|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
بعد كل هذا ... صعد نخو ملك مصر ... ليحارب عند الفرات. فخرج يوشيا للقائه" (2أخ 35: 20 ) يصمت الروح القدس لمدة ثلاث عشرة سنة فلا يذكر شيئاً عن يوشيا من السنة الثامنة عشرة لـمُلكه لغاية السنة الحادية والثلاثين وهى السنة الأخيرة له. وهذا هو أسلوب الروح القدس، وهو يختلف تماماً عما يكتبه البشر من سير حياة الأفراد. فهو يعرض أمامنا شخصيات كثيرة مُسرّة، ولكن لا نقرأ ولا مرة واحدة عن سجل حياة تامة. "بعد كل هذا" (2أخ 35: 20 ) سجل المؤرخ الإلهي هذه العبارة بحزن وأسى. فبعد السير مع الله وطاعة كلمته سنين طويلة، أقحم يوشيا نفسه في الحرب دون أن يتحذر. أخوتي ... ليتنا نأخذ الحذر لأنفسنا كباراً كنا أم صغاراً. إنه من الممكن لنا، بعد قضاء سنين في سلوك بلا لوم، وفى خدمة نافعة لله، أن نضل وتخرب حياتنا! لذا يحتاج الأمر إلى سهر مع اعتماد كُلى على الله خطوة بعد الأخرى. هذا إن أردنا أن نكمل سعينا حسناً. لقد اندفع يوشيا نحو الحرب بدون تبصُّر. فكيف نعلل هذه الحماقة؟ تُرى هل انتفخ قلبه بسبب نجاح طـُرقه؟ إن هذا الاحتمال دائماً يتعرض له خدام الله، كذلك القارئ العزيز والكاتب أيضاً. ونحن نقرأ عن ضلال أمصيا المماثل، مما جلب عليه كارثة على نفسه وعلى شعبه (2أخ 25: 17 -24) . لا نقرأ أن يوشيا، ذلك الرجل المكرس، وذكراه باقية إلى الآن، أنه صلى قبل أن يقود جيشه، كما وأنه لم يتلق أمراً إلهياً صريحاً لهذا العمل. لقد خرج عن طريق الطاعة والاتكال على الله. بل ولم يفهم حتى مغزى الرسالة التي أرسلها إليه الرب مُحذراً بفم فرعون ملك مصر. لو أن يوشيا وزن الأمر بكل هدوء في محضر الله، ثم عمل بموجب إرشاده، لأمكنه أن يردد كلمات داود في مزمور27 "إن نزل علىَّ جيش لا يخاف قلبي، إن قامت علىَّ حرب ففي ذلك أنا مطمئن". وحينما سار ربنا المبارك في طريقه وهو معرَّض للخطر - الأمر الذي أفزع التلاميذ - كان قلبه واثقاً لأنه كان يعمل بموجب كلمة الآب، ولذا فكان سيره في النور (يو 11: 7 -10) . أما يوشيا فقد كان منقطع الشركة مع الله، ولذا ارتكب أعظم خطأ في حياته إذ خسر هو والمملكة كلها خسارة فادحة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|