قاد موسى النبي الشعب في برية شور حيث لم يجدوا ماءً. لم يسلكوا الطرق المعروفة التي بها آبار للشرب ربما تجنبًا أن يرجع المصريون بجيش آخر للانتقام منهم.
ساروا ثلاثة أيام في البرية بلا ماء، وجاءوا إلى مارة، وجدوا ماء فاندفعوا إليه لأنهم كانوا في ظمأ شديد هم وأطفالهم وحيواناتهم، لكنهم لم يقدروا أن يشربوا لأن الماء كان مرًا.
تذمر الشعب على موسى قائلين: ماذا نشرب؟
صرخ موسى إلى الرب، فأظهر له قطعة خشب من شجرة جافة، ملقاة. حملها موسى وطرحها في الماء فصار عذبًا.
إنها رمز لشجرة الصليب التي تدخل قلوبنا الحزينة فتجعلها ملكوت الله المفرح والعذب.
ذهبوا إلى إيليم فوجدوا اثنتي عشرة عين ماء وسبعين نخلة وكان ذلك رمزًا لتلاميذ الرب الاثني عشر ورسله السبعين.
انتقلوا من إيليم إلى برية سين، فلم يجدوا ما يأكلونه. تذمروا على موسى، قائلين إنهم يموتون جوعًا، كانوا يشتهون لو كانوا قد ماتوا في مصر حيث كانوا يجلسون بجوار قدور اللحم يأكلون الخبز على رائحة الطعام...
عوض رائحة اللحم التي كانوا يشتهونها أرسل الله لهم طيورًا (سلوى) في المساء غطت كل المحلة ليأكلوا لحمًا.
وفي الصباح أمطر الله عليهم منًا للسماء، أبيض كالجليد، كبذر الكزبرة التقطوا منه كل قدر أكله، طعمه كالرقاق بالعسل.
احتفظ البعض منًا لليوم الثاني فصار فيه دود وأنتن...
كان الشعب يأكل المن طازجًا يومًا فيومًا، فيماعدا يوم السبت، إذ كانوا يجمعون يوم الجمعة قدر نصيبين حتى لا يخرجوا السبت لجمع المن. ولم يكن المن يدود أو ينتن ليلة السبت.
هكذا عال الله موسى وشعبه في البرية:
أعطاهم منًا يوميًا ينزل من السماء للأكل،
وماءً من صخرة كانت تسير معهم.
لم يحتاجوا إلى زراعة أو طحن أو خبز...
لم تبلَ ثيابهم ولم تتهرأ أحذيتهم
لم يحتاجوا إلى أطباء ولا إلى دواء...
كان يعولهم ولم يعوزهم شيء.