الله يتمجد... في تذكار نياحته
وتستطرد السيدة م.س.س - فتقول :
حدث في يناير 1993 أن أحسست بألم بالثدي الأيمن مع نزول صديد ، وتم توقبع الكشف الطبي علي بواسطة الكثير من الأطباء ، وأجريت العديد من الأشعات ، وأكد الجميع ضرورة ذهابي لأحد أطباء الأورام بالقاهرة . وحيث أنني أم لثلاثة أطفال ، أكبرهم لم يتجاوز عمره خمس سنوات ، ونظرا لاحتياجهم الشديد لرعايتي ، فلم أتمكن من الذهاب للقاهرة ، وأخذت أتناول بعض المسكنات .
وفي مساء يوم السبت الموافق 6 مارس 1993 وأثناء نومي رأيت في حلم ، إنني في دير الشهيد العظيم مارمينا العجايبي بمريوط ، أجلس علي أحد الأحجار بالقرب من الكنيسة ، فأشار لي أحد الآباء الرهبان بالتوجه إلي الكنيسة للصلاة ، فرد زوجي علي أبونا قائلا " دي تعبانة يا أبانا ..." فقال له أبونا " لا دي لازم تعمل العملية ".
وفي مساء اليوم التالي الموافق 7 مارس تكرر الحلم ، ولكن وجدت الراهب يقترب مني ، وبالتدقيق في وجهه وجدت أنه البابا كيرلس ، ووضع يده علي موضع الألم ، فصرخت ،" البابا كيرلس .. البابا كيرلس " واستيقظ الجميع علي صراخي وكان ذلك حوالي الساعة الثالثة صباحا .
وفي صباح يوم الثلاثاء الموافق 9 مارس حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف كنت أستمع لشريط مسجل عليه قداس بصوت البابا كيرلس ، فبكيت وصليت وقلت له : أنت تتصرف يا بابا كيرلس ، ومن شدة التعب غالبني النعاس ، ورأيت في حلم جميل البابا كيرلس أمامي بجلبابه الواسع والشال ، يمسك بصورة الأشعة والتقارير مع الصليب في يده اليمني ، وطبق وسرنجة في اليد اليسري وقال لي : " ليه بتخافي مني في الحلم " فأجبته : " مكنتش مصدقة نفسي لأني ماستهلش أشوفك " فسألني :" الأشعة دي عاملينها ليه " – مع مراعاة أن الأشعة والتقارير التي بيده كانت في موضع يصعب الوصول إليه _ فأجبته : " علشان عندي خراج في صدري يا سيدنا .." فابتسم قائلا : " لا ده ورم سرطاني من سنة ونصف " ولما وجدني خائفة أعطاني التقرير وقال لي : " اكتبي ... ( وأخذ يتكلم وأنا أكتب ) – لايوجد شيئ تحت السماء يقدر أن يكدرني أو يزعجني ... "وأخذ يرشم علامة الصليب المقدس علي موضع الجراحة ، ثم أمسك بالتقرير ووقع عليه بإمضائه ، وأخذ يسحب الصديد بالسرنجة ويفرغها بالطبق ويلتقط أجزاء الورم بقطعة من القطن حتي انتهي من تنظيف المكان ووضع غيارا نظيفا مكان الجرح ، وقد ترك قداسته الأشعة والتقرير الطبي ، وكل آثار الجراحة بجواري ، وغادر المكان ، وعندما استيقظت كانت يدي اليمني تؤلمني – ولكنها تماثلت للشفاء فيما بعد – ووجدت الحجرة معبئة برائحة البخور والحنوط وظلت لعدة ساعات وقد اشتمها كل من أتي لزيارتي . وانتهت جميع آلامي وأتعابي .
وفي مساء أحد الأيام رأيت البابا كيرلس في حلم فسألني : " لماذا صنع المسيح معجزة إقامة لعازر من الأموات " فأجبته : " لكي يتمجد .." فقال لي : " وهكذا يتمجد الله في قديسيه " .
من كتاب طريق الفضيلة 1994.