كيف نسجد للآب والإبن بالروح والحق؟
قال يسوع للمرأة السامرية إلى الله:
أنتم تسجدون لما لستم تعلمون.
وكأنه يقول أن الإنسان لا يستطيع أن يعرف الله حق المعرفة وطريق عبادته إلا بمعلناته الإلهية
أنتم تتكلمون دائماً،
عن العبادة والسجود والتسليم لله،
ولكن بالحقيقة الله بعيد عنكم،
وغريب بالنسبة لطبيعة سجودكم.
أما نسجد لما نعلم.
نمشي على أسس سليمة عبادتنا،
لأن الله أعلن ذاته لنا في الكتب المقدسة.
يعلمنا الرسول بولس
أنه لما جاء ملء الزمان لخلاص العالم أرسل إبنه،
مولوداً من عذراء يهودية من نسل داود الملك.
ونجم عن هذا،
أن يأتي المسيح حسب الجسد من اليهود،
ويظهر بينهم
(روميه ٥:٩)
وأن يمارس عملها الخلاصي ابتدأ بهم.
بيد أن اليهود، تنكروا له،
ورفضوا رسالته وصلبوه.
إلا أن رب المجد اختار رسله من بين اليهود القلائل،
الذين قبلوه.
وبذلك تغلب له المجد على العنصرية اليهودية وتقاليدها البالية،
ليكون لنا اليوم إيمان عالمي،
وقدوم إلى الآب بحرية في روح واحد.
بمعنى أن السيد الرب حقق خلاصه
رغماً من رؤوس اليهود المتحجرة.
لقد أتاح لنا المسيح أن نعيش اليوم مع أبينا السماوي.
في عهد جديد مؤسس على الحق
الذي في غفران المسيح وقوة الروح القدس.
ونكرم أبانا الذي في السماوات،
ليس بكلمات فارغة أو قلوب باردة أو حسب طقوس ميتة.
وإنما نقدم له كل حياتنا، شكراً لأجل خلاصه.
والروح القدس نفسه،
يرينا الآب ويخلق فينا المحبة لنتمم إرادته.
وعند الصلاة يشفع فينا،
ويضع الكلام في أفواهنا.
ودم يسوع المسيح، يطهر ضمائرنا،
ويؤهلنا للعبادة الحقيقية،
أي أن طريقة العبادة التي وضعها المسيح متحررة من شكلية الطقوس،
التي كانت تعرقل عبادة العهد القديم.
وهي تدعى عبادة حقيقية،
بينما عبادة العهد القديم كانت رمزية.
أو كما دعاها بولس الرسول أشباه الحقيقة
(عب ٩:٩ و٢٤)
هكذا يكون الساجدون الحقيقيون، مسيحيين صالحين،
يعبدون الله بالروح والحق.
أجل، يجب أن نعبد الله بالروح،
فنعتمد على روح الله في طلب القوة والعون،
واضعين أنفسنا تحت تأثير الروح القدس وعمله المبارك.
يجب أن نكرِّس أرواحنا لعبادة الله،
وفقاً لقول الرسول بولس :
الله الذي أعبده بروحي
(رومية ٩:١)
أن نعبده بعقل ثابت وعواطف حارة.
ويجب أن نعبده بالحق،
أي بإخلاص القلب.
وأن نهتم بقوة التقوى أكثر من صورتها،
فيتاح لنا أن نتقدم بسرور القلب.
وهذا ما عبّر عنه داود بالقول
"ها قد سررت بالحق في الباطن."
احفظ:
"الله روح والذين يسجدون له
فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا"
(يوحنا ٢٤:٤).
موضوع الصلاة:
نطلب من الله امتياز السجود له بالروح والحق لنا.