رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإعلام سوف يحكم العالم لنيافة الأنبا موسى الإعلام سوف يحكم العالم ؟! ربما تبدو هذه المقولة مسطحة ومبالغ فيها.. لكن الحقيقة أن وسائل الإعلام، سوف يكون لها دور أساسى وجوهرى فى: 1- تربية الأجيال الصاعدة. 2- تشكيل وتوجيه الرأى العام. 3- الوصول إلى ثقافة كوكبية واحدة. 4- التمهيد لتحريك الجيوش فى اتجاهات معينة. 5- التأثير فى الاقتصاديات العالمية والمحلية. ومرة أخرى هذه ليست مبالغة، فالذى يملك وسائل الأعلام، يملك، دون شك، وسائل التأثير. الأطفال والفتيان والشباب والأسرات، الكل يعيشون الآن تحت تأثير: الصحافة والإذاعة والتليفزيون، وتأثير الصحافة قد لا يتعدى 10% من السكان، ولكنها الشريحة المتعلمة والمثقفة والواعية والقادرة على التأثير، وصنع القرار. أما الإذاعة فتأثيرها صار محدوداً إذا ما قورنت بالتليفزيون، تلك الآلة الخطيرة التى تشد انتباه المشاهدين لساعات طويلة من النهار والليل مع قنوات اصبح إرسالها مئات الساعات يومياً.. هذا بغض النظر عن البث القادم عبر الأقمار الصناعية... وما يحمله من ثقافة جديدة وسلوكيات مختلفة، وفكر ومبادئ، تختلف جوهرياً عن فكرنا ومبادئنا. بعض الأمثلة: 1- التليفزيون الفرنسى يبث 70 آلف ساعة سنوياً منها 63 ألف ساعة أمريكية، و7 آلاف ساعة فرنسية... أى أن 10% فقط من الإرسال التليفزيونى الفرنسى، فرنسى الهوية، والثقافة واللغة.. الأمر الذى جعل المثقفين يصرخون من الغزو الأمريكى. 2- حرب الخليج، وخطابات صدام، ومجريات العمليات، كانت كلها أمامنا لحظة حدوثها على شبكة ال CNN. 3- طوفان كرة القدم، وبعض رياضات المصارعة والملاكمة والكاراتيه... خلق من الكثير من الشباب مؤيدين منفعلين عنفاء، دون أن يخلق منهم رياضيين ذوى روح طيبة، وذهن مستنير، ونفس منضبطة، وبدن سليم، وعلاقات جيدة. 4- ما يتسلل إلينا كل يوم من سلبيات أخلاقية، ومشاهد إثارة ينحو بالشباب منحى الجسد بدل أن يرتفع به إلى الروحانيات، والعلوم، والآداب، والثقافة، وخدمة المجتمع. 5- تسيطر على الشاشة مجموعة من الممثلين والرياضيين، وكأن المجتمع خلا من المثقفين والعلماء. 6- الساعات التى يستهلكها المشاهد يومياً، تفرغ روحه من كل مضمون، وذهنه من كل إمكانية لقراءة كتاب، فلا يكاد يجد وقتاً حتى للزراعة أو الإنتاج المادى. 7- بمجرد أن نشرت CNN مشاهد المذابح فى رواند، بدأت صيحات د. بطرس غالى تؤتى ثمارها وتحرك العالم بقيادة أمريكا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه... ونفس الأمر تكرر عندما شاهد العالم أطفال الصومال يتضورون جوعاً. هل من إيجابيات ؟ بالطبع هناك إيجابيات مثل : 1- أن الصحافة الحرة هى صمام أمن المجتمع تحميه من شمولية الأنظمة الحاكمة ومن استشراء الفساد فى مواقع الحكم والمجتمع بأن واحد.. فالديمقراطية هى طريق الاستقرار السياسى والنمو الاقتصادى. 2- كذلك هناك مواد ثقافية هامة فى الإذاعة والتليفزيون: كالأخبار والرياضة والصحة والدروس التعليمية، والفكر والتاريخ والأدب والسياحة والإنتاج... الخ. إذن ما الحل؟ يكمن الحل فى : 1- التأصيل الروحى للأجيال الصاعدة : من خلال الرعاية الروحية العائلية والفردية والتعليم والافتقاد والصلوات والخدمة وإشباع كافة احتياجات الإنسان بل وكل إنسان. 2- التأصيل الإيمانى : حتى يفهم كل مسيحى معنى المسيحية ومن هو المسيح؟ معنى الكنيسة وما هى الأرثوذكسية، وقضايا اللاهوت: الثالوث والتجسد والفداء وعصمة الكتاب المقدس، وألوهية رب المجد، حتى لا يتأثر بآى فكر غريب يأتى إليه من وسائل الأعلام أو غيرها. 3- التأصيل الثقافى : حينما يشبع العقل بالقراءة والثقافة والعلوم الإنسانية، وكافة إنجازات الإنسان عبر عصور التاريخ، وجغرافيا الأجناس، والفلسفات والقيم والهوية.. ومعروف أن إغلاق التليفزيون لمدة شهرين (فى تجربة علمية) أدى إلى: أ- تزايد العلاقات الأسرية وتماسك الأسرة. ب- تزايد العلاقات الاجتماعية والتجاور بين العائلات. ج- تزايد اهتمام الشباب بالقراءة. 4- التأصيل التاريخى : فلا شك أن الأجيال الحالية لا تشبع وجدانياً داخل الأسرة، بسبب ضغوط الحياة العصرية، الأمر الذى يحدث معه نوع من الفراغ الوجدانى، الذى يمكن أن تملأه إيحاءات الغريزة وإيحاءات الشيطان، لذلك يجب أن نعود إلى الأسرة المترابطة فى المسيح وبالمسيح، والبيت الشبعان بالسلام، والتماسك فى وحده، فهذا يسعد أعضاء الأسرة فلا يجوعوا إلى طعام غريب، بل تكون لديهم القدرة على الاختيار: البرنامج والمجلة والصديق. فليساعدنا الرب لنقدم لأجيالنا هذا الشبع "والنفس الشبعانة تدوس العسل" فكم بالحرى عسل الخطية المسموم!! والرب معك، |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
التفاهم الزوجى - لنيافة الأنبا موسى |
كيف أشبع روحياً؟ لنيافة الأنبا موسى |
ما لقيصر وما لله لنيافة الأنبا موسى |
لماذا المخدرات؟ - لنيافة الأنبا موسى |
ثمار الصليب - لنيافة الأنبا موسى |