" استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح "
(أفسس ٥ : ١٤).
هل تخلط النور والظلمة؟
أفسس ٥ : ٩ – ١٤
في الأعداد السابقة تكلم الرسول عن طبيعة المؤمن المتجدد،
فقال أنها نور في الرب.
ولما كان روح الله هو العامل في إنارة المؤمنين،
فمن الطبيعي أن يتكلم الرسول
عن ثمر الروح المنير الواجب أن يظهر في حياتهم.
فشبه هذا النور، بشجرة مثمرة.
ولعله اقتبس هذا الوصف من قول داود
"نور قد زرع للصديق"
(مزمور ٩٧ : ١١).
وثمار الروح،
قال الرسول أنها صلاح وبر وحق.
الصلاح هو الفضيلة مجسمة،
والبر هو الاستقامة بحسب شريعة الله،
والحق يشير إلى مبدأ حياة الانسان في صلته بالله.
وهذه الصفات الثلاث،
تشمل كل الفضائل والتقوى.
فعلينا أن نمتحن الأمور بتواضع وحذر،
كيلا نحكم بكبرياء وسرعة على الآخرين،
ونرفض ما خلقه الله،
وقصد تقديسه.
وإن وصلنا بواسطة إرشاد روح الله إلى اليقين
بأن مؤسسات أو مشاريع أو نتائج،
لا تنسجم مع فكر المسيح وأهدافه،
بل تخدم شهوات البشر وسلطة الدنيا،
يجب أن نقاطعها،
مبينين لأصحابها أخطاءهم جهاراً،
ولكن بتواضع لأن الله أقامنا في المجتمع،
لكي نعمل على خلاصهم،
وليس للعنهم أو تجريحهم.
بعد أن حض الرسول المؤمنين على السلوك في النور والرضى الإلهي،
حذرهم من الإشتراك في أعمال الظلمة،
وحثهم على توبيخها بالنور الذي فيهم.
لأن الخطية،لا يمكن أن تظل مخفية.
لذلك خير للإنسان،
أن يعترف لله بكل خطاياه.
وأن يندم على أعماله الشريرة، ويبغضها.
وكمؤمنين مغسلين بدم المسيح،
يجب أن لا نهادن الخطية.
فإن علمنا أنها تمارس في كنائسنا أو في عائلاتنا، يجب أن لا نسكت عنها مسايرة للناس،
بل يجب أن نوبخها، ولو كلفنا الأمر حياتنا.
وإنما يجب أن نظهر للآخرين ظلمهم،
بانكسار قلب،
وبكل لطف،
تاركين العمل الحاسم لروح الله القدوس
الذي يبكت على خطية وعلى بر وعلى دينونة.
إن صرخة بولس،
التي أطلقها في أفسس،
هي الصوت الذي يجب أن يرتفع في كنائسنا في هذه الأيام،
لكي يوقظ المؤمنين من السبات.
ويهيب بهم أن يكفوا عن السماح بممارسة الخطايا في كنائسهم ومدارسهم وبيوتهم.
لأن هذه الخطايا إن لم توبخ فستكون سبباً
في موت كثيرين بيننا.
هيا،
انهض وقف في نور الإنجيل، لتدرك من أنت ومن،
هم شركاؤك.
فيضيء لك المسيح بروح محبته بكل لطف،
فتدرك ما يجب عليك أن تقول وتعمل.
أيها السيد الرب،
أنت تعلم أننا غارقين في سبات نوم الموت.
فقدسنا في حقك لنكون صوتاً صارخاً
لإيقاظ الضمائر النائمة.
أرسل نورك وحقك إلى قلوبنا
لكي ننير السبيل أمام الكثيرين.
لكى ينالوا الخلاص
الذى به عبرنا من الموت إلى الحياة
