شوكة في يده. وكانت الصورة مخيفة. وحسب الكتاب المقدس فان تلك الصورة مخادعة جدا. يقول الكتاب المقدس بأن..



الشيطان نفسه يتخفى كملاك من نور

الرسالة الثانية الى اهل كورنتوس 11: 14



انه يأتي بعظمة تخطف الابصار، ويقلد الله بقدر امكانه. ربما كانت افضل صوره المخادعة، تلك التي يظهر فيها كالملاك ساطعا ومنيرا، يتحدث بعذوبة ويرتدي افخر ثياب رجال الدين. فهو يحب الدين، ويقلد الحقيقة الى درجة كبيرة، ولكننا لا نستطيع ان نثق به، لانه مخادع بطبيعته-مزيف ويقول الاكاذيب.



انا متأكد بأن الشيطان سعيد تماما بالحلة الحمراء، والشوكة في يده، كما يظهر في الرسم، ويسهل في الواقع خداع الناس اذا كانوا ينظرون بصورة خاطئة الى الشيء الخاطئ.



الخداع

وصل الشيطان الى جنة عدن، بكل المكر الذي استطاع ان يجمعه، دون ابواق وبهرجة. أتى وتجسد على شكل حية من الزواحف التي يعرف الشيطان غالبا بها. ويذكر الكتاب المقدس العديد من الاحداث التي كانت تعيش فيها الارواح الشريرة في داخل البشر والحيوانات، وتتحدث من خلالهم، او تجعلهم يتصرفون بشكل غير طبيعي. تكلم الشيطان في هذه المناسبة من خلال الافعى وخاطب حواء:



وكانت الحية اكثر انواع حيوان البرية التي صنعها الرب الاله حيلة. فقالت للمرأة: ايقينا قال الله لا تأكلا من جميع شجر الجنة؟ سفر التكوين 3: 1



لم تسبب الحية التي نطقت وتكلمت شكا او قلقا لحواء، التي كانت تكتشف كل يوم دون شك، نوعا جديدا وساحرا من خلق الله. ربما فكرت بأنها مخلوق آخر من المخلوقات الجديدة، وفي الحقيقة اننا لا نعرف.



الشك

ومهما كان الامر، فانه من اللافت للنظر ان الشيطان قد اقترب من حواء وسألها عن الله. لقد زرع في عقلها امرا لم تفكر به ابدا – هو ان المخلوق يستطيع ان يسائل الخالق. وجاء السؤال بنغمة هابطة قليلا: ايقينا قال الله..؟



"انا اقصد، في الحقيقة - هل قال الله ذلك في الحقيقة؟"

لا بد انك تمزح، لاحظ الشيطان أن الانسان كان بسيط العقل ساذجا.. يقبل كلمة الرب على علاتها.



ربما يخفي الله شيئا جيدا عنكم. اقصد.. كيف تعرفون؟ ربما كان الرب ليس طيبا ومحبا كما يبدو.



كان هنالك تلميح بأن الله لم يكن امينا او مستقيما بصورة كاملة. واظهر الشيطان نفسه بأنه يهتم بالانسان ويبحث عن افضل مصالحه.. زيّف الشيطان صورة الله، وأثار التساؤل حول كلمتة، وزرع الشك فيها.



اضافة الى ذلك، بالغ الشيطان كثيرا في المنع الذي اصدره الله، الذي لم يمنع الأكل من كل الشجر، بل ذكر شجرة واحدة فقط، وهي شجرة معرفة الخير والشر. ولكن الممانعة ادت الى رد الفعل المرغوب.



فقالت المرأة للحية: من ثمر شجر الجنة نأكل. واما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة، قال الله لا تأكلا منه ولا تمساه كيلا تموتا. سفر التكوين 3: 2، 3



حاولت حواء ان تدافع عن الله، وهو لا يحتاج الى من يدافع عنه. اضافت بحماسة قائلة: ان الله طلب منهما أن لا يأكلا من الشجرة، ولكنه لم يقل ابدا أنهما لا يستطيعان لمسها. وعندما تضيف الى كلمة الله، فانك دائما تأخذ شيئا منها. لقد اظهرت حواء أن الله كان يطلب اكثر مما يجب في الحقيقة، فشوهت بهذا شخصيتة. ان محاولة الاضافة او الحذف من كلمة الله، هو نوع من الحيل التي يتخصص بها الشيطان. يحب الشيطان الارتباك. كانت الاضافة قليلة، ولكنها كانت كل ما احتاج اليه. لأنها اظهرت التشكك لديها.



الانكار

فقالت الحية للمرأة لن تموتا. انما الله عالم انكما في يوم تأكلان منه تنفتح اعينكما وتصيران كآلهة عارفي الخير والشر. سفر التكوين 3: 4، 5



لم يتساءل الشيطان حول كلمة الله، لأنه كان ينكرها بصورة كاملة. كذّب الشيطان الله، وقال أن السبب في كون الشجرة محرمة، هو خوف الله ان يتعلم آدم وحواء الكثير. وخلط الشيطان بذكاء بين الحقيقة والخطأ. ربما كان صحيحا بأن اعينهما سوف تنفتح، وسيعرفان الخير والشر، ولكن التلميح بأنهما سيصبحان مثل الله ويتصفان بصفاته، كان كذبا مقصودا. وكان من الخطأ ايضا ان يقول انهما لن يموتا. كان الشيطان يقصد الكذب. ورغم انه يعرف من خلال التجربة نتيجة عصيان كلمة الله، فقد اغرى الانسان على تدمير نفسه بقوة.



العصيان

ورأت المرأة ان الشجرة طيبة للمأكل، وشهية للعيون، وان الشجرة منية للعقل، فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت زوجها ايضا معها فأكل. سفر التكوين 3: 6



نجح الشيطان، وكان صدى ضحكاته يتردد في ارجاء الجنة. ولم يبق كعادته ليساعد في اصلاح الضرر، لانه لا يفعل هذا ابدا. ويقول الكتاب المقدس..



يجول الشيطان مثل الاسد الذي يزأر باحثا عن شخص ما يلتهمه. رسالة بطرس 5: 8

يترك الشيطان العظام عارية تماما. انه يأتي كالمانح العظيم، يعطي المسرة والتسلية والاوقات السعيدة، ولكنها تكون مؤقته وخالية غالبا. ان الشيطان في الواقع لا يعطي ابدا، واذا اعطى، فانه يعطي وجع القلب الذي يلوي الاحشاء. انه رفيق لعوب شرير وقاس في الوقت نفسه.



ماذا عن الارواح الشريرة والجن والسحر؟

اوجد الناس في مختلف انحاء العالم، طرقا لمقاومة قوة الارواح الشريرة. يلبس البعض الخرز او الحجاب، و يضع البعض الآخر معبودات وثنيه في بيوتهم، او يشربون مشروبات سحرية، او يزورن مرشدين روحيين. ويقوم بعض الناس بذكر اسم الله او تلاوة صلاة خاصة قبل الدخول الى البيت او الركوب في السيارة، آملين ان تتم حمايتهم من الحوادث.



ويقوم عدد من الناس بتقديم التضحيات من اجل ارواح الشفعاء كمحاولة لابعاد الشر وطرده. كل هذه الافكار هي من الانسان وليست من الله. ويخبرنا الكتاب المقدس، ان الشيطان وأبالسته يستطيعون القيام ببعض المعجزات، ورغم انها تعبر عن قوتها، الا ان الارواح الشريرة ليست جميعها قوية. اذا كنا نسمع كلمة الله الذي هو اقوى من كل الارواح الشريرة والسحر معا، فلسنا بحاجة للعيش بخوف من عالم الارواح:



اسم الرب برج حصين. يركض اليه الصديق ويتمنع. الامثال 18: 10

تقووا في الرب وفي شدة قوته.. الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة.

رسالة بولس الرسول الى اهل افسس 6: 10، 17



وقد وجه العديد من الناس اللوم الى المرأة على مدار السنوات، بسبب هذا العصيان المباشر لامر الله. ويظهر من خلال حديث حواء الكامل مع الشيطان، أن آدم زوجها كان بصحبتها. وكان باستطاعتة ان يمنع زوجته عن أكل الثمرة، وان لا يأكل هو نفسه منها. ولكن الاثنين أكلا.



ويشبه ما قام به آدم وحواء، ما يفعله الاطفال الذين يلعبون في الطريق رغم تعليمات امهم، يخالفون اوامرها، ويظنون أنهم يعرفون ما هو الآمن وما هي التسلية المناسبة بصورة افضل منها. ويظهرون عدم ثقة بمعرفة امهم، ويتجاهلون سلطتها. وقد اخطأ آدم وحواء بنفس الطريقة، عندما شعرا بأنهما يعرفان افضل من الله ما هو الاحسن. ان اختيارهما يشير بصراحة الى انهما لم يثقا تماما بخالقهما، ولم يكونا متأكدين بأنه كان يقول الحقيقة.



كان آدم وحواء يملكان الاسباب الكافية لكي يقولا للشيطان بأنه كان كاذبا، ولكنهما اختارا ان يصدقا الشيطان بدلا من الله. خالفا تعليمات الله الواضحة، وانضما الى صفوف الشيطان المتمرد. ويقول الكتاب المقدس:



فمن آثر ان يكون حبيبا للعالم * فقد صار عدوا لله. يعقوب 4: 4

*العالم الذي يؤثر فيه ويسيطر عليه الشيطان.

هذه هي النتيجة الطبيعية لاختيار المواقف. تخلى آدم وحواء عن صداقتهما لله وانضما الى صفوف الشيطان. رفضا عالما نقيا وكاملا لكي يجربا عالما محرما.



صداقة منتهية:

كان لهذا الاختيار نتائجه. وكما رأينا سابقا، ان مخالفة القانون لها نتائجها. ويعلمنا الكتاب المقدس أن نتائج الخطيئة مكلفة جدا. لقد ادى هذا الاختيار والتحدي الذي قام به آدم وحواء، واتباعهما لاكاذيب الشيطان، الى فتح هوة عظيمة في العلاقة بين الله والانسان. لا يستطيع الله الكامل ان يسمح بولاءات مزدوجة، وأنصاف صداقات او خيانات جزئية. وما لم تكن هنالك ثقة، فلن تكون هناك علاقة. لقد انتهت الصداقة.



لذلك اعطاهم الله.. الرغبات الخاطئة لقلوبهم..



الذين ابدلوا حق الله بالباطل واتقوا المخلوق وعبدوه دون الخالق الذي هو مبارك مدى الدهور (2).

الرسالة الى اهل روما 1: 24، 25



اوراق التين

فانفتحت اعينهما فعلما انها عريانان.. سفر التكوين 3: 7



شعر آدم وحواء في الحال بان ثمة شيء خاطئ. شعرا بما لم يعرفاه من قبل، بمشاعر غير مريحة اطلاقا مثل الذنب والعار. لقد اصيبا بالانهيار. وتقول كلمة الله انهما كانا خائفين، وأدركا للمرة الاولى أنهما كانا عاريين. والقيا النظر حولهما للبحث عن حل..



فخاطا من ورق التين وصنعا لهما منه مآزر سفر التكوين 3: 7



ربما ظنا انهما اذا اصلحا مظهرهما الخارجي، فلن يلاحظ الله أنهما قد تغيرا من الداخل. سوف يموهان الامور ويظهران بأن كل شيء على ما يرام: وكانت هذه اول محاولة من قبل الانسان في اصلاح الاشياء في عالمه الفاسد.



كانت هنالك مشكلة واحدة فقط بالنسبة لورق التين: لم ينجح الحل. فقد بقيت الادانة. ولم يعالج المظهر الخارجي الجيد الحقيقة الداخلية. لقد ذهب الكمال. تحركت مشاعر الذنب في الداخل باضطراب.. كانت الهوة لا تزال هنالك.



فسمعا صوت الرب الاله وهو متمش في الجنة عند نسيم النهار، فأختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الاله بين شجر الجنة. سفر التكوين 3: 7،8



يهرب المذنب ويختبئ- انت لا تختبئ من صديق. لقد انتهت الصداقة، وظهرت الآن هوة بين الله والانسان.



هل يصعب ارضاء الله؟

قد يقول البعض، ان الخطيئة ارتبطت بشيء صغير جدا - بقضمة من ثمرة! هذا صحيح. ولكن الله لم يضع حجر عثرة في طريق الانسان. ولم يكن في الحقيقة هناك حجر عثرة على الاطلاق. كانت هناك عشرات الاشجار التي كان باستطاعة آدم وحواء ان يأكلا منها بحرية. كان هذا اصغر امتحان ممكن يظهر الانسان كبشر بارادة حرة.



لنفترض ان شابة قد خطبت شابا، يبدو بالنسبة لها أفضل شخص على وجه الارض. كان يظهر لها حبا حقيقيا- ويخرج احيانا عن طوره ليفعل لها اشياء خاصة، يمازحها ويعزيها عندما تتألم، ويبوح لها بحبه. ثم اكتشفت ان لا خيار لديه - فقد تمت برمجته ليكون محبا لها... حسنا، سيكون ذلك بالنسبة لها خيبة امل فظيعة. وسوف يبدو مصطنعا وفارغا بلا معنى. وسيكون الامر كذلك. لقد اعطى الله الانسان خيارا بسيطا من السهل حفظه. ولكن هذا الخيار الوحيد احدث فرقا ضخما. ان امتلاك الخيار من اجل:



ان يأكل او لا يأكل

ان يطيع او لا يطيع

ان يحب او لا يحب

حدد الانسان كبشر.

لم يكن الانسان مخلوقا آليا، وبمقدوره ان يحب باختيار حر. كان حب آدم وحواء لبعضهما حقيقيا وليس مصطنعا. وكانت طاعتهما ومحبتهما الاولية لله حقيقية ايضا.

ورغم ان الاختبار نفسه يثير القلق، فان عصيان الرب في اصغر الامور هو شيء خطير. يقول الكتاب المقدس بأن الله كامل - انه قدوس وبار- انه لا يحتمل اصغر الخطايا. ويذكر الكتاب المقدس بصراحة أن العصيان شيء غير سليم. انه خطيئة.



3-اين انت؟

خدع الشيطان آدم وحواء، اذ فكرا بأنهما يستطيعان ان يتساويا مع الله، وهذا ما كان يتوق اليه الشيطان نفسه. ولكن الله لم يخلق الانسان ليكون محكوما بغرائزه او افكاره. ان الشيء الاهم هو ان يفعل ما قاله الله، وهو..



فلا تأكل منها فانك يوم تأكل منها تموت موتا. سفر التكوين 2: 17

لقد اكلا، وتغير كل شيء في لحظة. حدث تماما ما قاله الله. لم تتغير كلمته، ولا تتغير ابدا.



فسمعا صوت الرب الاله وهو متمش في الجنة عند نسيم النهار، فأختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الاله فيما بين شجر الجنة. سفر التكوين 3: 8

لم يتم تدوين ما كان يفكر به آدم وامرأته عندما اختبأ بين اشجار الجنة وهما ينصتان لصوت الرب الاله وهو يقترب. اذا فعلت شيئا خاطئا بينما كان والداك في الخارج، ثم رأيتهما يصلان فجأة للبيت... فانك تعرف ما يمكن ان تفعله. ولكن آدم وحواء لم يهينا والديهما، وانما خالفا كلمة رب الكون، الله القدوس السرمدي. ماذا سيقول خالقهما – مالكهما؟ ماذا سيفعل اله عظيم وقوي فوق الجميع؟



فنادى الرب الاله آدم وقال له اين انت؟ سفر التكوين 3: 9

أطل آدم وحواء برأسيهما ووجهيهما مقنعان بالبراءة.

آه، هل تبحث عنا؟ وتكلم آدم:

قال اني سمعت صوتك في الجنة، فخشيت لاني عريان فأختبأت. سفر التكوين 3: 10

تكلم ولكنه اخطأ. ومثل ولد يتهرب من المدرسة، ثم يكتب ملاحظة غيابه ويوقعها بتوقيع امه. تغاضى آدم عن حقيقة انه لم يشعر بالخوف ابدا من قبل، وان عريه لم يزعجه ابدا. وقال الله..

قال فمن اعلمك انك عريان؟ هل اكلت من الشجرة التي نهيتك عن ان تأكل منها؟ سفر التكوين 3: 11



اسئلة، اسئلة!

لماذا كان الله يسأل هذه الاسئلة؟ الا يعرف اين كان آدم وحواء يختبئان؟ الا يعرف الله لماذا كانا يشعران بالعري؟ هل كان الرب قليل المعرفة حتى يسأل المذنبين ما اذا كان قد اكلا من الثمرة المحرمة ام لا؟ ان حقيقة الامر هي ان الله عرف بالضبط ما حدث- ولكنه كان يسأل هذه الاسئلة، لمساعدة آدم وحواء في ترتيب افكارهما فيما يتعلق بما حصل بالضبط. لقد عصيا الرب! وثقا بالشيطان بدلا من الله.



وعندما نقرأ الكتاب المقدس، نرى أن الله يسأل الانسان غالبا اسئلة لمساعدته في رؤية الامور بوضوح.



هل كان الله هو السبب؟

لقد وفرت اسئلة الرب فرصة لآدم وحواء للاعتراف بخطأهما.



فقال آدم "المرأة التي جعلتها معي هي اعطتني من الشجرة فأكلت". سفر التكوين 3: 12



اقر آدم انه أكل من ثمرة الشجرة المحرمة - نوعا ما - ولكن المرأة التي خلقها الله اعطته الثمرة، ولذلك كان آدم ضحية!

كأن الخطأ نتيجة لفعل الله

لو لم يخلق الله المرأة.. لما كانت قد اعطتني الثمرة وما كنت قد اكلت. "حسنا" نستطيع رؤية الامر بوضوح تام. كان ذلك في النهاية خطأ الله!



فقال الرب الاله للمرأة: ماذا فعلت؟ فقالت المرأة:



الحية اغوتني فأكلت. سفر التكوين 3: 13

آه! لقد ظهرت الحقيقة الآن. لا يلام احد منهما. كان الأمر خطأ الافعي. كانت حواء ضحية ايضا. وبالطبع لو لم يخلق الله الحية.. فانها ما كانت لتخطئ ايضا. لقد خلط الله الامور!



لم يسأل الله الحية ابدا. وقال بعضهم متهكما: لم يكن للحية ارجل تقف عليها. وكانت حقيقة الامر ان آدم وحواء قد اختارا ارتكاب الخطيئة بمحض ارادتهما. لقد اعطاهما الله فرصة للاعتراف، ولكنهما رفضا الاقرار بالذنب.



ماذا قالا

آدم: المرأة التي جعلتها معي اعطتني الثمرة فأكلتها.

حواء: الحية اغوتني فأكلت.

(عقلية الضحية - لوم الآخرين)

ماذا كان يجب ان يقولا؟

آدم: يا رب، لقد فشلت وخالفت تعليماتك الواضحة

بأن لا آكل من ثمر الشجرة المحرمة. لقد اخطأت.

ارجوك ان تسامحني!

حواء: ايها الرب الاله، لقد اخطأت وخالفت أوامرك.

اريد ان اصلح علاقتنا بك لتعود كما كانت.

ارشدني من فضلك، كيف؟

(الشعور بالمسؤولية - اعادة الامور الى مجراها)



ارتكب آدم وحواء خطأ، وقالا امورا غير صحيحة، لكن الله لم يدمرهما. ولو كنا القاضي والشهود ومنفذ الحكم، لكنا قد اشرنا بابهامنا الى الاسفل وقضينا عليهما. ولكن الله يظهر رحمة اكثر بكثير مما نظن.



وعد

كان للخطيئة الاصلية للانسان نتائج وخيمة على سائر الانسانية. كان آدم وحواء يتصرفان نيابة عن سائر الجنس البشري. جلبت خطيئتهما اللعنة، ولكن محبة الله قدمت لنا وعدا في نفس الوقت.



قال الرب الاله للحية: اذ صنعت هذا.. فسوف اجعل عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها، فهو يسحق رأسك وانت تلدغين عقبه. سفر التكوين 3: 14، 15



تستحق هذه الجمل دراسة دقيقة. لم يكن الله يتكلم عن النساء ولا الحيات بأن لهن عداوة نحو بعضهن البعض. كان للوعد وجهان:

الشيطان واتباعه المرأة وابنها الذكر

وقال الرب الاله للحية "لانك فعلت هذا،

فسوف اصنع عداوة بينك.. والمرأة، و.. نسلها..

وبين نسلك هو سوف يسحق..

رأسك، وانت سوف تلدغين عقبه".



سيخلص الرب الاله الانسان من الشيطان يوما ما. سيكون هنالك طفل مولود ذكر من المرأة، وهو الذي سوف يسحق رأس الشيطان - بجرح مميت. صحيح ان الشيطان سيؤذي الطفل، ولكن بضربة على عقبه فقط - اصابة مؤقته وسوف يشفى.



كان هذا اول وعد من وعود كثيرة سوف تتحقق لنسل المرأة. سوف يعرف هذا الطفل بأنه المسيح عليه السلام، من خلال المهمة الخاصة التي يكلفه الله بها. وكانت المهمة التي فكر بها الله لهذا المولود المختار، خلاص البشرية وانقاذها من نتائج الخطيئة وقوة الشيطان. ولهذا السبب فانه سيعرف ايضا بأنه المخلص الموعود. ولا بد ان هذا الخبر كان جيدا لآدم وحواء (سيأتي المخلص الموعود من نسل حواء).



وقد اضاف هذا الوعد بمخلص اسما آخرا الى قائمة المصطلحات التي تظهر شخصية الله، وسوف يعرف بأنه الذي يخلص او المخلص.



انا الرب فانه ليس آخر لا اله غيري اله عادل مخلص ليس سواي توجهوا الي فاخلصوا.. اشعيا 45: 21، 22



لعنة

ان للخطيئة كما رأينا سابقا نتائج وخيمة. وكما تؤدي مخالفة قانون الجاذبية الى كسر العظام، فان مخالفة كلمة الله لها آثارها. لا يستطيع الله التغاضي عن خطيئة آدم وحواء. لا يستطيع ان يقول: انسوا الامر، لم يكن في اليد حيلة، او سوف نتظاهر بأن الامر لم يحدث ابدا، او ان الامر يتعلق بخطيئة واحدة صغيرة. كلا! لقد حصل الضرر. كان آدم وحواء مذنبين. خطيئة واحدة جلبت عليهما الحكم. خطيئة واحدة سببت لهما الخوف والخزي. خطيئة واحدة ادت الى خطيئة اخرى، و اصابت الارض وكل ما فيها باللعنة. تأثرت الحيوانات والطيور والبحر والارض نفسها. لم تعد الخليقة كاملة. ونتيجة لهذه اللعنة يقول الكتاب المقدس..



الخليقة كلها تئن وتتمخص.. الرسالة الى اهل روما 8: 22

سيدخل الانسان الى العالم من خلال ألم الولادة، ويغادره بآلام الموت. وعندما يأتي الى هذا الكوكب، ستكون حياته مليئة بالظلم والعرق والتعاسة. قال الله لآدم..



بعرق وجهك تأكل خبزا حتى تعود الى الارض التي اخذت منها لانك تراب والى التراب تعود.. سفر التكوين 3: 19



سواء اكانت اشواك الحياة حقيقية ام رمزية، فانها ستجعل وجود الانسان يتسم بالألم والكفاح من اجل البقاء. لقد بدأ الانسان مسلسل الاحزان. وكان الموت الذي حذر الله الانسان منه اكثر النتائج مرارة.



4-الموت

وامر الرب الاله الانسان قائلا: من جميع شجر الجنة تأكل، واما شجرة معرفة الخير والشر، فلا تأكل منها فانك يوم تأكل منها تموت موتا. سفر التكوين 2: 16، 17

عندما اختار آدم وحواء تحدي الله، ومعرفة اذ كان سينفذ تحذيره ام لا، ويقصد حقيقة ما يقول. هل سيموت الانسان؟ ام ان الله كان يطلق تهديدات فارغة مثل الذي يتفاخر بدون اسنان؟ ان جواب الكتاب المقدس يؤكد تماما:



ان تزول السماء والارض اسهل من ان تسقط نقطة واحدة من الناموس. لوقا 16: 17



لا نحب الحديث عن الموت. انه موضوع محظور. لقد سافرت في جميع انحاء العالم، وزرت ابعد جماعات الناس على الكرة الارضية، ولم اجد ابدا مجتمعا واحدا يستمتع بالموت. لقد وقفت بجانب الكثير من القبور المفتوحة، التي تقع في ساحات الكنائس، او في وسط الادغال، ووجدت انها تشترك جميعها بقاسم مشترك واحد وهو الأسى والحزن العميق المطبوع في النفس الانسانية، وأن الموت له نفس المعنى في كل مكان – وهو الانفصال، اذ ينسل الشخص الذي نحبه من حولنا ولا يعود ابدا. ويجعلنا الشعور بالخسارة والانفصال اقرب الى المعنى الذي يعطيه الكتاب المقدس للكلمة. ويعني الموت في كلمة الله نوعا من الانفصال، ولكنه لا يعني الدمار او عدم الوجود.



ويجب ان ندرك اننا لا نستطيع عزل الموت عن مصدره - لقد أتى الموت بسبب الخطيئة. ويتكلم الكتاب المقدس عنه كمكافأة او اجرة للعمل الخاطئ. انه يشبه الأجر الذي يدفع للشخص مقابل العمل الذي يقوم به، هكذا..



لأن اجرة الخطيئة هي الموت الرسالة الى اهل روما 6: 23

يتكلم الكتاب المقدس عن الموت بطرق مختلفة. وسوف نشير الى ثلاث منها:



1 - موت الجسد (انفصال روح الانسان عن جسده)

ان الموت الجسدي ليس صعبا، اننا نعرفه جيدا. ولكننا بحاجة الى فهم آخر يتعلق بالموت بالنسبة لآدم وحواء.



عندما يقطع الغصن الذي يحمل اوراق الشجر، فان الاوراق لا تذبل في الحال، ولكنها تبدو ميتة. وبنفس الطريقة، عندما قال الله لآدم: "عندما تأكل منها سوف تفنى". لم يقصد الله بأن آدم سوف يسقط ميتا حالما يأكل الثمرة، وانما اراد ان يقول أن آدم سوف يقطع من مصدر الحياة، وسيبلى جسمه مثل الغصن، ويتوقف عن العمل. ان الجسم سوف..

يموت ويرجع الى التراب مزمور 104: 29

الجسد يموت، والروح تستمر في الحياة. ان كلمة الله تقول بأن الروح خالدة.



2 - موت علاقة (انفصال روح الانسان عن الله)

رأينا في السابق أن معصية آدم وحواء انهت علاقتهما الحميمة مع الرب. ولكن النتائج كانت ابعد من ذلك. ان اولاد آدم وحواء واولاد اولادهم – وفي الواقع جميع ابناء البشرية حتى هذا اليوم - قد ولدوا في هذا العالم مفصولين عن الله. ان العلاقة بين الله والانسان قد انتهت بصورة قطعية وتامة، ورغم اننا نعيش جسديا، فان الله ينظر الى جميع البشرية بانها...



اموات في معاصيهم وخطاياهم الرسالة الى اهل افسس 2: 1



توجد علاقة دينامية هنا يجب ان لا تفوتنا، ويجب ايضاحها. لقد قضيت جزءا هاما من حياتي في السفر، اعيش في بلدان استوائية. وعشت فترة من الوقت مع زوجتي في بيت اقيم على ركائز خشبية منخفضة. وفي احد الايام اختار جرذ كبير جدا ان يزحف الى الفسحة الضيقة اسفل البيت ليموت فيها. ولسوء الحظ فقد نفق القارض تحت غرفة نومنا الصغيرة تماما. وظننت في البداية انه لا خيار لنا سوى ان نترك الجثة تتحلل وننسى امرها، ولكن الجثة المتعفنة اطلقت في ذلك الجو الحار الرطب رائحة كريهمة جدا داخل غرفة نومنا. كانت رائحة الجرذ كريهة الى درجة وجدنا فيها انا وزوجتي انه يستحيل علينا النوم. وقد اجبرنا ان نتقهقر الى جزء آخر من البيت. فالنوم على مقربة كبيرة من تلك الجثة ذات الرائحة الكريهة لم يكن طبيعيا، ولهذا فقد هربنا.



وتطوع ابننا اندرو في الصباح التالي لمعالجة الامر. احضر عصا طويلة وصل بها الى اقصى فسحة الرصف تحت البيت، واخرج الجرذ الميت ببطء باتجاه الفتحة. وبينما اقترب الجرذ، تراجع اندرو بنفور، ونظر باشمئزاز وقال "ابي! ان الحيوان مليء باليرقات." يا للاشمئزاز! اخذ كيسا بلاستيكيا وامسكه بيده، ووصل بعيدا تحت البيت، وامسك بالمخلوق التعيس من الذيل وسحب الجثة المليئة بالديدان الى الخارج. وامسك بالبقايا الكريهة ورفعها بعيدا عن جسمه، وركض باتجاه الادغال التي كانت تحد ممتلكاتنا، وقذف بالجرذ بعيدا عنه بحركة قوية.



ولو كان الجرذ حيا وقادرا ان يحس بعواطف اندرو، لأدرك بأن اندرو كان مستاء جدا وغاضبا. ولو قرأ ذلك الجرذ افكار اندرو عندما قذف به بعيدا في الغابة، لسمعه يقول "اخرج من هنا!" ولو كان باستطاعة الجرذ ان يتكلم ويقول: "الى متى؟" سيجيب اندرو "الى الابد!".



يوضح لنا الجرذ الميت ثلاث طرق مختلفة لموقف الله حيال الخطيئة. انه غاضب اولا. وهذا ليس غضبا مليئا بالشر او الحقارة. لان الله لا يغضب سريعا، ولا يفقد اعصابه. ولكن هذا يمثل انعكاسا لشخصية الله النقية الكاملة، ويمكن فهمه بأفضل صورة على انها نوع من الغضب المستقيم. وتماما مثلما كنا منزعجين من الجرذ المتعفن، فان الرب يغضب من الخطيئة. انها تحزنه. لقد خلق الله العالم ليكون مكانا مناسبا للعيش. ولكن الخطيئة جعلت الحياة فيه عملا صعبا. وكلما قمنا بعمل غير سار، يذكرنا ذلك بأن الخطيئة قد عاثت فسادا في خليقة الله. ان الألم والمعاناة والاسى والحزن والقذارة والرائحة الكريهة، والعهر والسكر والهزات الارضية والحرب - كلها لم تكن جزءا من خليقة الله الاصلية. لقد كانت الخطيئة مثل قطرة من السيانيد على وجبة فاخرة لذيذة - لم تكن كبيرة ولكنها افسدت كل شيء. لقد كانت الخطيئة مثل لسعة نحلة على الوجه - انها شيء صغير، ولكنها تؤثر على كيان الانسان كله. لقد تجاوزت الخطيئة مخالفة القانون. لقد كانت اهانة لشخصية الله الكاملة. ولهذا السبب يقول الكتاب المقدس..



ان غضب الله يحل على هؤلاء الذين لا يطيعون. الرسالة الى اهل افسس 5: 6

لقد عصى آدم وحواء الله عندما تجاهلا تعليمات الرب الواضحة. ان عصيان الله هو العلامة المميزة للخطيئة. يقول الكتاب المقدس..



ان غضب الله معلن من السماء على كل كفر وظلم للناس الذين يحبسون الحق في الظلم

الرسالة الى اهل روما 1: 18



نصف الخطيئة احيانا بانها مسلية شريرة، او مؤذية سادية، كبيرة او صغيرة. ولكن الكتب السماوية لا تعترف بهذه الفروقات عندما يتعلق الامر بالنتائج. ان جميع الخطايا بالنسبة لله، لها رائحة كريهة في انفه المقدس. انها تشبه السيانيد في الوليمه.



ومن جهة ثانية، مثلما دفعنا الجرذ انا وزوجتي الى النوم في غرفة اخرى، ومثلما قذف اندرو بتلك الجثة الكريهة بعيدا عنه، فهكذا قد نأى الله بنفسه عن الانسان الخاطئ. ويقول الكتاب المقدس..



لكن آثامكم فرقت بينكم وبين الهكم، وخطاياكم حجبت وجهه عنكم فلا يسمع اشعيا 59: 2



نسمع الناس في بعض الاحيان يقولون بأن الله يبدو نائيا بعيدا جدا. حسنا، ان الكتاب المقدس يقول بالفعل ان الانسان قد انفصل عن خالقه:

.. لقد اصبحتم غرباء عن الله.. الرسالة الى اهل كولوسي 1: 21



تتطلب القداسة غياب الخطيئة. ولو دخل الانسان الخاطئ الى النقاوة المشعة لحضرة الله، فان الامر سيبدو مثل دخول عدد كبير من الجراذين المتعفنة القائمة من الموت في داخل غرفة معيشة حماتي، فتلوث سجادتها النظيفة ذات اللون العاجي، وسوف تفسد كل المكان. ان الله كامل لا يستطيع السماح للخطيئة ان تكون في حضرتة، لان..



عيناك اطهر من ان تنظر الى الشر، ولست تطيق النظر الى الإمر فلم تنظر الى الغادرين. حبقوق 1: 13



وهذا يقودنا الى النقطة الثالثة التي يوضحها الجرذ الميت، وهي: الى متى يشعر الله بأننا يجب ان ننفصل عنه؟ ان الجواب واضح تماما. الى الابد! ان للخطيئة تأثيرات لا محدودة وابدية. وتماما مثلما لا نريد ان نعيش مع الجرذ المتعفن غدا او في أي وقت آخر، فان الله سوف لن يسمح ابدا للخطيئة بأن تسكن في حضرته.



هذه اخبار غير مفرحة، ولكن عليك الاستمرار في القراءة. ان الاخبار الجيدة قادمة. والامر الهام في الوقت الحاضر، هو فهم الكتاب المقدس عندما يتحدث عن انتهاء علاقة الله بالانسان، حيث انه يشير الى هذه العلاقة بحدة، ويقول أنها مقطوعة ميتة بصورة حقيقية.



3-الموت من اجل الفرح في المستقبل - الموت الثاني

(انفصال روح الانسان عن الله للابد)

عندما يرتبط شاب وشابة بالخطوبة، فانهما يتطلعان بفرح وشوق الى جميع الافراح القادمة للزواج. يبحثان معا عن المكان الذي سيعيشان فيه، ويصممان البيت الذي سيسكنان فيه، و يقرران ماذا سيفعلان معا. ولكن اذا فسدت الخطوبة وانتهت العلاقة، فان جميع خططهما المستقبلية تنتهي ايضا.



يقول لنا الكتاب المقدس بأن الله يعد لنا بيتا رائعا بعد الموت. انه السماء. وهي مكان جميل ومدهش، صممه الله لفرح الانسان مستقبلا. ان الحياة الابدية جزء من المخطط الذي وضعه الله. وسيكون امرا عظيما ان نتحرر من الخطيئة والمعاناة والموت.



ومثلما توجد حياة ابدية، يوجد موت أبدي. وعندما يستعمل الكتاب المقدس كلمة الموت، فانه يشير الى الموت كماورد في مخططه الاصلي للبشر. ويسمى هذا الموت ايضا بالموت الثاني، لانه يحدث بعد الموت الجسدي المخصص للذين لن يكونوا في السماء. وسيذهب هؤلاء كما يقول الكتاب المقدس الى بحيرة النار، وهي مكان مريع خلقه الله لمعاقبة الشيطان وأبالسته بصورة خاصة.



ورأيت عرشا عظيما ابيض ورأيت الجالس عليه.. ورأيت الاموات كبارهم وصغارهم يقفون امام العرش وقد فتحت الاسفار وفتح سفر آخر الذي هو سفر الحياة.



وطرح الموت والجحيم في بحيرة النار. هذا هوالموت الثاني ومن لم يوجد مكتوبا في سفر الحياة طرح في بحيرة النار. سفر الرؤيا 20: 11-15



يتكلم الكتاب المقدس عن طرح الانسان حيا في بحيرة النار المتقدة بالكبريت (سفر الرؤيا 19: 20)، وهي مكان الحزن والتعاسة. ورغم موت الجسد المادي فان الروح تستمر في الحياة، ويكون التعذيب نهارا وليلا والى الابد (سفر الرؤيا 20: 10). ويتحدث الكتاب المقدس عن الديدان (مزامير 116: 3) او اليرقات (مرقس 9: 48) وعن الظلمة الشديدة (متى 8: 12، 22: 3، 25: 30) وعن الذين يبكون ويصكون اسنانهم بألم شديد، وعن الجفاف بسبب العطش. ويتمنى كل من يطرح في بحيرة النار أن لا ينضم احد اليه. انه مكان للمعاناة الوحيدة، وليس للاحتفال مع الاصحاب (لوقا 16: 24).



واما الجبناء والكفرة والرجسون والقتلة والزناة واصحاب السموم السحرية وعبدة الاوثان وكل كذاب فان نصيبهم في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت التي هي الموت الثاني. سفر الرؤيا 21: 8



طبيعة شريرة

لقد انتشرت الخطيئة والموت في دم آدم، ويبدو انها قد انتقلت منه عبر الاجيال. ان الشبيه يلد الشبيه. شجر التفاح يثمر التفاح، والقطط تلد القطط، والانسان الخاطئ يلد انسانا خاطئا.



من اجل ذلك كما انها بانسان واحد دخلت الخطيئة الى العالم وبالخطيئة الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس بالذي جميعهم خطئوا به

الرسالة الى اهل روما 5: 12



وبسبب خطيئة آدم سيرث نسله جميعه طبيعته الخاطئة. ولانه مات سيموت نسله اجميعن (3).

نربط عادة كلمة خاطئ بقائمة من الجرائم، ولكن الكتاب المقدس يقول انها اكثر من ذلك. ان للانسان طبيعة خاطئة تسمى غالبا طبيعة آدم. وهذه الطبيعة هي شرط او حالة. عندما اخبر الطبيب صديقا لي بأنه مريض في القلب. فقد كشف المرض عن نفسه بأعراض. كان ينفخ ويلهث ويتغير لون وجهه عند صعود الدرج. وكان يضع احيانا حبة نايتروجليسيرين تحت لسانه. وبنفس المعنى نستطيع ان نقول ان كل انسان لديه حالة مرضية تسمى الخطيئة، واعراض تلك الحالة هي اعمال الخطيئة.



اله أمين

اذا كان هذا الحديث عن الخطيئة والموت يبدو كئيبا، الا انه يذكرنا بأن الله لا يجعل الاشياء القبيحة جميلة، فهو يقولها كما هي. ان الموت والخطيئة شيئان يشترك فيهما كل البشر، ونحن بحاجة الى معرفة ما يقوله الكتاب المقدس عنهما. فقول الحقيقة هو ما يتوقعه المرء من اله كامل.



هل ولدنا بطبيعة نقية

لقد اصبح من المعتقدات الشائعة القول بان الاطفال يولدون في هذا العالم بصورة نقية، خالين من الخطيئة. ولكن ماذا يعلمنا الكتاب المقدس؟ هل ولدنا في الحقيقة بطبيعة نقية؟



ان الامر ليس كذلك بالنسبة لاحد الانبياء وهو داود النبي الذي كتب جزءا هاما من الكتاب المقدس:

هأنذا بالاثم صورت وبالخطيئة حبلت بي امي.

المزامير 51: 5

وليس حسب النبي أيوب الذي يمثل كتابه جزء من كلمة الله:

من يخرج الطاهر من النجس لا احد.

أيوب 14: 4

وليس بناء على تجارب حياتنا الخاصة:

من اين الحروب والخصومات بينكم ليست من هنا من لذاتكم المحاربة في اعضائكم

رسالة يعقوب 4: 1

علينا ان نسأل انفسنا بعض الاسئلة وان كانت صعبة. هل يعلمنا اهلنا الكذب وعدم الطاعة والانانية وحب القتال؟ ان الطبيعة البشرية لا تحتاج الى التمرس على ارتكاب الخطيئة، لان الانسان يفعل هذه الاشياء بصورة طبيعية.



تشبه الخطيئة مرضا معديا، ويقول الكتاب المقدس لنا ان طبيعة آدم الخاطئة انتشرت فينا جميعا (مع كل اعراضها وتبعاتها).



يوجد لدى شعب "الولوف" في السنغال في غرب افريقيا عدة امثال تمثل هذه الحقيقة البديهية:

لا يحصر المرض نفسه بالشخص الذي يسببه فقط

ان الغزال الذي يقفز ويكثر من الحركة لن تكون له ذرية

ان الفئران لا تحصل على ما لا تبحث عنه

لو بقيت قطعة الخشب في الماء لفترة طويلة فانها لن تتحول الى تمساح

ارتكب آدم الخطيئة وورث جميع ابنائه طبيعته الخاطئة.



ماذا وجد علماء الجينات؟

"ان ما واجه علماء الجينات يجعلنا ندرك ان جميع بني البشر رغم اختلافهم في المظاهر الخارجية، هم في الحقيقة اعضاء لكيان واحد، يعود الى اصل ومكان واحد وحديث. توجد نوع من الاخوة الاحيائية، هي اعمق بكثير مما ندرك". هكذا ما قاله ستيفن جاي غولد عالم المتحجرات وكاتب المقالات في مجلة نيوزويك عام 1988 بعنوان "البحث عن آدم وحواء"(4).



وحسب المقال فان العلماء..."المدربين في علم احياء الجزئيات.. فحصوا تشكيلة دولية من الجينات ووجدوا خطا من D.N.A. الذي قادهم الى امرأة واحدة ننحدر منها جميعنا.".. "لم تكن هنالك فروقات دالة بين الاجناس."



يقول الكتاب المقدس: سمى آدم زوجته حواء لانها ستكون ام جميع الاحياء.

ولقد نشرت مجلة تايم في عام 1995، مقالا موجزا يشير الى دليل علمي يقول: .. "كان آدم الجد الاول، وان مادته الجينية من الكروموزوم مشتركة لجميع بني البشر الآن على الارض"(5).



تستنتج هذه الدراسات عن ال D.N.A. البشرية، انه يوجد رجل واحد وامرأة واحدة في بداية سلالتنا. يوافق بعض العلماء على هذا الكلام ويعارضه قسم آخر. وحتى هؤلاء الذي يوافقون، يشيرون بسرعة الى احتمال ان هذا الرجل او المرأة، ليسا آدم وحواء المذكورين في الكتاب المقدس. ومن الممكن ان لا يكونا قد عاشا سويا. ومهما كانت القضية، فانه من المهم جدا ان نلاحظ بأن النتائج تتوافق مع كلمة الله. ان هذا الاكتشاف، وغيره من الاكتشافات الاخرى لعلم الاحياء، تثبت ما اشار اليه الكتاب المقدس عبر الآف السنين، بأن العلاقة بيننا جميعا حميمة جدا

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إنه يفوق ما تراه العين في وسط حشدٍ من الملائكة والقوات السمائية
فكما أن البشر المخادعين والصالحين ممتزجون معًا هكذا الملائكة والشياطين
كيف تقوم الحرب بين الملائكة والشياطين؟
الملائكة والشياطين
وقت الموت وحضور الملائكة والشياطين


الساعة الآن 04:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024