الأنبا أنطونيوس والأنبا باخوميوس والأريوسيين أثناء نفى البابا أثناسيوس
الأسقف الأريوسى غريغوريوس يضطهد أقارب البابا أثناسيوس
إضطهد الأسقف الأريوسى الدخيل الذى إغتصب الكرسى السكندرى عمة البابا أثناسيوس وقال البابا أثناسيوس عن إضطهاد قريبته : [ وغريغوريوس إضطهد عمة الأسقف ( يتكلم البابا عن نفسه ) حتى وأنه بعد موتها , لم يسمح بدفنها , وكان يمكن أن تطرح بدون دفن , لولا أن الذين كانوا متولين حمل جسدها قاموا بالواجب , وهكذا أظهر حتى فى مثل هذه الأمور سلوكه الردئ ] (3)
الأسقف الأريوسى يضطهد الأنبا أنطونيوس أب رهبان العالم
حادثة غريغوريوس الأسقف الأريوسى الدخيل المغتصب للكرسى الرسولى مع الأنبا أنطونيوس حينما أرسل الأخير رسالة إلى هذا الأسقف اللأريوسى موبخا له ذكرها البابا أثناسيوس فى موضعين هما : -
1 - كتاب تاريخ الأريوسية
2 - سيرة حياة انبا انطونيوس
فيقول البابا أثناسيوس : [ وكان غريغوريوس يفتخر بالأكثر أنه صديق الحكام وليس الساقفة والرهبان , وقد ظهر ذلك لما كتب أبونا أنطونيوس من الجبل , ولكن إذ أن الإلهيات دائماً تكون مكروهة من الخطاة - إشمأز هذا من خطاب الرجل القديس , أما خطابات الإمبراطور أو القائد أو أى ضابط فإنه كان لا يتمالك نفسه من الفرح عندما تأتيه , ويكرم حامليها ويعطيهم الهدايا , ولكن لما ارسل إليه أنطونيوس فإنه جعل الدوق بلاكيوس يبصق على الرسالة ويقذفها من يده , ولكن العدل الإلهى لم يتجاوز هذه لأنه بينما الدوق على جواده فى طريقه لأول محطة بعد الإسكندرية ( وقد ذكرها البابا أثناسيوس بالإسم Chereau فى كتابه عن حياة أنطونيوس , وهى على النيل على بعد مائة ميل من الإسكندرية شرقاً ) وإذا بالحصان دار براسه وعضه فى فخذه وألقاه من على ظهره فمات بعد ثلاثة أيام ] (4)
وفى كتابه عن النبا انطونيوس أضاف البابا اثناسيوس : [ وكان يوجد ضابط كبير ( جنرال) يدعى بالاكيوس , هذا كان يضهد المسيحيين بشدة بسبب ميله وإعتباره من الأريوسيين المكروهى الأسم , ولأن قساوة قلب هذا الرجل كانت كبيرة حتى أنه كان يضرب العذارى ( الراهبات) ويجلد الرهبان , وكتب إليه أنطونيوس هكذا : " إنى أرى غضباً قادماً عليك , فكف عن إضطهاد المسيحيين لئلا يصادفك الغضب ويتملك عليك لأنه الآن قد صار قريباً منك " .
ولكن بالاقيوس (بالاق) سخر من الرسالة وألقاها إلى الأرض وبصق عليها وأهان حامليها (من الرهبان) قائلاً لهم : " قولوا لأنطونيوس بما انك تهتم بالرهبان , فلذلك سوف آتيك حالاً لأتعقبك أنت أيضاً , ولم يمضى خمسة أيام حتى وقع عليه غضب الرب. ] (5)
ومن واقع التاريخ الفصحى يرجح أن تكون رسالة الأنبا انطونيوس لبلاكيوس كتبت فى سنة 345 م لأنه ذكر فيها اسم الوالى نسطور الذى بدأت ولايته سنة 344م وأستمرت حتى سنة 345 م والرسالة مذكور فيها اسم غريغوريوس أيضاً
والقديس باخوميوس أيضاً يهتم بالكنيسة فى غيبة البابا
كان الأنبا باخوميوس فى نهاية حياته أرسل يستفسر عن حال الكنيسة فى غيبة البابا اثناسيوس فى وثيقة هامة للغاية ومعروف أن القيدس باخوميوس تنيح فى 14 بشنس ( مايو) سنة 346م أى قبل عودة البابا أثناسيوس بشهور قليلة : [ وفيما بعد رجع الأب زكاوس وتادرس من الأسكندرية فى المركب الصغير , وذلك أنه كان للكنونيون مركبان , ألأكبر منهما كان برسم (ينقل) حمل حصير وبيعها فى المدينة ( الإسكندية) ( يلاحظ هما أن الحصير يصنعة الرهبان كان يصدر للخارج , فكان يحمل بالمراكب من أقصى الصعيد ليباع لتجار الإسكندرية ) ونقل ما يحتاجونه من ألأمور الضرورية , والمركب الأصغر كان برسم نقل الثياب لكسوتهم وغطائهم وما شابه ذلك , ولما سلمنا على الأب وجماعة الأخوة , قال لهما الأب ( باخوميوس) : كيف سلامة الكنيسة ؟ وذلك لأنه كان حزيناً لأجلها لأن ألريوسية وزعيمهم غريغوريوس ضد المسيح ( البطريرك الدخيل المغتصب) مثلهم كانوا وقتئذ قد وثبوا على الكنيسة عنوة كاللصوص وأخذوها , وكان الأب يصلى من أجلها على الدوام , إذ كان فى قلبه وجعاً على شعب الرب المظلوم ظلماً بيناً , وقد عدموا راعيهم الأب اثناسيوس رأس الأساقفة الرجل المتوشح بالمسيح , فأجابوه قائلين : " إن الأمور مضطربة وأحوال الأسقف والبيعة ( الكنيسة) مختلة" فأجابهما قائلاً : " ثقتى بالرب الذى تسامح بأن تصير هذه الأشياء لإمتحان المؤمنين أنه سينتقم "
ثم قص القديس باخوم عليهما الحزن الصائر له فى كنيسة الملاطيين ( كان الملاطيون قد دعوه إلى (كمين) داخل كنيسة لهم وأهانوه وضربوه حتى قارب الموت لولا أولاده الذين تكاثروا عليهم وحملوه وهربوا ) وكيف خلصه الرب من القتل وشكره للرب على الدوام .
وقال سبيلنا ان نصب على كل تجربة توافينا بحماسة نفس وشجاعة قلب , لأن مفاجأة المحن أيا كانت لا تضرنا بل تنفعنا جداً إذ قبلناها بشكر , لأنها تكون لغسل الذنوب , لإاما هؤلاء (الأريوسيون) الفاحصون عن امورنا , الناكثون للعهد معنا , فهم كانوا ابناء وأخوة لنا , وعلى الرأى القديم كانوا مثلنا , فإن كان العدو زرع شره فى أرضيهم الآن , ونفخ فى قلوع مراكبهم رياحاً مكرهة (للرب) وإستعملهم أداة لخبثة علينا ومضرة بنا , وإبتعدوا عن الحق بعداً شاسعاً , وعدلوا عن الناموس القويم وجنحوا عن الرأى المستقيم وخرجوا عن السور الالحريز السليم , لكن عفو الرب وغزير صلاحه يعمنا وإياهم متى طلبناه وعدنا إليه , واما هذا الباباس (البابا) أثناسيوس الفائق القداسة الذى قد حاربه العدو منذ زمان طويل فهو حقاً لسعيد يقيناً , ولن يستعلى عليه أعداؤه لأن الرب حافظه وناصر إيمانه وسيتم فيه المكتوب القائل : " صوت يقوم عليك , ومعونة الرب توافى إليك تقهر شائنيك وتسود على من يعاديك " ] (6)
وقد لمح القديس باخوميوس بشهادة صادره منه شخصياً فقال : [ وبعد ذلك قال أبونا باخوميوس لتادرس : " هوذا قد كمل إعتراف الشهادة التى قيل لى عنها ( من قبل الرب) أنه قد بقى لك شهادة قليلة من قبل أن يفتقدك الرب , والآن على ما قد كان , فأنا أظن أن يوم إفتقادى قد قرب , ومن بعد عيد الفصح المقدس ( وقع فى هذه السنة 4 برمودة ) أطلق الرب مرضاً فى الإخوة عامة , ومرض فى كل دير من الأديرة زهاء مائة أخ أو أكثر , وكان الأب باخوميوس من جملتهم وساءت حالته ... وأسلم روحه الطاهرة فى 14 من بشنس سنة 358 م ( الأصح سنة 346م ) (7) ( بعد عيد الفصح بـ 40 يوماً (أى ربما فى عيد الصعود) وكان له من العمر 87 سنة وقضى فى الرهبنة 64 عاما ] (8)
موت غريغوريوس الأسقف الدخيل المغتصب للكرسى السكندرى
فى 2 أبيب - 26 يوليو 345 م مات غريغوريوس الكبادوكى الأسقف الأريوسى دخيل الذى أغتصب الكرسى السكندرى أثناء نفى البابا اثناسيوس وأستولى على الكنائس المصرية القبطية الأرثوذكسية -
المــــــــــــــــراجع
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 149 - 155
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) Hist. Arian.13.
(4) Ibid. 14.
(5) Vita., Ant. 86.
(6) سيرة الأنبا باخوميوس مطبوعة ص 137 و 138 ويضيف الناسخ جملة فيقول : " كذلك صار , وعاد الباباس أثناسيوس بمجد ووقار ) ويلاحظ أن أن هذه الجملة لم يقولها باخوميوس لأن باخوميوس مات قبل أن يعود أثناسيوس .
(7) Quasten., Patrol. III, p. 154.
(8) سيرة الأنبا باخوميوس مطبوعة ص 137 و 138