رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بنات أورشليم لقد كان منظر يسوع وهو يسقط على الأرض رهيباً! وهو يكشف عن ثقل خطايا البشرية، ويؤكد أنَّه لا شيء يوقع حامل الكون بكلمة قدرته، لاشئ يوقعه على الأرض إلاَّ خطايانا، ومن هول المنظر أخذت النساء اللواتي كن يتبعن يسوع من بعيد ينحن، إذ شعرن بالإثم الفظيع الذى ارتكبه رجالهن في حق يسوع. ها قلوبهن تذوب فتجرى كالدم دمعاً، لأنَّ الملك لم يبقَِ منه سوى شبح إنسان فقد هجم عليه الخنزير الوحشى فى الغابة المُظلمة ومزّق جسده بأنيابه السامة، والآن هو يسير ملطّخاً على أوراق السنين المتساقطة، إنَّ صوته لن يأتي مع الفجر إلى نوافذهن ليوقظهن مع نسيم الصباح، لقد أفلت منهن ذاك الذى تكلّم كما تتكلّم الأنهار، الذى كان صوته وقيثارته توأمين، يسوع الذي كانت المرارة تتحوّل على شفتيه إلى عسل. لقد بكت النسوة لأنَّ الحياة فى نظرهن قد مات! أمَّا الرب فيرفض دموع النائحين عليه، ويعتبره عملاً خاطئاً، ويعد دموعهن بلا جدوى، لأن يسوع لم يكن ضرساً مسوساً فى فم البشرية، ولا سبيل إلا استئصاله لترتاح من أوجاعها وتُريح معها الآخرين، فهو الذى استطاع فى كل المواقف وتحت وطأة الآلام الشديدة أن يُظهر هدوءاً تاماً، ورغم ما حدث لم يفقد وعيه أو محبته، ولم يتخلَ لحظة عن إظهار حنانه وعنايته بخراف إسرائيل الضالة ولهذا يلتفت إليهن وهن يشاهدن آلامه ودماءه فى إشفاق ويقول: " يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ لاَ تَبْكِينَ عَلَيَّ بَلِ ابْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلاَدِكُنَّ " (لو28:23). وفى هذه الكلمات توبيخ لكل الذين ينحصر تعظيمهم للصليب، فى مجرد إظهار للعواطف الطبيعية التى نصيبها الرفض، فالمسيح لا يقبل النوح لأجله لأنَّه يجتاز الألم بإرادته، ففى استطاعته لو أراد أن يقف أمامنا بتاج مجد بدلاً من الصليب، فالأفضل أن نبدأ بالبكاء على أنفسنا، معترفين بأننا مستوجبون الموت الأبدي الذي شاء الرب برحمته أن يرفعه عنِّا. كما أنَّ هذه الكلمات تُشير إلى المصير الرهيب، الذي ينتظر الجمع الثائر، وإشارة أيضاً إلى جريمة إسرائيل الكُبرى، التى كانت السبب الرئيسى في البلاء الذى حل عليهم فيما بعد، فها الجبابرة تحوّلت الحياة أمامهم إلى حبس ضيق، لا يروا فى جوانبه غير أنوال العنكبوت، ولا يُسمع فى زواياه سوى دبيب الحشرات. ويستطرد الرب قائلاً: " لأنَّهُ هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُونَ فِيهَا: طُوبَى لِلْعَوَاقِرِ وَالْبُطُونِ الَّتِي لَمْ تَلِدْ وَالثُّدِيِّ الَّتِي لَمْ تُرْضِعْ " (لو29:23)، فما كان من قبل يُسبب حزناً وألماً، وكان يُعد عاراً عظيماً فى إسرائيل - العقم وعدم إنجاب البنين - سيُكون فيما بعد امتيازاً يُحسد عليه، ويمتد بصر المُخلّص إلى ما بعد خراب أورشليم، ويصل إلى دينونة اليوم العظيم، فأولئك الذين بإصرارهم على عدم الإيمان بالمسيح، واستمرارهم فى عدم التوبة، سيجدون أنفسهم فى وضع يُفضّلون عليه الموت من الاسـتمرار فى الحياة، فيقول: "حِينَئِذٍ يَبْتَدِئُونَ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ اسْقُطِي عَلَيْنَا وَلِلآكَامِ غَطِّينَا " ( لو30:23). ويختم الرب كلامه لبنات أورشليم بقوله: " لأَنَّهُ إِنْ كَانُوا بِالْعُودِ الرَّطْبِ يَفْعَلُونَ هَذَا فَمَاذَا يَكُونُ بِالْيَابِسِ ؟ " (لو31:23)، وهنا يدعو حامل الصليب نفسه " العود الرطب "، من حيث أنَّه هو البر والحياة الذى له كل إكرام ومع ذلك تحّمل عذاباً لا مثيل له! |
07 - 12 - 2012, 11:59 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: بنات أورشليم
ميرسى كتير يا مارى للمشاركه الرائعه ربنا يفرح قلبك |
||||
08 - 12 - 2012, 09:33 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بنات أورشليم
شكرا على المرور
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تشجع العروس بنات أورشليم بحماس إذ تصف لهم صلاح العريس |
يسوع يعزى بنات أورشليم |
لا تبكين يا بنات أورشليم |
أيها المصلوب-بقلم بنات أورشليم |
المسيح يعزى بنات أورشليم |