منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 12 - 2012, 07:13 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب الجزء السابع
تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب الجزء السابع
تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب
متى 1: 18- 25 , 2: 1- 15
لوقا 1: 26- 56 , 2: 1- 39
الجزء السابع


مقدمة
إن أفكار الله ليست كأفكارالناس ,فلو أنه ولد إبنا بكرا لعائلة ملكية بين الناس لكان يذاع الخبر بذلك رسميا فى كل المملكة لاسيما بين أكابرها وشرفائها وينتج فرح عمومى ,أما البشارة بولادة المسيح فبلغت الفقراء قبل الكل ونرى أن الملائكة الأطهار كانوا مهتمين بتلك الحادثة العظيمة التى تمت فيها مقاصد الله جميعها وتعلق عليها أمر الكون ولم يولد لهم بل لنا كما ورد فى العبرانيين 2: 16 16لأَنَّهُ حَقّاً لَيْسَ يُمْسِكُ الْمَلاَئِكَةَ، بَلْ يُمْسِكُ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ.رعاة الغنم كانوا ناس فقراء يمارسون واجباتهم بعيدا عن تآمر الملوك وليس لهم أقل أشتراك فى مشروعات الناس وطمعهم فى المجد الفانى ولم يكونوا من الذين لهم موضع فى منازل هذا العالم وكما يقول السيد المسيح فى متى 11: 8 8لَكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَإِنْسَاناً لاَبِساً ثِيَاباً نَاعِمَةً؟ هُوَذَا الَّذِينَ يَلْبَسُونَ الثِّيَابَ النَّاعِمَةَ هُمْ فِي بُيُوتِ الْمُلُوكِ.يعنى الرعاة لم يكونوا فى بيوت الملوك وكانت حالتهم تشبه حالة يسوع المسيح نفسه ,فإليهم أولا أبلغت البشارة بحضور الرب فى الأرض ,ولم يكن إله أسرائيل يطلب العظماء بين شعبه بل من أذل غنمه الإسرائيلى ,الحقيقة كان للرب مكان فى قلوب هؤلاء الرعاة الذين لم يظهر لهم ملاك الرب فقط بل أيضا مجد الرب أضاء حولهم ,نعم لقد جاء الله فى مجده ونعمته إلى هؤلاء الرعاة وبدلا من الخوف الذى ملأ قلوبهم أعطى لهم أن تمتلىء قلوبهم بفرح السماء ,كما ذكرت أن الأختلاف بين أفكار السماء وأفكار الأرض جعل الرعاة يخافون لأن الناس معتادون على سوء الظن من جهة السماء وكأنها مصدر البلايا والعداوة لهم فأن أى ظهورسماوى يظهر لهم فى وقت معين يمتلئون خوفا مع أنهم كان يجب عليهم أن ينظروا منها كل عطية صالحة وكل موهبة تامة,وكانت هناك علامة دالة على على ظهور الله فى الجسد أعطاها الملاك لهم وهى طفل مقمط مضجع فى مزود ,والحقيقة لا يوجد شىء أضعف من طفل صغير غير قادر على شىء إلا البكاء فقط ولكن أضعف شىء بين البشر يدل على حدوث أعظم أفعال الله وهى التجسد ,هذا الطفل ينطبق عليه القول فى مزمور 22: 9- 10 9لأَنَّكَ أَنْتَ جَذَبْتَنِي مِنَ الْبَطْنِ. جَعَلْتَنِي مُطْمَئِنّاً عَلَى ثَدْيَيْ أُمِّي. 10عَلَيْكَ أُلْقِيتُ مِنَ الرَّحِمِ. مِنْ بَطْنِ أُمِّي أَنْتَ إِلَهِي ,إن النعمة التى كانت مشرقة على العالم لم تكن لتلقى تقديرا وتكريما من العالم ولكن الناس وضعوها فى أقل الأماكن أعتبارا ,وقد رأينا تسبحة الملائكة الجند السماوى وقالوا:
1-المجد لله فى الأعالى : ولو تأملنا قليلا نرى أن تلاميذ الرب الذين رافقوه مدة خدمته لم يروا فيه إلا الملك أو المسيح الملك الذى أنتظروا أن يرد لأسرائيل سلطانهم ومجدهم كشعب مفرز لله ,ولم يدركوا أمجاده السماوية حتى بعد صعوده وحلول الروح القدس ,وأما الملائكة فمن أول ظهوره بين الناس بأعظم الضعف والأتضاع فحسبوه الواسطة الوحيدة لإعلان مجد الله وتثبيته ليس على الأرض فقط بل فى الأعالى أيضا ,فالمجد عبارة عن إظهار صفات الله وكمالاته على سبيل المثال كحكمته ومحبته وقدرته ,إذ قد أعلن كل هذا فى شخص ربنا يسوع المسيح وعمله ,طالما عاين الملائكة علامات قدرة الله وإجراء أحكامه العادلة فى الأرض ولم يروا منظرا كهذا وهذا ما قاله بولس فى رسالته لتيموثاوس الأولى 3: 16 16وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْد يعنى ربنا عرفنا بسر مشيئته كما فى الرسالة لأفسس 1: 9- 10 9إِذْ عَرَّفَنَا بِسِرِّ مَشِيئَتِهِ، حَسَبَ مَسَرَّتِهِ الَّتِي قَصَدَهَا فِي نَفْسِهِ، 10لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ ولا يخفى أننا متباطئون جدا جدا فى فهم مجد الله المعلن فى المسيح ,مع أن الحوادث الأساسية كتجسده وصلبه وموته وقيامته وصعوده قد تمت كلها وعندنا أيضاحها بالكامل فى العهد الجديد ,وأما سكان السماء فعند مشاهدتهم أبن الله متخذا صورة إنسان ففهموا حالا أن ذلك من أعظم الأفعال ولابد أن يؤول إلى مجد الله فى كل الكون وكما يقول بولس الرسول فى أفسس 4: 10 10اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضاً فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلأَ الْكُلَّ.
2- وعلى الأرض السلام :من المعلوم أن الأرض طالما باتت فى الأضطراب ولم تجد راحة وسلام وذلك مثل البحر المضطرب الذى لا يستطيع أن يهدأ وتقذف مياهه الطين ,لكن المسيح أتاها بالسلام ,ولا شك أنه قد رفض وصار الأعتراف بأسمه سبب الخصام والعداوة ولكنه حضر للسلام ولا يزال يمنحه للمؤمنين به وكما يقول بولس لأهل رومية 5: 1 1 فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ إنه يسوع المسيح الذى جاء فى الجسد ليبارك الأرض ويملأها سلاما ويزيل العداوة والظلم بحضوره وملكوته العادل المقدس ,نعم إنه يسوع هذا الفائق فى المحبة جاء ليملك العالم بالعدل والسلام ويزينه بالقداسة والمحبة والطاعة حتى أنه أخيرا يبطل آخر عدو أى الموت لتبدأ السماء الجديدة والأرض الجديدة التى يسكن فيها البر إلى الأبد ,وقدسبق ونعل أن الله أعطى الناموس على يد ملائكة من وسط النار والرعود على جبل سيناء ولكنهم لم يهتفوا هتافا ولا صرحوا بصدور السلام للأرض لأن ذلك النظام لم يقدر أن ينتج سلاما لا لإسرائيل ولا لغيرهم ,اما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا ,لأن مجرد حضوره يتكفل بتتميم جميع مقاصد الله الصالحة. 3- وبالناس المسرة: يعنى مسرة الله هى بالناس وليس بالملائكة ,لأنه شاء منذ الأزل أن إبنه يتخذ فى الوقت المعين من الطبيعة الأنسانية كما فى أمثال 8: 22- 31 «اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ مُنْذُ الْقِدَمِ. 23مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ مُنْذُ الْبَدْءِ مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ. 24إِذْ لَمْ يَكُنْ غَمْرٌ أُبْدِئْتُ. إِذْ لَمْ تَكُنْ يَنَابِيعُ كَثِيرَةُ الْمِيَاهِ. 25مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقَرَّرَتِ الْجِبَالُ قَبْلَ التِّلاَلِ أُبْدِئْتُ. 26إِذْ لَمْ يَكُنْ قَدْ صَنَعَ الأَرْضَ بَعْدُ وَلاَ الْبَرَارِيَّ وَلاَ أَوَّلَ أَعْفَارِ الْمَسْكُونَةِ. 27لَمَّا ثَبَّتَ السَّمَاوَاتِ كُنْتُ هُنَاكَ أَنَا. لَمَّا رَسَمَ دَائِرَةً عَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ. 28لَمَّا أَثْبَتَ السُّحُبَ مِنْ فَوْقُ. لَمَّا تَشَدَّدَتْ يَنَابِيعُ الْغَمْرِ. 29لَمَّا وَضَعَ لِلْبَحْرِ حَدَّهُ فَلاَ تَتَعَدَّى الْمِيَاهُ تُخْمَهُ لَمَّا رَسَمَ أُسُسَ الأَرْضِ 30كُنْتُ عِنْدَهُ صَانِعاً وَكُنْتُ كُلَّ يَوْمٍ لَذَّتَهُ فَرِحَةً دَائِماً قُدَّامَهُ. 31فَرِحَةً فِي مَسْكُونَةِ أَرْضِهِ وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ.وعلى قدر ما عظم سوء حالتهم تعاظمت محبته وقد تبرهنت بإفتقاده أياهم وظهوره فى وسطهم ,فبالأختصار حضر الله بالنعمة فى ذات أبنه مظهرا محبته نحو الجنس البشرى المبتعد عنه قاصدا أن يعلن نفسه بطريقة عجيبة تفوق كل عقل ,وهنا يجب أن نلاحظ أن أفكار الملائكة عديمة الحسد فأنهم فرحوا من مداخلة الله فى أمورنا وتفضيله أيانا وتقديمنا عليهم مع أنهم أعلى منا رتبة بحسب الخليقة الأصلية كما فى الرسالة للعبرانيين 2: 7 7وَضَعْتَهُ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ. بِمَجْدٍ وَكَرَامَةٍ كَلَّلْتَهُ، وَأَقَمْتَهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. ولكننا قد صرنا أعلى منهم فى المسيح يسوع ,وأما هم فيفرحون بذلك لكونه لمجد الله وهكذا شائت مشيئة الله فهم مرتضون به ,ولقد جاء المسيح ليبطل عمل الشيطان حتى يمكن لله أن يجد مسرته فى الناس ويصبح الناس فى موضع الرضا الإلهى ,فالأنسان الخاطىء الأثيم الذى كل ما فيه مضاد لله ,فبإيمانه بالمسيح يصير موضع سرور الله وكما يقول المزمور 16: 3 3الْقِدِّيسُونَ الَّذِينَ فِي الأَرْضِ وَالأَفَاضِلُ كُلُّ مَسَرَّتِي بِهِمْ».ففى المسيح يسوع أمكن أن يتحقق القول فى الأمثال 8: 31 31فَرِحَةً فِي مَسْكُونَةِ أَرْضِهِ وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ.
الحقيقة الروحية المستفادة أن الله يستعلن بالحق لكل المؤمنين البسطاء لأنه فى بساطة الأيمان تدرك الأمور المتعلقة باللاهوت والتى يصعب فهمها على المعتمدين على فكر قلوبهم وعقولهم ,و من الأمور المستحقة للعجب أن الله له المجد لما دخل العالم دخله على هيئة كهذه لكى يجتذب النفوس إليه ويمنحهم الفرح عوضا أن يرعبهم ويبعدهم عنه ,كم هى جميلة قصة ميلاد الرب يسوع مهما كان عدد مرات قرائتها ولكنها جديدة دائما وجميلة دائما,وبعد الميلاد هذا ينقلنا إلى:
ختان المسيح:
ويواصل القديس لوقا سرد الأحداث 21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ، كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.22وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا، حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى، صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ،23كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوساً لِلرَّبِّ. 24وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَام الكنيسة الأورثوذكسية بعد مرور8 أيام من عيد الميلاد بتعيد عيد الختان وهو من الأعياد السيدية الصغرى ,وفى هذا الطقس الجميل وبعد قراءة الأنجيل مباشرة بيقوم الكاهن بلف الكتاب المقدس أو الأنجيل بلفائف بيضاء لأن الكتاب المقدس بيرمز إلى المسيح كلمة الله وبيطوفوا بيه فى الهيكل وبيطوفوا بيه فى الكنيسة فى أحتفال فى دورة بعد قراءة الأنجيل ,والحقيقة كان طقس الختان كان معروف من زمان من أول أيام أبراهيم لما ربنا أعطى عهد علامة الختان كعهد بينه وبين الأنسان وصارت هذه العلامة كشىء مميز لشعب أسرائيل أو الشعب المختار ,وكانت الحاجة اللى تدل أن هذا الأنسان من شعب الله المختار هو أنه يكون مختتن فى اليوم الثامن ,وكان اليوم الثامن بالذات اللى بيحتفلوا بيه بعيد الختان لأن رقم 8 يعنى ما وراء الزمن أو الحياة الجديدة ,وأذا كان الزمن بيرمزوله برقم 7 لأن وحدة الزمن الأسبوع ,فاليوم الثامن هو ما وراء الزمن أو الحياة الجديدة ,وكان يتم تسمية الطفل فى اليوم الثامن ولا يتم تسميته أول ما يتولد لأنهم بيختاروا له أسم فى اليوم الثامن بمعنى كأن الحياة لا تحسب للأنسان إلا لما يدخل فى عهد مع الله وقبل هذا العهد يكون الأنسان مش عايش حتى لو كان بيأكل وبيشرب وبيتفسح وبيروح وبييجى ,وهذا كان معنى الختان أنه علامة عهد وعلامة علاقة حية فى جسم الأنسان بين الأنسان وما بين الله ,والسيد المسيح أتم كل فرائض الناموس وكل العادات وكما سنرى لاحقا أنه بيقدم ذبيحة فى الهيكل عند أكتمال أربعين يوم من ميلاده لأنه جاء لكى يتمم كل ما فى الناموس من فرائض ومن طقوس ويكملها عن الأنسان ,أذا كان الأنسان من شعب أسرائيل أستطاع أنه يختن الجسد يعنى شعب أسرائيل اللى عاشوا فى عهد مع الله أستطاع أن يختن الجسد لكن لم يستطيعوا أن يختنوا الروح ,وكان هو بالأولى علامة تكريس للأنسان أنه يبقى عايش لربنا فى حياة طهارة وفى حياة نقاوة علشان كده بيقوله يختن ربنا قلبك ويختن شفتيك ويختن ودانك ويختن عينيك يعنى كل عضو فى جسم الأنسان يدخل فى عهد أو فى علاقة مقدسة أو شركة مقدسة بينه وبين الله ,وأذا كان الأنسان عجز عن أنه يدخل فى هذا العهد أو يحافظ على نقاوة وعلى طهارة هذا العهد ,نجد أن المسيح جاء يكمل اللى الأنسان عجز أنه يعمله ,لأن الأنسان أحتفظ بشكلية العهد بينه وبين ربنا ,لكن جاء المسيح يتمم هذا الختان تتميم كامل وعلشان كده المسيح ماكنش محتاج لختان لذاته أو لنفسه ولكن لما أختتن أختتن لينا ,نحن أختتنا فيه وهذا ما يقوله معلمنا بولس الرسول لو طلعنا آية جميلة فى رسالة كولوسى 2: 11- 13 11وَبِهِ ايْضاً خُتِنْتُمْ خِتَاناً غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، بِخَلْعِ جِسْمِ خَطَايَا الْبَشَرِيَّةِ، بِخِتَانِ الْمَسِيحِ. 12مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا اقِمْتُمْ ايْضاً مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ، الَّذِي اقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. 13وَإِذْ كُنْتُمْ امْوَاتاً فِي الْخَطَايَا وَغَلَفِ جَسَدِكُمْ، احْيَاكُمْ مَعَهُ، مُسَامِحاً لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا. يعنى مو ضوع أن المسيح يروح يختتن ده كان حاجة خاصة بينا ,والختان ليس على مستوى الجسد ولكن الختان الذى أختتنا بيه من خلال المسيح بخلع جسم خطايا البشرية ,وكلمة غلف هنا عكس الختان ,كلمة أغلف يعنى أنسان غير مختتن ,ولذلك عيد الختان بالنسبة لنا عيد سيدى ومهم جدا فى الكنيسة لأن فى واقع الأمر لأنه كان من ضمن عملية خلع جسم خطايا البشرية من حياة الأنسان وأذا كان الأنسان عجز عن أتمام العهد بينه وبين ربنا فجاء المسيح متجسدا آخذا جسد الأنسان ونحن كنا فيه علشان يتمم هذا الختان أو يتمم العهد والشركة اللى بينا وبين ربنا ,وكان الختان جرح بيقطع فى الجسد من أجل تطهير الروح أو من أجل أن الروح والنفس تكون فى شركة وفي علاقة بينها وبين الله , وعلى فكرة السيد المسيح جسده نزف دم سبعة مرات ورقم سبعة كما نعرف هو رقم الكمال بمعنى أنه سفك دمه لدرحة الكمال ,طيب متى المسيح جرح جسده ؟ 1- فى الختان لأنه نزل فيه دم 2- فى جاثيمانى لما عرقه نزل كقطرات دم 3- لما أتجلد وجسمه تهرق من الضربات نزف دم 4- أكليل الشوك لما أتغرس فى رأسه نزف دم 5- عند وقوعه فى الطريق وهو شايل خشبة الصليب 6- لما أتدقت المسامير فى أيديه ورجليه 7- لما طعن بالحربة فى جنبه ,يعنى جسد المسيح نزف كمال النزف أو فى العهد القديم كان الدم بأستمرار علامة للتطهير ,يعنى المسيح نزف سبعة مرات بجسده من أجل تطهير حياة الأنسان أو كما قال بولس الرسول وَبِهِ ايْضاً خُتِنْتُمْ خِتَاناً غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، بِخَلْعِ جِسْمِ خَطَايَا الْبَشَرِيَّةِ ,والحاجة العجيبة أذا كان ربنا فى العهد القديم طالب الأنسان بهذا العهد وأن الأنسان يختتن ,والسؤال هنا طيب مين اللى كان يقدر يعمل هذا الختان ,وياترى الأنسان هو اللى يقدر يختن نفسه أو ربنا هو اللى بيعمل الختان ,أو بصيغة أخرى مين اللى يدخل فى العهد ,هل الأنسان يقوم بإدخال نفسه فى العهد مع الله أو الله هو اللى بيدخل الأنسان معاه فى عهد ,ولابد أن نعرف أن الختان هو رمز للعلاقة اللى بينى وبين ربنا ,وأنا اللى حأدخل نفسى فى علاقة مع ربنا أو ربنا هو اللى حايدخلنى فى علاقة معاه؟ وللأجابة تعالوا نقرأ آيتين 1- سفر التثنية 10: 16 16فَاخْتِنُوا غُرْلةَ قُلُوبِكُمْ وَلا تُصَلِّبُوا رِقَابَكُمْ بَعْدُ. يعنى مين اللى سيقوم بعملية الختان ؟أكيد الأنسان 2- سفر التثنية 30: 6 6وَيَخْتِنُ الرَّبُّ إِلهُكَ قَلبَكَ وَقَلبَ نَسْلِكَ لِكَيْ تُحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ لِتَحْيَا. يعنى مين اللى سيقوم بعملية الختان ؟ أكيد ربنا ,ويتضح هنا من الآيتين أن العملية عملية مشتركة بين الله وما بين الأنسان ,يعنى الأنسان مطلوب منه أنه يختن غرلة قلبه ,والغرلة تعنى الغلاف اللى موجود أو القساوة والغشاوة اللى موجودة أو الفاصل اللى حاجب الأنسان عن الله ,ولكن فى واقع الأمر الأنسان لا يستطيع أن يقوم بهذه العملية بنفسه لأنه لا يملك المقدرة وأنه فشل فى ذلك ,ولذلك كانت النتيجة أن أيدين ربنا هى التى تتدخل علشان تتمم هذا العهد (يختن الرب إلهك قلبك) ,طيب ومتى تدخل ربنا فى حياة الأنسان؟ طبعا فى شخص السيد المسيح له المجد لما أخذ جسد الأنسان ,وبعدين بولس لما أتكلم عن الختان ربطه بسر نحن نعيشه الآن وهو سر المعمودية (مدفونين معه فى المعمودية) يعنى اللى كان بيتم فى الختان بيتم الآن فى العهد الجديد فى المعمودية وأصبحت المعمودية علامة أننا أصبحنا من شعب الله ومخصصين لربنا وقد دخلنا فى علاقة أو فى عهد بيننا وبين ربنا ,وحسب الشريعة فى سفر اللآويين أن الأم تظل نجسة لمدة أربعين يوم ,وأعتبرت الشريعة نزيف دمها نجاسة أذا ولدت أبن ذكر وثمانين يوما أذا ولدت أنثى ,فكان لازم ينتظروا حتى تتم الأربعين يوم وبعد ذلك يدخلوا إلى الهيكل لكى يقوموا ببعض الطقوس المعينة اللى ستتضح فيما بعد ,ولكن لوقا بيهتم بين كل ما حدث للسيد المسيح وبين أكماله كل ما يطلبه الناموس ,وقد تمت تسميته كما قال الملاك جبرائيل فى الأصحاح الأول (يسوع ) وبذلك بيكون تمم نبوة أشعياء النبى 49: 1 1 اِسْمَعِي لِي أَيَّتُهَا الْجَزَائِرُ وَاصْغُوا أَيُّهَا الأُمَمُ مِنْ بَعِيدٍ: الرَّبُّ مِنَ الْبَطْنِ دَعَانِي. مِنْ أَحْشَاءِ أُمِّي ذَكَرَ اسْمِي يعنى تمت تسميته قبل ما يتولد ,وهنا تمت انبوة كما قال الملاك للعذراء مريم بالضبط ,بعدين بعد ما تمت أيام تطهير العذراء مريم صعدوا ليقدموه للرب ,وكلمة يقدموه ,لأنه لما أفتدى ربنا شعب أسرائيل من أرض مصر وجاء يضرب أبكار المصريين ,قال لهم أنا سأميت كل بكر من أبكار المصريين ولكن فى المقابل كل بكر من شعب أسرائيل يكون لى ,أى أن كل بكر يكون فاتح رحم يكون قدوسا للرب ولذلك ذهبوا ليقدموه للهيكل ,وكلمة يقدموه يعنى المفروض المسيح كان يقدم ذبيحة لله ,ولكن ربنا علشان هم مش ممكن يذبحوا الأبن ويضعوه على المذبح ,قال لو مش ستقدموه لربنا يفتدى بخمسة شواقل من الفضة ,يعنى كل عيله ييجى أبنها البكر يتولد ولا يريدون تقديمه لربنا ويأخذوه يدفعوا خمسة شواقل فضة كفداء له ,ولو لن يدفعوا فضة الفداء يأخذوا هذا الولد ويضعوه فى الهيكل مثل صموئيل النبى ,ولذلك أخذوا المسيح ليقدموه للرب وأنه يكون تقدمة لربنا أو ذبيحة لربنا وفى واقع الأمر كان السيد المسيح ذبيحة للآب السماوى وكل أبن بكر يكون لربنا ولكن لا يقومون بذبحه ولكن يقوم بالخدمة فى الهيكل بعد ما تقوم أمه بتربيته ويصل للسن المناسب للخدمة فى الهيكل مثل صموئيل النبى ,ونشوف كل ده فى سفر اللاويين 12 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. 3وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ. 4ثُمَّ تُقِيمُ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ لاَ تَمَسَّ وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. 5وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. 6وَمَتَى كَمِلَتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا لأَجْلِ ابْنٍ أَوِ ابْنَةٍ تَأْتِي بِخَرُوفٍ حَوْلِيٍّ مُحْرَقَةً وَفَرْخِ حَمَامَةٍ أَوْ يَمَامَةٍ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ إِلَى الْكَاهِنِ 7فَيُقَدِّمُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ وَيُكَفِّرُ عَنْهَا فَتَطْهَرُ مِنْ يَنْبُوعِ دَمِهَا. هَذِهِ شَرِيعَةُ الَّتِي تَلِدُ ذَكَراً أَوْ أُنْثَى. 8وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهَا كِفَايَةً لِشَاةٍ تَأْخُذُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ الْوَاحِدَ مُحْرَقَةً وَالْآخَرَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ فَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ فَتَطْهُرُ».واللى عملته العذراء مريم ذهبت وقدمت الذبيحة ولأنها فقيرة قدمت فرخى حمام وهى تقدمة الناس الفقراء ,أذا الذبيحة التى قدمت لم تكن من أجل المسيح ,ولكنها كانت تطهير للعذراء مريم أما موضوع المسيح نجده فى سفر العدد الأصحاح 18: 15 15كُلُّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ كُلِّ جَسَدٍ يُقَدِّمُونَهُ لِلرَّبِّ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ البَهَائِمِ يَكُونُ لكَ. غَيْرَ أَنَّكَ تَقْبَلُ فِدَاءَ بِكْرِ الإِنْسَانِ وَبِكْرُ البَهِيمَةِ النَّجِسَةِ تَقْبَلُ فِدَاءَهُ. 16وَفِدَاؤُهُ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ تَقْبَلُهُ حَسَبَ تَقْوِيمِكَ فِضَّةً خَمْسَةَ شَوَاقِل عَلى شَاقِلِ القُدْسِ. هُوَ عِشْرُونَ جِيرَةً. يعنى بكر الأنسان لو لن تقدمه لربنا تدفع فداءا بدلا منه ,ولذلك كان المسيح مفروض يقدم الخمسة شواقل فضة ,ولكن الكتاب المقدس لم يذكر أن المسيح قدم الخمسة شواقل ,يعنى معنى ذلك أن المسيح كان لازم يقدم للهيكل وهذا فعلا اللى المسيح قدمه ,ولكن المذكور فى أنجيل معلمنا لوقا هو شريعة تطهير العذراء مريم ,وأنها ولدت أبن وبعد أربعين يوم من الميلاد كان لابد أنها تقدم هذه الذبيحة ,وحتى يمكن الكلمة دى موجودة عندنا كمصريين ولكن مش فاهمين معناها ,بيقولوا أن الأم بعد ما تولد أنها ربعنت ,يعنى أكملت أربعين يوما وبيقولوها وهم مش فاهمين يعنى أيه الأم ربعنت ,وأشمعنى أربعين يوم؟ أربعين يوم هى الفترة المفروض أن تدخل بعدها للهيكل وتقدم ذبيحة التطهير الخاصة بها ,ولكن بنرى أن السيد المسيح والعائلة المقدسة أتموا كل الفرائض لأنه كان فى آيه فى الرساله لغلاطية 4: 4- 5 4وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ،5لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ.وتحت الناموس يعنى خاضعة للناموس ,ولكى يتمم كل حاجة الأنسان كان مفروض يعملها وعجز عن عملها لذلك جاء المسيح ليتمم كل شىء ,المهم لما أكملت العذراء الأربعين يوم صارت مهيئة للخروج وأنها تستطيع أن تتحرك وتذهب لتقدم هذه الذبيحة وكان فى ذلك الوقت كانت ذبيحة التطهير تقدم عند باب أسمه باب ميكاتور ,وكما نعلم أن هناك كان يوجد أبواب كثيرة فى هيكل أورشليم مثل باب الجميل وباب ميكاتور لأنه كان هناك رواق أو دار النساء والتى كان مسموح للسيدات العبرانيات أنهم يتواجدوا فيها ويدخلوا ,لأنه كان هناك مكان للأمم ومكان للنساء ومكان لشعب أسرائيل الرجال ,وفى رواق للكهنة ,يعنى فى حدود معينة للناس يستطيعوا أن يدخلوا أليها وجائت العذراء عند باب نيكاتور الذى هو فى الجزء الشرقى من الهيكل من رواق النساء وقدمت ذبيحة تطهيرها حسب شريعة موسى ,وهنا نلاحظ التعبير الذبائحى الجميل فى كلمة صعدوا به لأورشليم ليقدموه للرب ,وكما نعلم أن السيد المسيح تجسد مخصوص لكى يقدم ذبيحة إلى ربنا ,ولذلك من يوم ميلاده ومن بداية حياته وهو بيقدم بهذا الفعل أى فعل الذبيحة ,وكلمة فاتح رحم يعنى أول مولود ينزل من رحم المرأة ,والبكر كما قلنا يكون من نصيب ربنا ,وهذا ما صار عليه الأباء كلهم فى موضوع الأبكار حتى لو ماكانش مولود بحسب الجسد :مثل أبراهيم ولد أسحق الذى كان بكر لسارة ,ولكن أبراهيم كان له أبكار تانية وهو أسماعيل ولكن ربنا قال له بأسحق يدعى لك نسل ولذلك صار أسحق هو البكر ,وأيضا كيعقوب وعيسو بالرغم من أن عيسو هو اللى نزل الأول لكن يعقوب أخذ البكورية من عيسو ,وكان موضوع البكر هذا كان بركة لأنه كان ينتظر من هذا البكر خلاص للشعب كله ولذلك كل بكر بيتولد كان له وضع مكرم وكان ينتظر منه مجى البكر القدوس لكى يكون هو البكر الموعود به ولكن بعد ما المسيح جاء وتقديمه كبكر لله أنقطع موضوع البكورية نهائيا ومبقالوش لازمة لأن البكر الحقيقى قد جاء ,ولذلك فى العهد الجديد وما بعده لا يوجد موضوع الأبن البكر, وقدمت العذراء فرخى الحمام لأنها لم يكن لديها الأمكانيات لكى تقدم خروف ولذلك الكنيسة بتعمل عيد فى اليوم الأربعين من ميلاد السيد المسيح ,وهو عيد دخول المسيح إلى الهيكل وبتعمل نفس طقس الختان وهو لف الأنجيل فى ستر أبيض ويزف داخل الهيكل وداخل الكنيسة لأن هذا عيد بالنسبة للبشرية لأن المسيح لما دخل الهيكل ,نحن دخلنا فيه ودخلنا معاه ولذلك هو فرحة للبشرية ,والهيكل هو بيت الله ,ولذلك هناك فرحة كبيرة أن الأنسان دخل إلى محضر الله ,وأذا كان الأنسان لم يستطيع أو يجرؤ أن يكون موجود فى حضرة ربنا فى العهد القديم بسبب الخطية ولم يقدر لأن ربنا قال لا يرانى أنسان ويعيش ,لكن نحن دخلنا فى شخص المسيح ولذلك هذه فرحة أن المسيح لما دخل الهيكل لم يدخل من أجل نفسه لكن دخل من أجلنا نحن ونحن كنا فيه وكنا معاه ,المسيح أكمل الختان أو أكمل العهد وأكمل كل بر عجز الأنسان عن عمله ,ونتذكر المسيح لما جاء يعتمد من يوحنا ويوحنا قال له أنا مأقدرش ,ولكن المسيح قال له أسمح الآن لكى نكمل كل بر أو نكمل أى حاجة عجز الأنسان أنه يكملها ,ولذلك لو الأنسان له وعى روحى يفهم أهمية أنه لازم يكون فى المسيح لكى يكون له نصيب فى الدخول إلى حضرة الله ,وأن حياته بتطهر بخلع جسم خطايا البشرية ,وأن القساوة الموجودة فى قلب الأنسان تتخلع وأن تطهير الأنسان يتم ويكمل ,ولكن فى دخوله إلى الهيكل قابل شخصيتين 1- رجل وهو سمعان الشيخ 2- أمرأة وهى حنة بنت فنوئيل.
سمعان الشيخ:
ويكمل لوقا البشير 25وَكَانَ رَجُلٌ فِي أُورُشَلِيمَ اسْمُهُ سِمْعَانُ، وَهَذَا الرَّجُلْ كَانَ بَارّاً تَقِيّاً يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ كَانَ عَلَيْهِ. 26وَكَانَ قَدْ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ أَنَّهُ لاَ يَرَى الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَّبِّ. 27فَأَتَى بِالرُّوحِ إِلَى الْهَيْكَلِ. وَعِنْدَمَا دَخَلَ بِالصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاهُ، لِيَصْنَعَا لَهُ حَسَبَ عَادَةِ النَّامُوسِ، 28أَخَذَهُ عَلَى ذِرَاعَيْهِ وَبَارَكَ اللهَ وَقَالَ: 29«الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، 30لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ، 31الَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. 32نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ، وَمَجْداً لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ». 33وَكَانَ يُوسُفُ وَأُمُّهُ يَتَعَجَّبَانِ مِمَّا قِيلَ فِيهِ. 34وَبَارَكَهُمَا سِمْعَانُ، وَقَالَ لِمَرْيَمَ أُمِّهِ: «هَا إِنَّ هَذَا قَدْ وُضِعَ لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ، وَلِعَلاَمَةٍ تُقَاوَمُ. 35وَأَنْتِ أَيْضاً يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ، لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ». شخصية سمعان كانت من الشخصيات العجيبة جدا التى ظهرت على مر التاريخ ,والتقليد الكنسى بيقول أن سمعان كان أحد الأثنين والسبعين شيخ اللى ترجموا العهد القديم من اللغة العبرية إلى اللغة اليونانية والمعروفة بالترجمة السبعينية التى تمت فى مصر فى الأسكندرية فى أيام بطليموس الذى كان يحب اليهود وكان اليهود ملأوا مصر والأسكندرية بالذات وتطبعوا بثقافات الأسكندرية ,وكان منهم ناس أتولدوا فى مصر ولم يستطيعوا أن يتكلمون العبرية ,وكانت لغة الثقافة فى هذا الوقت كانت اللغة اليونانية ,ولذلك أحضر بطليموس أثنين و سبعين شيخ من شيوخ اليهود الذين يجيدون اللغتين إلى الأسكندرية وأغلق عليهم وقال لن تخرجوا من هنا إلا لما تنتهوا من ترجمة العهد القديم كله ,ومكثوا يترجمون فى العهد القديم وكان منهم سمعان ,الذى كان له موقف شهير أنه كان بيترجم فى سفر أشعياء وجاء عند آية هوذا العذراء تحبل وتلد أبنا وتدعو أسمه عمانوئيل ,فقال مش معقول عذراء أو بنت عذراء غير متزوجة أنها تنجب ,وراح مستبدل كلمة العذراء بكلمة هوذا فتاة تحبل وتلد أبنا ,يعنى حزف كلمة العذراء ووضع كلمة فتاة وقال دى معقولة شوية ,فربنا أعلن له وقال له لأ أكتبها زى ما هى موجودة بالضبط ,وأنت حتفضل عايش لحد ما تعاين هذا الموضوع أو هذا الحدث ,عاش سمعان الشيخ لما يقرب من 300 سنة ولذلك أطلقوا عليه شيخ إلى اليوم الذى دخلت فيه العذراء مريم ويوسف النجار والطفل إلى الهيكل فقال لربنا الآن يا سيد أطلق عبدك بسلام ,ولكن الكتاب المقدس بيوصف سمعان بعدة أوصاف بيقول رجل – بار- تقى- ينتظر تعزية أسرائيل- الروح القدس كان عليه, وهنا البر كصفة مميزة له من حيث الواجبات الدينية الملتصقة بالهيكل من عبادة و من صلاة ومن رجاء بأنتظار المسيا المبارك والتقوى الشديدة ,وكلمة تقيا يعنى أنسان منتظم فى واجباته الدينية يعنى يعرف ربنا وكان بره نتيجة تقوى حقيقة وليس نتيجة شعور بأكتفاء بالبر الذاتى ,وكما نعلم هناك أمثلة كثيرة من الفريسيين كانوا شاعرين بالبر ولكن أحساس أنهم عندهم البر الذاتى (أشكرك أنى لست مثل باقى العشارين الخطاه وأصوم مرتين فى الأسبوع وأعشر كل أموالى ) وهذا ما نطلق عليه الأحساس بالبر الذاتى يعنى أنا كويس ,ولكن بر سمعان الشيخ كان نتيجة حياة تقوية عايشها بينه وبين ربنا والدليل على ذلك أنه كان ممتلىء ومقاد من الروح القدس ,ولكن أيه حكاية منتظر تعزية أسرائيل؟ وليه لم يقل منتظر مجىء المسيا ,الحقيقة لو رجعنا لسفر أشعياء سنجده مليان بنبوات عن العزاء المنتظر لشعب الله ففى أشعياء 40: 1 1 عَزُّوا عَزُّوا شَعْبِي يَقُولُ إِلَهُكُمْ. طيب عزوهم يعنى حتعملوا ليهم أيه, وفضلت أجيال كثيرة منتظرة التعزية أو هذه الفرحة وهم مش عارفين أيه اللى سيتم ؟ هم صحيح كان عندهم رجاء فى مسيا لكن أيه نوع هذه التعزية وأيه هو مفهومها ,وكانوا منتظرين هذه التعزية لكن تاريخهم بيثبت أنهم لم يروا أى تعزية ,وأن بعد أشعياء ما قال عزوا عزوا شعبى ,جاؤوا الأشوريون والبابليون وسبوهم ونبوخذ نصر اللى بهدلهم وحرق لهم الهيكل وبعدين جاء أنتيخوس أبيفانيوس فى عصر المكابيين ,يعنى ما شافوش تعزية خالص وكله كان مرار مرار مرار ,ولكن الناس اللى صدقت أن فى تعزية ستحصل فضلت متوقعة ومنتظره هذه التعزية (عزوا عزوا شعبى يقول الرب) وإذا كان ربنا قال أن فى تعزية يبقى لابد ستحصل تعزية ,وأستمروا منتظرين هذه التعزية ,وكان سمعان الشيخ عنده هذا الرجاء ,وبره وتقواه جعل لديه رجاء فى أنتظار هذه التعزية وملاه من الروح القدس ,لأن بره وتقواه كانوا نتيجة شركة حقيقية بينه وبين الله فأمتلأ بالروح ,وربنا أعطاه هذه التعزية فى شخص المسيح لدرجة أنه لما شاف المسيح شعر أن هذا هو أكتمال التعزية التى كان منتظرها ,ويقول أحد الأباء القديسين تعبير لطيف قوى على سمعان الشيخ ,طوبى للذى يتوقع التعزية ,ولابد أنها ستأتى أليه ,ففى يقين الرجاء أستمر فى الأنتظار لهذه التعزية وكان قد أوحى أليه بالروح القدس أنه لن يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب ,فالروح القدس أعطاه هذا الأحساس أنه مش ممكن يموت لحد ما يشوف المسيح ,أو بدرجة أكبر من كده أنه لو حايشوف المسيح مش حايموت ,لأنه كيف يرى المسيح ويموت ,لأن المسيح نفسه هو الحياه ,يعنى لما شاف المسيح لن يرى الموت نهائيا ,حتى لما جاء يقول لربنا تمم وعدك أنا خلاص شفتك لم يقل له موتنى يارب ولكن قال له أطلق عبدك ,لأنه خلاص بعد ما شاف المسيح (الحياه) مش ممكن أبدا يؤثر عليه الموت أو يدوس عليه أو يعبر عليه ,وكما نرى أن الروح القدس بيعطى أحساسات بالهدوء والفرح والسلام والتعزية ,ونجد الكنيسة أخذت هذا الجزء (لاَ يَرَى الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَّبِّ ) ووضعته فى صلاة النوم على أساس أن النوم رمز للموت والرقاد وكأن الكنيسة عايزة تقول لكل واحد فينا أوعى ترقد وتموت ويومك ينتهى من غير ما تعاين المسيح لأنك مش حاتقدر تعبر الموت من غير ما يكون عندك رؤية للمسيح فالموت سيسود عليك ,ولذلك طلبه حلوة ونحن نصلى هذا الأنجيل أننا نطلب من ربنا ونقول له لا يا رب ماتسمحس لأى حد فينا أنه ينتقل إلا لما يرى المسيح الرب لأن رؤية المسيح الرب هى التى تجعل الأنسان يعبر الموت وبالنسبه له ما يكونش الموت بالنسبه له نهايه ولكن يكون أنطلاق ويكون عبور ويكون أنتقال ,وبعدين الوحى بيقول أن سمعان أتى بالروح إلى الهيكل ,يعنى كان فى حالة أختطاف بالروح ,فالأنسان يساق بالروح القدس فيقدر يتعرف على المسيح دون أن يرشده أحد ,طيب أيه اللى خللى سمعان يشعر أن هذا الوليد هو المسيح طبعا محدش قال له ,لا العذراء قالت له ولا يوسف النجار قال له بل بالعكس حنشوف فى النهاية أتعجبوا من الكلام اللى قاله سمعان الشيخ ,لكن الروح هو اللى أعطاه هذا الألهام وهذا الوحى دون أن يرشده أحد عندما دخلا بالصبى يسوع أبواه ليصنعوا له حسب عادة الناموس وليتتموا كل فروض الناموس وعلشان كده الأب الكاهن فى القداس بيقول هذه العبارة اللطيفة (أكملت ناموسك عنى) يعنى المسيح كان فى كل خطواته بيكمل الناموس عن البشرية ,وأخذه على ذراعيه وبارك الله وقال الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام ,وعندما أخذه على يديه كانت أول أشارة لعلامة الصليب وعلشان كده الكنيسة لما وضعت هذا الأنجيل فى صلاة نهاية اليوم كأنها عايزة تقول للأنسان أنت كمان خذ المسيح على ذراعيك وأريحه وأحمله ,وقال لأن عينيا قد أبصرت خلاصك الذى أعددته قدام وجه جميع الشعوب ,وهنا ربنا أعطى لسمعان رؤيا أنه يشوف السنين القادمة بعد كده وأستطاع أن يعاين موت المسيح وقيامة المسيح والفداء وكل هذا رآه فى الطفل الصغير (عينيا أبصرتا خلاصك) أو الخلاص المتجسد ,ولكن يا ترى أيه نوع الخلاص اللى أتكلم عنه سمعان الشيخ ؟ يمكن فى ذهن الناس لما تيجى تقول لهم كلمة أنت ما بتدورش على خلاصك ,فتجده بيقول لك خلاص من أيه ,من المشاكل اللى أنا عايش فيها أو خلاص من الظروف ومن الأحتياجات أو خلاص من الرغبات أو خلاص من الناس ,فكل واحد كلمة الخلاص بالنسبة له أنه فى حاجة تاعباه عايز يخلص منها سواء ناس أو ظروف أو أمكانيات أو مشاكل أو خطايا ,والكنيسة بتفكر كل أنسان فى صلاة النوم بهذا الخلاص فياترى أنت قبل ما تغمض عينيك وتنام هل رأت عينيك خلاص ربنا وألا لأ ,وكلمة خلاص بالنسبة للأنسان تعنى 1- حاجة تمت فى الماضى وهو خلاص من خطايا الماضى والآثام وهذا تم على الصليب ويستخدموا لها كلمة سوتيس آمين وهى تعنى خلصت حقا أو خلصت بخلاص المسيح الذى تم على الصليب 2- وحاجة الأنسان بيعيشها فى الحاضر يعنى كل يوم بنعيش عملية الخلاص كعملية تجديد وعملية تطهير وعملية تقديس مستمرة 3- وحاجة الأنسان بيترجاها فى المستقبل أو لنا رجاء أن خلاصنا سيكمل فى المستقبل لما ندخل السماء , وكما يقولون أن الخطية دين أندفع فى الماضى ,ومرض بنتعالج منه فى الحاضر ,وكمال ننتظره مستقبلا فى السماء والمجد , وعلشان لما ييجى واحد يقول لك خلصت يا أخ فلازم ترد عليه ماذا تقصد بالخلاص؟ أهو الخلاص الذى تم على الصليب ,أو الخلاص اللى بأعيشه كل يوم أو الخلاص اللى أنا منتظره ,وكما قلت هو كده الخلاص دين أندفع عنى فى الماضى ومرض أنا بأتعالج منه فى الحاصر لأن الخطية ما زالت مرض بأعانى منه وبأتعالج منه الى أن أصل للخلاص المنتظر اللى لا يكون عليا أى شىء أو أصل فيه لحد الكمال أو ألى مرحلة الكمال .
نور إعلان للأمم :
ونلاحظ أن سمعان الشيخ أول من ينطق بالخلاص وأنه ليس خلاص خاص بشعب أسرائيل فقط ولكن خلاص لكل الأمم وينير فى الظلام ,والأنسان بيستقبل ظلمة الليل ,يقول للمسيح لأ أده أنت عندك نور إعلان للأمم ,ومجدا لشعبك أسرائيل لأن المسيح أتى من شعب أسرائيل ,والأنسان بيصلى هذا الأنجيل فى صلاة النوم بيقول لربنا ماتسمحش أنى أرى الموت قبل ما أعاين خلاصك وأفتح وأكشف عن عينيا فأرى خلاصك وأرى هذا النور المعلن ويطلب من ربنا ويقول حقيقى أنا ماليش بر ولا تقوى سمعان الشيخ لكن ليا أحتياج سمعان أنى أراك وأنى أحملك ,بعدين بيقول الوحى كان يوسف وأمه بيتعجبان مما قيل فيه ,والحقيقة هما عارفين أن هذا المولود مش مولود عادى لكن مش قادرين يفهموا فى هذا الوقت ,وأيه اللى بيحصل ده ,الرعاه عمالين يقولوا لهم أنهم شافوا ملائكة والملائكة قالت كذا وكذا والملائكة نفسها أيضا كلمت يوسف والعذراء مريم ,وبعدين كما سنرى المجوس وهم قادمين من بلاد بعيده ويقولوا لهم نحن قادمين لنقدم هدايا لهذا الملك وكل هذا وهم لم يستطيعوا أن يتخيلوا وضع المسيح بالضبط ,وهم شاعرين أن المسيح هذا شىء غير طبيعى ولكن لم يستطيعوا أن يتخيلوا ,والحقيقة أحنا بنعطيهم العذر هم والتلاميذ لما كان المسيح عايش وسطهم وكان بيكلمهم أوقات كثيرة عن الصليب وعن القيامة وعن أسرار ملكوت السموات وكان دائما الأنجيل بيعلق ويقول ,اما هم فلم يفهموا أى شىء ,وكما قلت هم شاعرين بحاجة غريبة لكن مش فاهمين حاجة ,كل هذه الأشياء لم تتضح فى أذهانهم إلا بعد هذه الأمور ما حدثت ,فقدروا يفهموا هذه الأمور لماذا تتم؟ ولذلك كل حدث كان بيحدث أمامهم كانوا بيتعجبوا منه ,وبعدين باركهما سمعان وقال لمريم أمه أن المسيح سيتسبب فى سقوط ناس وقيام ناس آخرين ولن يكون على الحياد لناس آخرين ,فهنا أختياران فقط أما سقوط أو قيام ,وطبعا سقوط لكل من سيرفضه ,وقيام لكل من سيقبله ,ولكن لا يوجد بين البينين وهذا ليس بالنسبة لشعب أسرائيل فقط بل بالنسبة لكل البشرية ,فإما أن تقبل المسيح فيكون لك قيامة بالمسيح ,وأما أن ترفض المسيح فيكون لك سقوط وهذا ما حدث أن الناس اللى رفضوا المسيح سقطت وأنتهت مثل الكتبة والفريسيين ورؤساء الكهنة ,وووو.. أو ناس كثيرة جدا أتصدمت بالمسيح فوقعت ,وناس آخرين مثل العشارين والخطاه صارت لهم قيامة بالمسيح ,وبعدين بيقول ولعلامة تقاوم ,وهذه الكلمة اللى قالها سمعان الشيخ مازالت تقاوم وهى علامة الصليب ,اللى فى ناس بيشوفوه بيبصقوا عليه وبيتضطهدوه فى الوقت الحالى وأصبح علامة تقاوم ويرفضوها أو يرفضوا هذا الصليب ,وسمعان كان بروح النبوة رأى كل هذه الأحداث اللى ستتم بعد سنين كتيرة ,وبعد ذلك قال للعذراء وأنتى أيضا يجوز فى نفسك سيف ,ولأول مرة يتكلم سمعان الشيخ عن الآلام التى شافتها العذراء ,وكلمة سيف تعنى سيف ذو حدين وليس مجرد سكينة صغيرة لأ هو يقصد سيف كبير ,وفعلا كانت حياة العذراء مؤلمة ولم يكن فى حياتها شىء مفرح أو مبهج بحسب ظروف العالم ,وكانت حياتها عبارة عن فقر وتعب وظروف وأهانات وماتفتكروش حتى أن العذراء لم تكن تتعذب بالجسد ولكن ماكانش شىء بسيط لما يقولوا عن أبنها أنه مجنون ومختل العقل وبعلزبول رئيس الشياطين وطبعا كانت بتسمع الشتيمة التى بتوجه الى المسيح لحد ماوقفت تحت الصليب وقالت له أما أحشائى فتنسكب عند نظرى إلى صلبوتك الذى أنت قادر عليه من أجل الكل يا أبنى وإلهى ,فهنا سمعان الشيخ كشف عن الألم التى ستجوزه العذراء مريم لتعلن أفكار من قلوب كثيرة أو علشان كل واحد يبان على حقيقته ,وتعجب يوسف ومريم من أين عرف هذا الشيخ بسر الصبى وعلو شأنه وأيه اللى كان شايفه فيه ,وفى الوقت ده يوسف ومريم ماكانوش يعرفوا أن الروح القدس قد حل على سمعان الشيخ وهو اللى كشف له ,وطبعا يوسف والعذراء ماكانوش يعرفوا حاجة عن سمعان الشيخ ,وأحنا دلوقتى بنعرف أن الروح القدس كان حال عليه وهو اللى أرشده ولكن العذراء ويوسف لم يكن يعرفوا ولذلك تعجبوا مما قيل فيه ولم يشعروا بما يراه ولا ما ينظره فى شخص السيد المسيح ,وسمعان الشيخ كان أحد شهود سر الميلاد ,واللى قدروا يعاينوا ميلاد ربنا وتجسد الرب لأنه أنسان كان بارا تقيا منتظر تعزية أسرائيل والروح القدس عليه ,ومن هنا نعرف مين الأنسان اللى يقدر يعاين التجسد ؟ هو الأنسان اللى عايش حياة الشركة والتقوى بينه وبين الله وينتظر ربنا ويمتلىء بالروح القدس لأن الأنجيل بيقول لا يستطيع أحد أن يقول أن المسيح رب ألا بالروح القدس ,وأذا كان هذا هو جهادنا أننا بنصوم ونصلى وبنقرأ فى الكتاب المقدس ,فهدفنا من كل هذا أننا نمتلىء بالروح القدس علشان الروح القدس هو يكشف لنا سر المسيح ,وأذا كنا بنقول لربنا بأستمرار فى كل مرة حقيقى ليس لنا بر سمعان الشيخ ولا تقواه لكن لينا يا رب أحتياج سمعان الشيخ أننا نراك ونعاين خلاصك ,ونريد أن نرى هذا الخلاص شىء موجود فى حياتنا نتذوقه ونختبره ونشعر بيه ,وياريت أننا نقف نصلى الآن أمام ربنا ونطلب أننا نعاين هذا الخلاص وأن ربنا ما يسمحش لحد فينا أنه يشوف الموت قبل أن يعاين المسيح الرب .
وإلى هنا تم الجزء السابع والى اللقاء مع الجزء الثامن راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب الجزء الثامن
تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب الجزء السابع
تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب الجزء الثالث
تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب الجزء الرابع
تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب الجزء الخامس


الساعة الآن 10:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024