رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اليــأس " قد أخطأت إذ سلمت دماً بريئاً.. ثم مضـي وخنـق نفســه " ( مت27: 5،4) قد يُخطيء إنسان، فيتسرّب القلق والحزن إلي قلبه وتتملكه الكآبة، فيتوهم أنَّ لا خلاص له! وهكذا تظلم الدنيا أمام عينيه، ويري العالم وقد أصبح آباراً جافة، وأرضاً يابسة، لا تروي نفساً عطشي... ثم يلتفت وراءه فيري أبدية مظلمة تنتظره، هى بحيرة متقدة بنار لا تطفأ ودود لا ينام، لا يري أمامه سوي اليأس، إذ يشعر أنَّه فقد كل رجاء في العالم الحاضر والحياة الأبدية!! ولعل أعظم مثل ليأس الخطاة هو يهوذا الإسخريوطيّ، الذي بعدما أسلم سيده، لم يحتمل عذاب ضميره، الذي أتعبه جداً فندم علي خطيته، وذهب لرؤساء الكهنة ورد الثلاثين من الفضة قائلاً: " قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً فَقَالُوا: مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ! " (مت4:27)، وأخيراً " مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ " (مت5:27).. وقد ثبت إحصائياًَ أن أعلي نسبة انتحار علي مستوي العالم في البلاد الأكثر مدنية، وهي البلاد التي أباحت الشر وحللت الخطية، حتي إنهم صاروا يمارسون الجنس، في الشوارع والميادين العامة أمام أعين الناس وبلا أي خجل!! فكانت النتيجة أن تسرّب اليأس إلي قلوبهم، وكثيرون وصل بهم اليأس أن قالوا: لا علاج لأي شيء في الحياة، الموت هو العلاج التام لكل المآسي وخُتمت حياتهم بالانتحار!! منذ القرن الثامن عشر ومع التقدّم العلميّ والرفاهية.. ابتعد الإنسان عن الله في الغرب، وساد تيار الألحاد والمادية، وأقام الغرب نظرية خالية من النبض الروحيّ، والتواجد الإلهيّ، وانتصب العلم إلهاً، والطبيعة معبداً، والإنسان سيداً وقائداً لمسيرة المادة، وظهر (نيتشه) الفيلسوف الألمانيّ الملحد وألّف كتاب أسماه ( مات الله)!! فيه سخر بالإيمان وبكل ما هو مقدس، لكن هل مات الله كما ألحد نيتشه؟! بالطبع لا، فحاشا للحياة أن يموت. لكن نيتشه الفيلسوف هو الذي مات مجنوناً، وبقي الله حياً، وسيظل هكذا إلي أبد الآبدين. وأيضاً (سارتر) الفيلسوف الفرنسيّ المُلحد، قد عاش مع عشيقته متمرداً علي كل النظم الاجتماعية، فلم يعقد عق زواج ولم يعترف بهذه الأوراق، وأقام نظرية متكاملة عن الحياة بدون الله!! ومات سارتر وماتت معشوقته سيمون، وظل الله لا يشوبه تغيير ولا ظل دوران. قال أحد علماء الغرب " انتشر الفساد في الغرب وسادت الخطية وأصبحت نقطة ارتكاز وآمال الكثيرين، حتي قال البعض: لقد مات الله في القرن التاسع عشر، ولكن بعد أن اكتشفوا حقيقة الخطية المرّة وما يجنيه الإنسان منها قالوا: والإنسان قد مات في القرن العشرين ". وهذا دليل علي أنّه لا سعادة يجنيها الإنسان من حياة الخطية، إنّما يجني ألماً ويأساً وموتاً.. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تـأكـــــد ان الصـــــــلاة فــأس تقطــــــع اليــأس |