رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"الإنسان لا يعلم حباً ولا بغضاً. الكل أمامهم" (جا 9: 1 ) تأمل أيها القارئ العزيز، والصليب أمام عينيك، القول "الإنسان لا يعلم حباً ولا بغضاً. الكل أمامهم". ألم يُستعلنا كلاهما، الحب والبغض، كما لم يُستعلنا من قبل؟ "البُغضة"!! ما الذي جعل الله المبارك يغير موقفه من ذاك الذي سُرّ قلبه به والذي انفتحت له السماوات لتعلن ذلك السرور؟ هناك إجابة واحدة على هذا السؤال. إنها الخطية. لقد وُضعت الخطية على ذلك القدوس المتألم بسببي وبسببك أيها القارئ .. وهنا أُعلنت كراهية الله الشديد للخطية. إنني أعلم البغضة الشديدة جداً عندما أرى الله ينظر إلى خطاياي الموضوعة على ذاك الابن كُلى القداسة - هذا العزيز والغالي والمحبوب. دعنا نتأمل دون تكرار للكلام في هذا الأمر الخطير. ثم دعنا نتحول إلى المحبة التي تتأجج بكل لمعانها أيضاً هناك. مَنْ يستطيع أن يقيس المحبة التي لا حدود لها من نحونا، والتي لكي تتجه إلينا دون أي معطل أو عائق، حجب الله وجهه عن ذاك الذي خلال أزلية لا سنين لها كان دائماً لذة الله، مالئاً لحضن الآب - ذاك الـمُعادل له في الأقنومية، والواحد في الجوهر، لكنه تحول عنه بل قد "سُرَّ بأن يسحقه بالـحَزَن". تأمل هذه الكلمات التي قيلت عن ذلك الذبيح ومركزه عند الله. قدّر هذه المحبة ــ إن استطعت ــ التي أُعلنت هناك؛ المحبة التي في قلبه والتي لا يذكر عنها إلا كلمة "هكذا" ــ "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد" (يو 3: 16 ) لذلك ونحن نتأمل الصليب، أنسمع الكلمات التي تخرج من فم الجامعة "الإنسان لا يعلم حباً ولا بُغضاً"؟ صمتاً يا جامعة صمتاً، لا تنطق بمثل هذه الكلمات ونحن أمام هذا المشهد. كنت معذوراً في ذلك اليوم عندما نظرت إلى الأمور المشوشة الباطلة التي تحت الشمس، لكن بالنظر إلى الصليب حيث تمت أشنع خطية وتجسمت الخيانة التي لا تُغفر، نستطيع أن نقول "الإنسان لا يعلم حباً"، أما نحن فنعلم "بهذا أُظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به. في هذا هي المحبة ليس أننا نحن أحببنا الله بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا ... ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي لله فينا" (1يو 4: 9 ، 10، 16). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|