رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الترجمة الجديدة للعهد الجديد أصدرَت دار الكتاب المقدس البروتستانتية ترجمةً جديدة للعهد الجديد في أوائل الثمانينات من القرن العشرين. لم تَرُق للمطران المغبوط الكسي عبد الكريم مطران حمص فدفعَ بها اليَّ لأنظُرَ فيها. فأنشأت ستَّ صفحاتٍ كبار في نقدِها ولم أشأ أن أنقُدَها برُمَّتها وإلّا إستغرقَ الأمرُ كتاباً لأنها لا تخلو من الأخطاء في أيَّة صفحةٍ من صفحاتها تقريباً. لقد قلتُ للمترجمين أثناء قيامِهم بالترجمة “إنكم لا تفقَهون اليونانية، فكيف تجرأون على ترجمة العهد الجديد؟” قالوا “هوذا الترجمة الإنكليزية”. فقلتُ لهم هذا لا يكفي وكرَّرتُ لهم ذلك. كان معهم الأديب يوسف الخال الذي صاغ الترجمة بلغته العذبة، ولكن الترجمة لا تنطبق على الأصل اليوناني. الترجمة الإنكليزية ليست في المقام الأول بعد صدور الترجمة الفرنسية المعروفة، أي Bible de Jérusalem قارنتُ هذه الترجمة بترجمتِها الى الإنكليزية بعنوان Jerusalem Bible والمترجمون الإنكليزيون يُجيدون اليونانية. فالترجمة الفرنسية تتفوَّق على زميلتِها الإنكليزية. إذا كانت تتفوَّق على الترجمة الإنكليزية، فكم بالأحرى أن تتفوَّق على الترجمة البروتستانتية الجديدة للعهد الجديد. ترجمة العهد الجديد تتطلَّب عُمقاً لاهوتياً وفَهماً للغة العهد الجديد اليونانية، وإستعانةً بالترجمات الجديدة الممتازة كترجمة الBible de Jérusalem وترجمة معهد sincere في باريس الى اللغة الروسية التي قام بها عميد المعهد المرحوم الأسقف Cassien besobrasov فصدَرت في العام 1958 ترجمة الأناجيل، وفي العام 1970 صدرت ترجمة كاملة للعهد الجديد. قارَنتُها بال Bible de Jérusalem وبسواها، والأصحاب يعرفون أن اسبيرو منقِّب، أعرف الترجمات العربية والإنكليزية والفرنسية وبعض الطبعات اليونانية. فأُعجبتُ بطبعة القسطنطينية اليونانية، أي البطريركية القسطنطينية اليونانية لأن هذه البطريركية هي الأمينة على التراث اليوناني منذ القرون الأولى وحتى اليوم. هذه البطريركية كانت عاصمةً للأمبراطورية البيزنطية واستمرَّت محافِظةً على التراث اليوناني. وعلاوةً على ذلك، القسطنطينية هي متمسِّكة بآباء الكنيسة. لاحظتُ إنطباق التنقيت فيها على تفاسير يوحنا فم الذهب. كان هناك مفسِّرٌ كبير في القرن 11 وهو Théophilactos البلغاري ولذلك فللقسطنطينية أدوات عمل جيدة. كان لديها بإستمرار لاهوتيُّون. ولذلك، فالطبعة الصادرة عنها هي أفضل من طبعة أثينا للمرحوم الأستاذ Panayothis Trampellas من جهة التنقيط. راجعت الترجمة الروسية العتيقة واستعملتُ كثيراً ترجمة الأسقفBesobrasov وقارنتُها بال Bible de Jérusalem فالوفاق بينهما كبير جداً ولكنها تتفوَّق على ال Bible de Jérusalem بنسبةٍ ما لتُصبح أفضل ترجمة. إنتقدتها في مكانٍ واحد، وسِرتُ وراء الطبعة اليونانية القسطنطينية وذهبي الفم. أي كنتُ معهما في ترجمة إنجيل متى: إن الأموات قاموا من القبور لما مات ربُّنا يسوع المسيح على الصليب لا يوم الأحد. ربما تأثَّر Panayothis Trampellas وسواه بالطبعة الألمانية بشتوتغارت. اعرف طبعة Nestlé اليونانية عام 1963، وطبعة 1973 وطبعة 1982 في شتوتغارت. لا شك أنها جهود رائعة وعظيمة جداً، ولكنَّها تقومُ على مقارنات مستفيضة فتُغيِّر بعض الرأي من طبعةٍ الى أُخرى إنما طبعة 1982 هي أفضل من سابقتَيها وأقرب الى نص القسطنطينيَّة. العُلماء القائمون عليها يتصَرَّفون كعلماءٍ بدون الإنتباه الى أهميَّة كنيسة القسطنطينية في المحافظة على النص المستعمل فيها والذي يجب أن يبقى الأساس لكل المعالجات. هذا كتابٌ مقدَّس دخلَ الإستعمال التاريخي والتداول اليومي في كنيسة القسطنطينية بدون إنقطاع منذ القرن الثاني على الأقل وحتى اليوم. فالمترجمون مُطالَبون اولاً بالعمق اللاهوتي، ثانياً بفَهم لغة العهد الجديد اليونانية، وثالثاً باتِّباع التفاسير الآبائية والدراسات المعاصرة والترجمات المعاصرة. لا أظن أن المترجمين للترجمة الجديدة هم لاهوتيُّون لأن الأغلاط اللاهوتية في ترجمتهم عديدة. وبسبب جهلِهم للاهوت، ولتفاسير آباء القدِّيسين، وللتفاسير المعاصرة وللغة اليونانية، جاءت ترجمتُهم فاشلة في مناطقٍ عديدةٍ. فالفهم العميق للأصل اليوناني هو ضروري لتأتيَ الترجمةُ جيدةً. العهد الجديد هو كتاب العقائد والتقوى والفضائل، هو نظر كلِّ شيءٍ في الكنيسة. منه آباء الكنيسة إستمدُّوا تفاسيرهم. فلا نستطيع أن نُهمل تفاسير آباء الكنيسة لأنهم هم أصحاب اللغة اليونانية، هم أدباء اللغة اليونانية الممتلؤون من الروح القدس. فالذين يتفزلكون في هذه الأيام لا يعرفون أين ينامون. باسيليوس وغريغوريوس اللاهوتي، يوحنا فم الذهب، مكسيموس المعترف وسواهم، هؤلاء هم آباء اللغة اليونانية. آباء الكنيسة هم أُدباء اللغة اليونانية ومفكِّروها بعد الميلاد. بعد الميلاد طَحَنَّا الفلسفة اليونانية، وصار الفكر المسيحي هو الفكر اليوناني وهرب افلاطون وأرسطو وسقراط امام آباء الكنيسة. آباء الكنيسة هم رجال الفكر الخالدون. متى تعمَّق المرءُ في فهم آباء الكنيسة ضاع امامَهُ هؤلاء الفلاسفة. فلذلك هذه الترجمة هي بعيدة جداً عن الأصل ومن جهةٍ أُخرى يزعمون أن الأرثوذكس شُركاء في هذه الترجمة. لا علاقةَ لنا بها. المجمع الأنطاكي المقدَّس هو الذي يُقرِّر الإشتراك وهو الذي يُعيِّن الشريك وهو الذي يتَّخِّذ قراراً للموافقة على هذه الترجمة فيُعلن ذلك للشعب ليَستعملَها. لم يصدر أي قرار في هذا الشأن، وصاحب السيادة المطران الكسي هو الذي رفضَها وطلبَ مني أن أنتقدها. لما صدَرت الطبعة للعهد الجديد عن جامعة الأنطونية، وضَعَت تحت كل لفظةٍ يونانية ترجمَتَها الحرفية ووضعَت على الهامش الترجمة الجديدة المذكورة. أرسَلتُ فوتوكوبي عن نقدي الى عميد كلِّية اللاهوت في الجامعة المذكورة وأتوقَّع أن تكون طبعتُهم مقدِّمة لجهود لاهوتية ولغوية لإصدار ترجمة واسعة الدقّة تُضاهي الترجمة الفرنسية لِ Bible de Jérusalem. تتطلَّب اذن الترجمة عُمقاً لاهوتياً، وفَهماً للنص اليوناني، وفهماً لتفاسير الآباء القديسين، واضطلاعاً على الدراسات وعلى الترجمات المعاصرة الجيدة وإجادة اللغة العربية، لتأتي الترجمة صحيحةً لغوياً. يتطلَّب فوق هذا كلِّه أن تأتي الترجمة العربية أمينةً لنفَسات الأصل اليوناني. ففي الأصل اليوناني للأناجيل نَفَسات رائعة جداً ومؤثِّرة جداً. فالمترجم البارع هو الذي يُجيد رد هذه النَفسات. كلِّية اللاهوت في جامعة الأنطونية مؤهَّلة لإصدار ترجمة جيدة مهما طال الزمن إن إستعانت ايضاً بالترجمة السريانية القديمة التي لا تخلو من نَفَسات الأصل اليوناني لسبب كَون الإنجيليِّين فلسطينيِّين. هناك ترجمة عِبرية للعهد الجديد مفيدة جداً وهناك ترجمة فرنسية جديدة ايضاً مطبوعة في بلجيكا بقلم اندريه شُراقي من المغرب راعَ فيها ما في العهد الجديد من إيماءاتٍ الى العهد القديم أي أن العهد الجديد متأثر بالعهد القديم العبراني واليوناني واستشهَد كثيراً العهد الجديد بالعهد القديم. فمَن يُجيدُ اللغة العِبرية واليونانية ومَن يُجيد العهد القديم اليوناني والعِبراني يستطيع أن يلحظ ما في العهد الجديد من تأثيرات إنشاء العهد القديم. على كلِّ حال، ترجمة العهد الجديد هي مسألةٌ دقيقة جداً تتطلَّب إختصاصيِّين كبار. منذ دهرٍ أتمنّى لو يتعلَّم فلسطينيٌّ اليونانية واللاهوت، ويُترجِم الأناجيل الى اللغة العاميَّة الفلسطينية. ففي الأناجيل الأربعة لهجاتٌ فلسطينية. فالفلسطيني يستطيع أن يُدقِّق إن كان يُجيد اليونانية بأن يلتقط هذه اللمحات الفلسطينية. الأمثال مشهورة في فلسطين. أهالي الناصرة يستعملون المثَل كثيراً في أحاديثهم وكل الفلسطينيين يستعملون المثَل في أحاديثهم العاديَّة واذا “دقَّرِت المسألة معه” كما نقول في اللغة العامية يلجأ الناصري الى المثَل لكي يشرح للسامع فكرَته. أي أن المثَل هو وسيلةٌ لتوضيح الفِكر فنرى الأمثال في الأناجيل تحتلُّ مكاناً قوياً جداً. الرب يسوع قال لهم انا أُكلِّم الناس بالأمثال، لكي يكون له المجد على مستواهم. طبعاً ليس الأصل اليوناني للإنجيل بعسيرٍ جداً، كلا. فهو واضحٌ ولكنه ينبوعٌ لا يفرُغ ابداً. منذ اكثر من 19 قرناً يتناوله المسيحيون بالتفسير والشرح وهو المصدر الأساسي للبعض. ومع ذلك في كل يومٍ نكتشف في مطالعتِهِ معانيَ جديدة. لا يستطيع أشهر واعظ في التاريخ أن يستنفد المعاني في الوعظ، فهو يستخرج كلَّ مرة معانيَ جديدةً. معاشرة الإنجيل نورٌ باهر يُجدِّد الذهن باستمرار فيمُّده باستمرار بإناراتٍ جديدة. كلُّ مقطعٍ في الإنجيل يُنبوعٌ غزير من المعاني السامية. كلُّ واعظٍ اليوم يستطيع أن يكشُفَ فيه أشياءً جديدة. سبحان الله هذا الكتاب فوّار بالمعاني الروحية، لذلك نحتاج الى العمق اللاهوتي، والعمق اللاهوتي نستمِدُّه من العهد الجديد، فهو عميقٌ جداً. صدَرت في القرن العشرين تفاسيرٌ عديدة للعهد الجديد او للكتاب المقدس برمَّته، في الإنكليزية والألمانية والفرنسية. وفي كلِّ تفسيرٍ نلمس أشياءَ جديدة لأن المادة غزيرة جداً. ولهذا نحن نحتاج في العربية الى العمق اللاهوتي والى البراعة في الفَهم. فالعمق اللاهوتي هو أساسُ كلِّ شيءٍ. العمق اللاهوتي يُكوِّن فكرنا فنصير رجال فكر دين. طبعاً انا لا أنسى الصلاة والأصوام فهما يُعينان العمق اللاهوتي كثيراً. نحن نحتاج الى كل ذلك. العمق اللاهوتي يُبدِّل هيئة الإنسان فيُصبح ذا شكلٍ الهيٍّ والصلوات تجعله ملتصقاً بالله. الأصوام تُجفِّف الأهواء والشهوات لنستطيع أن ننطلق بالصلاة وبالعمق اللاهوتي الى الله. ليست المسيحية وحيدة الطَرَف، هي متعدِّدة الأطراف والجوانب ليجدَ فيها كلُّ انسانٍ ضالَّته المنشودة. وليست المسيحية غباوةً، هذا منتهى الضلال. الرب يسوع له المجد نبَّهنا في مواضعٍ عديدة، وكذلك بطرس وبولس لكي نكون أيقاظاً وإلا إغتالنا الشيطان وخدَعَنا. اليقظة في كتب النسّاك أمرٌ مهمٌ جداً. السهَر أمرٌ مهمٌ جداً، حراسة القلب وحِفظَه وحمايتَه أمورٌ مهمَّة جداً وكل هذا يتطلَّب دقةً في الملاحظة والمراقبة والإنتباه الى غدرات الشيطان. وبمَن يغدر الشيطان؟ بالغافلين. ولذلك يُخطىء الذين يتصوَّرون أن التقوى المسيحية هي البلاهة والسذاجة والسطحية والفراغ. الإنجيل والعهد الجديد وتراثُنا الرهباني وتفاسيرُنا الآبائية تُركِّز جميعاً على اليقظة والسهر، ولذلك نحتاج الى الأدمغة العملاقة والى العقول الجبّارة والى الكُتّاب المجيدون. آباء الكنيسة هم أدباء اللغة اليونانية، والقديس أفرام هو أديب اللغة السريانية. فلماذا لا نكون في العربية أدباء اللغة العربية ايضاً كما كان ابراهيم اليازجي وبطرس البستاني استاذ الأدب العربي وسواهما من كبار الكتّاب. ولذلك على المترجمين أن يُجيدوا ترجماتِهم، أن يُجيدوا اللغة الأجنبية واللغة العربية وأن يكونوا متضلِّعين من المادة نفسِها لتأتيَ الترجمات صحيحةً ودقيقةً وفي لغةٍ أدبية مشرقة لا لغة عامِّية. لدينا آلاف المخطوطات باللغة العامية مكدَّسة في اوروبا واميركا، ولو كانت في اللغة الفصحى لسعَينا الى نشر بعضها لأن اللغة الفصحى هي التي تؤدِّي المعنى. لا نستطيع أن نُهمل الأدب لأن آباء الكنيسة كانوا أُدَباء. كانوا كُتّاباً كباراً ورجالَ فكرٍ عظماء باليونانية والسريانية واللاتينية والآن في اللغات الأوروبية. لدينا كتَّابٌ ماهرون، وفي العربية نحتاج الى كُتّاب مضطلعين في العربية يُجيدون الترجمة. اللغة اليونانية ليست بعيدة مئة بالمئة عن اللغة العربية لأن النحو العربي مبني على منطق أرسطو واحمد إبن الخليل الذي وضع علم العَروض فهو كان يُجيد اللغة اليونانية، وقد تأثَّر باللغة اليونانية واللغة اليونانية أثَّرت في الثقافة العربية. الفلاسفة العرب هم تلاميذ للفلسفة اليونانية. في اللغة العربية ألفاظ يونانية عديدة، واللغة اليونانية هي متغلغلة في لغات اوروبا واميركا. فالقاموس الطبي هو مبنيٌّ على اللغة اليونانية بمجمله وكذلك الرياضيات والفيزياء والبيولوجيا. اللغة اليونانية هي لغةٌ عالمية، والألفاظ هي مشتقَّةٌ من اليونانية. لذلك نحن نحتاج الى فحولٍ يُتقِنون اللغة اليونانية. ضَعُفَ نظري دون الإهتمام بالمقارنة. قبل سنوات، إلتقيتُ بالمؤرِّخ الكبير ابراهيم الخوري وهو كاثوليكي قال لي “يا ابانا اسبيرو نحن بحاجة الى نقل التراث المسيحي اليوناني الى العربية، هذا التراث العظيم يجب أن تنقلوه. متى؟ ” ، الله أعلم. ابراهيم يعرف ست لغات. قال لي ايضاً ” انا اعرف شيئاً أني لما درستُ اللغة اليونانية إنبرم عقلي” فأجبتُه ” وانا كذلك”. في هذه اللغة شيءٌ من السحر الذي يبرم العقل لأنها لغة مركَّبة جداً، تركيبُها تركيبٌ فكريٌّ، لغة منحوتة فلسفياً. كل الألفاظ فيها منحوتة بصورةٍ دقيقة وعميقة والألفاظ فيها عميقة المعاني وتحتاج الى تحليل ولذلك، في الفلسفة يُحلِّلون الألفاظ اليونانية. ولسنا باللغة العربية بفحولٍ يُجيدون العربية واليونانية وينقلون الينا التراث المسيحي اليوناني. متى أنعمَ الله علينا بفحولٍ باليونانية وباللاهوت وبالعربية، حينئذٍ نَنعَمُ بكتبٍ رائعة جداً تُحيي العظام وهي رميم. على كلِّ حال إقتربتُ من الصعود الى الله. لا أؤمن بالموت ولا بالقدَر، لا أؤمن إلا بالخلود. بدون الخلود كلُّ شيءٍ باطل، بدون الخلود لا معنى لهذا الوجود. لم أجد معنىً لخلق الله للإنسان بدون خلود. الله خَلَقنا لنكون خالدين لديه وإلّا لماذا خلَقَنا؟ كما قلتُ لبعضِهم في العام 1955 “ما معنى الحضارة والمدنية والعلم والرُقي إن كانت آخرة الإنسان في القبر” ؟ لا شيء يُعطي معنى لكل هذا إلا الخلود، وإلا كان العلم والثقافة والتمدُّن مشانق تُرهِق أنفسَنا. نَصلب أنفسنا على المكتبات وفي المكتبات ولماذا كلُّ هذا إن كانت النهاية في القبر. ما الفرق بين الموت والحياة؟ وكم من البشر يتمَّنون الموت ليتخلَّصوا من الأمراض والضيقات والشدائد، ولكنهم لا يموتون لأن الحياة أقوى من الموت. وإن كنا لا نعي كل الأحيان أننا خالدون، ولكن نحن موجودون لنكون خالدين. مجرَّد وجودنا كعقلاء وفهماء يتضمَّن الخلود، لأنه حاشا لروحي أن تكون في القبر. روحي مخلوقة لتُلاقي الرب يسوع. بعد الموت صار الموت بالنسبة الينا هو الحياةُ الحقيقية. نعيش مئة عام وماذا بعد ذلك؟ الذهاب الى يسوع هو المرتجى والغاية الأساسية من الوجود، أي الخلود مع يسوع هو الذي يُعطي معنى للوجود، وهو الذي يجعلنا نؤمن بأن الله يُحبُّنا حقيقةً. هل أحبَّنا ليُصلِبَنا على الأرض ونموت مصلوبين فقط؟ أحبَّنا لكي ننعم لديه بالمجد الأبدي؟ نموت على الأرض، ولكن في سبيل المجد الأبدي. الموت هنا والحياةُ هناك. فيا ايها الربُّ يسوع المسيح إرحَم عبيدَكَ في كل مكانٍ وزمان،يا مَن لأجل محبَّتكَ للبشر أرتضيت أن تكون إنساناً لتُخلِّصنا، إرحم الأرض وكل مَن عليها وأظهِر مجدَكَ في الأرضِ كلِّها، وليتمجَّد إسمُكَ مع أبيكَ وروحكَ القدوس في الأرض كلِّها، وأَنطِق ألسِنَة البشر بالتسُبُيح والشكر لك مع الآب والروح القدس، لكَ المجد الى أبد الآبدين ودهر الداهرين آمين. بقلم المعلم الانطاكي الشماس اسبيرو جبور |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هل الوحدانية امتدت للعهد الجديد |
السامرية أول خادمة للعهد الجديد |
مسح شامل للعهد الجديد |
العهد الجديد يشهد للعهد القديم |
لان هذا هو دمى الذى للعهد الجديد |