02 - 12 - 2012, 09:22 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
العار والخجل
" البر يرفع شأن الأمة وعار الشعوب الخطية " ( أم 24: 34 )
إنَّ من يتأمل في الكتاب المقدس يري أنَّ بر يوسف الصديق، رفع من شأن أمة بني إسرائيل وعظّمها في عيني فرعون، وكان سبباً في الرخاء الذي حل عليهم أيام المجاعة..
في حين لما أخطأوا انحط شأنهم، واستعبدتهم الشعوب وأذلوهم وعاشوا في خزي وعار، حتي إنَّ جُليات الجبّار كان يقف صباحاً مساء مدة (40 يوماً) يُعيّر الإسرائليين، ولم يكن هناك من يصده! بل عندما كانوا يسمعون كلامه، كانوا يرتاعوا ويخافوا بما فيهم شاول الملك نفسه (1صم17: 16،11،10).
وهنا ندرك بشاعة الخطية، وما تجلبه علي الإنسان من خزي وعار، ولهذا عندما قتل داود جُليات قال: " أنا سللت سيفه الذى كان بيده وقطعت رأسه و نزعت العار عن بنى اسرائيل " ( مز151).
وإذا أردت أن تعرف معني العار الذي تجلبه الخطية، اُنظر إلي السكّيرين والزناة ومدمني المخدرات.. لتعرف كم صاروا عاراً، لا لأنفسهم فقط بل ولأُسرهم والمجتمع!!
ولأنَّ الخطية تجلب العار، لازلنا حتي الآن نري في الأماكن المتشددة قتل المنحرفات اللواتي أسلمن أعضاءهن للنجاسة! لماذا؟ لأنهن جلبن العار لأسرهن ولوثن سمعتهن، ولهذا فضّل كثيرون الموت عن أن يتلوّثوا بعار الخطية، حتي إنّه قيل في المثل الشعبي: النار لا العار!! فعالجوا الخطية بخطية أشر!!
وكما تجلب الخطية العار، تجلب الخزي والخجل أيضاً.. فالخاطيء يخجل من نفسه ومن خطيته.. التي تقف أمامه في كل حين (مز51)، وتطارده صورتها في كل وقت كأنها سياط من نار، تلهب ضميره أينما ذهب!!
ماذا يحدث لو ضبط اثنان وهما متلبسان في خطية زني؟ في الحال يغطيان نفسيهما، ويضعا أيديهم علي وجوههما.. لماذا؟ لأنّ الخاطيء وإن كان يسعى للخطية، إلاَّ أنَّه لا يريد أن يراه أحد في هذا المنظر البشع المخجل.
ولا يخجل الخاطيء من نفسه ومن الآخرين فقط.. وإنَّما يخجل من الله أيضاً، فكثيراً ما نري الخطاة منكسي الرؤوس.. فلا يستطيعون أن ينظروا إلي السماء من شدة الخجل، لأنَّ خطاياهم أنزلتهم إلي المستوي الترابيّ، فكيف يتطلعون إلي الله البار، أو إلي السماء مسكن الأطهار!
وليست مبالغة إذا قلنا: إنَّ الخاطيء يخجل حتي من أعدائه.. الذين يشمتون به ويفرحون لسقطاته.. وغالباً ما يُشهّرون به في كل مكان أينما وجدوا، للإضرار به وتشويه سمعته..
كما أنَّ الخاطيء يخجل من الكنيسة وقُدسيتها.. ويخجل أيضاً من الهيكل والمذبح.. فالخطية هي الشيء الوحيد الذي يجعل الإنسان لا يحتمل أن يجلس في الكنيسة ولو لمجرد لحظات..
|