الفترة الأولى : البابا بنيامين الأول البطريرك رقم 38
قبل الغزو العربى الإسلامى ومصر تحت الإحتلال البيزنطى المسيحى
هذه الفترة من تاريخ حياة البابا بنيامين الأول البطريرك رقم 38 كانت مصر ولاية تابعة للإمبراطورية البيزنطية الشرقية وعاصمتها القسطنطينية وقد إنقسمت المسيحية فى هذه الإمبراطورية نتيجة للمجامع المتعددة وأصبحت توجد طوائف مسيحية أو هرطقات محلية متعدد وتوطنت هذه الطوائف وأصبحت لها جذور وطنية وأصبح الأباطرة البيزنطيين يعينون بطاركة فى البلاد غريب عن هذه البلاد وأستولى هؤلاء البطاركة على كنائس المسيحيين الوطنيين وإنقسمت الولايات وإضطهد البطاركة المعيينين الساقفة المحليين الوطنيين
الحكام المعاصرون
الأمبراطور البيزنطى هرقل أو هيركوليس (1) Heraclius 610 - 641
انتخاب البابا
وحدث أن كسرى إمبراطور الفرس غزا مصر وأستولى عليها وإنتزعها من قبضة البيزنطيين الذين كانوا يحتلونها سنة 620 م ولشدة تضييقه على المصريين القباط الأرثوذكس لم يتمكنوا من إقامة بطريرك بعد نياحة البابا أندرونيقوس .
وكان أيضاً بطريرك الملكيين يوحنا قد توفى قبل البطريرك المصرى بسنة وكان الإمبراطور البيزنطى هرقل مشغول بتجهيز الجيش لإسترداد الأجزاء التى إقتطعها الفرس من أمبراطوريتة وكذلك حماية القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية من الغزو الفارسى فلم يهتم الإمبراطور فى وسط إنشغاله بالحرب بتعيين بطريرك للملكيين فى مصر .
وإستمرت الكنيستان المصرية والملكية بلا رئيس حتى إبتدأ المصريين فى إنتخاب بطريرك لهم فتنبه الملكيين الروم وأرادوا تقليدهم خوفاً من أن يسترد البطريرك المصرى إلكنائس التى أستولوا عليها من الأقباط المصريين ولا يهمهم إلا إيراد هذه الكنائس ، فلم ينتظروا تعيين قيصر لبطريركهم بل قاموا بإنتخاب رجلاً أسمه جرجس ورسموه بطريركاً لهم .
أما الأقباط فوقع إختيارهم على رجل خائف من الرب أسمه بنيامين من دير أسمه دير قنوبوس أتى إليه فى ذلك الوقت لأن هذا الدير لم تمتد له يد الفرس الغزاة بالتخريب فقد اخربوا اديرة كثيرة فى مصر ، وكان فى الدير تحت إرشاد شيخ تقى قديس أسمه ثاؤنا رباة فى خوف الرب ومحبته ولقنه الدروس الروحية والإنجيلية حتى برع فيهما وبلغ درجة فائقة فى القداسة والفضيلة ، وكاننت أكثر قرائته فى إنجيل يوحنا حتى حفظة ، ورأى فى إحدى الليالى فى نومه رجلاً فقيراً وقف به وقال له : " إفرح يابنيامين الحمل المتواضع والراعى معاً الذى يرعى قطيع السيد المسيح " فإضطرب مما سمع وأخبر معلمه فأفهمه أن هذا صوت الشيطان ليقوده للكبرياء ثم قال له : " لى خمسين سنة فى هذا الدير ولم أرى شيئاً مثل هذا " !!
البابا أندرونيقوس وبنيامين
وكان بنيامين يتلألأ كوجه ملاك ويزداد كل يوم فى النمو فى الفضائل الروحية ولكثرة إعجاب معلمه به مضى به إلى البابا أندرونيقوس وشرح له كل الأمور المتعلقه به فطلب البابا أن يقدمه إليه فلما شاهد بنيامين رأى فى وجهه نعمة السيد المسيح ظاهرة عليه فسأله البابا عن الرؤى التى شاهدها فرواها له فطلب البابا أن يقيما عنده هذه الليلة وفى الصباح طلب ثاؤنا من البابا أن يرحلا بالدير هو وبنيامين فمنعه البابا أن يأخذه وأبقاه لديه ثم رسمه قسيساً وصيره وكيلاً له وفرح به البابا أندرونيقوس فرحاً عظيماً ولما دنت الساعة أوصى أن يكون بطريرك من بعده ثم تنيح البابا أندرونيقوس بعد ما جلس على كرسى الرسول مرقس حوالى ستة سنين ورأى إضطهاد الفرس الشديد على المسيحيين وصبر على ما حل على الكنيسة من شدائد ومات شيخاً وهو حافظ الإيمان المستقيم آمانة آبائة
وكان بنيامين من أهل مريوط (3) من عائلة غنية وإشتهرت بالثروة الكثيرة والنفوذ الواسع فى دوائر الحكومة ، وكانت خلفية عائلته قد ساعدته على القيام بالمشروعات العظيمة لخير الكنيسة وصارت له شهرة واسعة بين الشعب القبطى المصرى وشعب الروم
مـــــــــــــــــراجع
(1)الإمبراطورهرقل http://www.coptichistory.org/new_page_5992.htm
(2) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص 289 - 299
(3) وهى تتبع ألان مركز كفر الدوار وقد خربت منذ زمان بعيد .