رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الجـــامع الأموى فى دمشق كان كنيسة القديس يوحنا المعمدان
تنقسم دمشق إلى قسمين متميزين احدهما دمشق القديمة والأخرى دمشق الجديدة , وتتميز دمشق القديمة بآثارها ومنها الجامع الأموى ، ويطلق عليه "جامع بني أمية الكبير"، ويقال أن الجامع الأموى أقيم مكان المعبد الآرامي " حَـدَد ْ" الذي يرجع إنشاؤه إلى مطلع الألف الأول قبل الميلاد ، وقد بني عليه المعبد الروماني للإله "جوبيتر الدمشقي" في القرن الثالث الميلادي . وقد أقام البيزنطيين المسيحيين كنيسة القديس "يوحنا المعمدان" فى نفس المكان أواخر القرن الرابع الميلادي. وقد أمر الخليفة الأموي "الوليد بن عبد الملك" بتشييد الجامع سنة 86هـ / 705 م واستغرق بناؤه عشر سنوات ، وعندما تم بناؤه خرجت مكوناته المعمارية آية في جمال وروعة وعظمة فن العمارة والزخرفة العربية الإسلامية في تلك الحقبة كدرة في تاج عاصمة عائلة الخلافة الأموية العربية الإسلامية، التي كانت أعظم إمبراطورية اتساعا وقوة في العالم في ذلك الحين. وللجامع الأموي ثلاث مآذن وأربعة أبواب وقبة تعلوه وقباب ثلاث في صحنه، وحرم أو مصلّى في داخله. المآذن فهي ثلاث: المئذنة الشمالية: ويطلق عليها " مئذنة العروس " ، ويطلق عليها " المئذنة البيضاء " و" مئذنة الكلاسة " نسبة إلى حي "الكلاسة" التي تقع عنده. المأذنة الشرقية: ويطلق عليها "مأذنة عيسى"، كما يطلق عليها اسم "مأذنة النوفرة" نسبة إلى حي "النوفرة" الذى يقع فى أتجاه هذه الماذنة . المئذنة الغربية: ويطلق عليها "مأذنة قايتباي" (أو مأذنة المِسْكِيّة) نسبة إلى الملك "قايتباي المحمودي" (من عصر المماليك الذين حكموا مصر ) وكانت هذه الماذنه قد تهدمت إثر أحد الحرائق الكثيرة التي أصابت المسجد. ثم أمر بإعادة بنائها سنة 893هـ/1488م فاطلقت عليها أسمه . وفى الجهة الغربية من صحن الجامع الكبير تقع قبة الخزنة (بيت المال). أمّا في الجهة الشرقية من الصحن فتقع قبة الساعات (أو قبة زين العابدين). والمساحة التى بين القبتين أنشأوا بركة ماء للوضوء هي الأثر الذي ظل متواجداً دليل على أن هناك كانت قبة ثالثة أطلق عليها "قبة النوفرة"- وكان يطلق عليها " قبة عائشة " وقد أزيلت مؤخراً. أما المسجد أو المصلى أو الحرم حيث أعتاد المسلمون إقامة الصلاة، فتعلوه قبة بارتفاع يقارب 36 متراً يطلق عليها " قبة النسر " وذلك لأن العرب الأمويين رسموا الحرم على شكل " النسر " حيث القبة رأسُه ، والرّواق القاطع جسمُه ، والرواقان عن يمينه وشماله جناحاه. أبواب الجامع الأربعة: الباب الشمالي: ويطلق عليه اليوم "باب العمارة" وكان يطلق عليه سابقاً أسم "باب الفراديس" ثم "باب الناطفانيين". الباب الشرقي: ويطلق عليه أسم "النوفرة" وكان يطلق عليه سابقاً أسم " باب جيرون ". الباب الغربي: وهو "باب البريد". الباب الجنوبي: ويطلق عليه أسم "باب الزيادة" أو "باب القوّافين" ويفتح في الحرم مباشرة. ويوجد فى صحن المسجد تشاهد الأعمدة الداخلية التي جرى ترميمها حديثاً حاملة تيجانها الضخمة تربطها القناطر والأقواس التي تصلها ببعضها وتسقف الأروقة. ومجملة بالزخارف الجميلة التي تزين سقف "باب البريد" والتي تشكل مع المقنطرات المختلفة لوحة فنية مستقاه من الفن البيزنطى والفارسى . واجهة الحرم فتزينها لوحة فسيفسائية ضخمة بأشكالها النباتية المزركشة ذات الطابع المسيحي الذي يعود لكنيسة يوحنا المعمدان التي كانت مكان المسجد واستولى عليه المسلمون وحولوها مسجداً وهذه واجهة الجامع الأموى فى دمشق ويغلب عليه الطابع الكنسى البيزنطى . ونور الشمس الخافت يتسلل داخل الحرم عبر النوافذ العلوية الضخمة الملونة بالأزرق والأخضر والأحمر والأبيض ، تزينها الأشكال الهندسية الفارسية المختلفة كالمَعين والمربع وغيرهما. وهناك عشرات من الثريات المدلاة من السقف بسلاسل معدنية طويلة تنير رحاب الحرم مدفن رأس يوحنـــــــــــــــــا المعمدان وفى أركان المصلى حيث توجد حلقات تضم نحو عشرة أشخاص يدرسون تجويد القرآن الكريم بإشراف الشيوخ يقع مقام جدرانه شبكية مذهبة يسميه المسلمين "مقام النبي يحيى" وهو " يوحنا المعمدان "الذي قام بتعميد السيد المسيح في "نهر الشريعة"( وهو جزء من "نهر الأردن")، و يضم رأس "النبي يحيى" ومن المعروف أن جسده فى مصر حسب ما ذكر التقليد القبطى والكتب القديمة ولكن لا يعرف أحداً أين هو . هـــــــــــل هذا المكـــــــان هو مقر يوحنـــــــا المعمدان ؟ فى خبر لوكالة الأنباء بى بى سى العالمية بتارسخ 17/8/2005م ذكرت أن عالم آثار بريطاني انه عثر على كهف يعتقد أن كان يستخدمه "يوحنا المعمدان" المذكور في العهد الجديد بالكتاب المقدس (الانجيل) للتعميد . وقد قضى العالم البريطاني شيمون جيبسون خمس سنوات في التنقيب في الموقع القريب من مدينة القدس ( الصورة المقابلة ) ، وقد عثر في أثناء الحفر على عدد من القطع والأدوات التي كانت تستخدم قديما على ما يبدو في طقوس الغفران. وقد اكتشفت بعض الرسوم المحفورة على جدران الكهف يظهر في احدها رجل بشعر أشعث يحمل عصا يقال انه رسم يمثل يوحنا المعمدان الذي يذكر الإنجيل انه عمد السيد المسيح فى نهر الأردن . ويوجد على حائط الكهف رسم آخر يظهر وجه فقط في إشارة رمزية لرأس مقطوع مما يمكن أن يربط بما يقال عن أن هيرود انتيباس الذي كان يحكم الأراضي المقدسة في عهد المسيح قطع رأس يوحنا. وقد شكك الدراسون الإنجيليون في الكشف الجديد والذي وصفوا نتائجه بأنها غير حاسمة ، وتلقوا نبأ الكشف بحذر. وقالوا إن نتائج الكشف مثيرة للاهتمام إلا أن الأمر يحتاج إلى مزيد من العمل والبحث وموقع الكهف يبعد أربعة كيلو مترات عن المكان الذي يعرف عنه تاريخيا بأنه موقع ميلاد يوحنا في عين كريم ، ويقع الكهف على عمق 42 مترا تحت سطح الأرض . وبالكهف 28 درجة من درجات سلم مؤدية إلى حجرة خاصة تحوي حجرا بيضاويا حفر به فجوة للقدم، وتجويف آخر يستخدم غالبا في غمر قدم الناسك بالزيت ( الصورة القابلة ) . يعتقد ان اقدام الناسكين كانت تدهن بالزيت بهذه الطريقة وقد عثر جيبسون على ربع مليون قطعة من الخزف يبدو أنها من القطع الأثرية التي كانت تستخدم في عملية التعميد في ذلك الوقت. وقال جيبسون إن الكشف مذهل لا يحدث لعالم آثار سوى مرة واحدة في العمر، وأضاف "لم يعثر على كشف مثل هذا في أي مكان آخر، إنها المرة الأولى التي نعثر فيها على اكتشافات تعود إلى فترة التعميد المبكرة". ولكن أيا كانت النتائج التى سيسفر عنها الكشف أى ما إذا كان هذا الكهف خاص بالمكان الذى كان مقر تعميد يوحنا المعمدان أمن لا إلا أنه بصورة قاطعة أن نتائج الكشف فسيعد واحدا من اكبر الاكتشافات التي شهدها التاريخ المسيحي في الآونة الأخيرة لأنه سيكشف عن فترة زمنية كانت مختفية فى التاريخ البشرى لهذه المنطقة كتاب قديم يحكى قصة كنيسة مار يوحنا التى حولها المسلمين جامعاً وفى كتاب قديم عنوانه، "نزهة الأنام في محاسن الشام"، لمؤلفه أحد علماء القرن التاسع، أبي البقاء عبد الله بن محمد البدري المصري الدمشقي. يقول المؤلف نقلاً عن الحافظ بن عساكر: "لما فتح الله تعالى على المسلمين الشام بكماله (بلاد الشام كلها) ومن جملته دمشق المحروسة بجميع أعمالها وأنزل الله رحمته فيها وساق برّه إليها، كتب أمير المؤمنين وهو إذ ذاك أبو عبيدة رضي الله عنه كتاب أمان وأقرّ بأيدي النصارى أربع عشرة كنيسة وأخذ منهم نصف هذه الكنيسة، وأخذ منهم التي كانوا يسمونها كنيسة مر يحنا بحكم أن البلد فتحه خالد بن الوليد رضي الله عنه من الباب الشرقي بالسيف وأخذت النصارى الأمان من أبي عبيدة وهو على باب الجابية، فاختلفوا ثم اتفقوا على أن جعلوا نصف البلد صلحاً ونصفه عنوة، فأخذ المسلمون نصف هذه الكنيسة الشرقي فجعله أبو عبيدة رضي الله عنه مسجداً وكانت قد صارت إليه إمارة الشام فكان أول من صلى فيه أبو عبيدة رضي الله عنه ثم الصحابة بعده في البقعة التي يقال لها محراب الصحابة رضي الله عنهم، ولم يكن الجدار مفتوحاً بمحراب محنى وإنما كان المسلمون يصلون عند هذه البقعة المباركة. وكان المسلمون والنصارى يدخلون من باب واحد وهو باب المعبد الأصلي الذي كان في جهة القبلة مكان المحراب الكبير الذي هو اليوم حسبما سلف لنا ذكره، فينصرف النصارى إلى جهة الغرب لكنيستهم ويأخذ المسلمون يمنة إلى مسجدهم. ولا يستطيع النصارى أن يجهروا بقراءة كتابهم ولا يضربون بناقوس إجلالاً للصحابة رضي الله عنهم ومهابة لهم وخوفاً منهم!." "وقال ابن عساكر: لما صارت الخلافة إلى الوليد بن عبد الملك عزم على أخذ بقية هذه الكنيسة وإضافتها إلى ما بأيدي المسلمين وجعل الجميع مسجداً واحداً، وذلك لتأذَي المسلمين بسماع قراءة النصارى في الإنجيل ورفع أصواتهم في الصلاة، فأحبَّ أن يبعدهم عن المسلمين فطلب النصارى وسألهم أن يخرجوا عن بقية الكنيسة ويعوّضهم إقطاعات كثيرة عرضها عليهم وأن يقرّ لهم أربع كنائس لم تدخل في العهد وهي كنيسة مريم وكنيسة المُصلَّبة وكلاهما داخل الباب الشرقي وكنيسة تل الجبن وكنيسة حميد بن درّة التي بدرب الصيقل، (سميت بهذا الاسم لأن الدرب أي الطريق كان إقطاعاً لحميد بن عمرو بن مساحق القرشي العامري وأمه درة بنت أبي هاشم خال معاوية بن أبي سفيان. وكان الخلفاء يمنحون الإقطاعات من الأراضي التي يحتلونها لمن شاؤوا من أتباعهم ) فأبوا ذلك أشدّ الأباء، فقال: أئتونا بعهدكم الذي بأيديكم في زمن الصحابة، فقُرئَ بحضرة الوليد، فإذا كنيسة توما التي كانت خارج باب توما لم تدخل في العهد، وكانت فيما يُقال أكبر من كنيسة مر يحنا فأقـرّهم على تلك الكنائس، وأخذ منهم بقية الكنيسة. ثم أمر الوليد بالهدم، فجاءت أساقفة النصارى وقساوستهم وقد ندموا فقالوا يا أمير المؤمنين إنا نجد في كتبنا أن من يهدم هذه الكنيسة يجن، فقال أنا أحب أن أجن في الله، والله لا يهدم فيها أحد قبلي، ثم صعد المنارة الغربية وكانت صومعة عظيمة، فإذا فيها راهب فأمره بالنزول منها فأبى الراهب، فأخذه بقفاه وحدّره منها ثم وقف على أعلى مكان منها فوق المذبح الأكبر الذي يسمونه الشاهد وأخذ فأساً وضرب أعلى حجر فألقاه، فتبادر الأمراء والأجناد إلى الهدم بالتكبير والتهليل، والنصارى تصرخ بالعويل على درج باب البريد وجيرون وقد اجتمعوا، فأمر الوليد صاحب الشرط أن يضربهم، وهدم المسلمون جميع ما كان من آثارهم من المذابح والحنايا حتى بقي صرحةً مربعة. ويتابع الكتاب قائلاً: "واستعمل الوليد في هذا المسجد خلقاً كثيراً من الصناع والمهندسين والمرخّمين. وكان المُسْتَحثّ على عمارته أخوه سليمان بن عبد الملك، ويقال أن الوليد بعث إلى ملك الروم يطلب منه صناعاً في الرخام والأحجار وغير ذلك ليعمروا هذا المسجد على ما يريد، وأرسل يتوعّده إن لم يفعل ليغزونَّ بلاده بالجيوش وليخربنَّ كل كنيسة في بلاده حتى القيامة التي بالقدس الشريف ويهدم كنيسة الرها وجميع آثار الروم (فليتأمل القارئ بهذا الابتزاز أيضاً). فبعث ملك الروم صناعاً كثيرة جداً وكتب إليه يقول له: إن كان أبوك فهم هذا الذي تصنعه وتركه فإنه لوصمة عليك، وإن لم يفهمه وفهمته أنت فإنه لوصمة عليه! فأراد أن يكتب إليه الجواب، وإذا بالفرزدق الشاعر دخل عليه فأخبره بما كتبه ملك الروم فقال (الشاعر) يا أمير المؤمنين أنت جعلت أخاك سليمان هو القائم بأمر العمارة والجواب بنص القرآن، " ففهَّمناها سـليمان وكُلاًّ آتينا حكماً وعلماً!" (سورة الأنبياء 79 ) . فأعجب ذلك الوليد وأرسل به جواباً لملك الروم. (هنا يظهر استهتار الوليد في استعماله لآية قرآنية قصد بها القرآن الملك سليمان الحكيم فأجاب بها يسخر بتأنيب ملك الروم له على قيامه بعمل ينافي الأصول والأخلاق. ويذكر الدكتور فيليب حتي في كتابه "تاريخ سورية ولبنان وفلسطين" أن الوليد أرسل إلى إمبراطور الروم في طلب مئة من الفنانين اليونان لبناء المسجد، بينما يذكر ابن عساكر وكتاب العيون، أن عدد الصناع كان مئة ألف وأن بعضهم استخدموا في مكة والمدينة. ويتابع الكتاب قائلاً: "وعن يزيد بن واقد قال: وكّلني الوليد على العمال في بناء الجامع فوجدنا فيه مغارة فعرّفنا الوليد. فلما كان الليل وافى وبين يديه الشمع فنزل فإذا هي كنيسة لطيفة ثلاثة أذرع في ثلاثة أذرع ، وإذا فيها صندوق ففتح الصندوق فإذا فيه سفط (إناء) وفي السفط رأس يحيى بن زكريا. فأمر الوليد بردّه إلى مكانه وقال: اجعلوا العمود الذي فوقه مُعيَّناً بين الأعمدة. فجعلوا عليه عموداً مسفّط الرأس ." تابع الكتاب قائلاً: "وقال بعض المؤرخين، أن الشرقية (أي المنارة الشرقية من الجامع) احترقت في سنة أربعين وسبعمائة فنقضت وجددت من أموال النصارى لكونهم اتّهموا بحرقها وأقرّ بعضهم بذلك، (إذا فُرض عليهم القبول بالتنازل عن الكنيسة فلا يُستبعد أيضاً أن يكون الإقرار قد فرض عليهم، فلم يكن كافياً أنهم قد استولوا على الكنيسة ثم عمروا الجامع بأيدي المسيحيين، بل أيضاً كلما حدث حادث للجامع اتهموا المسيحيين به وفرضوا عليهم إصلاح الضرر من أموالهم!) ، فقامت على أحسن شكل، وقال بعض العلماء في المنارة الشرقية البيضاء التي ينزل عليها عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان بعد خروج الدجال كما ثبت في صحيح مسلم عن النواس بن سمعان والله أعلم. يتابع الكتاب قائلاً: "ومن محاسن الشام ما وصف جامعَها به العلامة اليعقوبي، قال: مدينة دمشق جليلة قديمة وهي مدينة الشام في الجاهلية والإسلام.. وأما جامعها فليس في مدائن الإسلام أحسن منه، بناه الوليد في خلافته بالرخام والذهب سنة ثمان وثمانين." وينقل الكتاب عن مؤرخ آخر وهو الشيخ بن جبير، قوله: "وكان أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه لما دخلها، صالح النصارى بأن أخذ نصف الكنيسة الشرقي فصيره مسجداً وبقي النصف الغربي للنصارى، فأخذه الوليد وأدخله في الجامع (ضمّه إلى الجامع) بعد أن أرغبهم في التعويض عنه، فأبوا فأخذه قسراً!" جـــــــــــرن معمــــــــــمودية فى داخل المسجد إن وزارة الأوقاف السورية، إذ تقوم اليوم بعمليات إصلاح وتجديد وترميم كبيرة على المسجد الأموي، فإن أعظم ما يُخشى هو أن تقوم هذه السلطات بإزالة بعض الآثار المسيحية المتبقية والتي اكتشفت مؤخراً بعد أعمال الترميم التي تمت خلال الأعوام الماضية. فبالإضافة إلى ضريح القديس يوحنا الذي لا زال قائماً داخل المسجد والذي ليس هناك ما يدعو إلى القلق على مصيره لاعتقاد المسلمين بكرامة يوحنا والذي يدعونه يحيى، هناك أيضاً داخل المسجد في الجهة الشمالية الشرقية، جرن رخامي عظيم القدم تظهر على جوانبه آثار المستحاثات وكان يستعمله المسيحيون لعماد أطفالهم. أما ما يُخشى عليه فهو الكتابة الموجودة على البوابة الجنوبية والمنقوشة بالأحرف اليونانية والتي تقول: "ملكك أيها المسيح ملك كل الدهور وسلطانك في كل دور فدور." هنالك أيضاً صورة لوجه السيد المسيح وعلى رأسه إكليل شوك، ظهرت مؤخراً على يسار البوابة الجنوبية الأخرى المواجهة لسوق الصاغة وقيل أنه قد سبق وان حاول المسؤولون إزالة هذه الكتابات والصور ولكن تدخل هيئة الآثار الدولية وتقديم تبرعات مادية قد حال دون ذلك. نفق قديم يربط بين الكنائس أما في باحة الجامع، فهناك بقعة من الأرض تحت فناءٍ مسقوف، إذا ما وقف الزائر في منتصفها وضرب عليها بقدمه، فإنه يسمع صدىً عميقاً لهذه الضربات. ومردّ ذلك هو أن هذه البقعة، حسب خبراء الآثار، كانت مدخلاً أو مخرجاً لنفق طويل يربط كنيسة القديس يوحنا (الجامع الأموي) بكنيسة حنانيا، وهي كنيسة صغيرة تبعد عن المكان بما يقل عن الميل، وتقع إلى الجهة الشمالية من الباب الشرقي لدمشق في نهاية طريق صغير يحمل اسم الكنيسة نفسها. ولدخول هذه الكنيسة، ينبغي للزائر أن ينزل عدة درجات تحت الأرض وهناك يجد نهاية النفق في أسفل منتصف الحائط الغربي، وقد سدّ ببعض الأحجار خوفاً من دخول أحد إليه. وقيل أن المسيحيين كانوا يستعملون هذا النفق للانتقال بين الكنيستين أو كمعبر هروب خوفاً من الاضطهاد. وفي الستينات، خلال عمليات الحفر التي كانت تجري لتوسيع كنيسة الروم الأرثوذكس المعروفة بالمريمية، والواقعة بين كنيسة يوحنا وحنانيا، ظهرت أجزاء من النفق وقيل أن جماجم وهياكل بشرية عثر عليها في داخلها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|